الأربعاء، 11 مايو 2011

صَومَـلِة وحَمسَـنِة مصـر ...

حَرقُ كنيستين فى إمبابة، قبلها حَرقُ كنيسةً فى صول، قبلها قطعُ أذنِ قبطى، خُطَبٌ تُسَفِه عقيدةَ الأقباطِ ورُموزَهم؛ فتنةٌ طائفيةٌ مُكتملةٌ، تَمييزٌ دينىٌ أكيدٌ. ليست حكايةُ إمرآةٍ غيرَت دينَها أو مواطنٍ أساءَ السلوكَ فعاقبوه، إنه تطرفٌ دينىٌ لا يُحتَمَلُ ولا يُقبَلُ له أى مسمى آخَر. التناولُ لم يختلفْ، أما المعالجةُ فسطحيةٌ، كالمعتادِ؛ أسلوبُ خداعِ الذاتِ لا العالمِ، لم يَمَلوه، لا يَتَعلمون، فى الحكمِ وفى الإعلامِ، الفتنةُ من فعلِ النظامِ السابقِ والبلطجيةِ، السلفيةُ يتبرؤون من أية تعدياتٍ على الأقباطِ، هكذا ما زالوا يَزعمون!! مصر، أمةٌ فى خطرٍ يُهددُ باجتثاثِ وجودِها، لا تَسمعُ وتَرى إلا ترديداً بغبغائياً لقوالبِ كلامٍ وصورِ عناقٍ وابتساماتٍ جوفاءٍ!!


الوحشُ بيننا وفى داخلنا، بشياطينِه، هو الذى يَحرق ويُخرب، لا يكترثُ بوحدةِ وطنٍ ولا سلامتِه، ليس من فلولِ النظامِ ولا هو من الخارجِ، التهربُ من مواجهتِه زادَه طمعاً على طمعٍ وتوحشاً فوق تَوَحُشِه. له منطِقُه، لم يتغيرْ أبداً، السيطرةُ والحكمُ، ولو على الأنقاضِ والخراباتِ، فَعلَها فى الصومال وفى غزة، فى لبنان وأفغانستان، لا يعترفُ إلا بالعنفِ، به يستمرُ وبه أيضاً يَندحرُ، يَكمُنُ دائماً حتى تَحينُ اللحظة، يََتلَون. العبرةُ عنده بِمَتى يَستولى على السلطةِ، دوماً يبدأُ بالسيطرةِ على حاراتٍ وأحياءٍ وزوايا، منها يَتسربُ ويَتوسعُ، لا يَتنازُل عن ما يستولي عليه، إلا قَسراً، ما أورَثَ إلا الخرابَ فى أى مكانٍ أو زمانٍ، لم ينتصرْ أبداً، خَلَفَ قتلى وتقسيماً وتَفتيتاً، أضاعَ أوطاناً، إلى غيرِ رجعةٍ. من شياطينِه من يُدافعون عنه، يُبرؤونه، يُبررون له، يَنفون عنه، يُظهرونه حَمَلاً وديعاً نَزيهاً عادلاً، مهما قتلَ وغَدَرَ وخانَ.


مصر إلى أين؟ التاريخُ لم ينسْ التطهيرَ العرقى ولم يُسامحه، والحاضرُ واجَهَه بكلِ عنفٍ وقوةٍ، فى البوسنة والهرسك، فى السودان، لا مَنجاةَ ولا مَفرَ لمُرتكبيه، الضحيةُ بلداناً وشعوباً تُقَسَمُ باجماعٍ دولى، هل يتصورُ من يعبثون بأمنِ مصر ووحدةِ أراضيها أنهم سيفلتون باعتداءاتٍ طائفيةٍ أثمةٍ جانيةٍ؟ من المؤكدِ أنهم لا يفهمون إلا ما فى أدمغةِ شيوخِهم، لا يُبالون بتفكيرٍ مخالفٍ، مَنطِقُهم حجرىٌ، لا يقتنعون، فهم وحدُهم الصوابُ والصَلاحُ والتقوى. مصر فى خطرِ تَدَخُلٍ دولىٍ، يُقسمُها ويُمزقُها بدون رَحمةٍ، يُقيمُ مناطقاً أمنةً فى مدنٍ بعينِها، لمن تُنتهكُ حياتُهم وعقيدتُهم. مصيبةٌ لا يفهمُها من يُعميهم الهَوَسُ، على الجيشِ والحكومةِ الفهمُ والحسمُ والتقديرُ، الخطابُ لهم، ليس لغيرِهم، مِمن لم ولن يَعقلون، الصومال شاهدٌ، وغزة ولبنان وأفغانستان،،


Twitter: @albahary

هناك تعليق واحد:

Mona Eltahan يقول...

أرجو مشاهدة الفيديو التالى لأحد الشيوخ حيث كان للرد على فيديو
التحريض على حرق كنائس إمبابة
http://www.youtube.com/watch?v=ehzCGp95AHw&feature=share