الثلاثاء، 16 يونيو 2009

شاهدت في السينما


الرؤى Knowing
فيلم خيال علمى يتناول عدة موضوعات تقلق الإنسانية عامة منها إمكان التنبؤ بالمستقبل, مدى قدرة الإنسان فى تغيير الأحداث ومستقبل العالم. مخرج الفيلم أليكس بروياس المصرى المولد اليونانى الأصل الذى قدم من قبل الفيلم الرائع I,Robot يقدم لنا فيلم مثير برز فيه تصميم المناظر والديكور ( Art Direction ) والخدع البصرية خاصة سفن الفضاء التى ظهرت فى شكل مبتكر جديد.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

بداية رجال اكس : وولفرين X-Men Origins : Wolverine
جزء جديد رابع من سلسلة أفلام رجال اكس من مارفل كوميكس. الفيلم مخيب للأمال بسبب قصته السخيفة ورغم أن مخرجه جافن هود متميز سابقآ (
Rendition ). مثال للفيلم الذى يعتمد على نجاح الأجزاء السابقة دون أية إضافات جديدة أو مؤثرة. إذا استمر هذا المستوى فى الجزء القادم فإننا سوف نشاهد قريبآ "نهاية رجال اكس".
درجة الفيلم : 6 من عشرة

Duplicity
فيلم ممتع عن التجسس الصناعى وما يقوم به فى هذا المجال اثنان من عملاء المخابرات السابقين أحدهم إنجليزى والأخرى أمريكية. المؤلف/المخرج تونى جيلروى فى ثانى فيلم له كمخرج يقدم سيناريو رائع تتلاعب فيه الشخصيات بعضها ببعض كما هو متوقع منها فى مثل هذه المواقف.
جوليا روبرتس ما زالت تتمتع بجاذبيتها الخاصة والدور مناسب لها.

درجة الفيلم : 7 من عشرة

12 طلقة 12 Rounds
فيلم أكشن عن ألاعيب مجرم فى إنتقامه من ضابط شرطة تسبب فى مقتل صديقته. الفيلم بطولة جون سينا وهو وافد جديد من أبطال مصارعة المحترفين وله مشجعيه وجمهوره.
إختار المخرج المخضرم الفنلندى الأصل رينى هارلين التصوير بكاميرا محمولة مهزوزة عمدآ معظم الوقت للإيحاء بالحركة ولقطات قصيرة جدآ للإيحاء بالإيقاع السريع. هذا الإسلوب وإن كان مناسبآ لموضوع الفيلم إلا أنه جاء مبالغآ فيه فأضر بالفيلم.

درجة الفيلم : 5,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 12 يونيو 2009

مبروك يا ستات...


تمَ تعيينُ إمرآةٍ كأولِ سيدةٍ ترأسُ جامعةً، ألف نهار أبيض، قائمةُ الخمسمائةِ جامعةٍ في الانتظارِ. قبل أن استمرَ لا بدَ أن أؤكدَ وأوضحَ وأعيدَ وأكررَ أنني لست ضد توليةِ المرآةِ أي منصبٍ، بل علي العكسِ فهي من مظاليمِ المجتمعاتِ الشرقيةِ والمجتمعُ المصري منها. الموضوعُ ولو كان عنوانُه يوحي بالمرأةِ فهو يستهدفُ ما هو أكثر شمولاً وأسيً. تعيينُ المرأةِ لا يستهدفُ الرقي بها أو النهوضَ بالمجتمعِ ككلِ، مجردُ عمليةِ تجميلٍ للإيحاءِ بالتنوعِ وفتحِ الأبوابِ واسعةً لكلِ فئاتِ المجتمعِ للمشاركةِ في أنشطتِه كافةٍ، ولو كانت وهميةً خزعبليةً.
تعيينُ إمرآةٍ يعكسُ نظرةَ من علي السلطةِ للمناصبِ والأشخاصِ، فالكراسي محجوزةٌ بالاسمِ لمن يستوفون شروطَ الولاءِ والشكلِ، أدواتٌ هم في مشروعٍ أعلي، ليس لهم ولا هم جزءٌ منه، لا تهمُ الكفاءةَ إذاً. المثيرُ للشفقةِ أن من يوضعون علي الكراسي، في أحيانٍ كثيرةٍ يصدقون أنفسَهم، يتصورون أن ألمعيتَهم وضعتهم وأهلَتهم، يتحدثون للإعلامِ، يورنشون وجوهَهم وأحذيتِهم، يفتكسون برامجاً للتطويرِ و والتجويدِ، وما فيها إلا التخريبُ كلُه، منتهي البؤسِ. البؤسُ ينعكسُ علي المجتمعِ، يزيده يأساً واحباطاً، كراسي تُملأ ثم تُفَرغَ، لا أحدَ يفهمُ، طب وانت مالك، هي بلدك؟ دعَك وحالك، خللي البط يعوم.
تعيينُ المرأةِ، سيخدعُ العالمَ، سيتصورُ أن الديمقراطيةَ موجودةٌ، أن الناسَ سواسيةٌ، لا فرقَ بين مواطنٍ وآخر إلا بالعملِ والمقدرةِ، طبعاً فهو عالمٌ أهطلٌ أمامَ موطنِ الفهلوةِ والنصاحةِ والفتاكةِ. تعيينٌ قد تكون فيه زقةٌ لله للمرشحِ المصري لرئاسةِ اليونسكو، تأكيدٌ علي اعترافِ العالمِ بالريادةِ وأذهي الحِقبِ، طبعاً ألم يُؤكلوه البالوظةَ، ألم يضعوا إمرأةً علي كرسي كبيرٍ وعالٍ. الرجالُ لم يقدموا ما يُذكرُ، قد تستطيعُ المرأةُ، قد تنتشلُ بلداً طالَت فترةُ بقائه في الصفرِ.
المرأةُ وَجدَت من يتجملُ بها، أين باقي المواطنين، إن كانوا فعلاً مواطنون؟ أين المهمشون ولو تَعلموا وكَدوا وشَقوا؟ أين من لم يدخلوا لجنةَ السياساتِ وتوابعَها؟ أين المخالفون فكراً وعقيدةً؟ المرأةُ في خطرٍ، كَثُرَ عُزالُها والحاقدون. ما أكثر أدواتِ التجميلِ، انتخاباتٌ، مؤتمراتٌ، اجتماعاتٌ، افتتاحاتٌ، مهرجاناتٌ، شغلُ كراسي، ثم ماذا؟ لم يُرْ ما يُحركُ ركوداً طالَ وفاحَ، القعدةُ هي القعدةُ، طَب وبعدين؟
يا ست الستات، أي ست، أنت علي كرسي، لأسبابٍ ليست لك، تذكري أن اعترافَ المجتمعِ هو الأسبقُ، قبلّ أي شئ، من يَشغِلون الصورةَ بك لا يستهدفون تحسينَ حالِك أنت أو غيرِك منهم ومنهن، فالبؤسُ في أحوالِ المرأةِ عموماً، لن يُزيلُه وضعُك علي أي كرسي. يا ست الستات، أي ست جَلَبوها، لا ترفعي صوتَك، لا تُسَرسِعي و لا تكوني "شلق"، تذكري أنك في منصبٍ إداري لا خناقةَ مع الرجالِ، أن الوظيفةَ ليست تخليصَ حقٍ من مجتمعٍ ظلَمَ جنسَ "الحريمِ" ولا زالَ. من غيرِ زعلٍ، اِذهبي إلي السوقِ، تحدثي مع موظفِ الحجزِ في السكةِ الحديدِ أو غيرِها، لست بالنسبةِ له إلا "السِت الحاجة"، لا ألقابَ ولا وظائفَ، انسي ما تَلقينه داخلَ أسوارِ كرسي وُضعتي عليه.
يا من أُجلِستَ علي كرسي، لا تصدق نَفسَك، لا تفرحُ لإجلاسِك ولا تحزنُ لإزاحتِك، لا تخسرُ من حولِك، مهما طالَ وضعُك علي أي كرسي فأنت مُزالٌ مُزالٌ، مقلوشٌ مقلوشٌ، مكنوسٌ مكنوسٌ.
مبروك ياستات.. مبروك يا مصر؟ لا أظن، ما علينا، زغرودة، وررررررر،،

الاثنين، 8 يونيو 2009

مصر .. مغلوبةٌ بالثلاثةِ


طفحَ فريقُ كرةِ القدمِ المصري ثلاثةَ أهدافٍ في مباراةِ الجزائر، ليست عقدةً ولا غيرَه لكنها خيبةُ أملٍ كبيرةٍ. مباراةُ كرةِ قدمٍ لا تحكمُ علي شعبٍ أو بلدٍ أو نظامٍ، صحيحٌ إلي حدٍ، ومؤشِرٌ جدُ مؤكدٍ واضحُ الدلالةِ. الرياضةُ من مرايا الحكمِ علي الشعوبِ والأنظمةِ، شأنُها شأنُ السياسةِ والزراعةِ والصناعةِ والتربيةِ والتعليمِ وحقوقِ الإنسانِ. المقدماتُ واضحةٌ، الهزيمةُ منطقيةٌ وما عداها صدفةٌ في زمنٍ لا مكانَ فيه لخزعبلاتٍ وتفاؤلاتٍ وتبارُكاتٍ.
أكدَت الهزيمةُ علي عشوائيةِ التفكيرِ والتحليلِ ورؤيةِ الأمورِ، علي الفهلوةِ والفتاكةِ والنصاحةِ، صفاتُ شعبٍ ونظامٍ، علي قدمِ المساواةِ. الفريقُ تجمدَ عند كأسِ الأممِ الأفريقيةِ، لا إحلالَ ولا تجديدَ ولا ابتكارَ، لاعبون اغتنوا وكَبِروا واغتروا، قلََ حافزُهم، إعلامٌ وهميٌ يستبشرُ ببدلةِ إداري، يتحدثُ عن شوطٍ أولٍ بتفاؤلٍ وكأن المباراةَ حُسِمَت، ودخلَت الجيبَ، نظرُه محدودٌ كالمعتادِ. لا دراساتٍ بالمعني العلمي المتعارفِ عليه، كلُها تجلياتٌ، وارتكاناتٌ علي نظريةِ المؤامرةِ من شاكلةِ تسممِ الفريقِ وخيانةِ جوزيه وكأن الأهلي اشتراه واستعَبدَه.
المناخُ العامُ يقومُ أساساً علي الخداعِ والادعاءِ، تمثيلُ العلمِ والتعليمِ، الصناعةِ والانتاجِ، الإدارةِ والتطويرِ، الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ، اختيارِ الأفضلِ للكراسي، أكاذيبٌ في أوهامٍ في تدليسٍ. الجالسون علي الكراسي يفهمون اللعبةَ ويدركونها، يُسرفون في التصريحاتِ واحتلالِ الشاشاتِ وتعليقِ اللافتاتِ، قرونُ استشعارِهم موجهةُ صوبَ ما يُطيلُ بقاءهم، يحاربون أساتذةّ الجامعاتِ، يرفعون جودَتَهم الوهميةَ، يطورون الثانويةَ العامةَ للخلفِ، يفتتحون المشاريعَ التي تُغلَقُ بعد افتتاحِها. الشعبُ نفسُه يَبغَضَ ذاتَه، مصرُ مفككةٌ، كلُه يكرَه كلَه، لا طائفيةَ معلنةً، لكنها في كلِ المعاملاتِ، هذا مسلمٌ وهذا مسيحي، مسلمٌ بذقن ومسلمٌ بدونِها، محجبةٌ وسافرةٌ، مؤمنٌ وعلماني، أهلاويٌ وغيرُه، نظامٌ وإخوانٌ، إخوانٌ ومعارضةٌ، غنيٌ وفقيرٌ، صعيديٌ وفلاحٌ، رجلٌ وامرأةٌ؛ لم يبقْ تقسيمٌ إلا وفرَقَ ومزَقَ وخرَبَ ودمَرَ.
في لبنان المنقسمِ إلي طوائفٍ تمكنوا بديقراطيةٍ واعيةٍ من التعبيرِ عن رأيِهِم؛ في مصر من الطبيعي أن يفوزَ الإخوانُ وحدُهم، لا حباً فيهم ولا في برامجِهم الهلاميةِ، لكن كُرهاً في من لعقودٍ داسوا علي الرقابِ وكتموا الأنفاسَ وداسوا علي الصدورِ، انتحارٌ يدفعُ إليه زلُ العيشِ، هروبٌ وراءَ سراويلٍ بيضاءٍ قصيرةٍ وأرديةٍ سوادءٍ قاتمةٍ، كأن الخلاصُ فيها، وما فيها إلا القبليةَ القائظةَ الجافةَ الغليظةَ.
مبارةُ كرةِ قدمٍ أيقظَت المواجعَ، فريقُ الأهلي الكروي، أداةٌ حكوميةٌ للتخديرِ وأفيون شعبٍ بائسٍ بفعلِه، أغفلَهم الطبلُ له والنفخُ فيه ومجاملتُه عن حقيقتِنا، عن مستوانا الصفري.
مصرُ مختنقةٌ، محتقنةٌ، مكتئبةٌ، مغلوبةُ بالثلاثةِ،،

الجمعة، 29 مايو 2009

سوزان تميم..القُتل بالمجانِ


حكَمت المحكمةُ بإعدام هشام طلعت ومحسن السكري، كونَت قناعَتَها وقررَت، المُدانُ الأولُ بالغُ الثراءِ، من كبارِ الحزبِ الوطني الحاكمِ. في انتظارِ رأي المفتي، بدأت حربٌ معلنةٌ، بدون خجلٍ ولا وجلٍ، تبارَت الفضائياتُ وبعض الأرضياتِ في استجلابِ من يُهاجمون حكمِ المحكمةِ والقاضي، دخلوا المناطقِ المحظورةِ، المسألةُ حياةٌ أو موتٌ. محاكمةُ أهلِ السلطةِ والثراءِ غيرُ مألوفةٍ، ووقوفُهم خلفَ القضبانِ يُثيرُ الشكوكَ في الجديةِ والحيدةِ، لم يصلْ المجتمعُ للقناعةِ بأن القانونَ فوقَ الكلِ، وعلي الجميعِ، المجتمعُ ليسَ مصرَ وحدُها، إنه كلُ من لهم فضائياتٌ علي أرضِها.
الفضائياتُ وقودُها الأموالُ، تُحركُها، تصنعُ قضاياها، شركاتُ المُدانِ الأولِ ترعي منها من ترعي بإعلاناتٍ سخيةٍ، من الطبيعي أن تفتحَ وقتَ استوديوهاتِها واسعاً للمحامين والأهلِ، للنقدِ والتهجمِ علي المحكمةِ، انهمرَت الفتاوي للتأثيرِ علي جهازِ المفتي. مذيعو الفضائياتِ، ظاهرةٌ في عالمٍ إعلامي محدودِ النظرةِ والفكرِ، يتصورون في أنفسِهم الألمعيةَ والثقافةَ التي يفتقدُها الجميعُ، يطرحون قضاياً وهميةً، ما يهمُهم الظهورُ، وجلبُ المالِ الذي به تُجدَدُ عقودُهم السخيةُ. مئاتُ القضايا مرَت دون هذا الضجيجِ، أكثرُ تعقيداً وغموضاً، من حظِ أطرافِها أنهم من أهلِ المجهولِ، لا يُسمعُ عنهم إلا بعدِ تنفيذِ الأحكامِ.
أبوابُ بريدِ القراءِ في مجملِها تقفُ مع العدالةِ، يُسيئُها ما يُصيبُ المحكمةِ، لكنها في قليلِها تفضحُ ما بداخلِ المجتمعِ من تفرقةٍ وتمييزٍ وطبقيةٍ. بعضُ القراءِ، من تلقاءِ أنفسهِم أو بدونِه، تعاطفوا مع المدانين، هم من خيرةِ الشبابِ، أخطأوا لكن لو مُنِحوا فرصةً أخري فسيكونوا مواطنين مختلفين، صالحين، أعطوهما وحدَهما حقَ تغييرِ مسارِ حياتِهم. المجني عليها لم تصلْ للدرجةِ التي تجعلُ من الإعدامِ عقابُ قتلِها، آراءٌ حُمِلَت بفتاوىٍ، من عهودٍ ومجتمعاتٍ لا قيمةَ فيها للروحِ البشريةِ.
المالُ يُحاكَمُ في هذه القضيةِ، وكذلك السلطةُ، في مجتمعاتٍ قبليةٍ يختلفُ العقابُ باختلافِ الجاني. الناسُ غيرُ مصدقةٍ أن هذه القضيةَ ستنتهي كغيرِها، بحكمِ المحكمةِ وحدِه؛ معهم الحقُ، من سبقَ وحكمَت محكمةٌ باعدامِه لقتلِ شابتين في مدينةِ السادسِ من أكتوبر يصرخُ بأنه خروفُ الأغنياءِ، هكذا لقَمَه محاموه، يلعبون علي وترِ الطبقيةِ ولو علي حسابِ ضحيتين بريئتين غُدِرَ بهما. محاكمتان فضحتا مرَضَ مجتمعاتٍ، محاكمةُ فقيرٍ غادرٍ، ومحاكمةِ غنيٍ فاجرٍ، القضيتان في منتهي الوضوحِ، حلَهما تقدمُ العلمِ والتكنولوجيا.
العدالةُ لا تعرفُ مراكزاً ولا صفاتاً، في الجاني والمجني عليه، القصاصُ حقٌ للمجتمعِ كلِه، وإلا لكان القتلُ مباحاً مغفوراً، بالمزاجِ، بالمجانِ،،

الثلاثاء، 26 مايو 2009

الهندسةُ الأدبيةُ .. ومحنةُ التعليمِ الحكومي والاستثماري


اجتمعَ مجلسُ الجامعاتِ الخاصةِ برئاسةِ الوزيرِ المسئولِ عن التعليمِ العالي والبحثِ العلمي، تمخضَ الاجتماعُ عن السماحِ لطلابِ الثانويةِ العامةِ من شعبةِ العلمي المتأدبِ بالالتحاقِ بكليات الهندسةِ علي أن يستكملوا ما ينقصُهم من موادِ الرياضياتِ والفيزياءِ خلال العام الجامعي الأول. لماذا؟ لأن نسبةَ "الإشغالِ" لم تتعدْ السبعين في المائة!! هكذا بمنتهي البساطةِ، يكون التغاضي عن أساسياتٍ من أجلِ حفنةِ أموالٍ لابدَ من جمعِها، المشروعُ الاستثماري يجبُ أن يستوفي "إشغالاً" وكأنه فندقٌ أو سوبرماركت، لا تعليمَ ولا غيرَه.
هذه الصورةُ يُكملُها قرارُ الكويت بمنع طلبتِها من الدراسةِ في جامعاتٍ خاصةٍ ترفعُ شعاراتِ الأيزو والجودةِ وغيره وغيره، لكنها واقعاً مجردُ أنديةٍ للترفيه عن الطلبةِ وتفصيلِ المناهجِ علي مقاسِهم ومزاجِهم، وفي النهايةِ بعد أن تنتهي أعوامُ الترفيه تُقام لهم حفلاتُ تَخَرُجٍ، صاخبةٌ راقصةٌ، يحصلون في ختامِها علي شهاداتٍ مُذَهبةٍ ملونةٍ، لا تساوي أكثر من أجرِ من خطَها وتكلفةِ الورقِ. فضيحةٌ، تعامي المسئولون عن التعليمِ العالي و"الجودةِ" عنها، تصوروا أن زفةَ الجودةِ والإعلاناتِ ستعمي الأبصارَ وتزعلُلُها، تغافلوا عن مافيا الجامعات والمعاهدِ والأكاديمياتِ الخاصةِ، لم يُراقبوا ولم يحاسبوا، رضخوا حتي ترتفعُ نسبةُ "الإشعالِ".
آثارُ التعليمِ الاستثماري انتقلَت إلي الجامعاتِ الحكوميةِ، في ظلِ قياداتٍ تولَت مسئوليةِ الكلياتِ بلا كفاءةٍ إداريةٍ ولا فكريةٍ، انتشرَ ما أُطلِقَ عليه التعليمُ المميزُ، بكلِ ما في التعليمِ الاستثماري من مثالبٍ وخطايا، لا أخلاقَ ولا احترامَ للمؤسسةِ التعليميةِ ولأساتذةِ الجامعاتِ، موادٌ مُخففةٌ منزوعةُ الفائدةِ، سهلةُ الهضمِ، قشريةٌ تافهةٌ، الامتحاناتُ تُعادُ وتُعادُ حتي ينجحُ الطلبةُ الباشواتُ، أعمالُ السنةِ تستحوذُ علي النسبةِ الأكبرِ من المجموعِ، لا بدَ من ضمانِ النجاحِ، الفرافيرُ مزاجُهم عالٍ. التعليمُ المميزُ في الكلياتِ لا يُعرفُ موقعُه من الجودةِ، لا يُعرضُ علي مجالسِ الكلياتِ والأقسامِ، يُحركُه العمداءُ من وراءِ أبوابٍ مُغلقةٍ.
وإذا كانت الهندسةُ الأدبيةُ تؤكدُ علي تخريبِ التعليمِ الهندسي، فإن غيابَ الحقيقةِ أدي إلي انتشارِ معلومةٍ لو صحَت فإن مهنة الهندسةِ ستتعرضُ لضررٍ كبيرٍ، فالمخططاتُ تُشعشِعُ فجاةً من بعضِ الأدمغةِ، بمنأي عن جموعِ العاملين في التعليم الهندسي ودون استشارتِهم، طبعاً فأهلِ الخلطةِ السريةِ في وزارةِ التعليمِ العالي و"الجودةِ" هم الأعلمُ والأكثرُ فهماً وعلماً، شأنُهم شأن من أُدخِلوا في اللجانِ العلميةِ للترقياتِ دون مبرراتٍ ومؤهلاتٍ مميزةٍ. أحدثُ التفتقاتُ سرَت بسرعةِ البرقِ في أوساطِ كلياتِ الهندسةِ، الدراسةُ ستكون لأربعِ سنواتٍ لا خمساً!! لماذا؟ حتي تُتاحُ للطلابِ فرصةُ التخصصِ من خلالِ دبلومةِ دراساتِ متخصصةٍ بعد التخرجِ، لا يصحُ بدونِها ممارسةُ المهنةِ. المثلُ عندَ أهلِ التفردِ والأفكارِ في أوروبا وأمريكا، كالعادةِ علينا أن نقلدَ حتي لو افتقدَ الطلابُ عندنا التعليمَ الثانوي الحقيقي، الذي يُعدُهم للجامعاتِ، الذي لا يحشي عقولَهم بغُثاءٍ فوقَ غُثاءٍ. المرحلةُ الإعداديةُ في كلياتِ الهندسةِ تستكملُ ما نقصَ في المرحلةِ الثانويةِ وتجهزُ الطالبَ بنهجٍ مختلِفٍ. في ظلِ غيابِ الحقيقةِ أتمني أن يكون ما تسرَبَ علي غيرِ صوابٍ، كفانا تقليداً أعمي، كفانا انغلاقاً علي أفكارٍ تدبرُ في جنحِ الليلِ.
خرجَت جامعاتُنا من قائمةِ الخمسمائة جامعةِ الأهمِ، بأي أمارةٍ ندخلُها؟ ولو رتبوا أيضاً الخمسة آلاف. هل يتحولُ القردُ دون جواناً إذا ارتدي بدلةً سموكنج وصيديري؟ إذا نجحَ فسنفلحُ في الجودةِ وفي كلِ ما ينبثقُ وينبلجُ من تجلياتٍ وتنحنحاتٍ وإلهاماتٍ،،

الجمعة، 15 مايو 2009

شاهدت في السينما


المراقبون Watchmen
فيلم مستوحى من رواية مرسومة نشرتها DC Comics عن شخصيات تتمتع بقوى غير عادية وتكرس نفسها عبر أجيال متوالية لحماية البشرية والعالم من الدمار.
نجح مخرج الفيلم زاك سنايدر (مخرج فيلم 300 ) فى نقل الرواية للشاشة لكن مستخدمآ تكنيك مختلف عن فيلمه السابق واختار جو الغموض والقتامة بإستخدام إضاءة خافتة وتغليب اللون الأزرق على الصورة فى معظم اللقطات.
الفيلم ممتع إلا أن قصته لن تساعد فى تحقيق النجاح الرائع الذى حققه فيلم 300 .
درجة الفيلم: 6,5 من عشرة

الطريق الوعر Revolutionary Road
دراما إجتماعية تدور أحداثها فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى حول القلق الذى قد ينتاب البعض ويدفعه إلى محاولة تغيير إسلوب حياته.
الفيلم يجمع بين كيت وينسلت وليوناردو دي كابريو للمرة الثانية منذ Titanic وهو من النوعية التى تدفع الممثلين ليتباروا فى الأداء الجيد.
نجح المخرج سام منديز (مخرج فيلم American Beauty وزوج كيت) فى نقل حالة القلق عند أبطال الفيلم وتصوير الأجواء السائدة فى تلك الحقبة بإستخدام فعال للموسيقى والأغانى.
الفيلم مؤثر ومقلق.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

الضغط الخارق Push

فيلم آخر عن أشخاص ذوى قدرات خاصة غير عادية لكنها مصطنعة عن طريق عقاقير ومحاولة بعض الجهات إستغلال هذه القدرات لصالحها (الفكرة ما زالت رائجة).
بداية الفيلم مبشرة لكن قوة الدفع لا تدوم طويلآ والإهتمام يقل تدريجيآ.
داكوتا فاننج (14 عامآ) أداؤها ممتع وبعض الحيل الخاصة جيدة.
رغم أن غالبية شخصيات الفيلم قدراتها غير عادية إلا أن الفيلم جاء عاديآ.
درجة الفيلم : 5,5 من عشرة

الغزاة Outlander
أو وحش الفضاء يزور بلاد الفايكنج خلال العصر الحديدى.
كوكتيل من أفلام الخيال العيمى, وحوش الفضاء والفايكنج. ولتبسيط الأمور على الجميع جعل المؤلفان (أحدهما مخرج الفيلم) الكائن القادم من الفضاء الخارجى والمسئول عن وصول الوحش لكوكب الأرض على شكل إنسان!
رغم كل ما سبق الفيلم مشوق ومقبول والفضل فى ذلك يعود للمخرج والممثلين.
يشارك فى الفيلم الممثل الإنجليزى القدير جون هيرت الذى شارك أيضآ فى أحد أشهر أفلام وحوش الفضاء Alien (صدفة؟).
درجة الفيلم : 6 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون



السبت، 2 مايو 2009

أنفلونزا الخنازير..


انطلَقت أنفلونزا الخنازير من المكسيك، لم يتحددْ سَبَبُ نسبتِها إلي الخنازير، اِتسعَت حتي الآن علي مدي ست عشرة دولة، تؤخذُ بجدٍ واجبٍ في مطاراتِ العالم وموانئه، بتوفير العلاج، بمنعِ الخروجِ من المنازلِ في المكسيك، بعدم تبادل القبلاتِ والأحضانِ بين البشرِ، لا مع الخنازيرِ. مصر تفوقَت علي العالمِ، قطعَت أشواطاً أبعد، قررَت التخلصَ من الخنازير. لست مع الخنازيرِ، ولا من أنصارِ اللحومِ علي إطلاقِها، لكن ما توقفتُ عنده، ثوريةُ القرارِ، سرعتُه، علي غيرِ المعتادِ.
الأمورُ في مصر تُحلُ، إن كان للحلِ مكانٌ، بمنتهي البطء، فلما هذا الحسمُ وتلك السرعةِ؟ لماذا لم تُستشرْ الهيئاتُ الدوليةُ المتخصصةُ، ولو من بابِ استيفاءِ معلوماتٍ؟ كيف اتفقَ مجلسُ الشعبِ علي ندرةِ ما يَتفقُ عليه؟ هل مالأت الأغلبيةُ نوابَ الإخوانِ؟ الخنازيرُ بالنسبةِ للأخوان حيواناتٌ محرمةٌ، ولو كانت لمللٍ أخري، الأغلبيةُ فقدَت منطقَ الردِ، هل تظهرُ أمام الشعبِ بمظهرِ المدافعِ عن حيواناتٍ محرمةٍ؟ لا تستطيعُ خاصةً وأن أنفلونزا الخنازير ذاتَها لم يكن قد عُرِف سببُها ولا كيفيةُ انتشارِها.
الآن وقد أصدرَت الهيئاتُ الصحيةُ العالميةُ تقاريراً مؤكدةً عن كيفيةِ انتشارِ أنفلونزا الخنازير، نَفَت أن تكون الخنازيرُ مسببةً لها، لا بدَ أن تجدَ الحكومةُ وأغلبيتُها في مجلس الشعبِ عذراً، الخنازيرُ في مقالبِ القمامةِ، لا بدَ من التخلصِ منها ومن القمامةِ، كلام جميل، لماذا تأخرَ إذن إن كان الحسمُ موجودٌ سريعٌ. الخنازيرُ بقرفِها كشفَت كيف يُتخذُ القرارُ، كيف تُغيَبُ الدراساتُ الصحيحةُ، كيف تُغلَبُ الحساباتُ النفعيةُ، كيف تُخلَطُ الأمورُ؟ فشلَت الحكومةُ وأغلبيتُها كالعادةِ، وتأكدَ منطقُ الأخوانِ في رفضِ ما لا يروقُهم ولو كان لغيرِهم.
الخنازيرُ حيواناتٌ قذرةٌ، وكذلك البطُ والعديدِ من الطيورِ والحيواناتِ التي تُربي مع الخنازيرِ في نفسِ مقالبِ القمامةِ، هل يشملُها أيضاً قرارُ الإزالةِ؟ وماذا عن مزارعِ الأسماكِ التي تُلقي فيها المُخلفاتُ؟ أليس من الواجبِ أيضاً مراقبتُها إن لم يكن التخلصُ منها؟ أمورُنا لا تؤخذُ بجديةٍ ولا بتجردٍ، من الطبيعي أن تفتقدَ المصداقيةُ، داخلياً وخارجياً، والبركةُ في الخنازيرِ.
لكن ماذا بعد التفردِ بذبحِ الخنازيرِ؟ هل تتوفرُ أدويةُ علاجِ أنفلونزا الخنازير؟ بني أدم هو الذي ينشرُها وليس الخنازير، ذهبَت الخنازيرُ وبقَت الأنفلونزا،،