الخميس، 16 يوليو 2009

معارض مكتبة الإسكندرية - يوليو 2009


تقيم مكتبة الإسكندرية ثلاثة معارض قنية مثل عادتها كل صيف. جاءت هذه المعارض فى دورتها الرابعة مثل سابقاتها متنوعة وجديرة بالمشاهدة.
1- سمبوزيوم الإسكندرية الدولى للنحت فى الخامات الطبيعية.
فى هذه الدورة تم إختيار الفسيفساء النحتية (Sculptural Mosaic) وشارك فى الملتقى فنانون مصريون إلى جانب عدد من الفنانين الأجانب. المعرض مقام فى ساحة البلازا بالمكتبة ومن الأعمال التى لفتت نظرى "طائر" الفنان عبد السلام عيد, "حورس" الفنان خالد سامى و"حجر رشيد" الفنانة منى قناوى إلى جانب أعمال الفنانة الإنجليزية إلين جودوين والفنانين الإيطاليين رينو باستوروتى وفرناندا توليميتو والأخيرة شكلت عملآ رائعآ بعنوان "Thinking about Mozart" .
2- معرض الفنان المقيم.
يلتقى فى هذه الدورة تسعة فنانون أقاموا فى الإسكندرية فترة من الزمن ليقدموا أعمالهم التى إستلهموها أثناء إقامتهم. الأعمال التى تنوعت ما بين تصوير وجرافيك ونحت جاءت متوسطة المستوى متباينة الإسلوب ومختلفة الشكل.
3- معرض أول مرة.
يشارك فى هذا المعرض واحد وعشرون فنان وفنانة من الشباب بأعمال يفوق عددها الثلاثمائة (الكثير منها صور فوتوغرافية أو لوحات صغيرة) ما بين تصوير وجرافيك ونحت وخزف. مستوى أعمال هذه الدورة أفضل قليلآ من الدورة السابقة ولكن المتميز ما زال قليلآ.
يستمر المعرض الأول حتى نهاية الشهر القادم فى حين يستمر الثانى والثالث حتى يوم 25 من الشهر الجارى.


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 10 يوليو 2009

جرائمُ الجيرةُ ...



قَتلَ متعصبٌ عاطلٌ صيدلانيةً مصريةً، في ألمانيا، في قلب أوروبا، في محكمةٍ التَمَسَت فيها حقَها، جريمةٌ أثارَت السخطَ وأطلَقَت المظاهراتِ غاضبةً في الاسكندرية بمصر. هذه النوعيةُ من الجرائمِ تعكسُ بوضوحٍ ما تخفيه الصدورُ ولا تنطِقُه الألسِنةُ، ما يدورُ خلفَ أبواب مغلقةٍ لا ما تُعلنُه المؤتمراتُ ووسائلُ الإعلامِ والرسمياتُ، إنها حقيقةُ المجتمعِ، أي مجتمعٍ. صمتَت ألمانيا فترةً، ثَقلَ لسانُها، ثم اعترفَت بعنصريةِ الجريمةِ واعتذرَت.
جرائمُ الجيرةِ تعكسُ واقعَ المجتمعِ، عنصريٍ كان أو طائفي أو طبقي أو قَبَلي، لا تمحوها دعاياتٌ إعلاميةٌ أو سياسيةٌ، إنها في دواخلِ النفوسِ والعقولِ. وقوعُها في المانيا، في أوروبا، سلَطَ عليها الضوءَ، من المفترضِ أنها مواطنُ الحريةِ والديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ. الغَضَبُ في الشارعِ المصري لم يتفقْ معه غضبٌ في الشارعِ العربي والإسلامي، الفُرقةُ أعلي من مشاعرِ الحزنِ ولو علي روحٍ إنسانيةٍ ضاعَت ومعها أملُ أسرةٍ.
من المعتادِ في المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تقعَ جرائمُ الجيرةِ، بسببِ لِعبِ الأطفالِ أو مشاجرةٍ علي زجاجةِ مياه غازية أوحتي مزاحٍ ثقيلٍ، يندلعُ القتالُ بين الأسرِ، المصيبةُ لو أن أحدَ أطرافِ المشاجرةِ مختلفٌ في الديانةِ، ساعتُها سيكون إحراقُ المحالِ والمساكنِ ودورِ العبادةِ؛ القُري والأحياءُ التي يُفرَضُ عليها حظرُ التجولِ شاهدةٌ علي ما آلَ إليه المجتمعِ من ضيقٍ في الصدورِ والعقولِ. تثورُ المظاهراتُ إذا كان الخطأُ في الخارجِ ولا يهتزُ جفنٌ عندما تُفقَدُ الحياةُ والرزقُ لجرائمِ جيرةٍ تتكررُ دوماً.
في ألمانيا خَجَلوا واعترفوا بعنصريةِ الجاني، من المؤكدِ أن يُحاكمَ، عندنا هناك من يعتبرون جرائمَ الجيرةِ جهاداً، ووكثيراً ما تري الحكومةُ مرتكبيها مختلين عقلياً، نادراً ما تُحاكمهم مُكتفيةً بمجالسِ صلحٍ وهميةٍ وقبلاتٍ لا تَخفي حقداً كَمَنَ في الصدورِ. المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ تتصرفُ دوماً بعقليةِ المجني عليه، المضطهدِ، من يُحارَبَ في دينِه، تتغافلُ دوماً عن فهمِ الآخرين وتَقَبلِهم، تري أنها الأخيَرُ، لم تثُرْ لمقتلِ سياحٍ أجانب أو خطفِهم، لم تخجلْ، بل وجدَت من يبررُ ويؤيدُ، من الطبيعي أن تكونَ ردودُ الأفعالِ في الصدورِ الأوروبيةِ والغربيةِ وغيرها وغيرِها، حادةٌ غاضبةٌ مُستَنفرةٌ لأي حدثٍ ولو كان خفيفاً من جارٍ مسلِمٍ.
يُسافرُ المسلمون والعربُ إلي الغربِ وغيرِه وفي معتقدِهم أن يغيروه لا أن يتعايشوا معه، يتعدون علي طرُقاتِه بحجةِ الصلاةِ تماماً كما يفعلون بوضعِ اليدِ في مجتمعاتِهم، يذبحون أضاحيهم علناً وكأنهم علي أرضِهم، يرون في نسائه لحوماً مكشوفةً، يعيشون مكاناً ليس لهم بعقليتِهم فيخطئونه مُتخيلين أنفسَهم فاتحين لا طالبي رزقٍ وعلمٍ فارين من جحيمِ مجتمعاتِهم. العالمُ، خارجَ المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ، لا يريدُ أن يكون موطئاً لأفكارِهم، يرفضهم بعد أن رأي قدرَ ما هم فيه من تعاسةٍ وتناحرٍ وتخلفٍ، سياسيٍ واجتماعيٍ وفكريٍ وحضاريٍ.
جرائمُ الجيرةِ يستحيلُ منعُها، هي حقيقةُ المجتمعاتِ، هي همجيتُها، بلا مزايداتٍ ولا معايراتٍ، الهمُ طالَ الجميعَ،،

الأربعاء، 1 يوليو 2009

إنهم يُهاجمون عادل إمام ...






















عادل إمام، صيدُ هذا الموسم، النعوتُ البذيئةُ تنهمرُ عليه، لا علاقةَ لها بفنٍ أوفكرٍ، تصفيةُ حساباتٍ، تأديبٌ لأنه تجرأ وأبدي رأيَه في التوريثِ، ليس من حقِه، سبقَ وهاجمَ التطرفَ ولازالَ، ليس من واجبِه. الأمرُ ليس في عادل إمام، إنه في أسلوبِ تعاملٍ يتسمُ بالأنانيةِ ورفضِ الآخرين، من يندمجُ في القطيعِ تختفي عيوبُه وخطاياه، ولو سرقَ وكذبَ وغشَ, من يخرجُ عنه تنفتحُ عليه أبوابٌ لا سبيلَ له في إغلاقِها. مجتمعاتٌ تسيطرُ عليها القبليةُ وأُحاديةُ النظرِ، لا تحُبُ التفكيرَ، تحاربُه وتكرهُه، العنفُ مخرجُها الوحيدُ.
الهجومُ علي عادل إمام دخلَ في الخصوصياتِ، تارةً يطولُ أداءَه المهني، تارةً يعيبُ عليه سِنَه، تارةً يتهمُه بالعمالةِ للنظامِ، كلُ ما يمكنُ استخدامُه من أدواتٍ غيرِ مشروعةٍ مباحٌ، بكلِ الفُجرِ والفَحشِ؛ مجتمعاتٌ لا حبيبَ لها ولا عزيزَ. عندما تطاولَت إحدي الفضائياتِ الخليجيةِ التي تُطلَقُ من مصر علي المنتخبِ القومي، تصدي لها كلُ من هبَ ودَبَ، لماذا؟ لأن المنتخبَ يسجدُ، غَلَبوا المظهرَ، أضفوا علي اللاعبين الطهارةَ دون أن يحاولوا التيقن، تماماً كما سبَهم المذيعُ الألمعي، هكذا سرَقَت شركاتُ توظيفِ الأموالِ وهربَت، أنا أركِب ذقن، قالَها محمد نجم منذ سنواتٍ. نفسُ الفضائيةِ الخليجيةِ، ما أكثرُ ما أخطأت، ما أكثرُ ما دافعت عن جرائمِ مُموليها، ما أكثرُ ما تسامحوا معها وتناسوا، طالما بَعُدَت عن من يبدو سجودُهم، معروفةٌ بانتهاجِها مبدأِ اللا تفكيرِ، بالتهجمِ المنحازِ، الدفاعِ وعرضِ القضايا التي تثيرُ السخطَ العامَ ولو بغيرِ حقٍ، باستضافةِ من يرفعون أيةَ شعاراتٍ علي حسابِ الحقيقةِ، بالظهورِ بأي ثمنٍ؛ مذيعُها المتوحدُ نصَبَ نفسَه قاضياً ومحامياً ومفكراً، طبعاً لا مشكلةَ طالما أن الأمرَ يتعلقُ بمصر، لا صاحبَ لها، مستباحةٌ، نظامُها سلَطَ من وزرائه وناسِه من يُحاربون شعبَه، نهجُه الدائمُ.
عادل إمام، له جماهيرُه، تماماً مثل المنتخبِ القومي، ما اتعسَ من التحَفَ بفكرِه فقط، سينهشونَه، سيدوسون عليه، سيفرمونه، شأنُه شأنِ من لا ظهرَ له، من المهمشين والعاطلين والجائعين والضائعين، حتي لو تعلموا وكدوا وشقوا. حربُ الفكرِ، الحربُ الوحيدةُ التي تجيدُها المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ، أنظمةٌ وتجمعاتٌ، حربٌ بها يتقاتلون ويدعون العصمةِ من الخطأ، بها يخسرون كلَ معاركِهم مع عالمِ اليومِ، مع الحضارةِ الإنسانيةِ، لا يعرفون التعقلَ في الخصومةِ ولا يريدون، حتي فيما بينِهم. ها هي غزة شاهدةٌ علي منتهي البؤسِ وضنكِ العيشِ، علي محنةِ الإنسانِ الذي يشقي بفعلِه أولاً، غزة في كلِ مكانٍ فيه عربٌ ومسلمون.
عادل إمام يتعَرضُ لما تَعرضَ له كلُ من تجرأَ وخالَفَ، نبذُ الخلافِ في الرأي والفكرِ يثيرُ الغضبَ والكُرهَ، كرهُ من يدعون التدينَ والسياسةَ، سواءَ كانوا في الأنطمةِ الحاكمةِ أوخارِجِها، مجتمعاتٌ تعيشُ علي الكُرهِ ليلَ نهارَ، دائماً متشنجةٌ ثائرةُ فائرةٌ، فاشلةٌ, جداً جداً جداً،،

الأربعاء، 24 يونيو 2009

الهندسةُ الأدبيةُ والمُبتسرةُ .. وتدمير التعليم الهندسي


اجتمعَ مجلسُ الجامعاتِ الخاصةِ برئاسةِ الوزيرِ المسئولِ عن التعليمِ العالي والبحثِ العلمي، تمخضَ الاجتماعُ عن السماحِ لطلابِ الثانويةِ العامةِ من شعبةِ العلمي المتأدبِ بالالتحاقِ بكليات الهندسةِ علي أن يستكملوا ما ينقصُهم من موادِ الرياضياتِ والفيزياءِ خلال العام الجامعي الأول. لماذا؟ لأن نسبةَ "الإشغالِ" لم تتعدْ السبعين في المائة!! هكذا بمنتهي البساطةِ، يكون التغاضي عن أساسياتٍ من أجلِ حفنةِ أموالٍ لابدَ من جمعِها، المشروعُ الاستثماري يجبُ أن يستوفي "إشغالاً" وكأنه فندقٌ أو سوبرماركت، لا تعليمَ ولا غيرَه.
هذه الصورةُ يُكملُها قرارُ الكويت بمنع طلبتِها من الدراسةِ في جامعاتٍ خاصةٍ ترفعُ شعاراتِ الأيزو والجودةِ وغيره وغيره، لكنها واقعاً مجردُ أنديةٍ للترفيه عن الطلبةِ وتفصيلِ المناهجِ علي مقاسِهم ومزاجِهم، وفي النهايةِ بعد أن تنتهي أعوامُ الترفيه تُقام لهم حفلاتُ تَخَرُجٍ، صاخبةٌ راقصةٌ، يحصلون في ختامِها علي شهاداتٍ مُذَهبةٍ ملونةٍ، لا تساوي أكثر من أجرِ من خطَها وتكلفةِ الورقِ. فضيحةٌ، تعامي المسئولون عن التعليمِ العالي و"الجودةِ" عنها، تصوروا أن زفةَ الجودةِ والإعلاناتِ ستعمي الأبصارَ وتزعلُلُها، تغافلوا عن مافيا الجامعات والمعاهدِ والأكاديمياتِ الخاصةِ، لم يُراقبوا ولم يحاسبوا، رضخوا حتي ترتفعُ نسبةُ "الإشعالِ".
آثارُ التعليمِ الاستثماري انتقلَت إلي الجامعاتِ الحكوميةِ، في ظلِ قياداتٍ تولَت مسئوليةِ الكلياتِ بمقدرة إداريةٍ وفكريةٍ محدودة، انتشرَ ما أُطلِقَ عليه التعليمُ المميزُ، بكلِ ما في التعليمِ الاستثماري من مثالبٍ وخطايا، لا أخلاقَ ولا احترامَ للمؤسسةِ التعليميةِ ولأساتذةِ الجامعاتِ، موادٌ مُخففةٌ منزوعةُ الفائدةِ، سهلةُ الهضمِ، قشريةٌ تافهةٌ، الامتحاناتُ تُعادُ وتُعادُ حتي ينجحُ الطلبةُ الباشواتُ، أعمالُ السنةِ تستحوذُ علي النسبةِ الأكبرِ من المجموعِ، لا بدَ من ضمانِ النجاحِ، الفرافيرُ مزاجُهم عالٍ. التعليمُ المميزُ في الكلياتِ لا يُعرفُ موقعُه من الجودةِ، لا يُعرضُ علي مجالسِ الكلياتِ والأقسامِ، يُحركُه العمداءُ من وراءِ أبوابٍ مُغلقةٍ.
وإذا كانت الهندسةُ الأدبيةُ تؤكدُ علي تخريبِ التعليمِ الهندسي، فإن ما نُشِر في جريدة الأهرام يوم الثلاثاء الموافق 23/6/2009 علي لسان رئيس جامعة انتهت مدته يؤكد علي أن مهنة الهندسةِ ستتعرضُ لضررٍ كبيرٍ من جراء مخططاتُ تُشعشِعُ من بعضِ الأدمغةِ، بمنأي عن جموعِ العاملين في التعليم الهندسي ودون استشارتِهم، تأكيداً علي أن أهلِ الخلطةِ السريةِ في وزارةِ التعليمِ العالي و"الجودةِ" هم الأعلمُ والأكثرُ فهماً، شأنُهم شأن من أُدخِلوا في اللجانِ العلميةِ للترقياتِ دون مبرراتٍ ومؤهلاتٍ حقاً مُمَيِِزةٍ. أحدثُ التفتقاتِ سرَت بسرعةِ البرقِ في أوساطِ كلياتِ الهندسةِ، الدراسةُ ستكون لأربعِ سنواتٍ لا خمساً!! لماذا؟ لأن الدراسة الهندسية ستكون من خلال برامجٍ لا أقساماً!! غيرُه قال أن التخصصِ سيكون من خلالِ دبلومةِ دراساتِ متخصصةٍ بعد التخرجِ، لا يصحُ بدونِها ممارسةُ المهنةِ!! المثلُ عندَ أهلِ التفردِ والأفكارِ هؤلاء في أوروبا وأمريكا؛ كالعادةِ علينا أن نقلدَ حتي لو افتقدَ الطلابُ عندنا التعليمَ الثانوي الحقيقي، الذي يُعدُهم للجامعاتِ، الذي لا يحشي عقولَهم بغُثاءٍ فوقَ غُثاءٍ. المرحلةُ الإعداديةُ في كلياتِ الهندسةِ تستكملُ ما نقصَ في المرحلةِ الثانويةِ وتُجهزُ الطالبَ بنهجٍ مختلِفٍ. في ظلِ غيابِ الحقيقةِ والمحاسبة فإن ما يتسرَبَ علي شكلِ بالونة اختبار أو فلتة لسان يكون ما سيحدث أياً كانت أضراره؛ كفانا تقليداً أعمي، كفانا انغلاقاً علي أفكارٍ تدبرُ في جنحِ الليلِ، كفانا حصراً في قلةِ القلةِ للقدرةِ علي الفهمِ والتخطيطِ والتدبيرِ.
خرجَت جامعاتُنا من قائمةِ الخمسمائة جامعةِ الأهمِ، بأي أمارةٍ ندخلُها؟ ولو رتبوا أيضاً الخمسة آلاف. هل يتحولُ القردُ دون جواناً إذا ارتدي بدلةً سموكنج وصيديري؟ إذا نجحَ فسنفلحُ في الجودةِ وفي كلِ ما ينبثقُ وينبلجُ من تجلياتٍ وتنحنحاتٍ وإلهاماتٍ. في بعض الدول يلغون البرلمانات وفي أخري يلغون المحاكم؛ عندنا، تارةً يلغون السنة السادسة الابتدائية وبنفس الحماس يعيدونها، وهاهم يلغون السنة الإعدادية بكليات الهندسة وبعض المواد الأساسية. التعليم الهندسي، وأي تعليم، يقوم علي أهل الخبرة، علي الاستقرار، علي دراسة أحوال المجتمع، لا علي التقليد وجموح الفكر، لذا نكتب، لا نملك السكوتَ، يستحيلُ.
في ظلِ نفورٍ استحكمَ، بين أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ ومن أُولوا مسئوليةِ التعليمِ وبداخلِهم تقوقعوا، لم يعدْ من منبرٍ حقيقي إلا في المدونات والصحفِ، التي تشعرُ وتئنُ وتبلغُ الأمانةَ،،

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

شاهدت في السينما


الرؤى Knowing
فيلم خيال علمى يتناول عدة موضوعات تقلق الإنسانية عامة منها إمكان التنبؤ بالمستقبل, مدى قدرة الإنسان فى تغيير الأحداث ومستقبل العالم. مخرج الفيلم أليكس بروياس المصرى المولد اليونانى الأصل الذى قدم من قبل الفيلم الرائع I,Robot يقدم لنا فيلم مثير برز فيه تصميم المناظر والديكور ( Art Direction ) والخدع البصرية خاصة سفن الفضاء التى ظهرت فى شكل مبتكر جديد.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

بداية رجال اكس : وولفرين X-Men Origins : Wolverine
جزء جديد رابع من سلسلة أفلام رجال اكس من مارفل كوميكس. الفيلم مخيب للأمال بسبب قصته السخيفة ورغم أن مخرجه جافن هود متميز سابقآ (
Rendition ). مثال للفيلم الذى يعتمد على نجاح الأجزاء السابقة دون أية إضافات جديدة أو مؤثرة. إذا استمر هذا المستوى فى الجزء القادم فإننا سوف نشاهد قريبآ "نهاية رجال اكس".
درجة الفيلم : 6 من عشرة

Duplicity
فيلم ممتع عن التجسس الصناعى وما يقوم به فى هذا المجال اثنان من عملاء المخابرات السابقين أحدهم إنجليزى والأخرى أمريكية. المؤلف/المخرج تونى جيلروى فى ثانى فيلم له كمخرج يقدم سيناريو رائع تتلاعب فيه الشخصيات بعضها ببعض كما هو متوقع منها فى مثل هذه المواقف.
جوليا روبرتس ما زالت تتمتع بجاذبيتها الخاصة والدور مناسب لها.

درجة الفيلم : 7 من عشرة

12 طلقة 12 Rounds
فيلم أكشن عن ألاعيب مجرم فى إنتقامه من ضابط شرطة تسبب فى مقتل صديقته. الفيلم بطولة جون سينا وهو وافد جديد من أبطال مصارعة المحترفين وله مشجعيه وجمهوره.
إختار المخرج المخضرم الفنلندى الأصل رينى هارلين التصوير بكاميرا محمولة مهزوزة عمدآ معظم الوقت للإيحاء بالحركة ولقطات قصيرة جدآ للإيحاء بالإيقاع السريع. هذا الإسلوب وإن كان مناسبآ لموضوع الفيلم إلا أنه جاء مبالغآ فيه فأضر بالفيلم.

درجة الفيلم : 5,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 12 يونيو 2009

مبروك يا ستات...


تمَ تعيينُ إمرآةٍ كأولِ سيدةٍ ترأسُ جامعةً، ألف نهار أبيض، قائمةُ الخمسمائةِ جامعةٍ في الانتظارِ. قبل أن استمرَ لا بدَ أن أؤكدَ وأوضحَ وأعيدَ وأكررَ أنني لست ضد توليةِ المرآةِ أي منصبٍ، بل علي العكسِ فهي من مظاليمِ المجتمعاتِ الشرقيةِ والمجتمعُ المصري منها. الموضوعُ ولو كان عنوانُه يوحي بالمرأةِ فهو يستهدفُ ما هو أكثر شمولاً وأسيً. تعيينُ المرأةِ لا يستهدفُ الرقي بها أو النهوضَ بالمجتمعِ ككلِ، مجردُ عمليةِ تجميلٍ للإيحاءِ بالتنوعِ وفتحِ الأبوابِ واسعةً لكلِ فئاتِ المجتمعِ للمشاركةِ في أنشطتِه كافةٍ، ولو كانت وهميةً خزعبليةً.
تعيينُ إمرآةٍ يعكسُ نظرةَ من علي السلطةِ للمناصبِ والأشخاصِ، فالكراسي محجوزةٌ بالاسمِ لمن يستوفون شروطَ الولاءِ والشكلِ، أدواتٌ هم في مشروعٍ أعلي، ليس لهم ولا هم جزءٌ منه، لا تهمُ الكفاءةَ إذاً. المثيرُ للشفقةِ أن من يوضعون علي الكراسي، في أحيانٍ كثيرةٍ يصدقون أنفسَهم، يتصورون أن ألمعيتَهم وضعتهم وأهلَتهم، يتحدثون للإعلامِ، يورنشون وجوهَهم وأحذيتِهم، يفتكسون برامجاً للتطويرِ و والتجويدِ، وما فيها إلا التخريبُ كلُه، منتهي البؤسِ. البؤسُ ينعكسُ علي المجتمعِ، يزيده يأساً واحباطاً، كراسي تُملأ ثم تُفَرغَ، لا أحدَ يفهمُ، طب وانت مالك، هي بلدك؟ دعَك وحالك، خللي البط يعوم.
تعيينُ المرأةِ، سيخدعُ العالمَ، سيتصورُ أن الديمقراطيةَ موجودةٌ، أن الناسَ سواسيةٌ، لا فرقَ بين مواطنٍ وآخر إلا بالعملِ والمقدرةِ، طبعاً فهو عالمٌ أهطلٌ أمامَ موطنِ الفهلوةِ والنصاحةِ والفتاكةِ. تعيينٌ قد تكون فيه زقةٌ لله للمرشحِ المصري لرئاسةِ اليونسكو، تأكيدٌ علي اعترافِ العالمِ بالريادةِ وأذهي الحِقبِ، طبعاً ألم يُؤكلوه البالوظةَ، ألم يضعوا إمرأةً علي كرسي كبيرٍ وعالٍ. الرجالُ لم يقدموا ما يُذكرُ، قد تستطيعُ المرأةُ، قد تنتشلُ بلداً طالَت فترةُ بقائه في الصفرِ.
المرأةُ وَجدَت من يتجملُ بها، أين باقي المواطنين، إن كانوا فعلاً مواطنون؟ أين المهمشون ولو تَعلموا وكَدوا وشَقوا؟ أين من لم يدخلوا لجنةَ السياساتِ وتوابعَها؟ أين المخالفون فكراً وعقيدةً؟ المرأةُ في خطرٍ، كَثُرَ عُزالُها والحاقدون. ما أكثر أدواتِ التجميلِ، انتخاباتٌ، مؤتمراتٌ، اجتماعاتٌ، افتتاحاتٌ، مهرجاناتٌ، شغلُ كراسي، ثم ماذا؟ لم يُرْ ما يُحركُ ركوداً طالَ وفاحَ، القعدةُ هي القعدةُ، طَب وبعدين؟
يا ست الستات، أي ست، أنت علي كرسي، لأسبابٍ ليست لك، تذكري أن اعترافَ المجتمعِ هو الأسبقُ، قبلّ أي شئ، من يَشغِلون الصورةَ بك لا يستهدفون تحسينَ حالِك أنت أو غيرِك منهم ومنهن، فالبؤسُ في أحوالِ المرأةِ عموماً، لن يُزيلُه وضعُك علي أي كرسي. يا ست الستات، أي ست جَلَبوها، لا ترفعي صوتَك، لا تُسَرسِعي و لا تكوني "شلق"، تذكري أنك في منصبٍ إداري لا خناقةَ مع الرجالِ، أن الوظيفةَ ليست تخليصَ حقٍ من مجتمعٍ ظلَمَ جنسَ "الحريمِ" ولا زالَ. من غيرِ زعلٍ، اِذهبي إلي السوقِ، تحدثي مع موظفِ الحجزِ في السكةِ الحديدِ أو غيرِها، لست بالنسبةِ له إلا "السِت الحاجة"، لا ألقابَ ولا وظائفَ، انسي ما تَلقينه داخلَ أسوارِ كرسي وُضعتي عليه.
يا من أُجلِستَ علي كرسي، لا تصدق نَفسَك، لا تفرحُ لإجلاسِك ولا تحزنُ لإزاحتِك، لا تخسرُ من حولِك، مهما طالَ وضعُك علي أي كرسي فأنت مُزالٌ مُزالٌ، مقلوشٌ مقلوشٌ، مكنوسٌ مكنوسٌ.
مبروك ياستات.. مبروك يا مصر؟ لا أظن، ما علينا، زغرودة، وررررررر،،

الاثنين، 8 يونيو 2009

مصر .. مغلوبةٌ بالثلاثةِ


طفحَ فريقُ كرةِ القدمِ المصري ثلاثةَ أهدافٍ في مباراةِ الجزائر، ليست عقدةً ولا غيرَه لكنها خيبةُ أملٍ كبيرةٍ. مباراةُ كرةِ قدمٍ لا تحكمُ علي شعبٍ أو بلدٍ أو نظامٍ، صحيحٌ إلي حدٍ، ومؤشِرٌ جدُ مؤكدٍ واضحُ الدلالةِ. الرياضةُ من مرايا الحكمِ علي الشعوبِ والأنظمةِ، شأنُها شأنُ السياسةِ والزراعةِ والصناعةِ والتربيةِ والتعليمِ وحقوقِ الإنسانِ. المقدماتُ واضحةٌ، الهزيمةُ منطقيةٌ وما عداها صدفةٌ في زمنٍ لا مكانَ فيه لخزعبلاتٍ وتفاؤلاتٍ وتبارُكاتٍ.
أكدَت الهزيمةُ علي عشوائيةِ التفكيرِ والتحليلِ ورؤيةِ الأمورِ، علي الفهلوةِ والفتاكةِ والنصاحةِ، صفاتُ شعبٍ ونظامٍ، علي قدمِ المساواةِ. الفريقُ تجمدَ عند كأسِ الأممِ الأفريقيةِ، لا إحلالَ ولا تجديدَ ولا ابتكارَ، لاعبون اغتنوا وكَبِروا واغتروا، قلََ حافزُهم، إعلامٌ وهميٌ يستبشرُ ببدلةِ إداري، يتحدثُ عن شوطٍ أولٍ بتفاؤلٍ وكأن المباراةَ حُسِمَت، ودخلَت الجيبَ، نظرُه محدودٌ كالمعتادِ. لا دراساتٍ بالمعني العلمي المتعارفِ عليه، كلُها تجلياتٌ، وارتكاناتٌ علي نظريةِ المؤامرةِ من شاكلةِ تسممِ الفريقِ وخيانةِ جوزيه وكأن الأهلي اشتراه واستعَبدَه.
المناخُ العامُ يقومُ أساساً علي الخداعِ والادعاءِ، تمثيلُ العلمِ والتعليمِ، الصناعةِ والانتاجِ، الإدارةِ والتطويرِ، الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ، اختيارِ الأفضلِ للكراسي، أكاذيبٌ في أوهامٍ في تدليسٍ. الجالسون علي الكراسي يفهمون اللعبةَ ويدركونها، يُسرفون في التصريحاتِ واحتلالِ الشاشاتِ وتعليقِ اللافتاتِ، قرونُ استشعارِهم موجهةُ صوبَ ما يُطيلُ بقاءهم، يحاربون أساتذةّ الجامعاتِ، يرفعون جودَتَهم الوهميةَ، يطورون الثانويةَ العامةَ للخلفِ، يفتتحون المشاريعَ التي تُغلَقُ بعد افتتاحِها. الشعبُ نفسُه يَبغَضَ ذاتَه، مصرُ مفككةٌ، كلُه يكرَه كلَه، لا طائفيةَ معلنةً، لكنها في كلِ المعاملاتِ، هذا مسلمٌ وهذا مسيحي، مسلمٌ بذقن ومسلمٌ بدونِها، محجبةٌ وسافرةٌ، مؤمنٌ وعلماني، أهلاويٌ وغيرُه، نظامٌ وإخوانٌ، إخوانٌ ومعارضةٌ، غنيٌ وفقيرٌ، صعيديٌ وفلاحٌ، رجلٌ وامرأةٌ؛ لم يبقْ تقسيمٌ إلا وفرَقَ ومزَقَ وخرَبَ ودمَرَ.
في لبنان المنقسمِ إلي طوائفٍ تمكنوا بديقراطيةٍ واعيةٍ من التعبيرِ عن رأيِهِم؛ في مصر من الطبيعي أن يفوزَ الإخوانُ وحدُهم، لا حباً فيهم ولا في برامجِهم الهلاميةِ، لكن كُرهاً في من لعقودٍ داسوا علي الرقابِ وكتموا الأنفاسَ وداسوا علي الصدورِ، انتحارٌ يدفعُ إليه زلُ العيشِ، هروبٌ وراءَ سراويلٍ بيضاءٍ قصيرةٍ وأرديةٍ سوادءٍ قاتمةٍ، كأن الخلاصُ فيها، وما فيها إلا القبليةَ القائظةَ الجافةَ الغليظةَ.
مبارةُ كرةِ قدمٍ أيقظَت المواجعَ، فريقُ الأهلي الكروي، أداةٌ حكوميةٌ للتخديرِ وأفيون شعبٍ بائسٍ بفعلِه، أغفلَهم الطبلُ له والنفخُ فيه ومجاملتُه عن حقيقتِنا، عن مستوانا الصفري.
مصرُ مختنقةٌ، محتقنةٌ، مكتئبةٌ، مغلوبةُ بالثلاثةِ،،