الاثنين، 18 يناير 2021

ما بعد الانتخابات (٣/١)...


الانتخاباتُ فرصةٌ للتجديدِ والتغييرِ والمراجعةِ، من الواردِ تشكيلٌ وزاري بعد انتخاباتِ البرلمان، من الواردِ النظرُ في السياساتِ. ‏التعليمُ دائمًا ما يكونُ محطَ اهتمامٍ. ‏مع تقديرِ كلِ جَهدٍ، ماذا استفادَت الجامعاتُ في السنواتِ القليلةِ السابقةِ، الحكوميةُ منها  والخاصةِ، ‏هل كانت السياساتُ التعليميةُ حقًا فعالةً؟




جامعات الحكومة ترزحُ تحت أعدادٍ كبيرةٍ من الطلابِ وتعاني نقصًا واضحًا في الِامكاناتِ الماديةِ ‏من معاملٍ ومكتباتٍ، إضافةً إلى ضعفِ مرتباتِ أعضاءِ هيئة التدريسِ وبالذاتِ المتفرغين منهم. ‏ومع هذا الحال طُبِقت برامج الساعات المعتمدة و كأنهاالمفتاحُ السحري للعالميةِ رغمًا عن عدمِ رضاء  كثيرين من أعضاء هيئة التدريس وهم على درايةٍ بشؤونِ جامعاتِهم. رؤيةُ الإداراتُ في أحيانٍ  يدخلُ فيها اعتباراتٌ وكأن التصعيدَ ملازمٌ للإدارةِ


كثيرًا ما يُرفعُ شعارُ اتاحةِ الفرصةِ للشبابِ، هل حققَ فعلًا نجاحًا أم انه مجردُ لافتةٍ؟ ‏التجربةُ والخطأُ لا تكونُ في مجالِ التعليمِ، ‏الإدارةُ للأكفاءِ فقط أيًا كانَ سنُهم، ولنا أسوةُ ‏في الانتخاباتِ الأمريكية.‏أما الجودةُ فلابد أن تخضعَ لرقابةٍ ومراجعةٍ شاملةٍ، فهي في صورتِها الحاليةِ تحريضٌ للطلابِ على شكوى أعضاءِ هيئةِ  التدريسِ بما يصلُ للتنمرِ وكذلك تشجيعٌ علىالتبرُمِ من المؤسسةِ التعليميةِالجودةُ في صورتها الحالية تكويمُ اوراقٍ، مكارثية أساسُها أن أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ دونمستوى القائمين عليها ودون فهمِ إداراتٍ تفتعلُ الشبابَما العائدُ على المجتمعِ والدولةِ من خريجين مُتبرمين رافضين؟ ‏كيف تُنفق ميزانيةُ الجودةِ وعلى من؟ 


من الضروري أن تتغيرَ الوجوهُ في اللجانِ على تعددِها، البقاءُ لفترةٍ طويلةٍ يؤدي إلى الإحساسِ بالفوقيةِ، والنتيجةُ تكونُ عنترياتٍ، في أحيانٍ كثيرةٍ. لابدَ من اختيارِ وجوهٍ خارجَ الدائرةِ المُغلقةِ، ‏خارج نعم ونعمين، كفى وجوهٌ اِستهلكَها Facebook والتكويش هنا وهناك


ثم ألم يحِنُ آوانُ الإقلالِ من الرجوعِ لإحصاءاتِ ترتيبِ الجامعاتِ؟ ‏‏لا يُنتقى منها إلا ما يشيرُ لبعضِ إيجابياتٍ، الصورةُ الحقيقةُ أيضًا موجودة في الإحصاءاتِ


للجامعاتِ الخاصةِ مقالٌ، بإذن الله ...


الشكرُ واجبٌ لكلِ مجهودٍ، وبركاتك يا انتخابات ...


 اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،




Twitter:@albahary

الاثنين، 17 أغسطس 2020

‏قيمُ المجتمعِ ...

وقعَت فتياتٌ تحت طائلةِ القانونِ لتخطيهن قيمَ المجتمع ِ حسبماوردَ في عريضةِ الإتهامِ. ‏‏أثارَت قضاياهن مواقعَ التواصلِوشغلَت حيزًا في المواقعِ الإخباريةِ الأجنبيةِ،فيهم من رأى أنه تعدٍ على المرأةِ خاصةً وأن الفتياتِ صغيراتِ السنِوأن الملاحقاتِ لا تطولُ رجالاً


قيمُ المجتمعِ كثيرةٌ، من ضمنهِا تجريمُ السرقةِ والسبِ والقذفِ والتعدي على الحقوقِ الخاصةِ والعامةِ. ‏المجتمعُ المصري مُتخمٌ بالمخالفاتِ؛ سلعٌ مغشوشةٌ، بناءٌ مخالفٌ، تعدي على الطريقِ العامِ بعرباتِ الفولِ والأطعمةِ الفاسدةِ،قيادةٌ في الممنوعِ،تحويلُ شققِ الطوابقِ الأرضيةِ لأنشطةٍ تجاريةٍ بدون ترخيصٍ، سبٌ وقذفٌ عبر وسائلِ الإعلامِ، كلامٌ مغلوطٌ عبر مختلفِ الوسائطِ، تسميمُ حيواناتٍ في الشوارعِ،وغيره وغيره مما يعجزُ عنه الحَصرُ



لماذا لم تُمنعْ تلك التعدياتُ؟  لما لا يُحاسَبْ مسؤولو الأحياءِ المرتشون؟ألا يدلُ وقوعُ المخالفاتُ مساءً على انعدامِ الأخلاقِ في المجتمعِ وعلى تراخي المحلياتِ؟ لماذا لم يَطُلْ القانونُ جرائمَ السبِ والقذفِ علنًا؟  لماذا ولماذا ولماذا؟ أليست كلُها تعدياتٍ على قيمِ المجتمعِ؟ هل وقَفَت قيمُ المجتمعِ عند فلانة وعلانة؟ هل هي قيمٌ مطاطةٌ؟هل ترى بعينٍ واحدةٍ؟ هل تُعَرَفُ حسب الحالةِ؟


الحفاظُ على قيمِ المجتمعِ ضروريٌ في مواجهةِ كلِ التعدياتِ،حفاظًا على قيمِ المجتمعِ ذاتِهامن التاويلِ والاستغلالِ. المجتمعاتُ السويةُ لا تُميِّزُ بين مخالفةٍ وآخرى ومخالفٍ وأخر. مخالفةُ قيمِ المجتمعِ تستوجبُ المحاسبةَسواء وقعَت من مسؤولين قَصَروا عمدًا في أداءِ وظائفِهم أو من أفرادٍ تعدوا عليها بسوءِ نيةٍ، وسواء وقعَت من إمرأةٍ أو من رجلٍ

لكن لَما كانت العقوباتُ لا تطولُ كلَ المُتعدين وكلَ التعدياتِ على قيمِ المجتمعِ أليس من الضروري أن نُعَرِفَ ما هي قيمَ المجتمعِ؟؟



اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الإثنين ١٧ أغسطس٢٠٢٠


Twitter: @albahary

الأحد، 26 يوليو 2020

تَعلَمتُ من إبنتي ...


التنشئةُ واجبٌ على الأهلِ، من لم يُرَبْ في صغرِه ستتولاه بقسوتِها الأيامُ والليالي. مع التنشئةِ السليمةِ يتعلمُ الأبناءُ الاعتمادَ على النفسِ واِحترامِ الآخرين بلا تعالٍ ولا تفريطٍ

بطبعي لا أميلُ إلى العنف، وأتعجبُ من الذين يدفعون تَذاكرًالأفلام ٍ تُرعِبُهم وتُرجِفُهم وتُشعرُهم بالبرودةِ في الحرِ. ‏علاقتي بالحيواناتِ كانت عن بعدٍ، اَحترسُ من الكلابِ واَستلطفُ القِططَ، لا أكثر. لفَتَ نظري أن إبنتي طبيبةُ الأسنانِ عضو هيئةِ التدريسِ بالجامعةِ تحملُ دائما كيسًا فيه طعامٌ جافٌ للقططِ والكلابِ، تحتفظُ به لتُطعمُ من تجدُهم في الشارعِ؛ تَطهو لهم وتأخذُ المرضى منهم لعيادةِ الطبيبِ البيطري حتى في العاشرةِ مساءً. راتبُها الجامعي المحدودُيتبددُ على القططِ والكلابِ. ‏ ‏اِستغربتُ في الأولِ ما تفعلُ، لكن مع الوقتِ أيقنتُ أنه خيرٌ ورحمةٌ لكائناتٍ خلقَها ربُنا، تتألمُ وتجوعُ في صمتٍ


شيئا فشيئا،تغيرَت نظرتي من مُجرد التعاطفِ  إلى إبداءِ الرأي،وهو ملعبي المفضلُ. ‏ما الهدفُ من مصارعةِ الثيرانِ في إسبانيا،إحدى دول قارة أوروبا التي ترفعُ شعاراتِ الإنسانيةِ والرحمةِ والعدلِ والرقي؟لو كانت هذه الهمجيةُ الوحشيةُ باسمِ الرياضةِ عربيةً، هل كانت أوروبا ستظلُ صامتةً؟أصبحتُ أتعجبُ ممن يتباهون بصيدِ البطِ ويعتبرونه رياضةً، يفتخرون بصورِهم بالبنادقِ الفتاكةِ وحولهُم عشراتُ الضحايا من البطِ!! هل سيأكلونه، أم سيتبرعون به، أم سيرمونه؟! كيف تتباهى فنانةٌ تريدُ إنسانًا رقيقًا بأن خطيبَهاصيادُ بطٍ؟!‏! ‏وما العائدُ من صيدِ العصافيرِ؟! ما الذي يؤكل في العصفورِ؟!! ‏الحيواناتُ المفترسةُ تصطادُ لتأكلِ، لا منظرةَ ولا تباه

في أحيانً كثيرةٍ، يجعلُ التعاطفُ مع الحيواناتِ الإنسانَ نباتيًا؛ كثيرٌ من المعتقداتِ في دولِ آسيا لا تُجيزُ أكلَ كائناتٍ خلقَها اللهُ مثلما خلقَ الإنسانَ

‏ ‏



لو
لم نَجدْ ما نتعلَمُه من أبنائنا قد نكونُ قصَرنا في تربيتِهم. شكرًا إبنتي العزيزة ...












اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


Twitter: @albahary