الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

إعلام السيكو سيكو


إسقاط ف-١٦ إسرائيلية فوق غزة، عنوانُ أهرام يوم السبت ٢٠١٢/١١/١٧، صواريخُ حماس تستهدف الكنيست، عنوانُ أخبار اليوم  في نفس اليوم. لا الطائرةُ سقطَت ولا الكنيست أُصيب بذبابة!! إذا كانت أكبرُ صحفِ الإخوان، الوطني سابقًا، على هذا القدِر من الخداع والتلفيق فكيف تكون باقي وسائلِ الإعلام من تليفزيون وفضائيات إخوانية، حكومية سابقًا؟! تدهورَ حالُ مصر والإعلامُ مرآتُه بعد أن تمَ تأميمُه بالأخونة، الغريبُ أن مسؤولَ تعيين رؤساء التحرير بمجلس الشورى يصرح بأن الأهرام والأخبار تحقق مكاسبًا بينما تخسرُ باقي الصحف!! لم أفهم كيف تتحققُ هذه المكاسبُ وقد قاطعَها مثقفو الشعب المصري !! هل يقبلُ شعبُ مصر بعد أن أفاقَ أن يستمرَ خداعُه؟! هل يستبدلُ الشعبُ المصري خداعًا بخداعٍ؟! هل يستمرُ مسلسلُ استغفالِه من عهدٍ إلى عهدٍ؟ أإلى هذا الحدِ تكونُ الجَرأةُ في انكارِ ذكائه؟!

قدرُ مصر أن يحكمَها من لا يفكرون إلا فيما ينفعُ مصلحتَهم، قدرُها أن تعاني وتئن، ممن يحكمونها، بنفسِ قدرِ معاناتِها من شعبِها، مع كلِ الآسى. مصرُ بلدٌ بلا صاحب، لم تعرفْ الاستقرارَ طويلًا، دائمًا ما تنتهي علاقةُ شعبِها بحكامِه نهايةً مأساويةً، فيها الهزيمة كما حدثَ عام ١٩٦٧، وفيها الاستيلاء عليها كما يحدثُ الآن. شعبُها يثورُ، بعد فواتِ الآوانِ، بعد أن يطفحَ الكيلُ وتخرجُ الأمورُ عن السيطرةِ، وقتها ينعدمُ العائدُ من فورانِه. تاريخُ مصر زاخرٌ بالاحتلالِ من كل نوعِ وبالمظالمِ، بشعبٍ مقهورٍ بطئٌ في ردِ فعلِه وفي التعبيرِ عن غضبِه، يفهمُ جيداً، لكن بعد أن تقعَ الفأسُ في الرأسِ، بعد أن تصبحَ ثورتُه وفورانُه بدايةً لاحتلالٍ جديدٍ، بعد أن يستحيلَ إصلاحُ خسائرِ عهدٍ ثارَ عليه. 

الإعلامُ دائماً آداةُ الخداعِ والتلوين، الأسودُ عنده فوشيا مُزهزهٌ، والرمادي الكالحُ أخضرٌ يانعٌ، هكذا يُصَورُ لمصر الآن، المستقبلُ المُعتمُ وكأنه الجنةُ الموعودةُ، يلعبون على عواطفِه يظهرون القهرَ والتكتيفَ والتكميمَ وكأنها الفضيلةُ المُرتجاة. في عام ١٩٦٧ دُمِرَ الجيشُ الإسرائيلي وطيرانُه، وصحى الشعبُ على الهزيمةِ والاحتلالِ والانسحابِ والذلِ والقهرِ. مصر الآن في فترةٍ من أخطرِ ما يُمْكِنُ على سلامةِ أراضيها ووحدةِ شعبِها، سيناءُ يفرطُ فيها لصالحِ أفكارٍ مذهبيةٍ لا تعترفُ بأوطانٍ وحدودٍ، الأرض المصرية بكاملِها يُخططُ لإعادةِ صياغتٍها، في ظلِ إعلامِ مسحوب، مقيدٍ، بلا عقلٍ ولا فكرٍ. 

هل من مصلحةِ مصر أن يكونَ دستورُها قصيرُ النظرِ، محدودُ الأفقِ؟ هل من مصلحتِها أن تُستباحَ سيناء؟ هل من مصلحتِها أن تعودَ للخلفِ قرونًا؟ هل من مصلحتِها أن يعلو الانتقامُ وتصفيةِ الحساباتِ؟ هل من مصلحتِها الطائفيةُ والعنصريةُ؟ 

كل ما هو في غيرِ مصلحتِها مؤكدٌ عندما يكون الإعلامُ سيكو سيكو،،

Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: