الأحد، 16 سبتمبر 2012

بلاها حجزُ إلكتروني على السكة الحديد


مشاكل السكك الحديدية لا تنتهي، تارة انفلات في المواعيد، وتارة عدم نظافة، وتارة فوضى، لكن آخر هذه المشاكل الحجز الإلكتروني. فقد حجزت،  في العاشرة  وعشرة دقائق من مساء يوم الاثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٢، من على موقع السكة الحديد الإلكتروني تذكرة برقم 1030000024374695201203 على قطار رقم ٩٠٩ المتجه من القاهرة إلى الإسكندرية يوم ١٢ سبتمبر ٢٠١٢، ووصلتني من موقعها رسالة على البريد الإلكتروني بتأكيد الحجز. إلا أنني فوجئت بمسؤول بالقطار، ليس رئيس القطار الذي يُميز بزييه، وقد بَدى شابًا مثقفًا، يرفض التذكرة بحجة أنها ليست مدونة في كشفٍ عنده، ويؤكَدَ بيقين خبراء الحاسباتِ أن بإمكان الراكب تزويرها!! يا سيدى اسمي على التذكرة، ورقم الحجز موجود، بإمكانك التأكد.  أبدًا سأحرر لك قسيمة مخالفة، وأخذ التذكرة وأرسل لي مع رئيس القطار قسيمة مخالفات برقم ٩٣٤١٨!!

رسالة إلكترونية من موقع الهيئة بها تاريخ الحجز وبياناته

قسيمة مخالفات
أهكذا يكون تعامل دولة تحترم مواطنيها؟!! ممن الخطأ؟ من المؤكد أنه من السكة الحديد لأنها من جاءت بهذا النظام للحجز. إذا كانت عاجزة عن تنفيذه، أو تثقيف مسؤولي القطارات بها، فلتلغه بدلًا من المشاكل مع الركاب وتعكير الدماغ على الصبح. 

من يُعوضُني إذن عن الموقف السخيف الذي تعرضت له والذي وضعني في صورة المخالف بلا ذنب؟! ومن يُعوضُني عن الحوار السخيف الذي دار في القطار أمام الركاب وأظهرني وكأنني ألَفت وأخرَجت تذكرة سكة حديد؟! وهل تُوجَه هذه الشكوى إلى ديوان المظالم الذي أنشئ حديثًا؟ هل تُطبِق السكة الحديد مبدأ الشك الانتقائي لعجزِها عن الاتيان بنظام حجز إلكتروني سليم؟! أم أنه تَحاذق وجَر شََكَل من مسؤول القطار الذي أوحى مظهره بكياسة ليست فيه؟! هل كان يتمنى العمل في المباحث أو أمن الدولة وارسله مَجموعه إلى السكة الحديد؟! وهل الطريق للترقيات بالسكة الحديد يمرُ بمثل هذه التصرفاتِ؟!  من الضروري الإجابة إذا كنا في بلد يحترم مواطنيه، وإذا كانت الهيئة قيد المحاسبة والمتابعة مثلما حدث لما تعطل جهاز التكييف في القطار الذي استقله رئيس الوزراء يوم  السبت ٢٥ أغسطس ٢٠١٢ . ولما كان اللبيبُ بسرعةٍ يفهم، هل نستنجُ أن كرامةَ رئيس الوزراء واحساساته أرهَفَ من سائر المصريين، في هذا الزمن كما في غيره؟

أرجو تحقيقًا وأريد حقي في هذا البلد، إن كنا فعلًا مواطنين على نفس الدرجة،،











نُشِرَت بجريدة الشروق يوم الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٢
Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: