الأحد، 22 يناير 2012

الضبعةُ ... الاستيلاءُ على أرضِ الدولةِ بوضعِ اليدِ


دَمرَ بدو الضبعة مشروعَ المفاعل النووي المصري، وأقاموا بدلاً منه عشوائياتٍ من طوبٍ وحجرٍ وماعزٍ، وهددوا مسؤولي الدولةِ بالقتلِ؛ بلغت الخسائرُ مليار جنيه!! في أي دولةٍ يُقبلُ هذا المسلكُ؟ كيف يُرددون ومعهم بعضُ إعلامٍ أنهم حرروا أراضيهم؟! وهل نتوقعُ نفسَ هذا الإجلاء عن مارينا ومراقيا وسائر الساحل الشمالي؟! جلاءُ المحتلين المصريين ورفع الأعلام البدوية التي قد تكون سوداء اللون؟! وهل يسيرُ بدو سيناء على نفس المنطقِ وهم يهاجمون يومياً المحالَ وكمائنَ الشرطةِ؟! 

شئٌ عجيبٌ أن يكونَ وضعُ اليدِ شرعَ دولةٍ في العصرِ الحديثِ وأن تَفرضَ جماعاتٌ أياً كانت مقدرتُها سلطَتها على الدولةِ، والمأساةُ أن تعجزَ الدولةُ عن الدفاعِ عن هيبتها أو أن تتحسبَ لما هو متوقعٌ فتمنعه!! ما حدَثَ في الضبعةِ أعطى الضوءَ الأخضرَ الفاقعَ لكل من يريدُ أن يفرضَ منطقَه ولو اِعوجَ، وأكدَ على ضعفِ الدولةِ المصريةِ وهوانِ شأنِها، مع شديدِ الأسفِ. لا غرابةَ إذن إذا عجزَت الدولةُ على كافةِ مستوياتِها عن استقراءِ الأحداثِ واستيعابِها، في أي مكانٍ، وأن تكونَ نظريةُ الرجلِ الخفي هي التفسيرُ الوحيدُ لكل بليةٍ. لقد فهمَ الكلُ هذه الرسالةَ، فأغلق كل من هبَ ودبَ السككَ الحديديةَ والطرقَ، وغزا الباعةُ الجائلون كلَ شبرٍ من أرضِ مصر، واحتلَ منادو السياراتِ كلَ شارعٍ فيها، وانتشرَت العشوائيات وفاضَت، وبُوِرَت الأراضي الزراعيةِ، وترعرعِ التوك توك في كل شارعٍ وزاحمَ أعتى وسائلِ النقلِ. 

كيف يمكنُ أن تُبنى مصرٌ جديدةً ووضعُ اليدٍ هو المنطقُ المستشري؟! قوانينٌ تُسَنُ تحت ضغطٍ، ومطالبٌ يُستجابُ لها تحت إكراهٍ، وشوارعٌ وأراضٍ تُحتلُ بلا خوفٍ ولا وازعٍ ولا رادعٍ. دولةٌ تُستباحُ في سيادتٍها وكيانِها ووجودِها، البصائرُ ملتفتةٌ عن تفتيتِ الدولةِ، من المؤكدِ أنها عَميَت، مصيبةٌ هل منها منجاةٌ؟ 
 
السؤال المُلِحُ الآن هل بشرُ مصر تخافُ ولا تستحي؟! 

Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: