الأحد، 28 مارس 2010

هل فوزُ الأهلي فرضٌ؟!


فاز النادي الأهلي علي إنبي، يوم الخميس الماضي، عَطَبَت أقدامِ اللاعبين، قامت صفارةُ الحكمِ بالواجبِ، سَجَلَت للأهلي أهدافاً ما كانت لتدخل وبلا حقٍ ألغَت لإنبي أهدافاً، فوزٌ غيرُ مستحَقٍ وهزيمةٌ للأخلاقِ. لجنةُ الحكامِ أعلنت أنها ستعاقبُ من قصرَ، يا حلاوة، وبعدين!! الرياضةُ مرآةٌ للمجتمعِ، كيف يتناقشُ، كيف يعملُ، كيف يُحكَمُ، كيف يَحلُ مشاكلَه، كيف يتقبلُ الآخر، كيف يتسعُ عقلُه للفوزِ والهزيمةِ علي حدٍ سواءٍ.

في الدولِ التي تزيدُ فيها المتاعبُ عن حدٍ معينٍ، لا بدَ من تنفيسٍ، لا بدَ من امتصاصِ الطاقةَ العامةَ وتفريغِها في نشاطٍ ما لا يؤثرُ علي استقرارِ المجتمعِ، كرةُ القدمِ هي النشاطُ الأمثلُ، لا بدَ أن تنامَ الأغلبيةُ مبسوطةُ، لا بدَ أن يفوزَ الأهلي، إنه فوق الجميع، هكذا تُرفَعُ لافِتاتُه. إنبي غلبان، جمهورُه قليلٌ، وماله عندما يخسرُ، إنه كبشُ فداءٍ للأغلبيةِ.

الحكايةُ ليست كرةَ قدمٍ، إنها في الحقوقِ والواجباتِ، في كيف يكونُ التنافسُ، في السياسةِ، في التعليمِ، أمام الفرصِ في العملِ، أمام الحقِ في التوظفِ والسكنِ والأكلِ والشربِ. عندما تَغرِسُ المنافساتُ المُفترضُ أنها رياضيةٌ روحَ التعصبِ والفوزَ بأي ثمنٍ سيعتادُها السلوكُ العامُ، سيكون التدميرُ للاختلافِ في الرأي، عند الاعتراضِ علي سياساتٍ، عند إصلاحِ كنيسةٍ. سيكون الاعتيادُ علي التمييزِ والتفرقةِ، ستُفقَدُ العدالةَ والمساواةَ، بين الرجلِ والمرآةِ، بين المسلمِ والمسيحي، بين الغني والفقيرِ، حتي بين أصحابِ المهنةِ الواحدةِ.

الأهلي نادٍ، حزبٌ، لا فَرقَ بينه وبين غيرِه إلا بالجَهدِ، بالفوزِ بحقِ ربنا، إذا تحوَلَ للإلهاءِ العامِ ستضيعُ الرياضةَ، لكن قبلَها المجتمعُ، كلُه،،

السبت، 13 مارس 2010

الزواج ليس مِِنة..


وردت ببريد الأهرام يوم السبت الموافق 13/3/2010 رسالتان، الأولي بعنوان "التنازلات المرفوضة!!" والثانية معنونة "الهلاك الوشيك!!"؛ وحقيقة الحال أن كلتا الرسالتين تعكسان نظرة المجتمع للمرأة من ناحية وما كرسته تلك النظرة في وعيها الداخلي من ناحية أخري. فالرسالة الأولي تحكي تجربة طبيبة مع محاولات الزواج بدءاً من أستاذها الألعبان مروراً بالشاب الذي يريدها أن تدلعه وتهاديه وتقعد له في البيت، لم تذكر الرسالة شهادته العلمية أو مقدرته المالية التي تبرر هذا الدلال وهذه البغددة التي تلقتها منه ومن أسرته. أما الرسالة الثانية فتحكي تجربة زواج بدأت بالخديعة، بإخفاء أمراض مستعصية في الزوج عن السيدة، شربت بعدها المرارة في حياتها.

تعليقات القراء مرآة الواقع، طالبوا صاحبة الرسالة الأولي بالصبر علي الخطيب الشاب، وكأنه عليها أن تنسي تعليمها وتقدم له الهدايا في سبيل رضائه عن الزواج بها!! لم يتطرق أحدهم لحقها في عزة النفس والاختيار بلا ضغوط، عليها فقط قبول كل ما يفرض عليها!! أما صاحبة الرسالة الثانية فشكروها علي صبرها وعلي أنها نعم الزوجة الصالحة، هكذا بمنتهي البساطة!! لم يذكر أحدهم حقها في معرفة حقيقة من يتقدم للزواج منها، ماذا لو كان المرض فيها؟ ألم يكن ليطلقها جزاءً لعدم صدقها؟!

المجتمع يري في المرآة كائناً درجة ثانية، عليها أن تضحي في سبيل الزواج، بشهادتها وكرامتها واستقرارها النفسي، وهو ما يفسر زيادة حالات الطلاق. كثيرٌ من الزوجات عجزن عن الاستمرار مقهورات، وكثيرٌ من الرجال أيضاً لم يقبلوا أن يكون لزوجاتهم إرادة، كثيرٌ من الزوجات لو لم تقبلن بحالهن المأساوي لزادت نسبة الطلاق عن النسبة المعلنة. الزواج مرحلةٌ هامةٌ، صحيح، لكنه الزواج السوي، القائم علي الإحترام لا القهر.

في ظل ما يُري أنه أزمة زواج، ظهرت التناكة، من الرجل، أياً كان، علي المرآة، أياً كانت علماً ومقاماً. الزواج ليس مِنة علي المرآة، من حقها أن تختار وأن تحتفظ بعملها وعلمها، تأميناً لمستقبلها، ماذا لو غدر بها زوجها أو أصيب بمكروه كما حدث مع صاحبة الرسالة الثانية؟

أزمة نظرة للمرآة قبل أي شئ،،

الأحد، 28 فبراير 2010

الإدارةُ بالشراسةِ...


الإدارةُ في المقامِ الأولِ علمٌ، كياسةٌ، فهمٌ لطبيعةِ العملِ ونفسيةِ الزملاءِ، رؤساءً كانوا أم مرؤوسين، ليست تلطيشاً وتخبيطاً وتباهياً بالعنف وارسالِ العاملين للشئونِ القانونيةِ والنيابةِ الإداريةِ. أقول ذلك بعد أن ظهرَت في وسائلِ الإعلامِ مقالاتٌ "مزقوقةٌ" للترحيبِ بالشراسةِ الإداريةِ، وكأنها لازمةٌ لهذه المرحلةِ التي يَري من يَري فيها أن الشعبَ تسيبَ، وأصبحَ من الضروري ضربُه علي دماغِه.

من غير السوي أن يتباهي الإداري أنه عنيفٌ وشديدٌ وأنه سيجعلُ الحياةَ جحيماً علي البعضِ، ليست صيغةَ مخاطبةٍ في دولةٍ تحترمُ حقوقَ مواطنيها، ومن أهمِها حقُهم في حسن السياسةِ والإدارةِ، بكياسةِ مخاطبتِهم واحترامِ عقولِهم. الإدارةُ الشرسةُ أصبحَت علي ما يبدو معياراً للاختيار في العديدِ من المؤسساتِ الهامةِ، وهو ما يعني شعورَ صاحبِ قرارِ التعيينِ بأن هناك انفلاتاً في المجتمعِ، لا ننكرُه، لكنه نتيجةٌ طبيعيةٌ للإحساسِ العامِ بضيقِ الأحوالِ وغيابِ المساواةِ بين المواطنين، بين ولاد البطة وولاد الفرخة. مواجهةُ مشاكلِ المعاناةِ العامةِ في الصحةِ والسكنِ والتعليمِ وغيرِها وغيرِها هو وحدُه الكفيلُ بتهدئةِ النفوسِ، لن يجدُ المواطنُ مبرراً للتمردِ، للانفلاتِ، في عملِه، في مدرستِه وجامعتِه، في ملعبِ الكرةِ، في الشارعِ، في كلِ مكانِ.

