السبت، 1 أكتوبر 2016

المجتمع العلمي .. بالويبة

المجتمعُ العلمي المُفترض يضم أعضاء هيئات التدريس بالجامعات ومراكز البحوث، في إطاره يقومون بالبحث العلمي الذي به تنمو الدولة وترتقي وتُنافس. لكن بمتابعة الترقيات لأعضاء هيئات التدريس بالجامعاتِ والجوائز التي توزع على مستوى الدولة والجامعات فلن نرى إلا ما يؤكد على الأسى والأسف على أي بحث علمي حقيقي

إذا بدأنا بالجوائز لوجدنا مرأة حقيقية لواقع غير علمي يُرادُ له أن يبدو علميًا، بالأونطة. الجوائز كما نُشر كثيرًا توزع كعطايا من جيب الدولة والجامعات على أعضاء شلة، سواء كانوا في دوائر المجلس الأعلى للجامعات أو وزارة التعليم العالي، أو من الطيعين لإدارات الكليات والجامعات، ومن الممكن أن تكون الجوائز نكاية في آخرين، جديدة لكن في مصر عادي!!

أما ترقيات أعضاء هيئات التدريس ففيها العجبُ، واللجان العلمية لترقيات أعضاء هيئات التدريس أكبرُ شاهد. هناك من يُرقون بأبحاث في مؤتمرات سياحية فشنك وفي دوريات تتقاضى مقابل النشر وفي دوريات محلية تُدافع إدارتها عنها زورا بأرقام مُفبركة كاذبة. قواعد ترقيات عائمة مائعة تسمح بالتلاعب، وأعضاء باللجان العلمية أحيانًا ما يتخيلونها نقابات مهنية تدافع عن متقدمي جامعاتِهم ولو تواضع نشرُهم وتدنى

أما تطوير اللوائح الدراسيةِ بالكليات فتضع لجان القطاع بالمجلسِ الأعلى للجامعات يدها عليه، وكأن أعضاء هيئات التدريس بالكليات دون مستوى فهم أعضاء تلك اللجان. ولطالما شكونا مما تتعرض له لوائح الدراسة بكليات الهندسة، وهي من مرافق الدولة العامة، من عنت وتعسف ضارين بالدراسة والمهنة

أما الإشراف على الرسائل العلمية فيكون للمشرفين الذين يمررون رسائلا بسرعة وسلاسة. ويصبح المشرف الذي يستحوذ على أكبر قدر من التسجيلات هو من يفتح دماغه في موضوع الرسالة وفي شكلها العام!! وطبعًا سيعتبر مُنجزا ومدرسة علمية في زمن الغثيان

يسودُ مشهد المجتمع، المفترض أنه علمي، المتلطِعون ليلا ونهارا على فيسبوك، بالاستظراف تارة، وبالتفلسف أخرى، وبالتضليل في البيانات والأنباء تارة ثالثة!! متلطعون من كل الأعمار شبابا وشيوخا!! 

دائرة مغلقة!! كيف يُحكم ملفات جوائز من مُنح جائزة شفقة أو إحسانا؟ كيف يُرقي من رُقي ولا يعرف كيف وأين ينشر؟! كيف تُطور لوائح دراسية بالجامعات بوضع اليد بعيدا عن الأقسام العلمية؟! كيف ترتقي الجامعات ومراكز الأبحاث بمن تصوروا أن قعدة فيسبوك طوال النهار والليل أسرع وأضمن للوصول من الكد والبحث؟! كيف يؤتمن على أية ملفات علمية من يُمرر رسائل ماجستير ودكتوراة بتفتيح المخ؟! كيف يتكلم في موضوع علمي أو ينشر نشرا علميًا محترما من بالكاد يكتب جملة بالإنجليزية؟! وكيف تضمُه عضويةُ لجان ترقيات وتحكيم جوائز؟! أمن هؤلاء يُختار المسؤولون عن التعليم العالي والبحث العلمي في مصر؟!

الدولةُ تتفرجُ عاجزة، أو مُطنشة، على مجتمع لا علمي، يجيب ورا، م الآخر كدة،،




نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١٦

  Twitter: @albahary


ليست هناك تعليقات: