السبت، 23 فبراير 2019

مكالمةٌ مسؤولةٌ ...

نُشرَ لي يوم الجمعة ٢٥ يناير مقالٌ بعنوان "يأتي ويذهب .. ولا يرحل"، وقد تلقيتُ مكالمةً من السيدِ وزير التعليم العالي أكَدَ خلالها أن المنصبَ الوزاري أصبحَ مُرهقًا جدًا ولم يعدْ ترفًا وأن الوزير يخرجُ من منزله صباحًا ولا يعودُ إليه إلا بعد أن يُسدِلَ النهارُ أستارَه. وأكدَ السيدُ الوزير أن القيادةَ السياسيةَ تُكلِفُ وتتابعُ كلَ آداءٍ وأن زمنَ بقاءِ المسؤولِ في منصبِه لسنواتٍ طوالٍ قد ولى، وأنه شخصيًا يبذلُ جَهدًا كبيرًا لتجديدِ الوزارةِ، وذلك بزيادةِ نسبةِ الدماءِ الجديدةِ في تشكيلِ مختلفِ اللجانِ، وأنه يَطرُقُ مختلفَ الموضوعاتِ الشائكةِ مهما تحملَ من مشاقٍ

شكرتُ السيدَ الوزيرِ على اتصالِه ومتابعتِه، وأكدتُ أنني لا أقصدُ شخصًا بعينِه، وأنني بحكمِ زمالتِنا في نفس الجامعةِ على إلمامٍ بنشاطِه أستاذًا  ثم عميدًا بكليةِ طب الأسنان، وأن الكليةَ حصلَت وقتها على التقديرِ في مجالِ خدمةِ المجتمعِ والبيئةِ

متابعةُ المسؤولِ لما يُكتَبُ تعطي العملَ العامَ روحًا، وهو ما نأملُه دائمًا ونشكرُه، فنحن جميعًا في نفسِ القارب. المسؤولُ وصاحبُ الرأي وجهانٌ لعملةٍ واحدةٍ، يتكاملان للصالحِ الأعمِ؛ المسؤولُ يكترثُ بالرأي راجيًا الصوابَ، وصاحبُ الرأي يلتمسُ الحقيقةَ. وهنا تعلو قيمةُ الصحافةِ، فهي الضرورةُ والالتزامُ الذي ينقصُ وسائلَُ التواصلِ الاجتماعي، وهي المنبرُ الذي لولاه ما كان الرأي وما طالعَ المسؤولُ صورةً أخرى ونبضًا مختلفًا

العالمُ الآن في زمنِ الصورةِ ولو مَكتوبةً، لم تعدْ وسائلُ الإعلامِ وحدَها مصدرًا للمعلوماتِ والصدِ والردِ بين أهلِ المسؤوليةِ من ناحيةٍ، وأهلِ الرأي أو المواطنِ من ناحيةٍ أخرى. لقد فرضَت وسائلُ التواصلِ الاجتماعي نفسَها كمصدرًا أساسيًا للرأي والتنفيسِ بكلِ سخونتِه وسرعتِه بلا قيودٍ أو التزاماتٍ تُقَيِّدُ وسائلَ الإعلامِ التقليديةِ مهما تطورَت تقنياتُها. بستطيعُ المسؤولُ أن يعبرَ عن وجهةِ نظرِه في مقالٍ أو موضوعٍ منشورٍ، وهو ما يستحيلُ أمامَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي بكلِ عفويتِها. وسائلُ الإعلامِ معروفةٌ ملكياتُها ومن الطبيعي أن تكون لها سياساتُها، أما وسائلُ التواصلِ الاجتماعي فهي ملكٌ مَشاعٌ لملايين الملايين من الجامحين.  

كانَ لوسائلِ الإعلامِ التقليديةِ مصادرُها، والآن أصبحَت وسائلُ التواصلِ الاجتماعي أهمَ مصادرِها، لكن أتؤخذُ بلا مراجعةٍ؟  مستحيل ...

مقالٌ فتحَ موضوعاتٍ، من نشكرُ؟


اللهم لوجهِك نكتبُ،،


ليست هناك تعليقات: