الخميس، 23 فبراير 2017

التعليمُ الخاصُ في جامعات الحكومة .. يفقع المرارة

التعليمُ تربيةٌ وأخلاقٌ وانضباطٌ، يَستحيلُ أن يُحَصَل علمٌ بغير ذلك. ظهرَ التعليمُ الخاص في جامعات الحكومة تحت مُسمى مُعلن، وهو البرامجُ والتخصصاتُ غير التقليدية، وتحت غرض غير خفي وهو تحصيل قرشين. مع مرور الوقت تأكد أن تحصيلَ القرشين هو الغرضُ الأساسي الذي حكمَ الحدوتة، مَجازا العمليةُ التعليميةالتعليمُ الخاصُ في جامعات الحكومة استقطبَ الطلاب الذين يعجزون عن مصاريف الجامعات الخاصة، وهو سبوبة لإدارات الكليات وإداراتِه والساعين للتدريس به. مسرحيةُ عمليةٍ تعليميةٍ، طلبة داخلة وخارجة، وأعضاء هيئة تدريس واقفة أمام السبورة، وجداول وامتحانات. امتحانات بدون أرقام جلوس وبمراقبة صورية، ولوائح تبيح النجاح بعدما قبلت بتقليل نسبة درجات الامتحان التحريري!!


تُسَيِّرُ وزارة التعليم العالي لجانًا جرارةً للتأكد من استيفاء الجامعات الخاصة لأعضاء هيئات التدريس والمعامل والمدرجات والمكتبة، ولوفاء لوائحِها الدراسية بمواد ومعاملٍ حقيقيةٍ. كلام جميل، لكن في المقابل لم نَسمع عن لجنة تراجع التعليم الخاص في جامعات الحكومة، وكأن على رؤوسِها ريشة فوق ريشة فوق ريشة!! في أقسامِ هندسة الحاسبات ببعض كلياتِ الهندسةِ بجامعات الحكومة معاملٌ أساسيةٌ غائبةٌ تماما كمعامل شبكات الحاسبات، أحد أهم تخصصات اليوم وغدا، بينما تُطالَب بها الجامعاتُ الخاصةُ، بفرض عدم توفرِها!! لماذا غابت عن جامعات الحكومة؟ لأن التربيطات تُوفرُ معاملا ٌ وتمنعُ أخرى!! ليس دفاعًا عن الجامعات الخاصة، فعليها الكثير، لكن بأيةِ أمارةٍ التناكةَ الحكوميةَ عليها وتعليمُها خاصُه وعامُه ينقصُه الكثير، وتزدادُ معاناتُه بالوصولية والشِلَلية ومَعدومي الرأي والكفاءة، في أحيانٍ ليست بالقليلة.  

التعليمُ الخاصُ في جامعات الحكومة منظَرة فاضية، إداراتٌ تدعي الجودة، وطلبةٌ يتصورون الثراء، وبعضٌ من أعضاء هيئات التدريس يسعون إليه لأجل القرشين. تعليمٌ فيه التحكمُ غير السَوي في أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالمنعِ منه ومنحِهطلبةٌ يرفعون شعار "أيوه ننجح بفلوسنا"، تدهورٌ سلوكي، خفيف على القلب في جامعات حكومية، لا يرفعونه في الجامعات الخاصة. صحيح دلع التعليم الخاص الحكومي يفقع المرارة، لكن العيب ليس على الطلاب، إنما على سعى الجامعات وراء قرشين عجزت وزارة المالية عن تدبيرِهم فكان التنازلُ عن التعليم الحقيقي بأخلاقياتِه في المقام الأول.  

هل يَصلحُ تعميمُ أسلوب تسيير التعليم الخاص في جامعات الحكومة على التعليم شبه المجاني بها؟ سؤال

التعليمُ الخاصُ في جامعات الحكومة أشبه بمن يرتدي جاكت أخضر مخطط فوشيا بالطول، وبنطلون أحمر بكاروهات لبَني، وقميص أصفر ورده بنفسجي وعليه كرافتة زرقاء بدوائر بنية اللون، وصندل أزرق بدون شراب حتى تكتمل ما في دماغه من أناقة!! على فكرة ضارب جِل على شعره!!

في الأمثال حِكمٌ، فاكرة يا حكومة وَيَا جامعات الحكومة،،

Twitter: @albahary



ليست هناك تعليقات: