الأحد، 19 يونيو 2011

اِحترموا أنفسكم بَقَى …


"احترموا أنفسكم بقى، بَطَلوا قلة أدب، صَبَرنا عليكم كثير"، هكذا صرخ طالب بالسنة الأخيرة في أحد أساتذة إدارة الامتحانات بالكلية لما حاول تهدئته بسبب غموض في أسئلة إحدي المواد، طبعاً مع الخبط والرزع على طاولة الامتحان! من الآخر هذا هو حال مصر الآن، إدارات مرتعشة في كل مكان، وتطاول وتجاوز وانفلات طالما أن الحسابَ بعيدٌ. تمرُ مصر الآن بحالةٍ من الانفلاتِ حولتَها إلى الفوضى التامة، الشوارعُ امتلكَها البلطجيةُ، منادو السيارات، سائقو الميكروباص، الباعة الجائلون، وطبعاً أصحابُ السياراتِ الملاكي. من السهلِ جداً الآن حرق محطاتِ السكك الحديديةِ وتعطيل الطرق والتهديد بقطعِ الكهرباءِ عن البلدِ، عادي جداً إجراءُ انتخاباتٍ في الجامعاتِ بلا سندٍ من قانون أو منطق، لوضعُ طرابيش علي الكراسي بدلاً من الطراطير. المضحكٌ أن هناك من أصبحوا ثوراً بعد أن وصلوا للأستاذيةِ في جامعاتهم واطمأن قلبُهم على الترقيةِ، على كِبَرٍ يعني، ومنهم من انفتحَ صدرُهم بعد أن كان مقفولاً خوفاً وجبناً وإيثاراً للسلامةِ، لكن الآن الأوكازيون الأكبر، قل ما يحلو لك، اِدع لتفتيت مؤسسات الدولة وجامعاتها، واعمل ما يحلو لك، لا توجد حكومة ولا دولة، المهم فرض الرأى والاستيلاء على أقصى ما يمكن الوصول إليه، هى الثورة كده!!

من هم الذين حازوا ثورةً شعبيةً لم يكن لها ملاكٌ؟ مسمياتٌ ظهرَت، ائتلافُ شبابِ الثورةِ، ائتلافُ أعضاءِ هيئات التدريسِ بالجامعاتِ، ائتلاف عمال، ائتلاف مفكرين، ائتلاف حقوق انسان، ائتلاف لتربية مليون لحية، ائتلاف للعمل، ائتلاف لتعطيل العمل، المهم أن تكون الصحفُ والفضائياتُ بكل لغاتِها موجودةٌ، صوت وصورة. من شكلَ هذه الائتلافات وكيف؟ هل أصبحَ مبدأ وضع اليد والصوت العالي والسباب وتشويه سمعةِ المخالفين عنواناً لهذه الفترة من تاريخ مصر؟ إذا كان إعمالُ القانونِ من مبادئ ما بعد الخامس والعشرين من يناير، أليس من الواجبِ كشفُ هُويةِ وماضي أصحابِ تلك الإئتلافات، على الأقلِ حتى نضمنَ لمصر مستقبلاً نطمئن إليه؟ من المؤكدِ أن المخلصين كُثرُ، لكن من الطبيعي أن يكونَ بينهم الانتهازيون والمنتفعون والمنافقون والوصوليون والانتقاميون، هم أسُ البلاءِ والخرابِ والخطرِ، بهم سقَطَت أنظمةٌ ودولٌ.

مع كلِ الأسفِ والقلقِ، فقد ظهرَ من بعضِ ملاكِ مصر الجُدُدِ ما لا يُبشرُ بخيرٍ، فمنهم من يتباهى على هواءِ فضائياتٍ بالتطاولِ على وزراءٍ، ومنهم من يجدُ بلا أمارةٍ بابَ رئيسِ الوزراءِ مفتوحاً، ومنهم من جعلَ الشارعَ بيتَه وبرلمانَ مصر الجديد، حتى رئاسةِ الجمهوريةِ طمعَ فيها من هم بلا قبولٍ ولا سماحةٍ ولا رؤيةٍ. إذا كان بعض من يسمون أنفسَهم أصحابَ ائتلافاتٍ هم موجهو مصر الجديدة، غصباً عن الأغلبيةِ لأدبِها في صمتِها مع استيائها، فلماذا لا تُمارسُ، بنفسِ أدبِها، حقها في معرفةِ حقيقةِ كلٍ منهم، كيف كانوا ومازالوا وظيفياً ودراسياً واجتماعياً؟ كيف كانت ذمتُهم وطهارةُ يدِهم؟ لماذا لا يُحاسبُ منهم من يسبُ علناً ويتطاولُ؟ هل الاحتماءُ بالخامسِ والعشرين من يناير مبررٌ لسوءِ السلوكِ والانفلاتِ؟ هل التغييرُ هو محاسبةُ نظامٍ هوى لخطاياه مع التغاضي عن أخطاءِ بعض من نسبوا أنفسَهم لما بعد الخامس والعشرين من يناير؟ هل نستبدلُ فسادَ وضعٍ جَدَ بفسادِ حالٍ سَقَطَ بعد أن أورَثَ مصر بلايا في الداخلِ والخارجِ؟ هل تجبُ محاكمةُ من قتلوا المتظاهرين وسرقوا الشعب ولا تجوزُ لمن حرضوا على الفتنةِ الطائفيةِ والبلطجةِ؟

هل من النهوضِ بمصر أن تتولى أمورَها وزارةٌ مكسورةُ العينِ والخاطرِ؟ كيف تسيرُ الأمورُ إلى الأفضلِ مع كل هذه الانفلاتاتَ في السلوكِ والأفعالِ وردودِ الأفعالِ؟ هل من يطلبُ بغوغائيةٍ يُجابُ درءً لشرِه؟ لقد فهم الكلُ أن الحكومةَ غلبانة، وأنها ترتجفُ من الاعتصاماتِ وقطعِ الطرقِ، بسيطة! من المؤسفِ أن يظهرَ في مصر جيلٌ يتشبعُ بهذه الأخلاقياتِ، ينجحُ في الامتحاناتِ بالبلطجةِ، يتطاولُ على الأساتذةِ والمؤسسةِ التعليميةِ، يجدُ من الأساتذةِ من يشجعُه ويدفعُه ويستغلُه، عادي طالما أن المساءلةَ ضاعَت، للأساتذةِ والطلابِ. ليس بمستغربٍ أن نرى اعتصاماً من طلبةِ الابتدائية لمساواة شهادتِهم بالبكالوريوس! ولا بعجيبٍ أن يلطشَ إبنٌ أباه بالقلمِ، ولا أن يُخرشمَ مرؤوسٌٌ رئيسَه!

يستحيلُ سنُ قانونٍ سويٍ تحت ضغطِ البلطجةِ والانفلاتِ والغوغائية وطول اللسان. أصحابُ الائتلافاتِ، أليس من حقِ الجميعِ أن يعرفَهم ويكشفَهم؟ ألم ينقضي زمنُ سحبِ الأغلبيةِ من قفاها؟ ألم ينتهي زمنُ سرقةِ حقِها في التعبيرِ عما تريدُ؟ هل تخرجُ مصر من ظلامٍ لظلامٍ؟ في هذا الزمنِ لا وقتَ للخطأ، ما فاتَ لا يعودُ، ما يُفقَدُ من أرضٍ ومكانةٍ لا يُسترَدُ، إنه قانونُ الحياةُ الجديدةُ. إذا كانت الثورةُ الفرنسيةُ قد استغرَقَت عشرات السنوات لتأتي بفرنسا النور، فإن مقياس هذا العصر يتعاملُ بوحدةِ زمنٍ أخرى، الثانية لا السنة، الشعوبُ الحرةُ تتسابقُ باليوم والشهر، على أكثرِ تقديرٍ، من يريدون لمصر انتظارَ عشرات السنين لتستقرَ ما يريدون إلا خرابَها، إن كانوا يَعقِلون، ويُخلِصون.

الصراحة، حاجة تقرف. المهم أن التعجب ينتابني عندما أقرأ مقالةً تدعو من طفوا على السطحِ لإعمالِ العقلِ، للحفاظِ عى البلدِ، عقل إيه يا عالم، هم آخر انبساط واسترزاق، بلد إيه وبتاع إيه، الصومال قدوتُهم، أما العالمُ المتقدمُ فخائبٌ وكافرٌ وابن ستين في سبعين. لأى سلوكياتٍ تَتَجهُ مصر؟ للاحترامِ والصراحةِ والتفهمِ، أم للكراهيةِ والمخادعةِ والانتهازيةِ والتهبيشِ؟ من مزايا الخامس والعشرين من يناير أنه أوضحَ للجميعِ أن الخداعَ لا يدومُ، وأنه ما من حدودٍ ولا موانعٍ أمام رفضَِ الخداعِ والظلمِ والتفرقةِ والتمييزِ. من المحزنِ أن يغلبَ اليأسُ مصر، بعد أن حَلَمَت وصبرَت وباتَت الليالي من أجلِ التغييرِ.

Twitter: @albahary

الأحد، 12 يونيو 2011

مهنُ ما بعد الخامسِ والعشرين من يناير … 


أفرَزَ الخامس والعشرون من يناير وضعاً كان متوقعاً، عنوانُه الفوضى، الدولة المصرية كانت شكلاً، كده وكده يعني، لما سقطت من أعلاها حكمها من هم أسفلها، طبيعي أن يتصدرَ الصورةَ كلُ من طُرِدَ منها، أياً كان مسماه ووضعه الاجتماعي. مصر الآن في حالة توهان، ترنُح، تعيد اختراعِ الدولةِ في القرن الواحد والعشرين، وكأنه لا توجدُ تجاربٌ إنسانية، ولا تاريخ مُتخمٌ بالإخفاقاتِ، التاريخُ لا يعيدُ نفسَه إلا مع المكابرين الذين يخدعون أنفسَهم بالشعاراتِ الزائفةِ، ودوماً يُصممون على فرضِها. حالة الفوضى التي تعيشُها مصر لا نهايةَ لها، إنها مصلحةٌ لكثيرين، ممن لا وجودَ لهم مع تطبيقِ القانونِ، مع وجودِ دولةٍ حقيقيةٍ، وحكومةٍ على مسمي


أكَدَ ما بعد الخامسِ والعشرين من يناير أن الفوضى سبوبةٌ ما بعدها سبوبة، على كلِ المستوياتِ، لا فرقَ بين غني وفقير، أو متعلمٍ وجاهلٍ، الاسترزاقُ هو سيد الحالِ، لمن كان بلا عملٍ ، أو لمن  لا شخصيةَ  له ولا فكرٍ. للنظرُ إلى المهنِ التي سيطَرَت على الشارعِ المصري، البلطجةُ على قمتِها، رزقُها وفيرٌ ومخاطرُها قليلٌ مع اختفاءِ الدولةِ وشرطِتِها. الشوراعُ سيطرَ عليها منادو السيارات يفرضون التعريفةَ التي تروقُهم، طبعاً ألم تؤول لهم ملكيتُها بوضعِ اليد؟! أما الأكشاك العشوائية وعربات النصف نقل التي تقفُ في أى مكانٍ لبيع الخضرِ والفاكهةِ فلم تعد حكراً على الأحياءِ الشعبيةِ، لقد احتلت، من باب العدالة الثورية، مدينة نصر وجوارِ النادي الأهلي، وكذلك مصر الجديدة، وطبعاً الزمالك والمهندسين، سيبة ما بعدها سيبة، لا أفهم ماذا تناقشُ الحكومةُ في اجتماعاتِِها. التوك توك بعد أن كان يتوارى خجلاً وخوفاً فرَدَ قلوعَه في كل شارعِ، وكأنه صاحب حق لا نزاعَ فيه، ليقتن كلُ عاطلٍ توك توك فمستقبله مضمون طالما أن هذه الحكومةَ مستمرةٌ. أيضاً يمكن فتحُ بوفيه في التحرير لبيع المشروبات والكشري لزوم المليونيات، المطلوب عربة وبعض الأطباق والأكواب والفناجين، بسيطة، رأس مال محدود ورزق مضمون، مليونية بقى. خذ عندك أيضاً لزوم تأمين المليونية من البلطجية، والفراشة لتوفير الميكروفونات والخيم، وعمل لافتات التخوين والتهديد وطبعاً الحق والعدالة والمساواة، على السكة، ما يضرش.

هناك مهنٌ أكبرُ، وأكثرُ شهرةً، تكوين ائتلاف ثوري، لنحاول الحصر، ائتلاف شباب، ائتلاف أعضاء هيئة تدريس، ائتلاف عمال، ائتلاف مفكرين، ائتلاف حقوق انسان، ائتلاف لتربية مليون لحية، ائتلاف للعمل، ائتلاف لتعطيل العمل، المهم أن تكون الصحفُ والفضائياتُ موجودةٌ، صوت وصورة. كل من هبَ ودبَ أصبحَ ثورياً صنديداً مُهدِداً مُتوعداً رافعاً سيفَ التخوينِ لكلِ من يعارضُه، كأنه بلا ماضي، كأن من يعرفونه بلا ذاكرة، طربشات ولا مؤاخذة، ثورة ومحدش واخد باله. لاستمرار سبوبة الائتلافات لا بدَ أن تُرفعَ المطالبُ حتى ولو كانت مستحيلة وعشوائية، لا تهمُ المصلحةُالحقيقيةُ، المهم أن يثبتَ الائتلافُ أنه موجودٌ بثوارِه ممن استلقطوها فرصةً لإثباتِ الذاتِ، بعد أن ضاعَت ومضى بها قطارُ العمرُ. مضحكٌ أن هناك من أصبحوا ثواراً بعد أن وصلوا للأستاذيةِ في جامعاتهم واطمأن قلبُهم على الترقيةِ، على كِبَرٍ يعني، ومنهم من انفتحَ صدرُهم بعد أن كان مقفولاً خوفاً وجبناً وإيثاراً للسلامةِ، لكن الآن الأوكازيون الأكبر، قل ما يحلو لك واعمل ما يحلو لك، لا توجد حكومة ولا دولة، ولا حق، باطل وبس. أما الإعلام، فلا بدَ له من سبوبة تشدُ المشاهدَ أو المستمعَ وتكثر الإعلانات، مش حكاية، استضافةُ إرهابيين ومتشنجين مع فتحِ الخطوطِ على البحري لسبِ المسؤولين، القانونُ في أجازةٍ مفتوحةٍ، بعافية جداً، السبُ والقذفُ أصبحا من المباحاتِ الُمستحباتِ.

من السهلِ جداً حرق محطاتِ السكك الحديديةِ وتعطيل الطرق والتهديد بقطعِ الكهرباءِ عن البلدِ، عادي جداً إجراءُ انتخاباتٍ في الجامعاتِ بلا سندٍ من قانون أو منطق، لوضعُ طرابيش علي الكراسي بدلاً من الطراطير، المهم فرض الرأى، هى الثورة كده!! الصراحة، حاجة تقرف. المهم أن التعجب ينتابني عندما أقرأ مقالةً تدعو من طفوا على السطحِ لإعمالِ العقلِ، للحفاظِ عى البلدِ، عقل إيه يا عالم، هم آخر انبساط واسترزاق، بلد إيه وبتاع إيه، الصومال قدوتُهم، أما العالمُ المتقدمُ فخائبٌ وكافرٌ وابن ستين في سبعين،،

Twitter: @albahary

الثلاثاء، 31 مايو 2011

اللاسلوكيات …


تمرُ مصر بحالةٍ من الانفلاتِ حولتَها إلى الفوضى التامة، الشوارعُ امتلكَها البلطجيةُ، منادو السيارات، سائقو الميكروباص، الباعة الجائلون، وطبعاً أصحابُ السياراتِ الملاكي. من هم الذين حازوا ثورةً شعبيةً لم يكن لها ملاكٌ؟ مسمياتٌ ظهرَت، ائتلافُ شبابِ الثورةِ، ائتلافُ أعضاءِ هيئات التدريسِ بالجامعاتِ، ائتلاف كذا وكذا! من شكلَ هذه الائتلافات وكيف؟ هل أصبحَ مبدأ وضع اليد والصوت العالي والسباب وتشويه سمعةِ المخالفين عنواناً لهذه الفترة من تاريخ مصر؟ إذا كان إعمالُ القانونِ من مبادئ ما بعد الخامس والعشرين من يناير، أليس من الواجبِ كشفُ هُويةِ وماضي أصحابِ تلك الإئتلافات، على الأقلِ حتى نضمنَ لمصر مستقبلاً نطمئن إليه؟ من المؤكدِ أن المخلصين كُثرُ، لكن من الطبيعي أن يكونَ بينهم الانتهازيون والمنتفعون والمنافقون والوصوليون والانتقاميون، هم أسُ البلاءِ والخرابِ والخطرِ، بهم سقَطَت أنظمةٌ ودولٌ.

مع كلِ الأسفِ والقلقِ، فقد ظهرَ من بعضِ ملاكِ مصر الجُدُدِ ما لا يُبشرُ بخيرٍ، فمنهم من يتباهى على هواءِ فضائياتٍ بالتطاولِ على وزراءٍ، ومنهم من يجدُ بلا أمارةٍ بابَ رئيسِ الوزراءِ مفتوحاً، ومنهم من جعلَ الشارعَ بيتَه وبرلمانَ مصر الجديد، حتى رئاسةِ الجمهوريةِ طمعَ فيها من هم بلا قبولٍ ولا سماحةٍ ولا رؤيةٍ. إذا كان بعض من يسمون أنفسَهم أصحابَ ائتلافاتٍ هم موجهو مصر الجديدة، غصباً عن الأغلبيةِ لأدبِها في صمتِها مع استيائها، فلماذا لا تُمارسُ، بنفسِ أدبِها، حقها في معرفةِ حقيقةِ كلٍ منهم، كيف كانوا ومازالوا وظيفياً ودراسياً واجتماعياً؟ كيف كانت ذمتُهم وطهارةُ يدِهم؟ لماذا لا يُحاسبُ منهم من يسبُ علناً ويتطاولُ؟ هل الاحتماءُ بالخامسِ والعشرين من يناير مبررٌ لسوءِ السلوكِ والانفلاتِ؟ هل التغييرُ هو محاسبةُ نظامٍ هوى لخطاياه مع التغاضي عن أخطاءِ بعض من نسبوا أنفسَهم لما بعد الخامس والعشرين من يناير؟ هل نستبدلُ فسادَ وضعٍ جَدَ بفسادِ حالٍ سَقَطَ بعد أن أورَثَ مصر بلايا في الداخلِ والخارجِ؟ هل تجبُ محاكمةُ من قتلوا المتظاهرين وسرقوا الشعب ولا تجوزُ لمن حرضوا على الفتنةِ الطائفيةِ والبلطجةِ؟

هل من النهوضِ بمصر أن تتولى أمورَها وزارةٌ مكسورةُ العينِ والخاطرِ؟ كيف تسيرُ الأمورُ إلى الأفضلِ مع كل هذه الانفلاتاتَ في السلوكِ والأفعالِ وردودِ الأفعالِ؟ هل من يطلبُ بغوغائيةٍ يُجابُ درءً لشرِه؟ لقد فهم الكلُ أن الحكومةَ غلبانة، وأنها ترتجفُ من الاعتصاماتِ وقطعِ الطرقِ، بسيطة! من المؤسفِ أن يظهرَ في مصر جيلٌ يتشبعُ بهذه الأخلاقياتِ، ينجحُ في الامتحاناتِ بالبلطجةِ، يتطاولُ على الأساتذةِ والمؤسسةِ التعليميةِ، يجدُ من الأساتذةِ من يشجعُه ويدفعُه ويستغلُه، عادي طالما أن المساءلةَ ضاعَت، للأساتذةِ والطلابِ. ليس بمستغربٍ أن نرى اعتصاماً من طلبةِ الابتدائية لمساواة شهادتِهم بالبكالوريوس! ولا بعجيبٍ أن يلطشَ إبنٌ أباه بالقلمِ، ولا أن يُخرشمَ مرؤسٌ رئيسَه!

يستحيلُ سنُ قانونٍ سويٍ تحت ضغطِ البلطجةِ والانفلاتِ والغوغائية وطول اللسان. أصحابُ الائتلافاتِ، أليس من حقِ الجميعِ أن يعرفَهم ويكشفَهم؟ ألم ينقضي زمنُ سحبِ الأغلبيةِ من قفاها؟ ألم ينتهي زمنُ سرقةِ حقِها في التعبيرِ عما تريدُ؟ هل تخرجُ مصر من ظلامٍ لظلامٍ؟ في هذا الزمنِ لا وقتَ للخطأ، ما فاتَ لا يعودُ، ما يُفقَدُ من أرضٍ ومكانةٍ لا يُسترَدُ، إنه قانونُ الحياةُ الجديدةُ، إذا كانت الثورةُ الفرنسيةُ قد استغرَقَت عشرات السنوات لتأتي بفرنسا النور، فإن مقياس هذا العصر يتعاملُ بوحدةِ زمنٍ أخرى، الثانية لا السنة، الشعوبُ الحرةُ تتسابقُ باليوم والشهر، على أكثرِ تقديرٍ، من يريدون لمصر انتظارَ عشرات السنين لتستقرَ ما يريدون إلا خرابَها، إن كانوا يَعقِلون، ويُخلِصون.

لأى سلوكياتٍ تَتَجهُ مصر؟ للاحترامِ والصراحةِ والتفهمِ، أم للكراهيةِ والمخادعةِ والانتهازيةِ والتهبيشِ؟ من مزايا الخامس والعشرين من يناير أنه أوضحَ للجميعِ أن الخداعَ لا يدومُ، وأنه ما من حدودٍ ولا موانعٍ أمام رفضَِ الخداعِ والظلمِ والتفرقةِ والتمييزِ. من المحزنِ أن يغلبَ اليأسُ مصر، بعد أن حَلَمَت وصبرَت وباتَت الليالي من أجلِ التغييرِ.



Twitter: @albahary

الاثنين، 23 مايو 2011

الانتخاباتُ ليست الحلَ الأمثلَ لاختيارَِ القياداتِِ الجامعيةِ ...




مطالبٌ كُثرٌ عن وجوب الانتخاباتِ لاختيارِ القياداتِ الجامعيةِ، ولى رأيىٌ شخصىٌ مخالفٌ على ما ساوردُ. بدايةً، لا اعتراضَ على أيةِ مطالبٍ تُقللُ من التفاوتِ الشديدِ بين الدخولِ فى نفسِ مكانِ العملِ على الرغمِ من التساوى فى المؤهلِ، وأيضاً وهو المهم فى الكفاءةِ. وإذا كان من الضرورى التروى حتى تهدأُ الأوضاعُ بعد توقفٍ طالَ ويبدأُ الاقتصادُ فى شدِ مصر الدولة حتى تقفُ لمكانةٍ هى بها جديرةٌ، فإنه من الواجبِ أيضاً التجردُ عند أية مطالباتٍ ماليةٍ أو غيرِها. وإذا كان الشبابُ قد غيروا وجهَ مصر اعتباراُ من الخامسِ والعشرين من يناير واستمروا على عطائهم حتى هذه اللحظةِ بتجميلِ الشوارعَ فإن اللافتَ للانتباهِ من يستغلون فترةَ الفورةِ بما لا يتلاءمَ وجلالها.

لن أتعرضَ للانفلاتِ الأمنى والبلطجةِ وتعطيلِ العملِ، لكنى سأعرضُ وجهةَ نظرى الشخصيةِ فى بعضِ ما يُطلَبُ فى الجامعاتِ، بعد أن دخلَت الأسلاكُ بعضُها فى بعضٍ وبدا التباينُ واضحاً وكذلك التعارضُ فى المصالحِ والمرامى، بدايةً من المُطالباتِ الماليةِ إلى الدعوةِ لانتخاباتِ رؤساءِ الجامعاتِ وعمداءِ ووكلاءِ الكلياتِ وصولاً لرؤساءِ الأقسامِ. الغريبُ أن هناك من طلبوا برفعِ مرتبِ أستاذ الجامعةِ فى جامعاتِ الحكومةِ إلى أربعة وعشرين ألف جنيه شهرياً، رقمٌ لا يُسمعُ عنه أصلاً فى الجامعاتِ الخاصةِ!! كيف يُقبلُ من أساتذةِ الجامعاتِ أن تُنسبَ لهم مطالباتٌ كتلك فى زمنٍ تشحُ فيه مواردُ الدولةِ ويقلُ متوسط الدخلُ السنوى فيها عن ثلاثة ألاف جنيه؟

أما ما يُطالبُ به من انتخاباتٍ للإداراتِ الجامعيةِ فإنى أراهُ كلمةَ تبدو حقاً ولا يُرادُ بها حقٌ، وما علينا إعادة اختراع العجلة بحجة أننا فى هوجة ما بعد سقوط نظام، فجميعُ جامعاتِ العالمِ لا تعرفُ إلا التعيينَ بمعرفةِ لجانٍ متخصصةٍ تنأى بهذه المناصبِ عن السياسةِ وعن الانتماءاتِ المذهبيةِ. الانتخاباتُ كما عرفَها عالمُ السياسةِ هى وسيلةٌ لتداولِ السلطةِ، وفى عالم الأنشطةِ الاجتماعية كالأنديةِ والنقابات والاتحادات هى ضرورةٌ لاختيارِ من يقدمُ الخدماتِ لأبناءِ مهنتِه أو ناديه. أما فى عالمِ الإدارةِ فكيف يُديرُ من يُدينُ بكرسيه لمن انتخبوه؟ كيف سيُحاسِبُ مُخطئيهم ومُنفلتيهم؟! لستُ من أهلِ السياسةِ ولا كنت فى الحزبِ الوطنى وما أكثرُ ما كَتَبتُ عن أوضاعٍ خاطئةٍ دفعتُ ثمنَها استبعاداتٍ بلا أخرِ، لكن الحقَ أحقُ أن يُتبَعَ حتى لو علا الضجيجُ. كيف يُمكن انتخابُ رئيسِ الجامعةِ وأعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ يكادُ يعرفُ بعضُهم بعضاً؟! أما انتخاباتُ العمادةِ فلم تكن معروفةٌ فى الجامعاتِ لفترةٍ طويلةٍ وأُلغيَت فى ظروفٍ غامضةٍ بفعلِ ترزيةِ القوانين، لكن من الممكنِ الوصولُ إلى صيغةٍ متوسطةٍ تُحققُ التوائمَ بين حقِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ فى اختيارِ من يمثلُهم وحقُ جهةِ الإدارةِ فى من تتعاملُ معه. أما وقد وصلنا لانتخاباتِ رؤساءِ الأقسامِ، فهى واقعاً غيرُ عمليةٍ لقلةِ عددِ الأساتذةِ بالأقسامِ ولما تُخَلِفه انتخاباتٌ كتلك من حَزازاتٍ وحساسياتٍ تنعكسُ سلباً على العملِ. وإذا كانت الممارساتُ الفَظَةُ والفَجةُ للجنةِ السياساتِ بالحزبِ الوطنى قد وضَعَت، فى العامين الأخيرين تحديداً، أعضاءً منها فوق كلِ الكراسى الجامعيةِ، فإنه من الضرورى أن يكونَ قانونُ الجامعاتِ مانعاً لأوضاعٍ كتلك لا موجداً لأخطاءٍ جديدةٍ. الغريبُ أن من يطالبون بالانتخاباتِ فى الكراسى الجامعيةِ قضوا صامتين ساكنين بالخليج سنواتٍ حيث لا انتخاباتَ ولا غيره!!

الانتخاباتُ لا يتقدمُ لها إلا طائفةٌ من الأساتذة ذوى القدرةِ على عرضِ أنفسِهم وبلعِ ريقِهم إذا أوصِدَت أمامهم أبوابُ القبولِ، صفاتٌ ستمنعُ كثيراً من الأساتذةِ المُتعَفِفين من التقدمِ لأيةِ انتخاباتٍ، حتى لو كانوا على مقدرةٍ وخبرةٍ وكفاءةٍ. أيضاً، ستَحجِبُ الانتخاباتُ الأقباطَ وستزيدُ من شعورِهم الحقيقيى بالإبعادِ، و من المؤكدِ سَتركِنُ المرأةَ. لم يَتَعرضْ أساتذةُ الجامعاتِ المطالبون بالانتخابات لواجبِهم فى التواجدِ الحقيقى بكلياتِهم وهم يقيناً يعلمون أنهم أو كثيرٌ منهم يعملون معظم الوقتِ فى شركاتٍ ومكاتبٍ استشاريةٍ ومستشفيات وعيادات قضَت تماماً على التزامِهم الوظيفى لدرجةِ أن وصلَ الأمرُ بهم إلى التفضلِ على العملِ وفرضِ سلوكياتٍ غيرِ جامعيةٍ مَرفوضةٍ مَمجوجةٍ.

ليس كلُ ما يُطلَبُ يُجابُ فى هذه الفوضى، ليس أوكازيوناً لطلبِ ما لا يُطلبُ،،





Twitter: @albahary 

الأربعاء، 18 مايو 2011

فيسبوك، لعبة، نشاط، أم مؤامرة كبرى؟


فيسبوك هو أكبر تجمع على الكرة الأرضية لا تحتويه مساحةٌ مكانيةٌ محددةٌ، فهو يمتدُ ليشمل كل القارات واللغات والمعتقدات والأجناس والأعمار، دون لقاءٍ حقيقى أو تيقنٍ من حقيقةِ المتصلِ. لذا فإنه من الضرورى أن نتناول فيسبوك بالتحليلِ بعد أن أصبحَ ظاهرةَ هذا القرن ومحركَ كثيرٍ من أحداثِه المؤثرةِ.

أولاً. التاريخ والاستمرار:

البداية:
بدأ مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg ، اليهودي الديانة، والطالب بالسنة الثانية بجامعة هارفارد الأمريكية فى فبراير 2004 تاريخ فيسبوك، وجاء اسم فيسبوك من المنشورات التي تُمرِرُها الكليات على الطلابِ في بداية السنة الجامعيةِ لمساعدتِهم فى التعرفِ على بعضهم البعض بشكلٍ أفضل. كانت البداية فى جامعة هارفارد، وسهلَ فيسبوك تواصلَ طلابِها عبر الإنترنت. إزدادت شعبية فيسبوك وفي غضونِ بضعة أشهر اِمتدَ للكلياتِ الأخرى، وبحلول نهاية عام 2005 كان مفتوحاً أيضاً فى المدارسِ الثانوية، وبعد عامٍ آخر تم فتحه لجمهور الإنترنت الذى يتجاوز عمره 13 سنة.

المستثمرون فى فيسبوك:
بيتر تيل Peter Thiel أحد مؤسسي شركة باى بال PayPal للتحصيل الإلكتروني، وشركة أكسل بارتنرزAccel Partners، وشركة جرى لوك Greylock. في عام 2007 استثمرت شركة مايكروسوفتMicrosoft مبلغ 246 مليون دولار للحصول على حصة 16٪ في فيسبوك. عرضت شركتى ياهو Yahoo وجوجل Google شراء فيسبوك، ولكن مارك زوكربيرج أكَدَ أن فيسبوك ليس للبيع. إلا أن فيسبوك يحصلُ على أرباحِِه الهائلةِ من عائد الاعلانات، وهو ما ضَمَنَ له النجاحَ والانتشارَ مع تقديمِ خدمةٍ مجانيةٍ للمشتركين.

تَعَرََضَ فيسبوك للعديدِ من الدعاوى القانونيةِ والانتقاداتِ، وذلك فيما يَخُصُ سريةِ بياناتِ مستخدميه واستمرارِ ملكيتِِه لما يُنشَرُ فيه على الرغمِ من إغلاقِ المستخدمين لحساباتِهم به. وتمنعُ فيسبوك دولٌ مثل سوريا وإيران.

أُنتِجَ عن فيسبوك فيلم The social network الذي رشِحَ هذا العام لثمانيةِ جوائز أوسكار حصلَ منها على ثلاث.





ثانياً. إحصاءات من موقع فيسبوك
(http://www.facebook.com/press/info.php?statistics):

أكثر من 500 مليون مستخدم نشط، يدخل 50 ٪ منهم على الفيسبوك يومياً، ولكل مستخدم 130 من الأصدقاء فى المتوسط، ويقضى الناس على فيسبوك أكثر من 700 مليار دقيقة شهريا (٢٣،٣ مليار دقيقة يومياً).



النشاط على فيسبوك:
هناك أكثر من 900 مليون نشاط يتفاعل المستخدمون سوياً من خلالها عبر فيسبوك (صفحات، صفحات المجتمع، الجماعات، الأحداث)، ويبلغ متوسط ارتباط المستخدم العادى 80 نشاطاً، كما يقوم بإنشاء 90 قطعة من المحتوى كل شهر (صور، رسائل، روابط على الويب، مدونات...)، ويتشارك المستخدمون فى أكثر من 30 مليار قطعة من المحتوى شهرياً.

انتشار فيسبوك عالمياً:
توجد أكثر من 70 ترجمة متوفرة لفيسبوك، ويتواجد حوالي 70 ٪ من مستخدمي فيسبوك خارج الولايات المتحدة، وساهم أكثر من 300,000 مستخدمٍ في ترجمة فيسبوك إلى لغاتِهم من خلال تطبيقات الترجمة.

استخدام فيسبوك تجارياً ومجتمعياً:
تعاملَ أصحابُ المشاريع والمطورون والصحفُ وغيرِها من أكثر من 190 دولة مع فيسبوك وذلك بربطِ 20 مليون من مواقعِهم بفيسبوك يومياً، ويدخل أكثر من 250 مليون مستخدم على فيسبوك شهرياً من خلال مواقع على الإنترنت خاصة بهذه المشاريعِ. ويرتبط 10,000 موقعاً بفيسبوك يومياً دعماً لأنشطتِها، وقد أدمجَ أكثر من 2.5 مليون موقع أنشطتِها مع فيسبوك.

فيسبوك على المحمول:
هناك أكثر من 250 مليون مستخدم لفيسبوك من خلال الهواتف النقالة الذكية ذات القدرة على التعامل مع الإنترنت؛ ولسهولة هذه الأجهزةِ، هم أكثر نشاطاً بمقدار الضعف من مستخدمى فيسبوك بالحواسيب النقالة والشخصية. وتقوم أكثر من 200 من شركات الاتصالات لخدمات المحمول في 60 بلدا بنشر وترويج تطبيقات فيسبوك.

ثالثاً. إيجابيات وسلبيات فيسبوك:

هناك من المستخدمين من يُغرمون بفيسبوك وينفقون ساعاتٍٍ فى استعراض بياناتِ وإضافاتِ الآخرين، في حين أن هناك من لا يتقبلونه على الرغم من أنهم يجيدون استخدامه. ومن ايجابيات الفيسبوك يمكنُ أن نوردَ ما يلي:


  • البحثُ عن الأصدقاء القدامى وإعادةُ التواصلِ معهم.
  • الاتصالُ بالأصدقاءِ فى أى وقتٍ مهما كان التباعدُ الجسدي.
  • إبقاءُ الأسرةِ والأصدقاءِ على علمٍ دائمٍ بما يحدثُ ويجدُ.
  • الدعايةُ الشخصيةُ والتجاريةُِ والسياسيةُ والاجتماعيةُ والفكريةُ والعقائديةُ.
  • تكوينُ صداقاتٍ جديدةٍ ومتنوعةٍ من خلال الانضمامِ إلى مختلف المجموعات والتجمعاتِ.
  • التشاركُ مع الأصدقاءِ في الموسيقى المفضلة ومقاطع الفيديو والصورِ.

إلا أن هناك من السلبيات ما تَبعدُ الكثيرين عن الانضمام لفيسبوك:
  • إنهمارُ سيلٌ من طلبات الصداقةِ غيرِ المرغوبةِ من إناسٍ غير معروفين.
  • إتاحةُ البياناتِ الخاصةِ والصورِ على الملأ وتعرضُها لإساءةِ الاستخدامِ.
  • إقامةُ علاقاتِ صداقةٍ عن طريق الخطأ مع أشخاصٍ سيئى النوايا.
  • تلقي النشراتٍ الإخباريةٍ غير المرغوب فيها عن أنشطةِ الأصدقاءِ على فيسبوك.
  • تلقي رسائلِ إعلانيةٍ مُزعجةٍ على البريد الإلكتروني.
  • نشرُ مستنداتٍ وظيفيةٍ تحظرُ قوانينُ العملِ نشرِها والتفريطِ فيها.
  • تطلبُ تطبيقاتٌ كثيرة العديد من التفاصيل الشخصية التي يتَحَرجُ المستخدمُ عادةً من اِتاحتِِها.
  • إدمانُ فيسبوك وقضاءُ ساعاتٍ طويلةٍ معه، وجعلُه المتنفسِ الوحيدِ للتعبيرِ عن الذاتِ خاصةً للأشخاصِ الإنطوائيين، وهو ما يزدادُ فى البلدانِ العربيةِ التي يصعبُ فيها التواصلُ الحقيقى والحر مع الآخرين.
  • عَدمُ شفافيةِ التعاملُ مع فيسبوك، ذلك أنه يستحيلُ التيقنِ من هُويةِ الأصدقاءِ ومكانِهم، مما يجعلُ الانجرافَ في تجمعاتٍ وتحركاتٍ أمراً فيه من المغامرةِ الشئ الكثيرِ، فقد تكون النداءاتُ والدعواتُ من جهاتٍ معاديةٍ وأجهزةِ استخباراتٍ.

لقد أحدَثَ فيسبوك تغييراتٍ جوهريةٍ في الدولِ العربيةِ ذات الأنظمةِ القمعيةِ بعد أن ضاقت سبلُ التعبيرِ الحقيقي أمام ملايين المثقفين والشباب، لكن هل كانت هذه التغييراتُ وليدةُ مجموعاتٍ وتجمعاتٍ مُتجانسةٍ مُتحدةٍ حقاً في الأفكار والمرامي؟ هل يظلُ ما يُنشَرُ على فيسبوك من وثائقٍ بمنآى عن المساءلةِ القانونيةِ التي يجب أن تلاحقَ كلَ مخالفٍ كما في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وأوروبا؟

لم يغيرْ فيسبوك الحياةَ في الولاياتِ المتحدةِ حيث نشأَ ولا في أوروبا واليابان، لكنه استأسَدَ في مصر، هل هى مصادفةً؟ لا بدَ أن نتساءلَ ونتفَهَمَ ونحترسَ، فالمستخبي أكثرَ مما بانَ، وما هو آتٍ أخطرَ مما حَدَثَ،،




Twitter: @albahary