الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الألتراس؟!!


كلمةٌ، ماذا تعني؟ ما هو أصلُها؟ كيف شاعَت وبالذات مؤخراً؟ هذا من الناحية اللغوية. أما من ناحيةِ الواقع، فما هو دورُ المنتمين لها؟ ما هي صفتُهم؟ ما هي مهنتُهم؟ من يمولُهم؟ من يُُحددُ أدوارَهم؟ من يحاسبهُم؟ من يختارُهم؟ هل يملكُ الاستغناء عنهم أو عن بعضِهم؟ هل ينتقلُ فردُ الألتراس من ألتراس إلى آخر؟! من هو زعيمُ كل ألتراس؟ ما هي مواصفاته وصلاحياته؟

اعتادَ المجتمعُ الألتراس في ملاعبِ الكرة، شاهدَهم يهتفون ويُشعلون الشماريخ، شجَعَهم، تمادوا في الشجارِ مع المنافسين، خَرَبوا، تخطوا الحدودَ، عوقِبَت الأنديةُ بفعلِهم. لم يرتدعوا، تحدوا، بمباركةِ الأندية ورضاها!! مجتمعٌ لا يعترفُ إلا بالقوةِ والصوتِ العالي ولي الذراعِ، هم أذرعُ الأنديةِ للإرهابِ، إرهابُ المنافسين، والدولةِ مُمَثلةٍ في الأمنِ واتحادِ الكرةِ، الرياضةُ بالفتونةِ لا الأخلاقِ!!

لم يدُرْ بخاطري أن الألتراسَ سيكون موضوعاً، لكن ماذا بعد أن امتدَ نشاطُهم من الملاعبِ إلى ميدانِ التحرير والشوارعِ المحيطةِ بوزارةِ الداخليةِ ومجلسِ الشعبِ؟ سماءُ ميدان التحرير عَرِفَت الشماريخ ومسدساتِ الصوت والطوبَ والحجارةَ، لا بدَ أن نفهمَ وندرِسَ. هل قَلَ رزقُهم بسبب توقفِ الدوري فبحثوا عن سبوبةٍ أخرى؟ من إذن موَلَهم هذه المرةِ؟ من أُعجِبَ بقدراتِهم واستثمَرَها؟ من المؤكدِ أن اللعبةَ، إذا جازَت تسميتُها بالسياسيةِ، ينتهجُ المنتسبون لها ما اعتادَته الأنديةُ، بلطجةٌ وفوضى وغوغائية، أدواتُهم الألتراس وأطفالُ الشوارعِ وكل من يحتاجُ فلوسَهم.

الألتراس التطورُ الطبيعي للبلطجي الفرد أو المجموعةُ الصغيرةُ من البلطجيةِ، أصبحوا عنواناً لمرحلةٍ تمرُ بها مصر، مع كلِ الأسفِ، فيها السِنج والمطاوي والمولوتوف والمسدسات والخرطوش، الحقوقُ لا تُستأدى بالقانونِ، الدولةُ المصريةُ تهتزُ، تترنحُ، تضعُف، كلُ مؤسساتِها، الجيشُ مستهَدفٌ. من لا يريدون بمصر خيراً كُثرُ، من الخارجِ، ومع الآسى من الداخلِ ولو تَخفوا وتَنكروا ثوريين مناضلين مكافحين.

مصر تمرُ بمرحلةٍ مَرَضيةٍ، أعراضُها التعصبُ، الغوغائيةُ، الأنانيةُ، قِصَرُ النظرِ، إنعدامُ البصيرةِ، لو واحدٌ منها أصابُ فهو قاتلٌ،،


Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: