الخميس، 18 مايو 2017

‏ ‏التجربة الفنزويلية ...

‏ ‏تجتاح فنزويلا مظاهرات يومية طاحنة احتجاجًا على الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع التضخم إلى ٧٠٠٪مع نقص شديد في السلع والأدوية على الرغم من الثروات النفطية الهائلة للبلاد. وتتهم المعارضة الحكومة الاشتراكية للرئيس نيكولاس مادورو بتخريب الاقتصاد وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرةويرد الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تنتهي مدته في يناير ٢٠١٩،  بأن الأزمة الاقتصادية التي تعود لعدة أشهر مضت تسبب فيها المعارضة ورجال الأعمال لأنهم يرفضون التعاون مع الحكومة

ومع ارتفاع حالات السلب والنهب والعنف ومهاجمة مرافق حكومية وعسكرية أُعلنت حالة الطوارئ في البلاد وتم الدفع بعدد ٢٦٠٠ من الجنود والقوات الخاصة. وحتى الآن وصل عدد ضحايا الاضطرابات إلى ٤٢ قتيلًا ولم يظهر ما يشير إلى انفراجة قريبة

ولبحث الأزمة الفنزويلية المتصاعدة، اجتمع مجلس الأمن يوم الأربعاء ١٧ مايو  بناء على طلب الولايات المتحدة الأمريكية وأصدر بيانًا قال فيه أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى عدم استقرار خطير في هذ البلد وأن المجلس  سيستمر في المتابعة عن قرب.
 



عن الBBC:


بالاقتصاد تهدأ الشعوب وبه أيضًا تفور، وهنا الخطر ...

الجمعة، 12 مايو 2017

‏نظام الثانوية العامة المقترح .. إبن من؟

أعلن وزير التربية والتعليم عن نظام ثانوية عامة  تراكمي بلا مكتب تنسيق، ‏بلا مجموع، و‏باختبارات قدرات لدخول الجامعات. ‏لا أهاجم هذا النظام المقترح ولا أدافع عنه لأنه لم يتضح بعد في دماغ الوزير ومن قد يكونون حوله، ‏لكن من حق الجميع التساؤل والفهم، فالتعليم يدخل كل بيت. قبلها استخدم الوزير مصطلح الفصل المقلوب، وقبلها أو بعدها صرح بأن الطالب سيختار مُدَرِسه. 

هل يتم تطوير التعليم في أي مستوى  بالتصريحات أو بالتجليات، ‏وما هو مصدرها؟ ‏من حق كل الناس أن تعرف وتفهم وتقتنع. ‏من هي الجهة المسؤولة عن تطوير التعليم في مصر؟ ‏وهل أتى وزير التربية والتعليم بتعليمات وعليه تنفيذها أم أنها من بنات أفكاره؟ ‏لقد أثبتت كل التجارب أن التغيير من الضد للضد يكون على حساب المجتمع ككل ‏ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن ينجح. ‏وإذا افترضنا جدلا أن هناك نظامًا ‏لأنهاء مرحلة التعليم الثانوي مطبقًا ‏بنجاح في دول أخرى فهذا لا يعني نجاحه عندنا. ‏مدارس مصر متهالكة بلا إمكانات تعليم حقيقي أو سلوكيات تعليم، في البيت، في الوزارة، وفِي الحكومة، على حد سواء. 

المشكلة أن الوزير أو المسؤول يأتي بلا سبب واضح، هل آتى وزير التربية والتعليممن أجل الثانوية العامة؟وهل هو فكره وحده أم أملي عليه وهو مجرد واجهة؟هل يتم أي تطويردون الرجوع الى المختصين والمعنيين وعلى مستوى البيت والمدرسة؟ألا يعد تخطيهم تعاليًا وإضرارًا بهم خاصة وأن أي نظام سيطبق عليهم وهم أول ضحاياه في حالة فشله؟

ألم نعرض مرارا لما يتعرض له التعليم الهندسي دون الرجوع الحقيقي والصريح لأعضاء هيئة التدريس بكليات الهندسة وهي مرفق حيوي من مرافق الدولة؟ مع الاحترام للجميع، هل التواجد على أي كرسي مسؤولية يعني الاستبداد بالرأي وأنكار ذكاء وقدرات وخبرات الآخرين؟

‏هل أصبحت مصر دولة أهل التطوير من ناحية والمعذبين من التطوير من ناحية أخرى؟! نكتب لوجه الله، خلص الكلام ...



Twitter: @albahary

شرعنة اللادولة؟؟

اليوم السابع بتاريخ ٢٧ ابريل ٢٠١٧
أثار فيديو رفع حي مصر الجديدة عربة مأكولات أقامتها فتاتان شهية مواقع التفسخ الاجتماعي وفضائيات الإعلانات للصياح والتفلسف. بداية لا مانع من أكل العيش الحلال طالما احترم حقوق الآخرين. لكن لأكل العيش أماكنه وحدوده، ومع الأسف فقد ارتبط أكل العيش بالغتاتة والتناحة والبلطجة في أحيان كثيرة. تحويل شقق الطوابق الأرضية لمقاه جعل حياة سكانها جحيم، وهم من اشتروا شققهم لراحة البال لا ليتعرضوا لكركرة الشيشة وقهقهات البلطجية والعواطلية. أما عربات الفول التي تحتل أي مكان يحلو لها بمباركة الأحياء فقد أصبحت موطئًا للقذارة والإزعاج خاصة بالقرب من مداخل العمارات السكنية، وراجعوا شوارع مدينة نصر شرق حتى تكون المعاناة رأي العين

فضائيات الخراب
لقد دأبت فضائيات الإعلانات على فرض وصايتها على الشعب المصري بدءًا من التاسعة مساءًا مرورًا بالعاشرة مساءًا وحتى منتصف الليل، لا تستهدف سوى المعلنين وعلى حساب الحقيقة في أحيان كثيرة. هل حقًّا ما تطرحه تلك الفضائيات من دفاع عن مخالفات المقاهي وعربات الفول وغيرها يتغى صَالِحًا، ولماذا تتأثر بها الحكومة وهو أصلًا إعلام قليل المصداقية؟! إلا إذا كان وسيلةً لها. هل سنشهد شرعنة وتكريس المخالفات وكأن مصر ينقصها مزيد من البلطجة واحتلال الشوارع والميادين والأرصفة ومداخل العمارات؟! هل تزدهر المخالفات مع عجز الحكومة عن توفير فرص عمل ومع تدهور الاقتصاد؟!


في إطار شرعنة المخالفات هل يصبح التسول مهنةً معترفًا بها؟ هل هي شرعنة اللادولة؟! هل تُغَل يد الأحياء عن مطاردة المخالفات باعتبارها مقبولة من القيادة السياسية؟ أمور مؤسفة محزنة مقلقة ...

نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الخميس ٢٧ ابريل ٢٠١٧

Twitter: @albahary

‏في تونس الجميلة ..

كنت ضيف شرف لأحد أنشطة IEEE وهو  أكبر تجمع لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات  على مستوى العالم ومقره رئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية. ‏بالإضافة الى  حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التونسي فإن ما لفت نظري هو جمال تونس والنظافة والخضرة المنتشرة في كل مكان.











‏لم يكن الفندق شديد الفخامة ولكنه شديد النظافة. ‏ليست الزيارة الأولى لتونس الشقيق ولكنه تجديد لإعجابي ببلد يقف على قدميه رغم التحديات الاقتصادية. 


Twitter: @albahary

السبت، 6 مايو 2017

رئيس دكاترة ...

العمل الجامعي أساسه جماعية القرار، من خلال المجالس، بدءًا بمجالس الأقسام، ثم مجلس الكلية، انتهاءًا بمجلس الجامعة، مرورًا بالعديد من اللجان التي تَدرس الموضوعات الأكاديمية والإدارية قبل عرضها على مجالس الكلية والجامعة حتى تكون القرارات النهائية مستوفاة الدراسةلا توجد في علاقات أعضاء هيئات التدريس برئيس مجلس القسم أو العميد أو رئيس الجامعة سلطة إفعل يا دكتور فلان وإلا، خاصة وأن رئيس القسم ليس أقدم أستاذ في القسم، وأن العميد ليس أقدم أستاذ في الكلية، ولا رئيس الجامعة هو أقدم أستاذ في الجامعة. إضافة إلى أن الوظائف الجامعية مؤقتة يعود بعدها شاغلها إلى مكانه في قسمه العلمي

لكن من العجب فإن بعض النفوس تجد في شغل منصبًا كرئيس قسم وغيره فرصة لممارسة المنظرة والمريسةفهناك من يحاولون السطو على رئاسة لجان علمية لمناقشة الرسائل أو الامتحانات الشفهية رغم أن القواعد تنص على أن رئاسة تلك اللجان للأقدم في الأستاذية احترامًا للمكانة العلمية في المقام الأول. أضف الفظاظة في التعاملات وتصور المنصب المؤقت تسلطًا على الجميع. هذا المسلك الإداري والأكاديمي غير السوي ناتج عن خلل نفسي من ناحية، وهو من ناحية أخرى مكتسب لدى البعض  نتيجة للعمل في دول خليجية بعينِها يكون تجديد العقود فيها من سلطات رئيس القسم. من ذاقوا مرارة العمل تحت سيف سلطة رئيس القسم لسنوات تطول العشرة تتكسر شخصياتهم ويتصورون بعد عودتهم أنهم سيمارسون في جامعاتهم ما تعرضوا له.   

تتعرض الجامعات لمشكلات عدة من جراء من وضعتهم الظروف في الإدارة دون أن يكونوا لها، وما عاد بغريب ما نرى لدى البعض من اشتياق ووله بالمناصب ما ورائهم إلا انبطاح وارتجاء لمناصب أعلى على حساب أخلاقيات وتعفف العمل الجامعي،،


ليس بعجيب أن يتصور من تكون هذه نفسيته أنه "رئيس دكاترة"،،

Twitter: @albahary

هَلس لا علمي ...

العلم دقة وأمانة وحقائق ومنهج ونتائج منشورة في دوريات علمية عالمية محترمة. عندنا الدنيا مقلوبة، بدلاً من الكد والتعب غَلبت الفبركة وتكبير الدماغ، وبدلاً من النشر العلمي المحترم أصبح النشر في وسائل الإعلام من صحف وفضائيات!! الطالب الفلاني اخترع سيارة تعمل بالماء أو غواصة تطير وكَرَمه المحافظ، الطالبة العلانية اخترعت دواءًا لأمراض عويصة فاحتفت بها وزارة التربية والتعليم أمام الكاميرات وفِي الصحف المكتوبة والإلكترونية!! بمنتهى البساطة المصري جبار والعيب في النظام التعليمي الذي أفلتت من براثنه هذه الفتوحات العبقرية!! 

الجامعات ومراكز الأبحاث ليست ببعيدة عن جو الهمبكة والأونطة. مشروع تخرج يحصد قدرًا من التهليل باعتباره إنجازًا فاز في مسابقات عالمية!! ماشي قد يكون فاز فعلًا، لكن في إطار تشجيع الطلاب على مواصلة الكد، لا باعتباره فتحًا كاسحًا ترتج له وسائل الإعلام ومواقع الردح اللاجتماعي التي تتصيد السقطة واللقطة لتشغيل أسطوانات الشرشحة والتباكي. أما على مستوى الدراسات العليا فالحال مزري. الطلابُ أفواجًا على مواد بعينِها لأعضاء هيئات تدريسٍ بعينهم معروف عنهم تفتيح المخ وتوزيع أعلى الدرجات بعض النظر عن نوعية الأجوبة في ورقة الامتحان!! طبعًا تسجيلاتُ الدراسات العليا مُنهمرةً على أعضاء هيئات التدريس الذين يمنحون درجات الماجستير والدكتوراة بأقل مجهود!! وطبيعي أن يدعي أعضاء هيئات التدريس هؤلاء أنهم مدارس علمية تستحق تكريم جامعاتهم!! مدارس علمية نعم، لكن في التسطيح والفتاكة ودهان ألهوا

هذا الجو اللاعلمي، نتاج مجتمع ودولة لا يعترفان بالجدية والمنهج في الحياة عمومًا وفِي العلم تحديدًا؛ هات م الأخر هو شعار اليوم ومن المؤكد غدًا. طلابٌ يدعون العبقرية وهم بعد يفكون الخط، أولياء أمور يُحرضون ويساعدون أبنائهم على الغش الجماعي، دراسات عليا لا تؤكد إلا على السطحية والدرجات العلمية الفشنك، وكَمٌ من أعضاء هيئات تدريس بالجامعاتِ يتكالبون ويُكوشون على التسجيلات للدرجات العلمية بتقديم عروض تنازل عن الجدية العلمية الواجبة!! هذا الكَمُ من أعضاء هيئات التدريس يتصدر مشهد الإنجاز العلمي!! وهذا هو الإعلام الذي يروج لكل هذا الهَجس

ولما كان الشئ بالشئ دائمًا يُذكِر، فإن هيمنة وجوه مؤبدة على كل لجان وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات جعل من الجمود والفزلكة والتفلسف عنوانًا للعمل بالوزارة المسؤولة عن إعداد مناخ وعقول البحث العلمي في مصر!!

بالذمة أليس هذا الهلس اللاعلمي فاضحًا لأسباب الإخفاق العام؟!

Twitter: @albahary