الخميس، 3 سبتمبر 2015

صفرُ مريم والوجيعةُ الخاصةُ عند الحكومةِ ..


احتلَت مريم ملاك  وصفرُها إهتمامَ الإعلامِ بكل تفريعاتِه لدرجة لم تحدثْ منذ سنواتٍ.  هل هي على صوابٍ؟ حتى الان الله أعلمُ. لكن الاتجاهَ العامَ به نسبةٌ كبيرةٌ تؤيدُ مريم وتتهمُ وزارةَ التربية التعليم بالتزويرِ. انه عدمُ الثقةِ في الدولةِ  ومؤسساتِها ومنها وزارةِ التربية والتعليم والطبِ الشرعي، انه ردُ الفعل ضد الظلمِ والإحباطِ الذي يعاني منه عمومُ المصريين.
لم يشعرْ المصريون أن حياتَهم تغيرت بعد 25 يناير، لكلِ واحدٍ منهم مظلمةٌ ووجيعةٌ عند الحكومة، إعلامُ الحكومةِ لا يعبرُ عنهم بل علي العكس يدورُ في نفس مدرسةِ النفاقِ وإخفاءِ الآراءِ والحقائقِ، والكُتابِ الملاكي. المصري يشعر الآن أن الفساد قد زادَ وأن ما يؤخذُ من سياساتٍ لا يحققُ مصلحتَه إنما يعاديها.  قانونُ خدمة عامة يُسَنُ بدعوى إصلاحٍ، بينما هو لتوفيرِ المرتباتِ والتخلصِ من العاملين اللذين يتهمُهم بعضُ إعلامِ الحكومةِ بالتنابلة. قانونٌ يُعدُ سرًا للتخلص أيضًا من أساتذة الجامعات والتعاملِ مع الجامعات وكأنها معسكراتٌ أو شركاتُ مقاولاتٍ، لا أستاذيةَ فيها ولا أكبرَ وأصغرَ ولا عقولَ تفكرُ وتنتقدُ. فسادٌ طافحٌ في المحلياتِ بانتشار ِالعشوائياتِ والتوك توك والمخالفاتِ وتحويلِ الطوابقِ الأرضيةِ الى محالٍ بالمخالفةِ لعقودٍ وقعَها السكانُ، كله عيني عينك وبتفتيح الجيوب والأدراج. اسعارٌ ترتفعُ في كل الخدماتِ الحكوميةِ بلا رحمةٍ. وجوهُ ما قبل ٢٥ يناير عادت بقوةٍ وتستعدُ الآن لدخولِ مجلسِ الشعبِ وكأن التاريخَ يعيدُ نفسَه. اسثناءاتٌ تُسَنُ لصالح فئاتٍ بعينِها. جوائزُ الدولة والجامعات تُوزعُ في مجملِها على المعارفِ وكأنها منحٌ وعطايا بلا شفافيةٍ ولا وضوحٍ، ولي مظلمتي الخاصةِ فيها ومنعتني عزةُ النفسِ من أي كلامٍ. 

لكل مصري مظلمتُه عند الحكومةِ، كيف يصلُ الى حقِه والطريقُ مسدودٌ. المسؤولون مصابون بمرضِ هوسِ السلطةِ، يتصورون أحلامَ من عينَهم أوامرًا ولو كانت في مخيلتِهم فقط. المشتاقون وجدوا طريقَهم الى الكراسي في الجامعاتِ ومؤسساتِ الدولةِ، كيف يتحققُ الأداءُ النظيفُ وهم وسيلةُ كلِ طبيخٍ سامٍ؟ المؤبدون يحتلون لجانَ وزارةِ التعليم العالي والمجلسِ الأعلى للجامعاتِ وكأن عقاربَ الزمنِ وقفَت عندهم، وكأن مصرَ نَضَبت. المسؤولون يتعاملون مع المصرين وكأنهم قاصرو عقلٍ وفهمٍ، يستخفون بهم. وزراءٌ تفوقوا في الفشل، يحصلون على مرتباتٍ ومعاشاتٍ مميزةٍ ما بعد الخدمةِ، لماذا من جيبِ الشعبِ الذي تحارُبه قوانينُ الخدمةِ المدنيةِ والتخلصُ من أساتذةِ الجامعات والميزانياتُ الشحيحةُ؟

الغضبُ ملأ الصدورَ، الموضوعُ أكبرُ من مريم، إنه ردُ فعلِ المصريين على الظلمِ والفسادِ وسوءِ الأحوالِ.، إنه اليأسُ. هل اصبحَت مريم ملاك بصفرِها حازم سعيد هذه الأيام؟ 







Twitter: @albahary