الاثنين، 23 يناير 2012

كَم ذراعاً؟


حزبُ الحريةِ والعدالةِ هو الذراعُ السياسيةُ لجماعةِ الإخوانِ المسلمين، هكذا يقولُ الإعلامُ ويكتبُ. متى بدأ هذا التوصيف؟ بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ بعد أن أصبح الإخوانُ المسلمين كياناً مُعترفاً به. لكن لماذا هذا التوصيف تحديداً؟ هنا التساؤلُ. فالذراع ُالسياسيةُ ليست الوحيدة، من المؤكد أن هناك غيرها، فالجماعةُ من واقعِ هذه التسميةِ كيانٌ أخطبوطيٌ. لكن لا بد من تساؤلٍ آخر، هل للجماعةِ أرجلٌ وألسنةٌ وأعينٌ؟ 

الخروجُ للنورِ يفرضُ وجوبَ إعلانِ كلِ ما يتعلقُ بجماعةِ الإخوانِ المسلمين، فمن حق الشعبِ أن يكونَ على بينةٍ من الذين اختارَهم كثيرون. الذراعُ السياسيةُ، مع فظاظةِ التسميةِ، تؤكدُ أن هناك أذرعاً أخرى، قد تكون عسكريةً وإعلاميةً وشبابيةً وخدميةً وغيرها، لماذا يتُركُ هذا الأمرُ للتأويلِ والتخمين؟ شفافيةُ تولي المسؤوليةَ بعد السعي الطويل لها تقتضي بلا تأخيرٍ التخلي عن مسلكِ العملِ السري واحتياطاتِه إلي اعتيادِ التعاملِ مع النورِ والعلنِ، أمام الشعبِ والعالمِ. 

طولُ فترةِ عملِ جماعةِ الأخوان المسلمين تحت الأرض جعلَ غموضَ التصريحاتِ والتحركاتِ طابعاً لها، وهو ما يتلازمُ مع إظهارِ وإعلانِ خلافِ ما تُبطنُه الصدورُ والعقولُ بها. العملُ السياسي المسؤولُ يُلزمُ بالوضوحِ حتى تُمكنُ المساءلةُ والمحاسبةُ، إلا إذا كان على الشعبِ بتنويعاتِه الثقافيةِ والسياسيةِ والدينيةِ والاجتماعيةِ التدربُ على حلِ فوازيرِ وألغازِ تلك الجماعةِ التي تفترضُ في نفسِها حصانةَ من مساءلةٍ طالما طالبـت بها في سجالاتِها مع النظامِ السابقِ. 

مريدو جماعةِ الإخوان سيبلعون لها الزلطَ، ولو أخطآت، فهي بالنسبةِ لهم معصومةً، ما من باطلٍ في تصرفاتِها وممارساتِها، لكن، ليسوا وحدُهم الآن ولا غداً. مصر تغيرَت وتجرآت وما كان محلَ حرجٍ في الطرحِ والنقاشِ رُفعَ عنه البرقعُ، ولو أرادَت الجماعةِ اسدالِه. عرضُ الأزهر العسكري الذي قدمته الجماعة منذ سنواتٍ قريبةٍ دَقَ أجراسَ قلقٍ مما تُخفيه الجماعةُ، نيةً وفعلاً، الأمُس غيرُ اليومِ، وبالتأكيدِ الغدُ،،

Twitter: @albahary

الأحد، 22 يناير 2012

الضبعةُ ... الاستيلاءُ على أرضِ الدولةِ بوضعِ اليدِ


دَمرَ بدو الضبعة مشروعَ المفاعل النووي المصري، وأقاموا بدلاً منه عشوائياتٍ من طوبٍ وحجرٍ وماعزٍ، وهددوا مسؤولي الدولةِ بالقتلِ؛ بلغت الخسائرُ مليار جنيه!! في أي دولةٍ يُقبلُ هذا المسلكُ؟ كيف يُرددون ومعهم بعضُ إعلامٍ أنهم حرروا أراضيهم؟! وهل نتوقعُ نفسَ هذا الإجلاء عن مارينا ومراقيا وسائر الساحل الشمالي؟! جلاءُ المحتلين المصريين ورفع الأعلام البدوية التي قد تكون سوداء اللون؟! وهل يسيرُ بدو سيناء على نفس المنطقِ وهم يهاجمون يومياً المحالَ وكمائنَ الشرطةِ؟! 

شئٌ عجيبٌ أن يكونَ وضعُ اليدِ شرعَ دولةٍ في العصرِ الحديثِ وأن تَفرضَ جماعاتٌ أياً كانت مقدرتُها سلطَتها على الدولةِ، والمأساةُ أن تعجزَ الدولةُ عن الدفاعِ عن هيبتها أو أن تتحسبَ لما هو متوقعٌ فتمنعه!! ما حدَثَ في الضبعةِ أعطى الضوءَ الأخضرَ الفاقعَ لكل من يريدُ أن يفرضَ منطقَه ولو اِعوجَ، وأكدَ على ضعفِ الدولةِ المصريةِ وهوانِ شأنِها، مع شديدِ الأسفِ. لا غرابةَ إذن إذا عجزَت الدولةُ على كافةِ مستوياتِها عن استقراءِ الأحداثِ واستيعابِها، في أي مكانٍ، وأن تكونَ نظريةُ الرجلِ الخفي هي التفسيرُ الوحيدُ لكل بليةٍ. لقد فهمَ الكلُ هذه الرسالةَ، فأغلق كل من هبَ ودبَ السككَ الحديديةَ والطرقَ، وغزا الباعةُ الجائلون كلَ شبرٍ من أرضِ مصر، واحتلَ منادو السياراتِ كلَ شارعٍ فيها، وانتشرَت العشوائيات وفاضَت، وبُوِرَت الأراضي الزراعيةِ، وترعرعِ التوك توك في كل شارعٍ وزاحمَ أعتى وسائلِ النقلِ. 

كيف يمكنُ أن تُبنى مصرٌ جديدةً ووضعُ اليدٍ هو المنطقُ المستشري؟! قوانينٌ تُسَنُ تحت ضغطٍ، ومطالبٌ يُستجابُ لها تحت إكراهٍ، وشوارعٌ وأراضٍ تُحتلُ بلا خوفٍ ولا وازعٍ ولا رادعٍ. دولةٌ تُستباحُ في سيادتٍها وكيانِها ووجودِها، البصائرُ ملتفتةٌ عن تفتيتِ الدولةِ، من المؤكدِ أنها عَميَت، مصيبةٌ هل منها منجاةٌ؟ 
 
السؤال المُلِحُ الآن هل بشرُ مصر تخافُ ولا تستحي؟! 

Twitter: @albahary