لماذا يُتركُ أساتذةُ الجامعاتِ علي توترِهم؟ وكذلك المدرسون ووالأطباءُ والصيادلةُ والممرضاتُ والعمالُ؟ هل هو نهجٌ أن يُعيَنَ من يجعلُ دمَهم فائراً مائجاً؟! ليس في الصالحِ أن يفلِتَ لسانُ وزيرٍ أو رئيسُ جامعةٍ أو أن يجمحوا في تصرفاتِهم؛ هو دليلٌ علي نهجٍ لا مثيلَ له في الدولِ المتقدمةِ وحتي المتخلفةِ نوعاً ما، التعيينُ للتنكيدِ العامِ. لا غرابةَ في الكآبةِ العامةِ، العبوسِ، الاستنفارِ، شعرةٌ فاصلةٌ بين الاستقرارِ والغليان، أين العقلاءُ؟

ليست دعوةً للتسيبِ، لكنها للتعقلِ، لاستيعابِ المواطنين، لاستنفاذ الوسائل الإدارية من لفت نظرٍ وإنذارٍ قبل اللجوء للوسائل الأشد. لا أهلاً بالشراسةِ،،

الجمعة، 19 فبراير 2010

شاهدت في السينما


آفاتار Avatar

فيلم خيال علمى تدور أحداثه فى المستقبل حول تسكين وعى (أو روح) بعض البشر مؤقتآ فى أجساد مستنسخة على شكل سكان كوكب آخر (إسمه باندورا) لفهمهم وإقناعهم بالتعاون مع شركة من كوكب الأرض تقوم بالتنقيب عن معدن ثمين موجود هناك . الجسم البديل هو الذى يعرف بكلمة Avatar وهى فى الأصل كلمة هندية.

بهذا الفيلم يعود جيمس كاميرون ليسجل بعد 7 أسابيع من عرضه رقم قياسى جديد فى إجمالى الإيرادات (2 مليار دولار) متفوقآ على فيلمه السابق Titanic ومحققآ علامة جديدة فى تاريخ السينما.

الفيلم الذى تكلف أكثر من 350 مليون دولار يتميز بإبداع عالى فى تصوير معالم الكوكب الآخر وإثارة فى مشاهد الحركة أو الأكشن وجودة فى المؤثرات الخاصة كما يحتوى على بعد سياسى (الإستعمار) وآخر أخلاقى إلى جانب البعد الثالث (3-D) !

ولا يمكن تجاهل وجه الشبه بين سكان هذا الكوكب والهنود الحمر سكان قارة أمريكا الأصليين.

النهاية سعيدة لكن ساذجة أو ربما تمهيد لجزء ثانى.

نال الفيلم 9 ترشيحات أوسكار فى الفروع التى يستحقها فعلآ (السيناريو ليس منها) ويبدو أنه فى طريقه للحصول على عدة جوائز منها أحسن فيلم ومخرج ومونتاج وتصميم مناظر ومؤثرات بصرية.

درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

Bad Lieutenant: Port of Call-New Orleans

الخارج علي القانون

فيلم سودوى عن رجل شرطة مدمن مخدرات ومراهنات ينجح رغم ذلك فى تأدية عمله فى مدينة نيو أورلينز.

الفيلم قد يكون مستوحى , رغم إختلاف القصة , من فيلم لأبيل فيرارا أنتج فى عام 1992 Bad Lieutenant.

مخرج الفيلم الألمانى فيرنر هيرتزوج ( Nosferatu ) يقدم فيلمآ شيقآ بإسلوب رزين يتألق فيه معظم الممثلين وخاصة نيكولاس كيج فى حين أن السيناريو ينجح فى تصوير إنحدار بطل الفيلم إلى أدنى المستويات لدرجة الغرق مع إحتفاظه بتعاطف المشاهد.

فيلم جدير بالمشاهدة.

درجة الفيلم : 7 من عشرة

مثلث الرعب Triangle

فيلم إنجليزى حول مجموعة من الأصدقاء يقومون برحلة بحرية ويصادفون خلالها أحداث غريبة تتكرر بنفس الكيفية. قصة الفيلم مقتبسة من الأساطير الإغريقية القديمة عن أسطورة سيزيفوس إبن أيولوس إله الريح (أيولوس هو إسم السفينة المهجورة فى الفيلم) وتحكى الأسطورة أنه تم تكليف سيزيفوس كعقاب له برفع صخرة إلى أعلى جبل وكان يتم إسقاط الصخرة قبل وصوله للقمة ليعود من جديد فى رفعها.

سبق إنتاج عدة أفلام حول هذه الفكرة , بدرجات متفاوتة , منها "Groundhog Day" و" 1000 مبروك " أما مخرج/مؤلف هذا الفيلم كريستوفر سميث فإلتزم بالقصة الأصلية وأضاف فكرة تكاثر الشخصية مع كل تكرار للحدث محاولآ مضاعفة الإحساس بالرعب وهو المتخصص فى هذه النوعية.

الفيلم تجريبى أكثر منه تجارى.

درجة الفيلم : 6 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون


الاثنين، 15 فبراير 2010

شركات المحمول إلي أين؟!


تلقيت في الساعة 9:32 من مساء يوم الإثنين 15/2/2010 رسالة قصيرة علي تليفوني المحمول تقول "بعتلك ميني كول بصوتي، للاستماع مجاناً أطلب *868*2*0168507961*30# "، لما اتصلت بالرقم فوجئت بتحويل مبلغ 30جم من حساب المحمول الخاص بي إلي الرقم 0168507961، هكذا بمنتهي البساطة!!

اتصلت بخدمة العملاء في الساعة 9:51 من مساء ذات اليوم، أي بعد 19 دقيقة، فأبلغني الموظف المغلوب علي أمره بأنه أبلغ المختصين لأنه لا يُشرف الشركة وجود مشترك يحتال علي عملائها، إلا أنه لا يضمن إعادة المبلغ المسروق!! ثم قال عليك الاتصال بعد 24 ساعة لتعرف ماذا تم في شكواك!! طبعاً الثُقل صنعة، الشركة لا تُكلم عملاءها، من له حق يجري وراءه!! كلام غريب، ألا تستطيع الشركة الحمراء ذات التكنولوجيا الجبارة إيقاف الخط المُبلَغ ضده فوراً؟! ألا تستطيع إعادة المبلغ إلي حسابي كما سحبته دون أن ترجع لي؟! وإذا كان التحويل من حسابات العملاء بهذه السهولة فلما لا يتكلم اللص بالمبلغ كله ويحول مبلغ جديد من مشترك آخر قبل مرور 24 ساعة؟!

إذا كانت شركة المحمول ذات الألوان الحمراء الزاعقة لا تستطيع تأمين عملائها ضد عمليات سرقة كتلك فما دورها؟! هل بهذه البساطة يستطيع أي لص تحويل مبلغ من أي حساب دون الحصول علي موافقة صاحب الحساب؟! ألا تستطيع الشركة الاتصال بصاحب الحساب قبل تحميله بأية مصاريف تحويل تُخصَم من حسابه؟! هل لدي الشركة بيانات عن اللص، أم أنه حصل علي خط من علي الرصيف دون ورق ولا غيره؟!

أريد حقي وأريد تأمين عملاء شركات المحمول التي تحصل ملايين الملايين من الهواء دون أن تؤدي أبسط واجباتها تجاه عملائها وتجاه أمن الدولة،،

الأربعاء، 10 فبراير 2010

الصورةُ لا تكذب... الجنة في طابا







بلدنا جميل، هنا بعض الصور، أكثرُها هناك، العيب فيمن علي أرضه يعيشون، يتبادلون الكراهية والغيرة والحسد، ينكرون علي بعضِهم الحقَ في الاختلاف فكراً وديناً وجنساً ولوناً.

لا لتدميرِ التعليمِ الهندسي .. كلاكيت ثاني مرة


سبَقَ وأن عَرَضت ما يتعرضُ له التعليم الهندسي من مخططاتٍ تُدَبرُ بحجةِ إصلاحِه وما فيها إلا التأكدُ من تمامِ القضاءِ عليه، وما البطالةُ السائدةُ بين المهندسين إلا دليلٌ علي محنةٍ طاحنةٍ ضرَبَت مهنةَ الهندسةِ من جراءِ ممارساتٍ خاطئةٍ ومن استمرارِ التمادي فيها، وكأن العزةَ واجبٌ وكأن ما يتبعُها من آثامٍ قدرٌ علي هذا البلدِ.

فقد استمرَ تسريبُ دعاوي لا تخمدُ مُناديةٍ بقَصرِ الدراساتِ الهندسيةِ علي أربعِ سنواتٍ باعتبارِها المُنقذُ لمهنةِ الهندسةِ مما هي فيه من تردٍ؛ دعاوي تجدُ مسارَها إلي الصحفِ باسماءِ من يشغلون مناصباً إداريةً في الجامعات أو من المُستمرين بعد المنصبِ في الدائرةِ الضيقةِ المهيمنةِ علي التعليم العالي. تبدأُ تلك الآراءُ دوماً بنعي حالِ التعليمِ الهندسي وبأنه قاطرةُ التقدمِ وتنتهي بأهميةِ مهنةِ الهندسةِ ويتم في وسطِ الكلامِ زحلقةَ حكايةِ قصر الدراسةِ الهندسيةِ علي أربعِ سنواتٍ مع ضرورةِ دمجِها مع الدراسةِ في المرحلةِ الثانويةِ. نفسُ نهجِ المؤتمراتِ التفصيلِ، التيك آواي، التي يُنتقي محاضروها وحاضروها بتوصياتِهم الجاهزةِ؛ وهي ذاتُ محنةِ تعيين القياداتِ الجامعيةِ، يُرددون توجهاتِ من أوجدوهم، بدلاً من انتخابِهم ليكونوا مُعبرين عن همومٍ حقيقةٍ.

تناسي هؤلاءُ في دعاواهم أن تدهورَ الدراساتِ الهندسيةِ نتيجةٌ حتميةٌ لسياسةِ الوزارةِ، المسئولةِ عن التعليمِ العالي وأضافَت إليه الجودةَ، والتي أسرَفَت في قبولِ الطلابِ في كلياتِ الهندسةِ، وفتَحَت معاهداً وكلياتٍ خاصةً تُسمي هندسيةً ضزَبَت بقسوةٍ كل ما يَمُتُ للهندسةِ من جلدٍ وبحثٍ وأمانةٍ واعتمادٍ علي النفسِ. الآن يدخلُ طلابُ المرحلةِ الثانويةِ إلي كلياتِ الهندسةِ الخاصةِ بمجموعِ 64% وهو ما لا يدلُ إلا علي تدهورِ المستوي العلمي وتواضعِ الإمكاناتِ العقليةِ والمهاريةِ، لم تقفْ الكارثةُ عند هذا الحدِ بل امتدَت إلي فتحِ كلياتِ الهندسةِ أمام طلابِ الثانويةِ العامةِ من مجموعةِ العلمي المتأدبِ، وكأنها ناقصة تدهور فلا بدَ من المزيدِ.

لما ألغوا السادسةَ الإبتدائيةَ منذ عدةِ سنواتٍ ظَهرَت فرقةُ مُنشدين تُرَدِدُ بأن في ذلك توفيرُ أموالٍ، تَسولوا باسمِ الحكومةِ، نَفسُ ما يترددُ الآن لإلغاءِ السنةِ الإعداديةِ بكلياتِ الهندسةِ. وكأن التوفيرَ لا يكون إلا في التعليمِ الذي يجبُ أن تبيعَ الحكومةُ كلَ ما تملكُ من أجلِه؛ لم يدافعوا عن إبقاءِ السنةِ الإعداديةِ بالدراساتِ الهندسيةِ في مقابلِ التوفيرِ في علاجِ من هبَ ودبَ علي نفقةِ الدولةِ، في الأسفارِ هنا وهناك، في وفي وفي... الجوقةُ التي هاجمَت أيامَ طه حسين وبإشارةٍ من وزير التربيةِ والتعليمِ مدَحَته، موجودُ منها كثير، تظهرُ في مكانٍ آخرٍ، علي كلِ لونٍ يا باتيسته، أُسُ البلاءِ.

ضُرِبَت مهنةُ الهندسةِ في مقتلٍ لما أُغلِقَت نقابتُها لأخطاءِ من أداروها لأجندتِهم ولم تحاولُ الحكومةُ انقاذَ المهنةِ وكأن الخلاصَ من مجلسِ نقابةِ المهندسين هو هدفُها الأوحدُ. هل يجرؤ أي مسئولٍ في وزارةِ التعليم العالي والجودة علي طرحِ حكايةِ دمجِ المرحلةِ الثانوية في الدراساتِ الطبيةِ؟ نقابةُ الأطباءِ حافَظت علي مهنتِها بغيرةٍ وغالَت في ذلك، والمحاكمُ شاهدةٌ علي مدي ما يمكنُ أن تذهبُ إليه.

الإصلاحُ لا يكون باغتصابِ سنةٍ من الدراساتِ الهندسيةِ بأي مُسمي، ليس بالتقليدِ الأعمي، لكنه بأمانةٍِ المسئوليةِ والبحثِ والتحليلِ. هل من جعلوا مهنةَ الهندسةِ بشموخِها تتسولُ مكاناً قادرون الآن علي إصلاحِها؟ الحمد لله إنني أكتبُ مدفوعاً بحسرتي علي ما يحيقُ بمهنةِ الهندسةِ من تدميرٍ، لا باحثاً عن مكانٍ في دائرةٍ ما أو نفعٍ خاصٍ أو كرسي،،