الأحد، 23 أغسطس 2009

شاهدت في السينما



الجزء السادس من سلسلة أفلام هارى بوتر. فى هذا الجزء يكلف مدير مدرسة السحرة هارى بوتر بمهمة خاصة فى مواجهة قوى الشر مما أتاح لمخرج الفيلم أن يزيد من درجة التشويق والغموض بشكل أفضل من الجزء السابق بالإضافة للمؤثرات البصرية المعتادة والجيدة وبعض المواقف الطريفة التى تتماشى مع السن الذى وصل إليه هارى بوتر وزملاؤه.
بالمناسبة سوف يتم نقل الكتاب السابع والأخير فى المجموعة إلى الشاشة فى جزئين يعرضان خلال العامين القادمين.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة


الجزء الثانى من سلسلة أفلام المتحولين الأليين (Transformers) بنفس الممثلين ونفس المخرج ويدور مثل الجزء الأول حول الصراع بين مجموعتين من المتحولين الأليين القادمين من الفضاء الخارجى.
الفيلم الذى يعتمد على لعبة المتحول الآلى من هاسبرو (فى الأصل لعبة يابانية) ويحقق حاليآ نجاحآ هائلآ (مثل الجزء الأول) مسلى إلى حد كبير وملئ بالمؤثرات الخاصة ومشاهد الأكشن كما إعتادناه من المخرج مايكل باى (
Armageddon, The Rock) . صحيح أن المشاهد سوف ينسى الفيلم فور مغادرته الصالة إلا أن المتعة موجودة والمهم أن مفتاح الحل فى القصة كان موجودآ فى مصر. على فكرة هناك جزء ثالث قادم.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة


الجزء الرابع من سلسلة أفلام المدمر (Terminator) بعد تطوير ملموس فى الشكل نتيجة مخرج متخصص فى أفلام الحركة إستفاد من التطور الهائل فى التقنيات المستخدمة فى صناعة السينما ليقدم لنا فيلمآ مثيرآ لا يهدأ فيه الإيقاع من البداية للنهاية.
الفيلم يصور جو الصراع فى عالم ما بعد الدمار بين المتبقى من البشر والآلات أو بين الذكاء الإنسانى والذكاء الإصطناعى ولم ينسى أن يكرم شوارزينيجر الذى شارك فى الأفلام السابقة وكانت بداية نجوميته مع أول أفلام السلسلة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون




الاثنين، 27 يوليو 2009

مجتمعٌ يتزايدُ وأطباؤه يتناقصون؟!!!


أكتب وكلي ألمٍ علي حالِ آلاف الأسرِ المصريةِ التي وُإدَت أحلامُها وضاعَ أملُها ومعه تحويشةُ عمرِها في مستقبلٍ يتمناه أبناؤها بعدما تفوقوا واجتهدوا وكدوا تعبوا؛ مجموعُهم طال 98% وفشلَ في إلحاقِهم بكليات الطبِ، وضعٌ مأساويٍ لا مثيلَ له في أي مكانِ علي الكرةِ الأرضيةِ. في العالمِ كلِه تَفتحُ نسبةُ 90% الأبوابَ كلَها أمامَ الطلابِ، ولو افترضنا أن التعليمَ عندنا حقيقي وبصحيحِ وبجدِ ومن نار فلتكن نسبةِ تحقيقِ الأمنياتِ بمجموعِ 95%. لكن أبداً!!
التعليمُ الطبي في مصر يعاني أزمةَ اِمكانات وكذلك المستشفياتُ، هكذا قالت نقابةُ الأطباءِ في دعواها أمام القضاءِ، وهكذا كسبَت القضيةَ ضد وزارةِ التعليم العالي، التي لم نسمعْ أنها طعَنت وكأن الحكمَ كان علي الهوي. وزارةُ التعليمِ العالي أعلَنت أنها سترضخُ للحكمِ امتثالاً لأحكامِ القضاءِ وفي نفس الوقتُ واتتها الجَرأةُ علي رفضِ تنفيذِها لما تعلقَ الأمرُ بإلغاءِ الحرسِ الجامعي!! يا حلاوة، ألأمرُ إذاً بالمزاجِ وبالهوي. أين شعاراتِ الجودةِ التي ترفعُها وزارةُ التعليم العالي والجودةِ ولماذا تُعاقبُ الأهالي وأبنائهم لفشلِها في الارتفاعِ بمستوي التعليمِ الطبي؟ أليس في ذلك أكبرُ دليلٍ علي هُلاميةِ الجودةِ إياها وعلي أنها مجردُ سبوبةٍ ومُسوغٍ لدي البعضِ للبقاءِ علي كراسي أو للصعودِ إلي غيرِها؟
وإذا كان التعللُ بقلةِ التدريبِ مبررٌ لتقليلِ أعدادِ المقبولين في كلياتِ الطبِ، فإن صفحاتِ الحوادثِ تؤكدُ علي أن أخطاءَ المهنةِ يتحملُ مسئوليتَها كبارُ الأطباءِ الذين تعلموا أيامَ النُدرةِ وقلةِ الأعدادِ والسمنِ البلدي ويحولُ التزاحمُ عليهم دون حسنِ أدائهم لمهنتِهم. من ناحيةٍ أخري فإن تكدسَ الأطباءِ، إن افترضنا صحته، فهو في القاهرة والاسكندرية بينما تُعاني الأريافُ من ندرتِهم وقلةِ المستشفياتِ. كيف يَقبلُ المنطقُ أن شعباً تجاوزَ 80 مليون مواطن يتناقصَ معالجوه، وكيف ضرَبت التيفود بعدما انفرَضَت من العالمِ؟ وماذا عن الأنفلونزا بأنواعِها؟ وماذا عن الساحلِ الشمالي الذي يكون التصييفُ فيه برجاءِ لطفِ ربِ العبادِ من التوعكاتِ فما فوق؟!
هل تقليلُ الأعدادِ في كلياتِ الطبِ يُرضي غروراً شخصياً بحتاً بالانضواءِ لنادي كلياتٍ تُسمي قمةً؟ هل هو لقصرِ الرزقِ في أعدادٍ محدودةٍ من ممارسي المهنة حتي يزيدُ الرزقُ ويفيضُ ويَتَبدي التميزُ الاجتماعي؟ كيف يُطلبُ من طلابٍ غُدِرَ بهم أن ينتموا لوطنٍ قتلَ أحلامَهم؟ وكيف لأسرٍ أن تعيشَ في سكينةٍ تعكسُها علي مجتمعِها وقد بذلَت الغالي لرياحٍ من عشوائياتٍ في التدبيرِ والتخطيطِ؟! هل أصبحنا بلدَ التكتلاتِ، المافيا، مافيا بعضِ الأنديةِ الرياضيةِ، الأراضي، بعض النقاباتِ المهنيةِ، منادي السياراتِ الباعةِ الجائلين، رجالُ ما تسمي أعمال، وغيره وغيره وغيره؟
إنها مصلحةُ وطنٍ لا مجالَ فيها لهوي أو غرضٍ، لا استمتاعَ فيها بالتعذيبِ، لا ساديةَ، أحكامُ القضاءِ تتغيرُ بتغيرِ ظروفِها، ليست مؤبدةٌ وإلا فعلينا أن نتظرَ حتي يصلُ تعدادُ مصر إلي 100 مليون والأطباءِ إلي مائة فقط لاغير، ومن يعرف قد يتلاشون طالما أن الجودةَ علي أشدِها!!
إلي الأسرِ التعيسةِ قلبي معكم والله، ابتعدوا وأبناؤكم عن البحرِ، النفسُ اليائسةُ أمارةٌ بالسوءِ،،

الثلاثاء، 21 يوليو 2009

بركاتك يا أبو تريكة...


أعلنَ رجلُ أعمالٍ تبرعَه لأبي تريكة بمليون جنيه، اعتذرَ أبو تريكة عن قبولِ التبرعِ في إعلانٍ بمليون حنيه. أبو تريكة فلتةٌ في الأخلاق والتدينِ والوطنيةِ، هكذا يقول الإعلامُ، إنه أيضاً فاكهةُ الكرةِ، القديسُ، الخلوقُ، المنقذُ، الساحرُ، فتانُ الابتسامةِ. صورُه وهو ساجدٌ تتصدرُ الصفحاتِ، وكذلك وهو يهزُ الشباكَ بأيديه أو وهو يُسجلُ فيها، أصبحَ من المنزهين عن الخطأ، الويلُ كلُ الويلِ لمن يمسُه بكلمةٍ أو همسةٍ. عاشَ الدورَ وصدَقَه، قبلُ الكرةِ لم يكن من المفكرين ولا أصحابِ المواقفِ، عندما امتهنَها وارتدي زي الأهلي امتلَكَ الحصانةَ، دخلَ الجنةَ، التي خرجَ منها الحضري.
هكذا الإعلامُ، هكذا صناعةُ الأساطيرِ، هكذا نفاقُ الرأي العامِ، هكذا التلاعبُ بمشاعرِ السُذجِ وشغلُهم، هكذا المتاجرةُ بأي شخصٍ وبأي قضيةٍ، هكذا الهوي والغرضُ، هكذا الطبلُ والزمرُ والتهييجُ، في قضايا بعينِها ومع أشخاصٍ بذواتِهم. ليسَ بغريبٍ افتعالُ قضايا ومواقفٍ، أخرُها الحزنُ المفتعلُ لمقتلِ صيدلانيةٍ مصريةٍ بأيدي صعلوكٍ ألماني، وقبلُها العشراتُ من دعواتِ المقاطعةِ ضد المنتجاتِ والسلعِ الغربيةِ لانتهاكاتٍ تحفلُ المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ بأضعافِ أضعافِها، ما بين انكارِ الآخرين، عقائداً وسياسةً ولوناً وفكراً وجنساً وعرقاً، مروراً بالكذبِ والغشِ والخداعِ والتزويرِ.
صناعةُ الأسطورةِ جزءٌ من ثقافةٍ تؤمنُ بالخزعبلاتِ، بالمنقذِ المخلصِ، بالتواكلِ، بانتظارِ مجهودِ الغيرِ، بادعاءِ البطولةِ والنصرِ حتي في عزِ الهزيمةِ. لطالما صنعوا الزعماءَ وفَرعنوهم وآلَهوهم فخَسفوا بهم الأرضَ وأورثوهم ضنكَ العيشِ وذلَه، من المحيطِ إلي المحيطِ، من فوقِه وتحتِه. الناصرُ، الثائرُ، الداهيةُ، المُلهمُ، المُحَنكُ، المَعصومُ، الحكيمُ، المُظَفرُ، المؤمنُ، الإنسانُ، الأمينُ، البسيطُ، صفاتٌ متراصةٌ بلا معني أو مضمونٍ، إلا الانتهازيةِ والعجزِ وقلةِ الحيلةِ، تغنوا بها ليلَ نهارَ ولَونوها بالأحمرِ والأخضرِ والأزرقِ.
إعلامٌ يجعلُ من القاتلِ ضحيةً نفاقاً لثرائه ومركزِه، يُهاجمُ بالهوي والمصلحةِ، وبهما يُهادنُ ويَغُضُ الطرفَ، يقولُ ما لا يعني، ولا يعني ما يقولُ، ما أكثرَ ما تلاعبَت به السلطةُ وجَرجَرَته وسَحبَته، مقاطعتُه شاهدةٌ علي خَيبَتِه وانعدامِ مصداقيتِه. الإعلامُ هو المجتمعُ، هو نمطُ تعاملاتِه وطرحِه للأمورِ، هو التعاملُ بين الغني والفقير، بين إبنِ البطةِ البيضاءِ والملعونِ إبنِ البطةِ السوداءِ، بين من يبشرون أنفسَهم بالجنةِ ومن عداهم.
لو خرَجَ أبو تريكة من النادي الأهلي لتحولَ شيطاناً مارقاً خائناً؛ مثلما أصبحَ حسام حسن وتوأمُه، مثلما صارَ الحَضري، منتهي الزيفِ، كلُ العبثِ، إنه نمطُ حياةٍ، بالإسمِ، ليس إلا.
خيبةٌ بالقوي، بركاتك يا أبو تريكة، النجدةُ، يصورونك ولياً، مَدَد، حتي إشعارٍ آخرٍ،،

الخميس، 16 يوليو 2009

معارض مكتبة الإسكندرية - يوليو 2009


تقيم مكتبة الإسكندرية ثلاثة معارض قنية مثل عادتها كل صيف. جاءت هذه المعارض فى دورتها الرابعة مثل سابقاتها متنوعة وجديرة بالمشاهدة.
1- سمبوزيوم الإسكندرية الدولى للنحت فى الخامات الطبيعية.
فى هذه الدورة تم إختيار الفسيفساء النحتية (Sculptural Mosaic) وشارك فى الملتقى فنانون مصريون إلى جانب عدد من الفنانين الأجانب. المعرض مقام فى ساحة البلازا بالمكتبة ومن الأعمال التى لفتت نظرى "طائر" الفنان عبد السلام عيد, "حورس" الفنان خالد سامى و"حجر رشيد" الفنانة منى قناوى إلى جانب أعمال الفنانة الإنجليزية إلين جودوين والفنانين الإيطاليين رينو باستوروتى وفرناندا توليميتو والأخيرة شكلت عملآ رائعآ بعنوان "Thinking about Mozart" .
2- معرض الفنان المقيم.
يلتقى فى هذه الدورة تسعة فنانون أقاموا فى الإسكندرية فترة من الزمن ليقدموا أعمالهم التى إستلهموها أثناء إقامتهم. الأعمال التى تنوعت ما بين تصوير وجرافيك ونحت جاءت متوسطة المستوى متباينة الإسلوب ومختلفة الشكل.
3- معرض أول مرة.
يشارك فى هذا المعرض واحد وعشرون فنان وفنانة من الشباب بأعمال يفوق عددها الثلاثمائة (الكثير منها صور فوتوغرافية أو لوحات صغيرة) ما بين تصوير وجرافيك ونحت وخزف. مستوى أعمال هذه الدورة أفضل قليلآ من الدورة السابقة ولكن المتميز ما زال قليلآ.
يستمر المعرض الأول حتى نهاية الشهر القادم فى حين يستمر الثانى والثالث حتى يوم 25 من الشهر الجارى.


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 10 يوليو 2009

جرائمُ الجيرةُ ...



قَتلَ متعصبٌ عاطلٌ صيدلانيةً مصريةً، في ألمانيا، في قلب أوروبا، في محكمةٍ التَمَسَت فيها حقَها، جريمةٌ أثارَت السخطَ وأطلَقَت المظاهراتِ غاضبةً في الاسكندرية بمصر. هذه النوعيةُ من الجرائمِ تعكسُ بوضوحٍ ما تخفيه الصدورُ ولا تنطِقُه الألسِنةُ، ما يدورُ خلفَ أبواب مغلقةٍ لا ما تُعلنُه المؤتمراتُ ووسائلُ الإعلامِ والرسمياتُ، إنها حقيقةُ المجتمعِ، أي مجتمعٍ. صمتَت ألمانيا فترةً، ثَقلَ لسانُها، ثم اعترفَت بعنصريةِ الجريمةِ واعتذرَت.
جرائمُ الجيرةِ تعكسُ واقعَ المجتمعِ، عنصريٍ كان أو طائفي أو طبقي أو قَبَلي، لا تمحوها دعاياتٌ إعلاميةٌ أو سياسيةٌ، إنها في دواخلِ النفوسِ والعقولِ. وقوعُها في المانيا، في أوروبا، سلَطَ عليها الضوءَ، من المفترضِ أنها مواطنُ الحريةِ والديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ. الغَضَبُ في الشارعِ المصري لم يتفقْ معه غضبٌ في الشارعِ العربي والإسلامي، الفُرقةُ أعلي من مشاعرِ الحزنِ ولو علي روحٍ إنسانيةٍ ضاعَت ومعها أملُ أسرةٍ.
من المعتادِ في المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تقعَ جرائمُ الجيرةِ، بسببِ لِعبِ الأطفالِ أو مشاجرةٍ علي زجاجةِ مياه غازية أوحتي مزاحٍ ثقيلٍ، يندلعُ القتالُ بين الأسرِ، المصيبةُ لو أن أحدَ أطرافِ المشاجرةِ مختلفٌ في الديانةِ، ساعتُها سيكون إحراقُ المحالِ والمساكنِ ودورِ العبادةِ؛ القُري والأحياءُ التي يُفرَضُ عليها حظرُ التجولِ شاهدةٌ علي ما آلَ إليه المجتمعِ من ضيقٍ في الصدورِ والعقولِ. تثورُ المظاهراتُ إذا كان الخطأُ في الخارجِ ولا يهتزُ جفنٌ عندما تُفقَدُ الحياةُ والرزقُ لجرائمِ جيرةٍ تتكررُ دوماً.
في ألمانيا خَجَلوا واعترفوا بعنصريةِ الجاني، من المؤكدِ أن يُحاكمَ، عندنا هناك من يعتبرون جرائمَ الجيرةِ جهاداً، ووكثيراً ما تري الحكومةُ مرتكبيها مختلين عقلياً، نادراً ما تُحاكمهم مُكتفيةً بمجالسِ صلحٍ وهميةٍ وقبلاتٍ لا تَخفي حقداً كَمَنَ في الصدورِ. المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ تتصرفُ دوماً بعقليةِ المجني عليه، المضطهدِ، من يُحارَبَ في دينِه، تتغافلُ دوماً عن فهمِ الآخرين وتَقَبلِهم، تري أنها الأخيَرُ، لم تثُرْ لمقتلِ سياحٍ أجانب أو خطفِهم، لم تخجلْ، بل وجدَت من يبررُ ويؤيدُ، من الطبيعي أن تكونَ ردودُ الأفعالِ في الصدورِ الأوروبيةِ والغربيةِ وغيرها وغيرِها، حادةٌ غاضبةٌ مُستَنفرةٌ لأي حدثٍ ولو كان خفيفاً من جارٍ مسلِمٍ.
يُسافرُ المسلمون والعربُ إلي الغربِ وغيرِه وفي معتقدِهم أن يغيروه لا أن يتعايشوا معه، يتعدون علي طرُقاتِه بحجةِ الصلاةِ تماماً كما يفعلون بوضعِ اليدِ في مجتمعاتِهم، يذبحون أضاحيهم علناً وكأنهم علي أرضِهم، يرون في نسائه لحوماً مكشوفةً، يعيشون مكاناً ليس لهم بعقليتِهم فيخطئونه مُتخيلين أنفسَهم فاتحين لا طالبي رزقٍ وعلمٍ فارين من جحيمِ مجتمعاتِهم. العالمُ، خارجَ المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ، لا يريدُ أن يكون موطئاً لأفكارِهم، يرفضهم بعد أن رأي قدرَ ما هم فيه من تعاسةٍ وتناحرٍ وتخلفٍ، سياسيٍ واجتماعيٍ وفكريٍ وحضاريٍ.
جرائمُ الجيرةِ يستحيلُ منعُها، هي حقيقةُ المجتمعاتِ، هي همجيتُها، بلا مزايداتٍ ولا معايراتٍ، الهمُ طالَ الجميعَ،،

الأربعاء، 1 يوليو 2009

إنهم يُهاجمون عادل إمام ...






















عادل إمام، صيدُ هذا الموسم، النعوتُ البذيئةُ تنهمرُ عليه، لا علاقةَ لها بفنٍ أوفكرٍ، تصفيةُ حساباتٍ، تأديبٌ لأنه تجرأ وأبدي رأيَه في التوريثِ، ليس من حقِه، سبقَ وهاجمَ التطرفَ ولازالَ، ليس من واجبِه. الأمرُ ليس في عادل إمام، إنه في أسلوبِ تعاملٍ يتسمُ بالأنانيةِ ورفضِ الآخرين، من يندمجُ في القطيعِ تختفي عيوبُه وخطاياه، ولو سرقَ وكذبَ وغشَ, من يخرجُ عنه تنفتحُ عليه أبوابٌ لا سبيلَ له في إغلاقِها. مجتمعاتٌ تسيطرُ عليها القبليةُ وأُحاديةُ النظرِ، لا تحُبُ التفكيرَ، تحاربُه وتكرهُه، العنفُ مخرجُها الوحيدُ.
الهجومُ علي عادل إمام دخلَ في الخصوصياتِ، تارةً يطولُ أداءَه المهني، تارةً يعيبُ عليه سِنَه، تارةً يتهمُه بالعمالةِ للنظامِ، كلُ ما يمكنُ استخدامُه من أدواتٍ غيرِ مشروعةٍ مباحٌ، بكلِ الفُجرِ والفَحشِ؛ مجتمعاتٌ لا حبيبَ لها ولا عزيزَ. عندما تطاولَت إحدي الفضائياتِ الخليجيةِ التي تُطلَقُ من مصر علي المنتخبِ القومي، تصدي لها كلُ من هبَ ودَبَ، لماذا؟ لأن المنتخبَ يسجدُ، غَلَبوا المظهرَ، أضفوا علي اللاعبين الطهارةَ دون أن يحاولوا التيقن، تماماً كما سبَهم المذيعُ الألمعي، هكذا سرَقَت شركاتُ توظيفِ الأموالِ وهربَت، أنا أركِب ذقن، قالَها محمد نجم منذ سنواتٍ. نفسُ الفضائيةِ الخليجيةِ، ما أكثرُ ما أخطأت، ما أكثرُ ما دافعت عن جرائمِ مُموليها، ما أكثرُ ما تسامحوا معها وتناسوا، طالما بَعُدَت عن من يبدو سجودُهم، معروفةٌ بانتهاجِها مبدأِ اللا تفكيرِ، بالتهجمِ المنحازِ، الدفاعِ وعرضِ القضايا التي تثيرُ السخطَ العامَ ولو بغيرِ حقٍ، باستضافةِ من يرفعون أيةَ شعاراتٍ علي حسابِ الحقيقةِ، بالظهورِ بأي ثمنٍ؛ مذيعُها المتوحدُ نصَبَ نفسَه قاضياً ومحامياً ومفكراً، طبعاً لا مشكلةَ طالما أن الأمرَ يتعلقُ بمصر، لا صاحبَ لها، مستباحةٌ، نظامُها سلَطَ من وزرائه وناسِه من يُحاربون شعبَه، نهجُه الدائمُ.
عادل إمام، له جماهيرُه، تماماً مثل المنتخبِ القومي، ما اتعسَ من التحَفَ بفكرِه فقط، سينهشونَه، سيدوسون عليه، سيفرمونه، شأنُه شأنِ من لا ظهرَ له، من المهمشين والعاطلين والجائعين والضائعين، حتي لو تعلموا وكدوا وشقوا. حربُ الفكرِ، الحربُ الوحيدةُ التي تجيدُها المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ، أنظمةٌ وتجمعاتٌ، حربٌ بها يتقاتلون ويدعون العصمةِ من الخطأ، بها يخسرون كلَ معاركِهم مع عالمِ اليومِ، مع الحضارةِ الإنسانيةِ، لا يعرفون التعقلَ في الخصومةِ ولا يريدون، حتي فيما بينِهم. ها هي غزة شاهدةٌ علي منتهي البؤسِ وضنكِ العيشِ، علي محنةِ الإنسانِ الذي يشقي بفعلِه أولاً، غزة في كلِ مكانٍ فيه عربٌ ومسلمون.
عادل إمام يتعَرضُ لما تَعرضَ له كلُ من تجرأَ وخالَفَ، نبذُ الخلافِ في الرأي والفكرِ يثيرُ الغضبَ والكُرهَ، كرهُ من يدعون التدينَ والسياسةَ، سواءَ كانوا في الأنطمةِ الحاكمةِ أوخارِجِها، مجتمعاتٌ تعيشُ علي الكُرهِ ليلَ نهارَ، دائماً متشنجةٌ ثائرةُ فائرةٌ، فاشلةٌ, جداً جداً جداً،،

الأربعاء، 24 يونيو 2009

الهندسةُ الأدبيةُ والمُبتسرةُ .. وتدمير التعليم الهندسي


اجتمعَ مجلسُ الجامعاتِ الخاصةِ برئاسةِ الوزيرِ المسئولِ عن التعليمِ العالي والبحثِ العلمي، تمخضَ الاجتماعُ عن السماحِ لطلابِ الثانويةِ العامةِ من شعبةِ العلمي المتأدبِ بالالتحاقِ بكليات الهندسةِ علي أن يستكملوا ما ينقصُهم من موادِ الرياضياتِ والفيزياءِ خلال العام الجامعي الأول. لماذا؟ لأن نسبةَ "الإشغالِ" لم تتعدْ السبعين في المائة!! هكذا بمنتهي البساطةِ، يكون التغاضي عن أساسياتٍ من أجلِ حفنةِ أموالٍ لابدَ من جمعِها، المشروعُ الاستثماري يجبُ أن يستوفي "إشغالاً" وكأنه فندقٌ أو سوبرماركت، لا تعليمَ ولا غيرَه.
هذه الصورةُ يُكملُها قرارُ الكويت بمنع طلبتِها من الدراسةِ في جامعاتٍ خاصةٍ ترفعُ شعاراتِ الأيزو والجودةِ وغيره وغيره، لكنها واقعاً مجردُ أنديةٍ للترفيه عن الطلبةِ وتفصيلِ المناهجِ علي مقاسِهم ومزاجِهم، وفي النهايةِ بعد أن تنتهي أعوامُ الترفيه تُقام لهم حفلاتُ تَخَرُجٍ، صاخبةٌ راقصةٌ، يحصلون في ختامِها علي شهاداتٍ مُذَهبةٍ ملونةٍ، لا تساوي أكثر من أجرِ من خطَها وتكلفةِ الورقِ. فضيحةٌ، تعامي المسئولون عن التعليمِ العالي و"الجودةِ" عنها، تصوروا أن زفةَ الجودةِ والإعلاناتِ ستعمي الأبصارَ وتزعلُلُها، تغافلوا عن مافيا الجامعات والمعاهدِ والأكاديمياتِ الخاصةِ، لم يُراقبوا ولم يحاسبوا، رضخوا حتي ترتفعُ نسبةُ "الإشعالِ".
آثارُ التعليمِ الاستثماري انتقلَت إلي الجامعاتِ الحكوميةِ، في ظلِ قياداتٍ تولَت مسئوليةِ الكلياتِ بمقدرة إداريةٍ وفكريةٍ محدودة، انتشرَ ما أُطلِقَ عليه التعليمُ المميزُ، بكلِ ما في التعليمِ الاستثماري من مثالبٍ وخطايا، لا أخلاقَ ولا احترامَ للمؤسسةِ التعليميةِ ولأساتذةِ الجامعاتِ، موادٌ مُخففةٌ منزوعةُ الفائدةِ، سهلةُ الهضمِ، قشريةٌ تافهةٌ، الامتحاناتُ تُعادُ وتُعادُ حتي ينجحُ الطلبةُ الباشواتُ، أعمالُ السنةِ تستحوذُ علي النسبةِ الأكبرِ من المجموعِ، لا بدَ من ضمانِ النجاحِ، الفرافيرُ مزاجُهم عالٍ. التعليمُ المميزُ في الكلياتِ لا يُعرفُ موقعُه من الجودةِ، لا يُعرضُ علي مجالسِ الكلياتِ والأقسامِ، يُحركُه العمداءُ من وراءِ أبوابٍ مُغلقةٍ.
وإذا كانت الهندسةُ الأدبيةُ تؤكدُ علي تخريبِ التعليمِ الهندسي، فإن ما نُشِر في جريدة الأهرام يوم الثلاثاء الموافق 23/6/2009 علي لسان رئيس جامعة انتهت مدته يؤكد علي أن مهنة الهندسةِ ستتعرضُ لضررٍ كبيرٍ من جراء مخططاتُ تُشعشِعُ من بعضِ الأدمغةِ، بمنأي عن جموعِ العاملين في التعليم الهندسي ودون استشارتِهم، تأكيداً علي أن أهلِ الخلطةِ السريةِ في وزارةِ التعليمِ العالي و"الجودةِ" هم الأعلمُ والأكثرُ فهماً، شأنُهم شأن من أُدخِلوا في اللجانِ العلميةِ للترقياتِ دون مبرراتٍ ومؤهلاتٍ حقاً مُمَيِِزةٍ. أحدثُ التفتقاتِ سرَت بسرعةِ البرقِ في أوساطِ كلياتِ الهندسةِ، الدراسةُ ستكون لأربعِ سنواتٍ لا خمساً!! لماذا؟ لأن الدراسة الهندسية ستكون من خلال برامجٍ لا أقساماً!! غيرُه قال أن التخصصِ سيكون من خلالِ دبلومةِ دراساتِ متخصصةٍ بعد التخرجِ، لا يصحُ بدونِها ممارسةُ المهنةِ!! المثلُ عندَ أهلِ التفردِ والأفكارِ هؤلاء في أوروبا وأمريكا؛ كالعادةِ علينا أن نقلدَ حتي لو افتقدَ الطلابُ عندنا التعليمَ الثانوي الحقيقي، الذي يُعدُهم للجامعاتِ، الذي لا يحشي عقولَهم بغُثاءٍ فوقَ غُثاءٍ. المرحلةُ الإعداديةُ في كلياتِ الهندسةِ تستكملُ ما نقصَ في المرحلةِ الثانويةِ وتُجهزُ الطالبَ بنهجٍ مختلِفٍ. في ظلِ غيابِ الحقيقةِ والمحاسبة فإن ما يتسرَبَ علي شكلِ بالونة اختبار أو فلتة لسان يكون ما سيحدث أياً كانت أضراره؛ كفانا تقليداً أعمي، كفانا انغلاقاً علي أفكارٍ تدبرُ في جنحِ الليلِ، كفانا حصراً في قلةِ القلةِ للقدرةِ علي الفهمِ والتخطيطِ والتدبيرِ.
خرجَت جامعاتُنا من قائمةِ الخمسمائة جامعةِ الأهمِ، بأي أمارةٍ ندخلُها؟ ولو رتبوا أيضاً الخمسة آلاف. هل يتحولُ القردُ دون جواناً إذا ارتدي بدلةً سموكنج وصيديري؟ إذا نجحَ فسنفلحُ في الجودةِ وفي كلِ ما ينبثقُ وينبلجُ من تجلياتٍ وتنحنحاتٍ وإلهاماتٍ. في بعض الدول يلغون البرلمانات وفي أخري يلغون المحاكم؛ عندنا، تارةً يلغون السنة السادسة الابتدائية وبنفس الحماس يعيدونها، وهاهم يلغون السنة الإعدادية بكليات الهندسة وبعض المواد الأساسية. التعليم الهندسي، وأي تعليم، يقوم علي أهل الخبرة، علي الاستقرار، علي دراسة أحوال المجتمع، لا علي التقليد وجموح الفكر، لذا نكتب، لا نملك السكوتَ، يستحيلُ.
في ظلِ نفورٍ استحكمَ، بين أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ ومن أُولوا مسئوليةِ التعليمِ وبداخلِهم تقوقعوا، لم يعدْ من منبرٍ حقيقي إلا في المدونات والصحفِ، التي تشعرُ وتئنُ وتبلغُ الأمانةَ،،