الثلاثاء، 27 يوليو 2010

المحنة...



إبتليت في التاسعة والنصف من مساء الأربعاء الموافق ٢١ يوليو بفقدِ الأخ الأصغر، لم يكن المرض رحيماً، ولا انتظار المعجزات. في هذه النوائب يتذكرُ الإنسانُ حجمَه، يتأكدُ من ضعفِه وقلةِ حيلته، تطوفُ به الهواجسُ والخواطرُ وهو جالسٌ بجوارِ مريضٍ يئنُ بين اليقظةِ والتوهانِ، يتمسكُ بأملٍ لا محلَ له، يتصورُ أن في شعرةٍ الشفاءُ، يُكذبُ أماراتٍ لا تخطئها عينٌ، أوهامٌ في أوهامْ.
في قمةِ اليأسِ ومع الدورانِ علي المستشفياتِ وفي سيارات الاسعافِ، يسترجعُ الملتفون حول سرير المريض زكرياتِ مواعيدٍ تمَت، ومواعيداً يتندمون علي فواتِها، شريطٌ طويلٌ من أفكارٍ تتكررُ وتتكررُ وتتكررُ، القعدة بجوارِ فراشِ المرضِ تمتدُ، لا نهارَ لها ولا ليلَ. ثم كيف تكون نفقاتِ العلاجِ علي نفقةِ الدولةِ ولمن وكيف بددها هباءً أعضاءٌ بمجلسِ الشعبِ وغيرِهم؟
حتي عندما يقعُ ما لا مفرَ منه يحاولُ أهلُ المتوف تكذيبَ أعينَهم وما يقومون به من إجراءاتٍ ومناسكٍ حزينةٍ، واساهم الأحبةُ وواستهم مشكورةً الدولةُ الرسميةُ بالحضورِ وبالبرقِ، ظهرت أمامهم معادنُ البشرِ، نفيسةً وفالصو، مازالوا يحلمون بأن يستيقظوا فيجدوا مصابَهم واقفاً معهم. أبداً، نفذَت المشيئةُ، خلي مكانٌ لما فارقَ صاحبُه، لكنه ما عن العينِ اختفي، ولا عن النفسِ بَعُدَ، ولا عن الخاطرِ غابَ، اللهم رحماك،،