الجمعة، 30 ديسمبر 2011

دولةُ الخلافةِ …


أذاعَت فضائية BBC يوم الجمعة ٣٠ ديسمبر أن مُرشدَ الإخوان المسلمين صَرحَ في مؤتمرٍ صحفي أن جماعته على وشك تحقيقِ هدفِ مؤسسِها، وهو تحقيقُ دولةِ الخلافةِ. وتصدَرَ صحيفةَ الأهالي يوم الأربعاء ٢٨ ديسمبر ما قالَه أحدُ السلفيين بأن من يخرج على حكمِهم خارجٌ عن الإسلام يجبُ قتالُه. أضف ما نُشِرَ عن هيئةٍ أُنشئت بفعلِ فاعلٍ للأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ. وطبعاً يستحيلُ أن نَغفلَ عن الوجوه التي تنتشرُ في الفضائيات مُسَفِهةٌ كلَ من يخالفُها وكأنه مخالفٌ للشريعةِ، لا معارضاً لهم كأشخاصٍ. المثيرُ للعَجبِ صدورُ التصريحِ ثم نفيه، والتزاحمُ علي المواقعِ الإلكترونية للصحفِ وغيرِها دفاعاً عن أي فعلٍ أو قولٍ من الجماعةِ أو السلفيين ولو كان على خصام مع المنطقِ وطبيعة الشعب المصري الكاره للتطرفِ. لما أُعلِنَ تصريحُ الخلافةِ الإسلاميةِ أو بيانُ هيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ، إنهمَرَت تعليقاتُ التأييدِ والمباركةِ، وكأن ما كان منذ مئات السنين صالحاً اليوم.

الانتخاباتُ اِعتُبِرَت شيكاً على بياض لأي قولٍ أو فعلٍ أو توجه أو قرار، ولو كان مؤداه إلحاقَ الدمارِ بالدولةِ المصريةِ، كيانُها ووحدةُ أراضيها، وما يزالُ النموذجُ الصومالي وكذلك الأفغاني والسوداني والغزاوي واضحاً تماماً في كيف تكونُ النظرةُ أحاديةً، الحكمُ بأي وسيلةٍ ولو على الأنقاضِ، ولو جلَبَ التعاسةَ والشقاءَ والبؤسَ. متابعةُ ما يُقالُ وينتهَجُ من تصرفاتٍ وممارساتٍ لا تثيرُ إلا قلقاً أكيداً ممن ركبوا الديمقراطيةَ ليجلسوا إلي ما لا نهاية، ليشطحوا ويتجاوزوا وهم بمنأي عن المساءلةِ لأنهم الشريعةُ، كما يظنون. الديمقراطيةُ تعني الاستعداد للنزولِ عن الحكمِ وقتما يشاءَ الشعبُ، والخلافةُ تحصرُ الحكمُ في طبقةٍ أو طائفةٍ بعينِها، وتستبعدُ عنه من سيُصَنفون غير أهلٍ للحكمِ أو لاختيارِ الخليفةِ. الخلافةُ تتناقضُ مع الديمقراطيةِ التي بهم أتَت، كيف نصدقُهم إذن وهم يكشفون وجهاً ثم يُخفونَه وكأننا في حفلٍ تنكري؟! يريدون طولَ البقاءِ لأهدافِهم الخاصةِ، لمصلحتِهم التي يصورونها ويتصورونها للكافةِ، يريدون أن يسحبوا شعباً في عصرٍ ولى فيه جَرَ الشعوبِ من قفاها.

هناك من يُدافعُ عن السلفيين بحجةِ أنهم لا يجيدون الكلام، بأنهم لم يحترفوا السياسةَ، عذرٌ مخادعٌ، هل مطلوبٌ منهم الكذب والملاوعة؟! اليومُ كلامٌ معسولٌ وغداً فعلٌ قامعٌ مدمرٌ!! وكيف يكونُ حسنُ التعبيرِ عن نوايا ليست بالحسنة؟! الأمرُ ليس في التعبيرِ، لكنه فيما تُضمِرَه النفوسُ. انتهَت دولةُ الخلافةِ العثمانيةِ بكارثةٍ أنهَت إلى غير رجعةٍ آخر نموذجٍ لها، وزالَت معها الدولةُ التركيةُ والحكم الديني، عالمُ اليوم أشدُ قسوةً.

مصر ليست خَمارة كما يصرخُ من طَفوا على السطحِ، ليست هي الأرضُ والثقافةُ التي تُحَلِلُ ضربَ النساءَ وشدَهم من شعورِِهم وتجنيبَهم؛ مصر لا تتحملُ حكماً ديكتاتورياً تحت أي مُسمى، يستحيلُ فيها تكفيرُ المخالفين، لا مكانَ فيها للصفوةِ الحاكمةِ، ولا لأي سلطةٍ أعلى تُنَزَه وتُحَصَن تحت أي مسمي،،

Twitter: @albahary

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

مئوية نجيب محفوظ فى مكتبة الإسكندرية


 نظم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية كعادته فى شهر ديسمبر من كل عام, إحتفالية بمناسبة عيد ميلاد الأديب الكبير نجيب محفوظ (1911 – 2006) المئوى هذا العام, رغم الظروف الصعبة التى تمر بها المكتبة.


شملت الإحتفالية عرض بعض الأفلام التسجيلية والروائية إلى جانب معرض صور له (من ضمنها صورة التخرج من قسم الفلسفة بكلية الأداب جامعة القاهرة عام 1934 المصاحبة لهذا التقرير).

بدأت الإحتفالية بكلمة من الناقد سمير فريد الذى تحدث عن نجيب محفوظ وحرصه على الكتابة باللغة العربية الفصحى حفاظآ على اللغة ثم عرض برنامج تلفزيونى من تقديم المذيعة ليلى رستم ضم عميد الأدب العربى طه حسين ومجموعة من الكتاب من بينهم نجيب محفوظ.

كما تم عرض الفيلم التسجيلى "نجيب محفوظ ضمير عصره" (1989) سيناريو وإخراج هاشم النحاس.
والفيلم الروائى "ساحر النساء" (1958) عن قصة سينمائية لنجيب محفوظ (عن الدجل والشعوذة) وسيناريو (متميز) لعباس كامل ومحمود صبحى وكامل التلمسانى ومن إخراج فطين عبد الوهاب وتمثيل فريد شوقى وهند رستم (التى قامت بأداء رائع) وتوفيق الدقن.

وأخيرآ عرض فيلمان مكسيكيان عن روايتين لنجيب محفوظ يؤكدا عالمية أدبه وحققا العديد من الجوائز.
الأول "بداية ونهاية" (Principio y fin) 1993 من إخراج المخرج المكسيكى الكبير أرتورو ريبستاين.

الثانى "زقاق المدق" (El callejon de los Milagros" ( Midaq Alley) 1994 من إخراج جورجى فونس وتمثيل سلمى حايك التى لفتت الأنظار فى هذا الفيلم وإنطلقت إلى السينما العالمية والنجومية.

  









مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون
  

شاهدت في السينما




فيلم تشويقى وأكشن حول منظمة سرية تعرض على رجل تم الإعتداء على زوجته, قتل الجانى ثم تعود بعد فترة من تنفيذ المهمة لتطالبه بمهمة مماثلة كرد للجميل وعند رفضه يبدأ صراع يؤدى إلى كشف بعض الحقيقة.
الفيلم الذى تدور أحداثه فى مدينة نيو أورلينز بجنوب الولايات المتحدة أخرجه روجر دونالدسون الخبير بمثل هذهالنوعية من الأفلام ( No Way Out, The Recruitونجح فى صنع فيلم تجارى عالى التشويق معتمدآ على سيناريو جيد حرص على إصلاح الأمور فى النهاية لإرضاء الجمهور.
يمكن للمشاهد إستخلاص عدة معانى من الفيلم أبرزها أن تطبيق العدالة يجب أن يكونمن خلال القانون.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم أكشن كوميدى حول قيام مجموعة من ضحايا عملية نصب, قام بها مالك البرج السكنى الخاص الذى يعملون به, بعملية سرقة مقتنيات ثمينة يخفيها هذا النصاب فى مكان عملهم لإسترداد أموالهم.
الفيلم يدور حول عمليات النصب بإسم توظيف الأموال والمعروفة فى الغرب بخطة بونزى والتى تكشفت إحداها من فترة وجيزة فى الولايات المتحدة.
وفق السيناريو فى إختيار نماذج الشخصيات المشاركة فى عملية السرقة وإضفاء جو من الكوميديا الساخرة مما يجعل المشاهد يتقبل أحداث الفيلم رغم صعوبة تصديقها.
نجح المخرج بريت راتنر مخرج سلسلة أفلام Rush Hour   فى تقديم فيلم يختلف عن أفلام تناولت نفس الفكرة( Ocean's Eleven) فى حين فشل إيدى ميرفى الذى يحاول تجديد جلده وإحياء نجوميته فى تقديم دور يستحق عليه الثناء.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

                       فى الزمن المحدد  In  Time      
فيلم خيال علمى تدور أحداثه فى زمن لا يكبر فيه الإنسان عن 25 عام نتيجة تعديل جيناته وأصبحت فيه العملة المتداولة عبارة عن ساعات عمر الإنسان بعد ال25 المسجلة فى ذراع كل واحد, حول شاب فقير يتلقى ثروة (من الساعات) كهدية نظير خدمة قدمها لأحد الأغنياء وتأثير ذلك على حياته.
الفيلم يعكس واقع عالمنا الحالى الذى يهيمن فيه قلة من الأغنياء على مجريات الأمور فى حين تصارع غالبية من الفقراء من أجل الحياة, وهو من تأليف وإخراج النيوزيلاندى الأصل أندرو نيكول الذى تخصص فى أفلام الخيال العلمى سواء تأليفآ ( The Truman Show ) أو تأليفآ وإخراجآ              ( Gattaca, Simone )  والذى إختار هنا الإسلوب السهل المبسط (ربما أكثر من اللازم) من حيث التمهيد الواضح لبعض الأحداث والإسقاطات المباشرة والديكور البسيط وشكل أداء الممثلين بدون إنفعال.
الفيلم يؤكد (بشكل مختلف) المقولة الشهيرة "الوقت من ذهب" أو "Time is money"
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم خيال علمى حول عقار لعلاج مرض الألزهايمر يتم تجربته على القردة ويؤدى إلى نمو ذكائها بشكل ملحوظ.
الفيلم إحياء لسلسلة أفلام بدأت فى عام 1968 مقتبسة من رواية للمؤلف الفرنسى الراحل بيير بول إلا أن كاتبا السيناريو (رجل وزوجته) إختارا الإستسهال والإستخفاف بعقل المشاهد بشكل أساء إلى الرواية الأصلية وبمكانتها.
أبرز ما فى الفيلم التقنية المستخدمة فى نقل أداء الممثل لنماذج القردة مما جعلها أقرب للإنسان وتصرفاته.
الفيلم حقق نجاح باهر فى معظم أنحاء العالم ربما لرسالة الثورة والتمرد التى يحملها والتى تتماشى مع الظاهرة المنتشرة حاليآ فى كل مكان.
درجة الفيلم : 6 من عشرة


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الألتراس؟!!


كلمةٌ، ماذا تعني؟ ما هو أصلُها؟ كيف شاعَت وبالذات مؤخراً؟ هذا من الناحية اللغوية. أما من ناحيةِ الواقع، فما هو دورُ المنتمين لها؟ ما هي صفتُهم؟ ما هي مهنتُهم؟ من يمولُهم؟ من يُُحددُ أدوارَهم؟ من يحاسبهُم؟ من يختارُهم؟ هل يملكُ الاستغناء عنهم أو عن بعضِهم؟ هل ينتقلُ فردُ الألتراس من ألتراس إلى آخر؟! من هو زعيمُ كل ألتراس؟ ما هي مواصفاته وصلاحياته؟

اعتادَ المجتمعُ الألتراس في ملاعبِ الكرة، شاهدَهم يهتفون ويُشعلون الشماريخ، شجَعَهم، تمادوا في الشجارِ مع المنافسين، خَرَبوا، تخطوا الحدودَ، عوقِبَت الأنديةُ بفعلِهم. لم يرتدعوا، تحدوا، بمباركةِ الأندية ورضاها!! مجتمعٌ لا يعترفُ إلا بالقوةِ والصوتِ العالي ولي الذراعِ، هم أذرعُ الأنديةِ للإرهابِ، إرهابُ المنافسين، والدولةِ مُمَثلةٍ في الأمنِ واتحادِ الكرةِ، الرياضةُ بالفتونةِ لا الأخلاقِ!!

لم يدُرْ بخاطري أن الألتراسَ سيكون موضوعاً، لكن ماذا بعد أن امتدَ نشاطُهم من الملاعبِ إلى ميدانِ التحرير والشوارعِ المحيطةِ بوزارةِ الداخليةِ ومجلسِ الشعبِ؟ سماءُ ميدان التحرير عَرِفَت الشماريخ ومسدساتِ الصوت والطوبَ والحجارةَ، لا بدَ أن نفهمَ وندرِسَ. هل قَلَ رزقُهم بسبب توقفِ الدوري فبحثوا عن سبوبةٍ أخرى؟ من إذن موَلَهم هذه المرةِ؟ من أُعجِبَ بقدراتِهم واستثمَرَها؟ من المؤكدِ أن اللعبةَ، إذا جازَت تسميتُها بالسياسيةِ، ينتهجُ المنتسبون لها ما اعتادَته الأنديةُ، بلطجةٌ وفوضى وغوغائية، أدواتُهم الألتراس وأطفالُ الشوارعِ وكل من يحتاجُ فلوسَهم.

الألتراس التطورُ الطبيعي للبلطجي الفرد أو المجموعةُ الصغيرةُ من البلطجيةِ، أصبحوا عنواناً لمرحلةٍ تمرُ بها مصر، مع كلِ الأسفِ، فيها السِنج والمطاوي والمولوتوف والمسدسات والخرطوش، الحقوقُ لا تُستأدى بالقانونِ، الدولةُ المصريةُ تهتزُ، تترنحُ، تضعُف، كلُ مؤسساتِها، الجيشُ مستهَدفٌ. من لا يريدون بمصر خيراً كُثرُ، من الخارجِ، ومع الآسى من الداخلِ ولو تَخفوا وتَنكروا ثوريين مناضلين مكافحين.

مصر تمرُ بمرحلةٍ مَرَضيةٍ، أعراضُها التعصبُ، الغوغائيةُ، الأنانيةُ، قِصَرُ النظرِ، إنعدامُ البصيرةِ، لو واحدٌ منها أصابُ فهو قاتلٌ،،


Twitter: @albahary

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

وبعد انتخاباتِ الجامعاتِ …


أُجريت الانتخاباتُ في الجامعاتِ، ما بين كراسي إدارية ومُجَمَع انتخابي، تَمَت التربيطاتُ وعَرِِفَ كلُ من رشَح َنفسه أين سيكون. ككلِ انتخاباتٍ هناك وعودٌٌ واجبةُ السدادِ، ممن لا يملكُ، ولو كان هناك من يستحقُُ. انتخاباتٌ بالصورةِ التي تَمَت جعلت من رشحوا أنفسهم من أساتذة الجامعات ينحنون كثيراً ويبتسمون ويصافحون ويخاطبون ويرسلون رسائل محمول ورسائل إلكترونية إضافةً إلي المنشورات الورقية. لماذا؟ من المؤكدِ أن هناك دافعاً، شخصياً كان أو رغبةً من تيارٍ في السيطرةِ، في الحالين ليس هكذا تكونُ الجامعاتُ.

إذا كان المَغنمُ شخصياً، طمعاً في كرسي وسلطانٍ وشهرةٍ، فكما تكون ترقيةُ أعضاء هيئة التدريس مشروطةً بدورات بعينِها، من الضروري أن تُحَدَدَ دوراتٌ لكل من يؤتمنُ علي كرسيٍ جامعي. فمع الانتخابات ستكون الأولوية لتحقيقِ الوعود الانتخابية التي من المؤكدِ، في ظل الفوضى والانفلات وخُفوتِ احترام الأكبر علماً أو سناً، أن تكونَ متعارضةً مع قواعدٍ جامعيةٍ مستقرةٍ وأيضاً متنافرةٍ مع مصالح الأقسامِ العلميةِ والكلياتِ وبالتالي الجامعاتِ. من الطبيعي أيضاً مع عشقِ الكرسي أن يتصورَ من أُجلِسَ أنه "رئيس دكاترة"، أى أكثرُ منهم فهماً وأصوبُ رأياً، وهو ما لا يتفقُ مع واقعٍ يبتعدُ فيه من يحترمُ نفسَه عن أية انتخاباتٍ تبتذِله، ومع وجودِ أساتذةٍ حقيقيين خلقاً وعلماً. من غير المقبولِ أن يفطَ من أُجلِسَ كعفريتِ علبةٍ أو يُقاطعُ أو يعلو صوتُه، من الضروري أن يفهمَ أنه جاء لتسيير عملِ القسمِ أو الكليةِ أو الجامعةِ، لا أن يكونَ أمراً ناهياً، ولا مفكراً فيلسوفاً بدون أماراتٍ ولا وجه حق. التثقيفُ قبل الكرسي والتربيطات، وليس بالانتخاباتِ سينصلحُ حالُ الجامعاتِ والبلدِ ولا بالتعيين الفاجرِ كما سبَقَ.

أما إذا كان المغنمُ لجماعةٍ تبَغي السيطرةَ على الجامعاتِ، فما هو بما يتفقُ وحريةُ أساتذةِ الجامعاتِ ووجوبُ إبقاءِ الجامعاتِ معاهدِ علمٍ وبحثٍ بمنأى عن الصراعاتِ السياسيةِ والدينيةِ والطائفيةِ. يستحيلُ أن تكونَ العدالةُ بين الطلابِ وأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ في ظلِ تمييزٍ سياسي وديني وطائفى، يستحيلُ التعليمُ الحرُ في إطارِ المنعِ والكبتِ والتوجيه. وإذا كانت الجامعات قد تراجَعَت بسبب العداء لأساتذةِ الجامعاتِ بحيث أصبحَ إفقارُهم هدفاً في حد ذاتِه، فإنه من المستحيلِ أيضاً أن ترتقي وقد استُبعِدَ من أساتذتِها وطلابِها من لن يُسَيروا أو يُقادوا لأية أهدافٍ غيرِ علميةٍ ولاختلافِهم مع أيةِ توجهاتٍ تُفرضُ عليهم. إدخالُ الجامعاتِ في الصراعاتِ، أياً كان تصنيفُها، تشتيتٌ لها وتجنيبٌ لما يمكن أن تؤديه من أمانةِ التعليمِ والبحثِ وإيجادِ الحلولِ وكشفِ الحقائقِ.

قد يكونُ التفكيرُ مرفوضاً كما كان، وكما قد يكونُ، ألهذا تُساقُ الجامعات؟ الانتخاباتُ ابتذلَت أساتذةَ الجامعاتِ، وأذا فُرِضَت فلا بدَ من أن يوضع كلُ من أجلِسَ على كرسي في مكانه، لا يتخطاه ولا يتصورُ أنه أكبر منه أو ممن في كليتِه وجامعتِه. أيضاً على كلِ جماعةٍ، تريدُ إخضاعَ الجامعاتِ وأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بها والطلابِ، أن تبتعدَ إن كانَت هي أمينةٌ وصادقةٌ ومخلصةٌ، وراغبةٌ بحقٍ في تقدمِ هذا البلدِ، لا إفقارِه وكسرِ عينِه، بفعلِ التعصبِ واحتكارِ الصوابِ، والهزيمةِ التي لن تكونَ إلا مؤكدةً،،

Twitter: @albahary

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الخوفُ من الحكمِ باسم الدين .. ليس وهماً ولا مبالغةً


لم تنشعلْ البلاد مثلما هى الآن، الحديثُ الرئيسي لا يخرج عن ما هو المصير عندما يستولي أى تيار إسلامي علي الحكمِ، مصير البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومصير حرياتِ البشرِ واحترامِ اختلافِهم وتعددياتهم. ما يلفتُ النظرَ أن ردَ المتشيعين للحكمِ الديني سواء في الصحفِ أو الفضائياتِ أو علي الشبكة العالميةِ للمعلوماتِ لا يخرجُ عن تسفيه المعارضين أو القلقين، وسبهم بحجة أن الشعبَ اختارَ وأنهم علي ضلالٍ وغيرةٍ من أهلِ الإسلامِ، وأن ما يثيرونه لا يخرجُ عن العمالةِ والسَفسَطةِ، وهو ردُ فعلٍ جدُ مخيفٌ ومؤكدٌ على نمطٍ رافضٍ لمن يخالفُه، أليس هو من ينطقُ بما يأمرُ به الله؛ وهنا تكمنُ الخطورةُ كلُها، على هذا الوطنِ، الذي باتَ في محنةٍ تهددُ وجودَه ووحدةِ أراضيه في زمنٍ لا رحمةَ فيه.

ما نشرَته تقاريرُ مراقبةِ الانتخاباتِ تؤكدُ على نزاهةِ فرزِ الأصواتِ وعلى تواجدِ الناخبين بأعدادٍ طالما قاطعَت الانتخابات، وتحديداً المثقفين منهم. لكن هناك فئةٌ امتهنت التصويت، التصويت بمقابل، وهي تعتبرُ الانتخاباتِ موسمَها، لم يقلْ عددُها، ومع تدفقِ الأموالِ الخليجيةِ تحديداً علي الساحةِ الانتخابيةِ المصريةِ ظهرَ تصويتٌها المكثفُ لصالحِ التياراتِ الدينيةِ، بعد أن كان موزعاً بينها وبين الحزب الوطني. إضافةً إلى استخدامِ الشعاراتِ الدينيةِ السهلةِ سابقةِ التجهيزِ، مثل التصويت يضمنُُ الجنةَ إذا كان لصالحِ من يرون أنهم الإسلامِ، أو أنه حرامٌ إذا كان لصالحِ غيرِهم أياً كان تصنيفُهم. ماذا يفعلُ المرشحُ القبطي المتهم بأنه صليبي أو المسلم المنادي بالحرياتِ المدنيةِ المتهم بالكفرِ؟ وضعٌ غيرُ متكافء، يجعلُ المرشحَ المخالفَ في حالةِ دفاعٍ عن النفسِ مُشَتَتٍ مُنصرفٌ عن برنامجه الانتخابي، حالفاً بالله أن الليبرالبةِ ليست كفراً وأن مصر في خاطرِه ودمِه.

وإذا كان القانون يجعلُ تَعَيُبَ الإرادةِ مبطلاً للتصرفاتِ، فكيف تمكنُ رؤيةُ التأثيرِ علي إرادةِ الناخبين بالمالِ والجنةِ والنارِ والحلالِ والحرامِ في أمورٍ سياسيةٍ صرفةٍ؟ كيف يمكنُ تقبلُ تكفيرَ المنافسين والمخالفين ومازالت الانتخابات في أولِها وماآلَ الحكمُ إليهم بعد؟ المؤشراتُ من تصرفاتِ من يرون أنهم الإسلامُ مهما كان تصنيفهم كرَست في النفوسِ قلقاً وخوفاً مشروعين، فالاسلامُ صُوِرَ بفعلِ رافعي شعاراتِه وكأنه وسيلةُ عقابٍ وتخليصُ حق ووقفُ حال؛ وكأنه سبيلُ من خذله زمانه للانتقامِ، ليس إلا، مرشحاً كان أو ناخباً، حاكماً أو محكوماً. رافعو الشعارات الإسلاميةِ يرفضون الحياةَ الحديثةَ وينتقون منها بالقطارةِ لكنهم يتكدسون على الإنترنت، بمنطقِ الغايةِ تبررُ الوسيلةَ، لماذا؟ للدخولِ على المواقعِ الإلكترونيةِ وسبِ مخالفيهم، حتى لو كان خوفُهم مشروعاً.

تصريحاتُ النشوةِ الانتخابيةِ رفعها من بانَ فوزُهم في المرحلةِ الأولى، لم ينجْ منها كتابٌ ولا أدباءٌ، سياسيون وصحفيون وأصحابُ رأيٍ، دولُ كبرى وصغرى، بعيدة وجارة، سبابٌ وتسفيهٌ، وكأن البلادَ على شفا حربٍ، منطقٌ محاربةِ طواحين الهواءِ، جرٌ للبلادِ لمشاكلِ لن تقوى عليها، داخلياً أو خارجياً. مصر ضعيفةُ المناعةِ، مع الأسفِ، ليست في وضعٍ يضعُها في مواجهاتٍ يستحيلُ أن تكسبَها، لا بالنشوةِ ولا بالصراخِ ولا بالتسخين ولا باسترجاع الماضي الذي ولى بلا عودةٍ. الطرحُ مع ذلك لم يتغيرْ منذ مئات السنين، هل تسيرُ مصر للأمام أم إلى دواماتٍ مُغرقةٍ؟

عملَ الشبابُ الثورةَ وأكلَها بالهناءِ من التياراتِ الدينيةِ من لا يعترفون بإنترنت ولا حداثةٍ. ربنا يستر، مستقبلُ مصر لا هزلَ فيه ولا تهاونَ ولا خجلَ من طرحِ الأمورِ بمنتهى الصراحةِ،،


نُشِرَت بجريدة الأهالي يوم الأربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١


Twitter: @albahary


الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

جرافيتى: أسلوب حياة / تاريخ / تجربة - Graffiti: Style / History / Experience


نظم مؤخراً معهد جوتة بالإسكندرية مشروعآ لرسم بعض الأعمال الفنية فى شكل رسومات على الجدران والتى تعرف بفن الجرافيتى.


شارك فى المشروع عدد من الفنانين على رأسهم الفنان ماكليم ( Ma'Claim ) من ألمانيا والفنانة آية طارق من الإسكندرية، قاموا بتنفيذ هذه الأعمال على السور الخلفى لملعب مدرسة ليسيه الحرية بالشاطبى.






مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الماضى والحاضر والمستقبل

هذا هو العنوان الذى اختاره الفنان السكندرى ساركيس طوسونيان لأحدث معارضه والذى تم إفتتاحه مساء السبت الموافق 12/11/2011 بأتيلييه الإسكندرية.


ضم المعرض 45 قطعة نحت من البرونز المفرغ (Hollow Bronze Sculptures) قام الفنان بإبداعها فى الفترة من عام 2003 (تاريخ أول أعماله من البرونز المفرغ) حتى اليوم. تراوح إرتفاعها من 30 سم حتى 135 سم وكلها, ما عدا واحدة (نموذج مصغر للنصب التذكارى لأصالة العلاقات المصرية الأرمنية الذى قام بتصميمه وتنفيذه وتم وضعه فى حديقة الحرية بالقاهرة عام 2007), من النوع التشخيصى (Figural Sculpture) الذى يعتمد على جسد الإنسان أو وجهه ويجمع سطحها بين البرونز المطفى اللون الذى يميل إلى السواد أو الإخضرار الداكن (حسب الكيماويات المستخدمة) والبرونز اللامع الذى يميل للون الذهبى.

أما عن سبب تسمية المعرض بهذا العنوان يقول الفنان سركيس أن أعماله تعبر عن الحاضر بالحالة التى تصورها أو المضمون الذى تقدمه فى حين أن الجزء المطفى اللون يمثل الماضى والجزء اللامع يمثل المستقبل (منتهى التفاؤل), وعن سبب إختياره للبرونز كخامة لتماثيله يقول أن المشقة فى إستخدامه جعلته يقبل عليه كنوع من التحدى إلى جانب ميزة تلميعه أو إطفاؤه.

أعماله غير واضحة المعالم أو التفاصيل فهو يستخدم فى معظم أعماله سباكة الرمل        (Sand Casting)   التى لا تظهر التفاصيل جيدآ وأحيانآ سباكة الشمع (Wax Casting) التى تعطى تفاصيل أدق كما فى حالة ثلاثية إنفتاح/حرية/قيود التى شارك بها فى بينالى الإسكندرية عام 2007.

تأثير الحضارة الفرعونية والإغريقية/الرومانية واضح فى أعماله إلى جانب تأثره بطبيعة مدينة الإسكندرية الى يظهر فى شكل تموجات على سطح التماثيل تمثل أمواج البحر.

المرأة لها النصيب الأكبر فى المعروضات والوجوه التى نحتها كلها من وحى خياله وأطلق عليها الأسماء التى رأى أنها تناسبها مثل سلينا (صورة غلاف نشرة المعرض) وكاميلا وزارا وبرلا وساندرا وغيرها. هناك أيضآ تيمات وصفات رئيسية فى معظم أعماله مثل قيود الحياة, الحرية, الرغبة, صفاء الروح والميل إلى السكون إلى جانب شموخ الحضارات القديمة.

معرض متميز رائع لفنان كبير مبدع ذو حس عالى مرهف أعماله تمس وجدان المتفرج وتتواصل معه وتعبر عن الكثير رغم سكونها.


الفنان سركيس طوسونيان مصرى من أصل أرمنى من مواليد الإسكندرية عام 1953 وخريج كلية الفنون الجميلة - قسم نحت – بالإسكندرية عام 1979.

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون