الاثنين، 27 فبراير 2017

لو حصلت عندنا .. الأوسكار

الإعلان بالخطأ عن فوز "لا لا لاند"
أمام مئات الملايين، أعلن فوز فيلم "لا لا لاند" بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وصعد المنتج و المخرج والممثلون إلى المنصة وتسلموا التمثال الذهبي وألقوا كلمات الامتنان والشكر. وفجأة، أعلن منتج الفيلم أن الجائزة أعلنت بالخطأ نتيجة لتبديل خطاب الفوز الحقيقي بالخطاب الذي أعلن فوز بطلة فيلمه "إيما ستون" بأوسكار أحسن ممثلة. تداركوا الخطأ بمنتهى الصراحة وصعد أبطال فيلم "مون لايت" (ضوء القمر) إلى المنصة وأخذوا أوسكار أحسن فيلم من أيادي أبطال "لا لا لاند" وتبادلوا التهاني وألقوا كلمات الشكر والامتنان، وكانت فرحتهم أكبر، لأنها جاءت بعد أن فقدوا الأمل لما أعلن فوز فيلم "لا لا لاند". 

منتج "لا لا لاند" يسلم الجائزة لمنتج "مون لايت"
عاد أبطال "لا لا لاند" إلى أماكنهم مصدومين، ولا أتذكر الآن مثلًا انجليزيًا يقول "تبقى في بقك وتقسم لغيرك". لكن هناك الكثير من الدلالات لهذا الحدث في أهم مهرجان سينمائي في العالم أمام مئات الملايينأولها شجاعة الاعتراف بالخطأ وتداركه وليس الطرمخة عليه، ولا مؤاخذة؛ ثم الروح الطيبة لمنتج وأبطال فيلم "لا لا لاند" وعدم جنوحهم لنظرية المؤامرة وسوء الظن، بل أنهم رغم كل المرارة والحسرة سلموا الجوائز بأنفسهم لمنتج وأبطال فيلم "مون لايت". 

بدون تعليق
لو كان هذا الموقف أو أقل منه حدث عندنا لشاهدنا مشاجرات وضرب كراسي في الكلوب وتكسير للجوائز، طبعًا مع الشتائم والتشكيك التي يتفنن فيها عواطلية مواقع التفسخ الاجتماعي والتفاهة، هذا غير المطالبات بالاستجوابات وبحث الكارثة في مجلس الشعب والصياح بإقالة الوزير ومدير المهرجان والكراسي!! طبعًا برامج التوك شو ستجدها فرصة للانفعالات المفتعلة وستأتي بالوجوه التقليدية لشغل ساعات الليل، لمن لا يزال يتابعها. لنرجع بالذاكرة لخناقات تسليم درع الدوري في الشارع وكأس مصر الحائرة، وتوزيع جوائز على أعمال وأشخاص دون المستوى لكنهم ضبطوا أمورهم

خطاب فوز "مون لايت"
الخطأ البشري وارد مهما كان التقدم والإبداع، وما حدث في أكبر مهرجان سينمائي في العالم، في الولايات المتحدة الأمريكية، يدل على الشفافية والثقة بالنفس؛ ورغم مرارة الحدث، فإن الجميع يتذكر روعة إخراج حفل المهرجان، والفائزين،،


عقبى لنا فيما هو صواب، متى؟ الله أعلم،،


Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: