الأحد، 8 يوليو 2012

العلمُ محايدٌ ...

حضرت يوم السبت الموافق ٢٠١٢/٧/٧ اجتماعَ السيد رئيس الجمهورية مع أعضاء المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الجامعات الخاصة وممثلين عن أندية أعضاء هيئة التدريس. في هذه الاجتماعات يكون الاستماعُ فضيلةَ الفضائلِ، الوقتُ محدودٌ والكلامُ لن يكون متاحًا إلا إذا امتدت الجلسة للصباح. لذا سأكتب ما تمنيت أن أقوله، وما يقرأه الآلاف أوضح مما قد يسمعه مائة. أردت أن أذكر أن الجامعات مناراتٌ للعلم، من واجبها أن تكرسَه في طلابِها فتتشربه سلوكياتُهم ومنهم يسري في مجتمعِهم.


 العلمُ ليس مُنحازًا ولا مُنافقًا، لكنه مُحايدٌ، لا يعرفُ إلا الحقائقَ العلميةَ ومنها يصلُ إلى النتائجِ. العلمُ تراكميٌ، يجمعُ معطياتِه من مصادرٍ مُتعددةٍ ومن أزمنةٍ متتاليةٍ، لا ينسى ولا يُغفِل. حياديةُ العلمِ تعني أنه لا وجودَ لعلمٍ حزبي، أو ديني، أو طائفي، أو حسب الجنس أو اللغة. فعلى سبيل المثال، شبكات الحاسبات وأشهرها الإنترنت اتسعت وغيرت أنظمةً بلغاتٍ غير تلك التي قامت بها علومُها. وكذلك علم الروبوتات (الإنسان الآلي) لا يوجد منه الأمريكي أو الصيني، هو علمٌ وحيد لكن تتعدد تطبيقاتُه. كذلك علم الفضاء لا يوجد منه علمٌ مسيحي وعلم إسلامي، وعلم صناعة السيارات لا يوجد منه علم رجالي وعلم حريمي. 

إذا تذكرَت الجامعاتُ أن رسالتَها الأولى هي غرسُ العلمِ وسلوكياتِه، ما سادَ التعصبُ، ما حدَثت مأساةُ استاد بورسعيد. ترَدَت أحوالُ مصر لما غابَ التسامحُ وقبولُ الاختلافِ، لما تخيلَ كلُ فردٍ أو مجموعةٍ أن الحقيقةً ملكُهم وحدُهم، عندما غابَت الموضوعيةُ وغامَ بعدُ النظرِ، عندما سادَت الفهلوةُ. بوضوحٍ لو كان العلمُ محلَ احترامٍ لكان المجتمعُ محايدًا، يُحكِمُ عقلَه، لا اللسانَ، ولا الذراعَ، ولا المطواة،،

ليست هناك تعليقات: