الثلاثاء، 25 فبراير 2014

التهييف ...

الهايف هو عديم القيمة، التافه، المُسَطَح، شخصًا كان أو شيئًا.  ما أراه الآن لا يوحي إلا بالهيافةِ، في كل شئ، تعليم، إعلام، سياسة، رياضة، حياة يومية، صناعة، زراعة، ...، ولكم استكمال القائمة.  بداية، توقفت الدراسة لأسبابٍ أمنيةٍ، مفهومٌ ومُقدرٌ، لكن غيرُ المهضوم تصريحاتٍ عن تخفيفِ المناهجِ، وأن الامتحاناتِ في موعدِها، ولن تتأثر العمليةُ التعليميةُ، الكلامُ هنا على مستوى الجامعات والمدارس، حتى لا يُستثنى تصريحٌ. العمليةُ التعليميةُ  ليست مُجردَ مناهجٍ تُخفَف، إنما هي محتوى لا يجوزُ النزولُ عنه وإلا ما وُضِعَ أصلًا، إضافةً إلى ذلك لا غِنى عن مدةٍ زمنية ٍللاستيعابِ، وطبعًا سيلحقُ بالتخفيفِ امتحاناتٌ تافهةٌ ودرجاتٌ لا مؤاخذة "بالهبل"، المهم كله ييجي مبسوط، بالضبط مثل الحوافز بلا عمل، والمرتب مقابل الاعتصام وتعطيل الدنيا ووقف الحال.
 

الاتجاه المريح الآن هو التهدئة، تمام لو كانت في محلها، لكن أن تكون الامتحانات خائبة حتى لا يزعل الطلاب في الجامعات والمدارس فهو الغش المؤكد، ومن أسفٍ أن  تهييفٓ الامتحاناتِ هو السائدُ، هو ثمنُ التغاضي في العمليةِ التعليميةِ، هو مقابل تقصير الفصل الدراسي والتزويغ وضعف المستوى، من لا يحضر محاضراتِه وفصولهَ يشتري سكوت الطلاب بامتحانٍ سطحي ٍنمطي، كذلك من لا يُطور نفسه. لما تؤكدُ العمليةُ التعليميةُ على ثقافةِ "الكَروتة" وتفتيح المخ فالمؤكد أن الوطنَ في خطرٍ.  الأسخف تصريحاتُ المسؤولين  التربويين جدًا عن عدم تأثر الطلاب بالتهييفٓ.  

التهييف لا يمكن إخفاؤه، فُضَحي، بضمِ الفاء وفتحِ الضاد، ينزلُ كما ينهمرُ الماء المُطَيَن من الحنفية، طلابٌ في الشوارع، فضائياتٌ تبثُ كلام فاضي بضيوفٍ محفوظين، حواراتُهم مُعادةٌ مُكررةٌ، تمامًا مثل أسئلة الامتحان الهايفة، طبيخ بايت وحَمضان.  اعتصاماتٌ مُزايِدةٌ مُستغِلةٌ انتهازيةٌ أنانيةٌ، في أماكن العملِ والنقاباتِ، بمبدأ لا فيها يا أخفيها، تحت لافتة خادعة من الوطنية ومصلحة الوطن والاقتصاد وصحة المرضى وضرب الفساد، هجص وتفاهة وهيافة، وللأسف نذالة. 

أحٓبَ المجتمعُ التهييف واعتاده. أستاذ الجامعة الحبوب "الأنون" بمعنى المقطقط، هو الذي يَمتحنُ الطلابَ في الهايفة ويُصَحِحُ بِعمى عن الأخطاءِ ودرجاتُه بالهبل. في الثانوية العامة والشهادات، مسابقاتٌ بين الممتحنين على وضعِ أهيف امتحان.  مع التهييف لا بدَ من التهييض، أي تحليل التهييف، أخبار فشنك عن الحصول على مراكز أولى واختراعات، أي كلام، مسابقات لا مؤاخذة سَكة، واختراعات تدخل تحت بند الافتكاسات، طالما هناك إعلام هايف، كلُه ينشر، من باب السبق؟ أبدًا، تربيطات وأغراض وهوى. 

تفاءلَ المصريون بالتغيير، لكنهم بالتجربةِ الُمرةِ كَرِهوا ما رأوا وما هُم فيه، بناقصه لما يكون للوراء وللخلفِ.  يابا علمني التفاهة، قال له يا بُني تعالى في الهايفة واتصدر. آآآه يااااني ،،

Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: