السبت، 2 مايو 2009

أنفلونزا الخنازير..


انطلَقت أنفلونزا الخنازير من المكسيك، لم يتحددْ سَبَبُ نسبتِها إلي الخنازير، اِتسعَت حتي الآن علي مدي ست عشرة دولة، تؤخذُ بجدٍ واجبٍ في مطاراتِ العالم وموانئه، بتوفير العلاج، بمنعِ الخروجِ من المنازلِ في المكسيك، بعدم تبادل القبلاتِ والأحضانِ بين البشرِ، لا مع الخنازيرِ. مصر تفوقَت علي العالمِ، قطعَت أشواطاً أبعد، قررَت التخلصَ من الخنازير. لست مع الخنازيرِ، ولا من أنصارِ اللحومِ علي إطلاقِها، لكن ما توقفتُ عنده، ثوريةُ القرارِ، سرعتُه، علي غيرِ المعتادِ.
الأمورُ في مصر تُحلُ، إن كان للحلِ مكانٌ، بمنتهي البطء، فلما هذا الحسمُ وتلك السرعةِ؟ لماذا لم تُستشرْ الهيئاتُ الدوليةُ المتخصصةُ، ولو من بابِ استيفاءِ معلوماتٍ؟ كيف اتفقَ مجلسُ الشعبِ علي ندرةِ ما يَتفقُ عليه؟ هل مالأت الأغلبيةُ نوابَ الإخوانِ؟ الخنازيرُ بالنسبةِ للأخوان حيواناتٌ محرمةٌ، ولو كانت لمللٍ أخري، الأغلبيةُ فقدَت منطقَ الردِ، هل تظهرُ أمام الشعبِ بمظهرِ المدافعِ عن حيواناتٍ محرمةٍ؟ لا تستطيعُ خاصةً وأن أنفلونزا الخنازير ذاتَها لم يكن قد عُرِف سببُها ولا كيفيةُ انتشارِها.
الآن وقد أصدرَت الهيئاتُ الصحيةُ العالميةُ تقاريراً مؤكدةً عن كيفيةِ انتشارِ أنفلونزا الخنازير، نَفَت أن تكون الخنازيرُ مسببةً لها، لا بدَ أن تجدَ الحكومةُ وأغلبيتُها في مجلس الشعبِ عذراً، الخنازيرُ في مقالبِ القمامةِ، لا بدَ من التخلصِ منها ومن القمامةِ، كلام جميل، لماذا تأخرَ إذن إن كان الحسمُ موجودٌ سريعٌ. الخنازيرُ بقرفِها كشفَت كيف يُتخذُ القرارُ، كيف تُغيَبُ الدراساتُ الصحيحةُ، كيف تُغلَبُ الحساباتُ النفعيةُ، كيف تُخلَطُ الأمورُ؟ فشلَت الحكومةُ وأغلبيتُها كالعادةِ، وتأكدَ منطقُ الأخوانِ في رفضِ ما لا يروقُهم ولو كان لغيرِهم.
الخنازيرُ حيواناتٌ قذرةٌ، وكذلك البطُ والعديدِ من الطيورِ والحيواناتِ التي تُربي مع الخنازيرِ في نفسِ مقالبِ القمامةِ، هل يشملُها أيضاً قرارُ الإزالةِ؟ وماذا عن مزارعِ الأسماكِ التي تُلقي فيها المُخلفاتُ؟ أليس من الواجبِ أيضاً مراقبتُها إن لم يكن التخلصُ منها؟ أمورُنا لا تؤخذُ بجديةٍ ولا بتجردٍ، من الطبيعي أن تفتقدَ المصداقيةُ، داخلياً وخارجياً، والبركةُ في الخنازيرِ.
لكن ماذا بعد التفردِ بذبحِ الخنازيرِ؟ هل تتوفرُ أدويةُ علاجِ أنفلونزا الخنازير؟ بني أدم هو الذي ينشرُها وليس الخنازير، ذهبَت الخنازيرُ وبقَت الأنفلونزا،،

ليست هناك تعليقات: