الجمعة، 5 سبتمبر 2008

الكراسي عنوانُ النظامِ


اختارَ أوباما المرشحُ الديمقراطي للرئاسةِ الأمريكيةِ السيناتور بايدن المستقل نائباً ليكمل به النقصَ في خبرتِه، وانتقي ماكين المرشحُ الجمهوري سارة بالين نائبةً له لتضفي شباباً علي حملتِه ولتكون ممثلاً يؤكدُ علي دورِ المرأةِ في المجتمعِ؛ لم يكن أي من الاختيارين عشوائياً ولا لأهلِ الثقةِ والنفاقِ علي حسابِ الكفاءةِ الفكريةِ والوظيفيةِ. اختياراتٌ هدفُها الصالحُ العامُ، لا محسوبيةَ ولا استيفاءَ لشكلٍ ولاخداعاً للرأي العامِ بظاهرٍ يُخفي باطنُه من الشرورِ الشئَ الكثيرَ.
كراسي المسئوليةِ توضحُ كيف يختارُ النظامُ رجالَه، أو نساءه، هل يُعلي الكفاءةَ أم انهم مجردُ صورٍ بلا مضمونٍ، تارةً من صغارِ السنِ، وتارةً من المراةِ، وتارة من الأقباطِ؛ ليس المهم الآداء، الأولويةُ للولاءِ وللتنفيذِ الحرفي للتعليماتِ الفوقيةِ، ويأتي الشكلُ فيما بعد. الفكرُ والرؤيةُ في عدادِ المنسياتِ، لا حاجةَ لهم، ألم يقل أحدُ الرؤساءِ السابقين أنه في غيرِ حاجةٍ للدستورِ حتي يحكمُ، الحقيقةُ أنه لا يحتاجُ المسئولين أيضاً، فهو الكلُ في الكلِ.
الواقعُ يشهدُ أننا أمامَ توليفةٍ من الذين وُضعوا علي كراسي، يتفقون في شئٍ واحدٍ وإن اختلفوا في الصفاتِ الشخصيةِ، الهدفُ من تعيينهم ثابتٌ، بينما يختلفُ الأسلوبُ. كلُهم بلا استثناءِ مثيرون للجدلِ ولقلةِ الراحةِ وللقيلِ والقالِ، للفورانِ وللغضبِ، في التعليمِ، القضاءِ، الجامعاتِ، التموينِ، المواصلاتِ، العمالةِ، المياهِ، الاسكانِ، الزراعةِ، الماليةِ، في كلِ نفسٍ. اختيارُهم يبدو وكأن الهدفَ منه لا يعدو إثارةَ القلاقلِ ولفتَ الانتباهِ العامِ، التخلصُ منهم بعد ذلك يكونُ عند تصاعدِ الغضبِ منهم وخروجِه عن سيطرتِهم، ساعاتُها يكونُ قرارُ كنسِهم وكأنه بطلُ السيما وشجيعُها ومنقذُ الغلابةِ.
إذا تفحصنا الصفاتِ الشخصيةَ لمن أُجلِسوا علي الكراسي سنجد أن منهم من يحققُُ القلاقلَ والتوترَ بأسلوبٍ متعففٍ في الحوارِ والتصرفاتِ دون أن أن تبدرَ انفلاتاتٌ سلوكيةٌ أو إداريةٌ مع العاملين، الطامةُ الكبري فيمن يصدقون أنهم علي مستوي عالٍ من المقدرةِ والموهبةِ والتفردِ ويعيشون دورَ الأهميةِ، يتكبرون، يبطشون، يسيئون الكلامَ والتصرفاتِ، ينفلتون من كلِه، ينسون أنهم علي كفِ كَنسةٍ.
من الطبيعي وهذا هو الحالُ، أن يكونَ التوترُ سيدٌُ الموقفِ، أن تُرفضَ كلُ القراراتِ التي تصدرُ عن الحكومةِ ومن يمثلونها في أي مكانِ. من الطبيعي أن تتلاشي الانجازاتُ وتتراكمَ المشاكلُ، طوابيرٌ، انقطاعٌ للمياهِ، غلاءٌ، سرقةٌ، ظلمٌ، حوادثٌ لكلِ ما يتحركُ علي البر والبحرِ وربنا يستر في الجو. من الطبيعي أن يغيمَ المستقبلُ وأن تتبددَ الأمالُ، من الطبيعي أن ينتحرَ الشعبُ في حوادثِ الطرقِ وفي البحارِ، من الطبيعي أن ينتحرَ من تفشلُ قواربُهم في الهربِ بهم. أوضاعٌ لا أعرفُ منها خلاصٌ ولا حلٌ لها في مخيلتي، اتسعَ الثقبُ علي الرتقِ، من علي الكراسي فيها غاطسون، لا يستطيعون التفاتاً، في أي اتجاهٍ، أرجلُهم لا تلامسُ الأرضَ.
كراسي، مشغولةٌ خاويةٌ؛ آآآه، أنينٌ ارتفعَ صوتُه، طال أمدُه،،

شاهدت في السينما



مطلوب Wanted
فيلم آخر مستوحى من سلسلة كثب "كوميكس" (واضح اننا فى موسم الصيف).
الفيلم مثير و يتبع القواعد الاساسية فى مثل هذه النوعية و لكنه مختلف عن اقرانه بسبب مخرجه الروسى تيمور بيكمامبيتوف الذى اخرج من قبل فيلم حارس ليلى Night Watch . فقد اضفى على الفيلم جو خاص يداعب خيال المشاهد و يستهويه الى جانب بعض الابتكارات المميزة و الفريدة فى الخدع البصرية بحيث يجذب المشاهد و لا يتركه الا مع نهاية الفيلم. أما انجلينا جولى فتبدو بشكلها و أدائها كما لو أنها قفزت من صفحات الكتاب الى الشاشة الفضية.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة


فارس الظلام The Dark Knight
جزء جديد من سلسلة افلام الرجل الوطواط Batman و هو الثاني على التوالى لنفس المخرج و نفس بعض الممثلين و بمشاركة نفس المؤلف. تم صنع الفيلم على نحو يحقق نجاحآ تجاريآ كبيرآ و يثفوق على سابقه و بالفعل حطم الارقام القياسية للايرادات و لا يزال.
يعتمد الفيلم على الابهار البصرى و العصبى بواسطة خدع تؤثر على النظر و ايقاع سريع عن طريق المونتاج و لكنه تمادى فى ذلك فأفسد متعة المشاهدة و التركيز الى جانب سؤ المونتاج و التصوير فى بعض الأحيان مع تقديم أنماط رأيناها من قبل.
أميز ما فى الفيلم شخصية الجوكر التى أداها الممثل الأسترالى الراحل هيث ليدجر باقتدار ليكون اخر أدواره أفضلها.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة


آسف على الإزعاج Sorry 4 the disturbance
محاولة لا بأس بها لعمل نوعية جديدة من الأفلام مقتبسة كالعادة من أكثر من فيلم أجنبى مشهور و مقدمة بنكهة مصرية.
هذه النوعية تحتاج الى سيناريو مقنع و اخراج غير معتاد افتقدناهما فى هذا الفيلم.
لا شك أن هناك بعض الاايجابيات فى الفيلم و لكنها ليست كثيرة.
أحمد حلمى يتمتع بحضور جيد و أدى فى حدود خبرته بمثل هذه الأدوار المركبه الصعبة.
الفيلم لم يزعجنى و لكنه ايضآ لم يسعدنى.


مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى الرابع و العشرون
شهد مهرجان هذا العام تحسنآ طفيفآ من حيث اختيار اماكن العرض , من حيث المطبوعات (خاصة ما يخص اللغة الانجليزيه ) و من حيث كلمات و تصريحات المسؤلين عنه .
و لكنه ما زال يعانى من العيوب الأزلية مثل تغيير و الغاء العروض دون سابق انذار , عدم توافر البرنامج الشامل و النشرات والمطبوعات فى اماكن العرض , اصدار كتالوج لا يحتوى على كل الأفلام ( 50 فيلمآ فقط من اجمالى 80 ) , عدم وجود افلام هامة ذات شهرة عالمية فى البرنامج و أخيرآ و ليس اخرآ عدم الاهتمام بالمشاهد كأن المهرجان لا يعنيه ذلك.
المطلوب جهدآ أكبر من كتاب و نقاد السينما فى تنمية الثقافة السينمائية للمشاهد.
مع أطيب التمنيات للمهرجان فى عيده الفضى.

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون