الجمعة، 18 أبريل 2014

مِحلِبياقوش ...

السيد رئيس الوزراء الجديد شعلة نشاط، متعه الله بالصحةِ والعافيةِ، ومن فرطِ طاقتِه الزائدةِ  قرَرَ توسيعِ مداه، وأدخلَ نفسَه وصيًا على ما يُرى ويُشاهَد، ومن يدري قد يٓدخُلُ في أكلِ الناس وشربِهم.  لقد أمَرَ سيادتُه بإيقافِ عرضِ فيلمِ حلاوةِ روح حتى تبتُ الرقابةُ فيه من جديد.  لا أدافعُ عن الفيلمِ ولا يهمُني أمرَه، لكني أعنى بحريةِ الرأي والفكرِ، في السياسةِ، في الفنِ، في الاقتصادِ، في كلِ ما تتطلبَه الحياةُ من إعمالِ عقلٍ واختلافِ.  


السيدُ رئيس الوزراءِ أحبَ لعبةَ الإعلامِ والظهورَ، ودخلَت دماغَه كلماتٌ تصورَ إنها في صالِحِه، ناسيًا أنها سِلو من ينافقون باحترافٍ كلَ شاغلِ كرسي، وبنفسِ الاحترافِ ينقلبون عليه بمجردِ كسرِ رجلِ الكرسي. هَوى السيد مِحلِب الافتتاحات والشوهات، وملأ الشاشات، وهو يسيرُ سريعًا على طريقِ سابقيه من الذين زُغلِلَت أعينَهم من شدةِ الإضاءةِ. مصر غارقةٌ في المشاكلِ وتفرَغَ سيادتُه لمنعِ فيلمٍ لم يُشاهَدْ ولم ينجحْ، المهم على ما يبدو أن تكونَ الكاميراتُ على وجهِ سيادتِه راصدةً لتحركاتِه ولفتاتِه وهمساتِه ولمساتِه.  

المنعُ اعتداءٌ على الحقِ في الاختيارِ الحرِ، ألم نقفُ للمنعِ في الانترنت؟ بنفسِ المنطقِ نرفضُ المنعَ السيادي، لأنه بطشٌ واستغلالٌ للسلطةِ. هل تمكن السيد رئيس الوزراء من القضاءِ على بلطجةِ الباعةِ الجائلين في رمسيس، في وسط البلدِ بالقاهرةِ والإسكندرية والمحافظات، في شارعي حسن المأمون والطاقة بمدينة نصر، وغيرها وغيرها، بالإضافةِ لسرقةِ التيار واحتلالِ الشوارعِ بالمقاهي والمعارض؟! السيد رئيس الوزراء نسى أن بمصر شعبًا يستطيع أن يفكر ويختارَ ويقاطعَ ما لا يعجبه، لماذا لا يمنع السيد رئيس الوزراء الأغنياتِ الهابطةَ في سيارات السرفيس ومحلات العصير؟

السيد رئيس الوزراء، ليتك تُرَكِز، هل تغازِلُ أحدًا ما؟ اليوم منعت فيلما تافهًا ونزلت بمقامِ رئيس الوزراءِ لمستواه، ماذا ستمنع غدًا، مقال؟ صحيفة؟ أكلة؟ ما رأي سعادتك في الملوخية كما مَنعها سابقك قراقوش؟


Twitter: @albahary 

ليست هناك تعليقات: