الأربعاء، 8 أكتوبر 2025

قائمةُ ستانفورد للعلماءِ.. مبروك ولكن


















أنشأ جون يوانيديس John Ioannidis ومشاركوه في جامعة ستانفورد قاعدةَ بياناتٍ Stanford list للعلماء الأكثر اِستشهادًا (ذِكرًا لمقالاتِهم) في العالم باِستخدام بيانات سكوبوس Scopus ودار النشر إلسفير Elsevier.  هذه القائمةُ البيانيةُ، وُصِفت بأنها نهجٌ جديدٌ للقضاء على إساءةِ استخدامِ مقاييسِ الاِستشهادِ citation. وقد  رجعَت لها العديدُ من المؤسساتِ كمعيارٍ لتقييمِ جودةِ الباحثين. في الوقتِ نفسِه، ينظرُ باحثون لهذه القائمة بتشككٍ من المنهجيةِ المستخدمةِ في التصنيفِ. 


وقد أُُجرىت تحليلاتٌ مفصلةٌ لدلالاتِ تلك القائمة استنادا إلى قاعدة بيانات 2023 سنوردُ بعضًا منها فينا يلي. 


التقريرُ الأولُ:

How Reliable is Stanford University's List of the World's Top 2% Scientists?

 ما مدى موثوقية قائمة جامعة ستانفورد لأفضل 2٪ من العلماء في العالم؟ 

https://shorturl.at/XMhbe


بمقارنةِ ترتيبِ الأسماءِ الواردةِ بها ، تمَ اِختيارُ الحائزين على جائزة نوبل في الفيزياءِ والكيمياءِ والطبِ خلالَ الخمسة وعشرين عامًا الماضية، ومقارنتُهم بأفضلِ مائة اِسمٍ في القائمةِ. اِتضحَ أن معظمَ الحائزين على نوبل في الفيزياء والكيمياء خلال هذه الفِترةِ لم يظهروا بها. في المقابلِ فإن كلَ من حصلوا على نوبل في الطبِ وعددهم ٦٢ ورَدوا بالقائمة، وكانت تقييماتُهم بها أقلَ بكثير ٍمقارنةً بأفضلِ مائةِ مصنفٍ بها. أيضًا، بين أفضلِ مائةِ اسمٍ في قائمةِ ستانفورد، ظهرَ أربعة فقط من الحائزين على جائزةِ نوبل في العلومِ. وهو ما يعكسُ خللًا في مصداقيتِها. 


وفي تقريرٍ ثانٍ: 

Report: The Top 2% Scientists List -A Hoax Disguised as Prestige

 تقرير: قائمة أفضل ٢٪؜ من العلماء - خديعة متنكرة في هيئة وقورة 

https://shorturl.at/co3QR


اِكتسبَ اِنتشار "قائمةِ أفضل 2٪ من العلماءِ باعتبارِها صادرةً من جامعةِ ستانفورد" اعترافًا واسعَ النطاقِ واِحتفالًا في الأوساطِ الأكاديميةِ والعلميةِ، ولكن الواقعَ أقلَ سحرًا بكثيرٍ. في حين تدَعي القائمةُ أنها تُحدِدُ العلماءَ الأكثرَ تأثيرًا في العالمِ اِستنادًا إلى مقاييسِ الاِستشهادِ، تَكشِفُ نظرةً أعمقَ أنها ليسَت تصنيفًا رسميًا لجامعةِ ستانفورد بل هي قاعدةُ بياناتٍ مستقلةٍ أنشأها جون يوانيديس وفريقُه، مستفيدين من بياناتٍ من مؤشر اقتباس سكوبوس Scopus Index. 


القائمةُ تعاني عيوبًا كثيرةً وعدمَ دقةٍ وتلاعباتٍ، مما يُلقي بظلالٍ من الشكِ على مصداقيتِها، مما يجعلُها خدعةً:

  • القائمةُ ليست مبادرةً رسميةً لجامعة ستانفورد إذ لا تدعمُها الجامعة أو تديرُها مباشرةً.
  • المنهجيةُ المُعيبةُ وعدمُ دقةِ التصنيفِ، الذي تم إنشاؤه باستخدامِ مقاييسِ اِقتباسِ سكوبوس. فترتيبُ العلماءِ يقيسُ الاستشهاداتِ في المقامِ الأولِ دونَ النظرِ إلى الجودةِ أو السياقِ أو الأهميةِ. الاستشهاداتُ هي مقياسٌ غيرُ مكتملٍ للتأثيرِ العلمي، حيث يمكنُ التلاعبُ بها أو تضخيمُها بشكلٍ مصطنعٍ،  وقد تكونُ بلا معنى في سياقاتٍ معينةٍ كذكرِها كمجردِ عددٍ يُضافُ إلى قائمةِ المراجعِ. 
  •  ورَدَت حالاتٌ شاذةٌ في هذه القائمةِ كإدراجِ علماءٍ تاريخيين مثل البرت أينشتاين واعتبارِهم علماءٍ نشطين ينشرون في القرن الحادي والعشرين.


وفي تقريرٍ ثالثٍ:

Self-citation Pattern among World's top 2 % of the Scientists

نمط الاستشهاد الذاتي بين أعلى 2٪ من العلماء في العالم 

https://shorturl.at/XMhbe

ترتيب الدول حسب العدد الكلي للاستشهادات وبعد استيعاد الاستشهادات الذاتية عن الفترة ٢٠٢٢-٢٠٢٣

على الرغمِ من أن الاِستشهادَ الذاتي هو ممارسةٌ شائعةٌ بين العلماءِ، إلا أن تأثيرَه وأهميتَه لا يزالان قيدَ التدقيقِ داخلَ المجتمعِ الأكاديمي. تقدمُ هذه الدراسةُ تحليلًا مفصلًا لتصنيفِ أفضلَ 2٪ من العلماءِ بناءً على الاِستشهادِ الذاتي. وقد وُجِدَ أن بين أفضل ٢٠ دولة ظهرَ لها علماءٌ في تصنيفِ ستانفورد فإن نسبةَ الاستشهادِ الذاتي تتجاوز متوسط 25.96٪. وبمزيدٍ من التحديدِ فإن نسبةَ الاستشهاداتِ الذاتيةِ تراوحت بين 22.84٪ في بولندا إلى 41.31٪ في أرمينيا. وقد شهدَت معظمُ البلدانِ انخفاضًا في الترتيبِ العامِ عندما تمَ اِستبعادَ الاِستشهاداتِ الذاتيةِ، حيث أظهرَت مصر أكبرَ اِنخفاضٍ في الترتيبِ العامِ، من المركز 38 إلى المركز 156. 

 وهو ما يسلطُ الضوءَ على ضرورةِ اِستبعادِ الاِستشهادِ الذاتي للوصولِ إلى دقةِ التصنيفِ.


وفي تقريرٍ رابعٍ:

The Stanford “Top 2% Scientist List” is NOT a measure of quality! 

 قائمة ستانفورد للعلماء الأعلى بنسبة 2٪ ليست مقياسا للجودة!

https://shorturl.at/AlmpV


كلُ عامٍ، عندما يتمُ إصدارُ هذه القائمةِ، يبدأ التباهي. تدَعي الجامعات و  الباحثون بفخرٍ أن الإدراجَ فيها يثبتُ التمَيُّزَ. لكن هذا مُضَلِل:

  • تقيس القائمةُ مقاييسَ الاِستشهادِ فقط، بينما هي لا تعكسُ جودةَ البحثِ أو صدقهَ أو نزاهتَه.
  • بشكلٍ صادمٍ، زادَت بدرجةٍ كبيرةٍ في هذه القائمةِ خلالَ عامٍ واحدٍ وفي العديدِ من البلدانِ، النسبةُ المئويةُ للمؤلفين ببحثٍ واحدٍ على الأقلِ مسحوبٌ  retracted  لعدمِ الأمانةِ العلميةِ، وهو ما يؤكدُ أن الإدراجَ في القائمةِ ليس ضمانًا للجودةِ. 
  • أيضا، يتضمنُ الترتيبُ  الاِستشهاداتِ الذاتيةِ، والتي تُعزِزُ الترتيبَ بدرجةٍ غيرِ عادلةٍ لبعضِ الباحثين.

ترتيب الدول حسب المقالات المسحوبة لعدم استيفاء النزاهة العلمية عن عامي ٢٠٢٤-٢٠٢٥


ومع ذلك، وفقًا للتقريرِ، يُساءُ اِستخدامُ القائمةَ على نطاقٍ واسعٍ في البلدانِ الناميةِ. إذ تُعلنُ الجامعاتُ عن تصنيفِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ الواردين بها لجذبِ الطلابِ، مما يجعلُ الأمرُ يبدو كما لو كانت شارةَ الجودةِ. هذا يضرُ العِلمَ و يضلِلُ الباحثين في المستقبلِ.


إذن، من الضروري عدمُ الإنسياقِ وراءَ التصنيفاتِ أيًا كان مُسماها، لأن الحقيقةَ تفرضُ نفسَها، أيًا كانَ التباهي عالي الضجيجِ. 


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًاٍ بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter: @albahary


الاثنين، 22 سبتمبر 2025

المالُ لا يشتري سلاحًا


أشباح السماء.. تعرف إلى أغلى 7 طائرات عسكرية في العالم


تكنولوجيا السلاحِ هي الأكثر تقدُمًا على الإطلاقِ ومفاتيحُها بيدِ دولٍ بعينِها؛ ومن الطبيعي أن تحتفظَ بأسرارِها ولو باعَت بعضَها. التكنولوجيا العسكريةُ تقومُ على كثيرٍ من العلومِ وتحتاجُ سنواتٍ للتطويرِ والاِختبارِ. 


سعر تسلا سايبر تراك لعام 2025 في الإمارات - الصور، المراجعات والمواصفات |  ArabWheels


كما نرى في الحياةِ المدنيةِ بعضًا من مظاهرِ التطورِ العلمي في السياراتِ الحديثةِ ووسائلِ الاِتصالِ كالأجهزةِ الجوالةِ الذكيةِ وغيرِها، فإن الجانبَ الأهمَ من الصورةِ لانراه على حقيقتِه. من لم يُحَدِثْ هاتفَه الجوال؟ لا أحد. هذه التحديثاتُ تتحكمُ في الأجهزةِ عن بعدٍ، وإذا كان ما يُرى منها هو الجزءُ المفيدُ، فإن ما لايُرى أكثرُ. وهناك من التحديثاتِ ما يتمُ دون اسئذانِ حائزي تلك الأجهزةِ. التحديثاتُ قد تكون بغرضِ تحسينِ آداءِ الأجهزةِ، لكن بنفسِ مفهومِ السيطرةِ عليها عن بُعدِ فمن الممكنِ إيقافُ الأجهزةِ أو التجسسِ عليها. وما حدثَ في حربِ أجهزةِ الاِتصالِ pager التي شنتَها اسرائيل على حزب الله درسٌ تدارسُه المؤسساتُ العسكريةُ والمخابراتيةُ. 



لماذا تُحرك مصر دباباتها عبر صحراء سيناء؟ - موقع الدفاع العربي


إذن الحروبُ الحديثةُ ليست تكديسَ سلاحٍ، إنما صناعتُه وتطويرُه. فمن يشتري السلاحَ بما معه من مالٍ لن يملكَ أسرارَه ولن يمكنَه استخدامُه إلا بإذن مُصَنِعِه الذي يستطيعُ إيقافَه أو تحجيمَه عن بعدٍ وتحويلَه إلى مجردِ حديدٍ. 


نقطةُ البداية، العلمُ الحقيقي أولًا، لا شعاراتٍ ولا مزايداتٍ ولا عنترياتٍ. 


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًاٍ بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter:@albahary

السبت، 6 سبتمبر 2025

مصر بدون أحفاد عنتر

حرب غزة


غزة تختفي، أهلُها في مجاعةٍ، يُجرَون نحو المجهولِ، نحو التهجيرِ. فرصةٌ مثاليةٌ لأصواتٍ تعيشُ الشعاراتِ وتعتاشُ عليها، تتصايحٌ بالقوةِ والحربِ، بمنتهى البساطةِ والتسطيحِ. 


هل مطلوبُ من مصر أن تدخلَ حروبًا لم تخترْها؟! أن تدفعَ ثَمنَ قراراتٍ بحساباتِ غيرِها؟! الحروبُ باهظةُ الأثمانِ، أرواحٌ، عَتادٌ، منشآتٌ، مصانعٌ، مستشفياتٌ، مدارسٌ وجامعاتٌ، بنوكٌ؛ ما يُهدَمُ قد لا يعودُ أبدًا، ما يُفقدُ لا يُسترِدُ، أهذا ما يريدون لمصر؟!  


التهجير
التهجير


مصائرُ الشعوبِ ليسَت رهنًا بحساباتٍ شخصيةٍ. الشعاراتُ ولى زمانُها إلى غيرِ عودةٍ، لم تورِدْ سوى الهزائمِ والاِنكساراتِ والفقرِ. الحصيفُ يتعلمُ من زمانِه، هل منَعَت الجعجعة الإيرانية منذ أشهرٍ معدودةٍ تدميرَها؟! 

 

الشاشاتُ النزيهةُ واجهةُ الأنظمةِ. الصارخون لهم أغراضُهم. أهو غسيلُ سمعةٍ؟! أهو عشقُ الظهورِ؟! أهو عشقُ الترند؟!


عنتر بن شداد


هععع صِراخُ عنتر في السينما، لا مكانَ له في زمنِ التكنولوجيا. مصر أبقى وأحسنُ حالًا بدون أحفادِ عنتر


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًاٍ بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter:@albahary

الأحد، 31 أغسطس 2025

الذكاء الاصطناعي اشتكى…

أهم 10 تطبيقات ذكاء اصطناعي في 2024 - تقنيات المستقبل

الذكاءُ الاصطناعي هو التقنيةُ التي تمكّن الحواسيبَ والآلاتِ من مُحاكاةِ التَعلُمِ البشري والفَهمِ وحلِ المُشكلاتِ واِتخاذِ القراراتِ والإبداعِ والاِستقلاليةِ. يُمكنُ للتطبيقاتِ والأجهزةِ المُزَودةِ بالذكاءِ الاِصطناعي رؤيةُ الأشياءِ وتحديدُها، كما يُمكنُها فهمُ اللغةِ البشريةِ والاِستجابةُ لها، وباِستطاعتِها التعَلمُ من المعلوماتِ والخبراتِ الجديدةِ بالإضافةِ لتقديمِ توصياتٍ مُفَصلةٍ للمستخدمين والخبراءِ. كما يمكنُ لتلك التطبيقاتِ والأجهزةِ التَصرفُ بشكلٍ مُستقلٍ، لتحلِ مَحلَ الحاجةِ إلى الذكاءِ أو التدَخُلِ البشري كما في السياراتِ ذاتيةِ القيادةِ والمُسَيرات العسكريةِ.


من أهمِ تطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعي التي يُمكنُ التعامُلُ معها يوميًا دونما حاجةٍ لمعرفةِ نظرياتِها Gemini، Siri، ChatGPT, Grok، DeepSeek، …


أوكرانيا: تعرضنا لهجوم روسي بأكثر من 20 طائرة مسيرة | القاهرة الاخبارية


 في الدولِ المُتقدمةِ أصبحَ الذكاءُ الاِصطناعي نمطَ حياةٍ في الصناعاتِ المدنيةِ والعسكريةِ، في المتاجرِ، في المطاعمِ، في المنازلِ بالتحكمِ في الأجهزةِ. لا يمكنُ حصرُ تطبيقاتِ الذكاءِ الاِصطناعي في أسطرٍ قليلةٍ لكنه جَلِيٌ فعالٌ في حروبِ هذه الأيامِ في أوكرانيا، وإيران، ولبنان. 


حادث قطار مطروح قصة حزينة .. وفاة 3 وإصابة 94 والحكومة تنتفض للإنقاذ

https://share.google/images/2HMnjuz8cG6K9rf1Y

عندنا، الذكاءِ الاِصطناعي يدخلُ تقريبًا في كلِ كلامٍ منطوقٍ أو مكتوبٍ. سيُطرَحُ في مناهجِ المدارسُ، كيف والاِمكاناتُ متواضعةٌ، سواء في القائمين على التدريسِ أو المعاملِ؟! هل سيُدَرِسُه اليابانيون مثلًا كما قيل؟! أما على مستوى التعليمِ العالي، كلياتٌ تمَ تغييرُ مسمياتِها إلى الذكاءِ الاِصطناعي دون أن تختلفَ عن ما كانت عليه أو عن ما يُدرَسُ في كلياتِ الهندسةِ وكلياتِ الحاسباتِ والمعلوماتِ. 


الذكاءُ الاِصطناعي غلبَته الفوضى والعشوائيةُ، كلام كلام كلام، ضجيج، حوادث، ثم؟! 


الذكاء الاصطناعي اشتكى من كتر مراسيلي …


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًاٍ بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter:@albahary


نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الجمعة ٥ سبتمبر ٢٠٢٥