الخميس، 1 مارس 2018

عقلية القتل ...

منذ فترة كادت سيدة فاضلة أن تفقد حياتها لما أصابها سمٌ محرم دوليًا، يوزع حكوميًا، أثناء تصديها لمن يُلقونه في الطريق قتلًا للكلاب. انعدمت كل الحلول الرحيمة ولم يتبق سوى القتل بالسم المحرم دوليًّا!! للأسف هذا النهج الدموي العاجز قَصُرَ عن معرفة كيف يتصرف العالم المتحضر مع مشكلة الحيوانات الضالة، فاختصر الطريق بالسم ومفيش مانع بعض من المارة كبارًا أو صِغَارًا!! وكما امتنعت استراليا عن تصدير المواشي لمصر بسبب المعاملة اللإنسانية في المجازر فسيجِد أيضًا باب قتل الكلاب بوحشية. هذا الأسلوب لا يقتصر فقط على الكلاب في الشوارع، لكنه أيضًا بخاطر بعض إدارات الكليات، التي تتباهى باختيار أفضل السموم لقتل الكلاب في الحرم الجامعي!! ما هي الرسالة بالله عليكم؟! هل هذا بتفكير علمي؟! وهل يؤتمن تربويًا وأكاديميًا على عقول تنمو؟

في الدول المتقدمة توجد مشكلة غزلان وثعالب ودببة ضالة وأحيانًا تماسيح تعبر الطرق والسريعة منها، وهو أمر شديد الخطورة، لكن لم يتطوع أحد بمجرد التفكير في قتلها!! وجدوا الحل في اللافتات على الطرق لتحذير  قائدي السيارات؛ لم يفكروا في سلوك الحيوانات بمنطق الحيوانات إنما بمنطق البشر، وفرضوا عقوبة على من يتعدى عليها. من يقتل الكلاب عندنا يبوسها عندهم ومن يُلقي القمامة من الشبابيك عندنا يجمعها وأكثر عندهم!! العجيب أن عندنا من يدافعون عن قتل الكلاب وأيضًا بنطوعية يتفلسفون، شوفوا البني أدمين أولًا!! طب لا مؤاخذة ما علاقة هذا بذاك؟! ولماذا تُربط كل المشاكل ببعضها للتهرب من حلها؟ وهل تدفع الكلاب ثمن سوء معاملة البشر لبعضهم؟

هناك من يعذبون الكلاب وكأنها لا تَشعر!! قتل الكلاب  تدخل فيه أيضًا خرافاتٌ تُعشش بأعماقِ عقولٍ فيها الجهل وفيها من لم يشفع له تعليمه. القتل أسهل الحلول، لكنه منتهى العجز عن التفكير، والأخطر أنه تكريس لمبدأ اللجوء للقتل باعتباره حَلالًا للمشكلات !!


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة لضابط شرطة رحيم أنقذ كلبًا من الاحتراق، هل ينتشر هذا المسلك؟ وإذا كان القتل حلًا، هل يُقتل أيضًا أطفال الشوارع؟ في البرازيل فعلوها ...

Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: