الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

شاهدت في السينما



فيلم أكشن فى إطار خيال علمى تدور أحداثه فى المستقبل القريب حول ملاكم سابق فاشل ومفلس يشارك فى مباريات ملاكمة للروبوت يضطر للعناية لفترة بإبنه الذى لا يعرفه والذى يساعده فى عمله بفضل خبرته بألعاب الفيديو.
الفيلم توافرت فيه كل العناصر الأساسية للفيلم التجارى الناجح بدءآ من مخرجه شون ليفى الذى عرف طريق النجاح خاصة بعد جزءي "Night at the Museum" ومرورآ بإستخدام أحدث التقنيات فى المؤثرات الخاصة وأحدث ما توصل إليه العلم من إختراعات مثل الروبوت وأجهزة التحكم وإنتهاءآ بقصة إنسانية لعلاقة أب مع إبنه ومحاولة تحقيق النجاح.
أداء رائع للممثل الطفل داكوتا جويو الذى لديه سجل حافل بالأعمال رغم صغر سنه ومشهد مذهل لصراع بين روبوت وثور.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


فيلم مغامرات تاريخى حول قيام الفرسان الثلاثة مع الوافد الجديد دارتانيان بإفشال خطة الكاردينال ريشليو للتخلص من ملك فرنسا لويس الثالث عشر والإستيلاء على الحكم.
الفيلم إنتاج أوروبى مشترك مبنى على قصة المؤلف الفرنسى الشهير ألكسندر دوما الأب مع بعض التطوير لإفساح المجال لإستخدام التقنيات الحديثة وتقديم المتعة و الترفيه ومنافسة الفيلم الأمريكى كما رأيناه من قبل مع أفلام مثل       "Clash of the Titans" "Sherlock Holmes" وكعادة مثل هذه الأفلام معظم العاملين به من الإنجليز وعلى رأسهم المخرج بول أندرسون الذى إستخدم خبرته السابقة مع أفلام الأكشن والزومبيز لتجديد دماء فيلم تاريخى سبق تقديمه عديد من المرات.
نهاية الفيلم توحى بإحتمال مغامرات جديدة للفرسان الثلاثة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


فيلم أكشن فى إطار من الخيال العلمى تدور أحداثه فى الغرب الأمريكى خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر حيث يتعاون أهالى إحدى المدن مع عصابة من الخارجين على القانون والهنود الحمر فى القضاء على كائنات من الفضاء الخارجى أتوا إلى كوكب الأرض بحثآ عن الذهب.
فكرة الفيلم مبنية على شخصيات من كتاب كوميكس بنفس العنوان وحيث أن البحث عن الذهب كان السبب وراء الترحال من الشرق إلى الغرب الأمريكى فلما لا يأتوا أيضآ من الفضاء الخارجى!
الفيلم يحمل بعض الرسائل التى تصلح لكل زمان ومكان ويقدمها فى شكل جديد لم نره من قبل ومن خلال مجموعة من الممثلين الجيدين.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة


فيلم أكشن حول قاتل محترف يعود من إعتزاله لإنقاذ صديقه ومعلمه المخطوف وتنفيذ المهمة بدلآ منه.
الفيلم تدور أحداثه عام 1980 ومقتبس من رواية بعنوان "رجال الريشة" ويطرح بعدآ سياسيآ يمس منطقة الشرق الأوسط.
يمتاز الفيلم بتفوق جميع عناصره الفنية لا سيما المونتاج فالتصوير ثم الإخراج رغم كونه أول عمل لمخرجه.
العنف زائد بعض الشئ إلا أن الموضوع يفسح المجال له كما يغلب على الفيلم طابع غير أمريكى خاصة أن معظم العاملين فيه غير أمريكان مما قد يفسر عدم نجاحه الكبير فى الولايات المتحدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


فيلم فانتازيا تدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية حول إختراع مصل يعطى صاحبه قوى خارقة يتم حقنه لشاب أمريكى متحمس لكن ضعيف البنية ليقود المعركة ضد الأشرار وعلى رأسهم ضابط نازى تناول نفس المصل.
الفيلم يقدم شخصية جديدة من كتب مارفل كوميكس تم إبتكارها أثناء الحرب العالمية الثانية لحث الولايات المتحدة إلى الدخول فى الحرب.
نجح مخرج الفيلم  جو جونستون (Jumanji, Hidalgo) فى نقل روح الكوميكس وشكله للشاشة لكن القصة لم تكن على المستوى الذى يحقق النجاح المرجو أو الإهتمام الكافى.
هناك نية لجمع معظم شخصيات مارفل كوميكس فى عمل قادم يعرف بإسم "المنتقمون" (The Avengers).
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

القذافي .. مفيش غير كده


قُتِلَ القذافي في صباح يوم الخميس ٢٠ أكتوبر، تَعَدَدَت روايات المَشهدِ الآخيرِ، لكن النهايةَ واحدةٌ، يستحيلُ أن تكونَ بصورةٍ أخرى، أقلَ عنفاً أو أكثرَ احتراماً. كلُ المشاهدِ بدءًا من السابعِ عشرة من فبراير اختُزِلَت في مشهدِ الختامِ، بكلِ دراميتِه ومأساويتِه. صفحةٌ من تاريخِ ليبيا طُويت، حَوَت الكثيرَ، وصفحةٌ جديدةٌ على وشك أن تُفتحَ، لا يُعلَمُ كيف ستكونُ ولا إلى ما سَتُفضي. المنطقةُ العربيةُ تمرُ بمرحلةٍ شديدةُ الغموضِ، لم يدرْ بعقلٍ أنها ستزيلُ أنظمةً باطشةً بهذه السرعةِ والإصرارِ. ما يهمُني الآن هو حتميةُ النهايةِ، وانعدامُ البدائلِ، المشاهدُ الكثيرةُ والأحداثُ المتشابكةُ لم تؤدْ إلا إلى خاتمةٍ وحيدةٍ لا مفرَ منها، موتٌ ودمارٌ.

ما يبعثُ على الخوفِ من الغدِ هو عدمُ العملِ من أجلِ تأمينِه، بالفُرقةِ والتناحرِ والأنانيةِ. الحالُ في مصر الآن لا يخرجُ عن محاولةِ الحصولِ على كلِ شئ وأى شئ، على حسابِ الآخرين، بالصوتِ العالي والعافيةِ والعنفِ والبلطجةِ، وكأن القانونَ غيرُ موجودٍ، لم يُكتبْ ولم يُدَرَسْ أو يُدْرَسْ.

مصر الآن في حالةٍ من الفوضى الشاملةِ، تساوى فيها المتعلمُ والجاهلُ، والغني والفقيرِ، اِنعَدَمَت أُسسُ الاحترامِ، بين الأكبرِ والأصغرِ، في المنزلِ والشارعِ والمدرسةِ والجامعةِ، وفي مجالِ العملِ. الإعلامُ يُقدمُ الأمثلةَ علي الانتهازيةَ والجَشعَ، بلا وجلٍ ولا وازعٍ من خوفٍ على بلدٍ في حالٍ شديدِ الهشاشةِ. اللاعبون في السياسةِ كُلُهم من الهواةِ، يتصارعون على بلدٍ وكأنهم فيه بلا شركاءٍ، لا يُراعون اختلافاً في الفكرِ والعقيدةِ والجنسِ، ما يستحوذُ عليهم إلا كيف تكونُ سيطرتُهم، ولو بالمخالفةِ لمنطقِ العصرِ وأوامرِ العالمِ الآن ونواهيه. الشعاراتُ التي صبغَت حقبةَ مضَت يستحيلُ تكرارُها في زمنٍ لا يعترفُ إلا بالأقوى، علماً واقتصاداً، وأيضاً مجتمعياً؛ الصراخُ واستجداءُ الشعوبِ وتسخيرُِها ما عادوا علي مدارِ التاريخِ، قديمُه وحديثْه، إلا بالخرابِ والتقسيمِ ولن يعودوا بغيرِِهما.

منتهى الأنانيةِ وضعفِ الرؤيةِ. تراجعَ التصنيفُ الائتماني لمصر من أثرِ الاعتصاماتِ وقطعِ الطرقِ وتعطيلِ العملِ، وكأن المقيمين فيها في غيبوبةٍ، يريدون المرتبِ آخر الشهرِ ولو لم يجتهدوا سوى في إيقافِ مؤسساتِهم ومصانعِهم. الوحدةُ بين مسلمي مصر ومسيحييها تمرُ بأزمةٍ طاحنةٍ تُهددُ كيانَ الدولةَ، وما تنقطعُ ممارساتُ متطرفيهم في اشعالِ مزيدٍ من النيران منعاً للاقترابِ والتقبلِ المتبادلِ. محاولاتٌ مستميتةٌ للإيقاعِ بين الجيشِ والشعبِ، إساءاتٌ للجيشِ وكأنها بطولةٌ في حدِ ذاتِها. اِنعدَمَ الأمانُ في الطرقِ، تساوى في ذلك النهارُ والليلُ.


من يُشعلُ النيرانَ؟ من لا يريدُ بمصر خيراً؟ هل من إجابة؟ التفاؤلُ بعد الخامسِ والعشرين من يناير غامَ، أخفته غيومٌ قاتمةٌ من القلقِ والخوفِ من الغدِ، المُقدماتُ تؤدى دائماً إلي نهاياتٍ مُتناسبةٍ معها، إنه العلمُ والتاريخُ والسياسةُ والاقتصادُ، لا فهلوةَ ولا فتاكةَ، ولا مفاجآت. هل يستفيقُ كلُ من علي أرضِ مصر؟ هل يقدمُ المثقفون والمتعلمون القدوةَ؟ هل يَقون مصر الفرقةَ والانقسامَ والتدخلات الخارجيةَ؟

نريدُ لمصر مستقبلاً سعيداً متعددُ الخياراتِ، لكلِ مواطنيها؛ لا نريدُها نهايةً حتميةً ومفيش غير كده،،


Twitter: @albahary

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

أقباطٌ مواطنون وليسوا أقليةً مهاجرةً …


اشتباكاتٌ دامية بين أقباطٍ حزانى على هدم كنيسةٍ لهم في أسوان، انتهَت بليلٍ دامٍ بعشراتِ القتلي من الجيشِ والأقباطِ. من بدأ؟ غير معلوم. من أطلق النار أولاً؟ غير معلوم. من أطلق النار أصلاً؟ غير معلوم. مصيبة أن تنامَ مصر علي ضحايا أبرياءٍ من أبناءٍ لها تقاتلوا، أو قتلوا سوياً. من أشعلَ هذه النارَ ليس من فلولِ الحزبِ الوطني أو النظامِ السابقِ كما يحلو للبعضِ أن يدعي تكبيراً للدماغِ وهرباً من عناءِ التفكيرِ والبحثِ الأمينِ.

من المؤكدِ أن اعتبارَِ الأقباطِ أقليةٌ سَهَلَ لضعافِ النفوسِ الاستقواءِ عليهم، من المؤكدِ أن ركوبَ ما بعدِ الخامسِ والعشرين من يناير بفعلِ تياراتٍ دينيةٍ أخافَ الأقباطَ ومسلمين كُثر على حدٍ سواءٍ. من المؤكدِ أن المناخَ العامَ في مصر أصبح بعد الخامس والعشرين من يناير باعثاً علي القلقِ والخوفِ من مستقبلٍ يجعلُ مصرَ نسخةً خليجيةً أو صوماليةً أو أفغانيةً أو سودانيةً. من المؤكدِ أن الفكرَ الشعبي ينظرُ للأقباطِ من أعلى، وأن هناك من كرَسَ فيه أن بناءَ الكنائسِ عملٌ آثمٌ، وهو ما يتجلى بمنتهى الوضوح في المناطق الريفيةِ والفقيرةِ التي يتصدى ساكنوها من تلقاءِ أنفسِهم لبناءِ الكنائسِ. من المؤكدِ أن المجتمعَ يعيشُ حالةً من التعصبِ الكريه تبدو جليةٍَ في مباريات كرة القدمِ الترفيهيةِ التي تتحولُ إلى معاركٍ ضاريةٍمن المؤكدِ أن إنشاءَ المساجدِ في أى مكانٍ ولو ضاقَ، وأن احتلالَ الشوارعِ أوقاتِ الصلاةِ، وأن رفعَ ميكروفوناتِها في كلِ الأوقاتِ يثيرُ توتراً اجتماعياً بين الأقباطِ والمسلمين على حدٍ سواءٍ. من المؤكدِ أن عدم تطبيقِ القانونِ مع من يعتدي علي الرموزِ الدينيةِ القبطيةِ ودورِ العبادة والممتلكاتِ المسيحيةِ رَسَخَ في مفهومِهم وفي أدمغةِ الجناةِ أن القبطي مُستباحٌ. من المؤكدِ أن التعاملَ مع القبطي لم يتعدْ اعتبارَِه جزءً من الديكور سواء ببعض الوظائف العليا أو في كنيسةٍ تبنى هنا أو هناك. من المؤكدِ أن التضييقِ علي الأقباطِ في بناءِ الكنائسِ أثارَ غضبَهم المتراكمَ عبر قرونٍ اِعتُبِروا فيها مواطنين درجة ثانية.

التعاملُ مع الأقباطِ إذن لم يكنْ في أي وقتٍ باعتبارِهم مواطنين مصريين لهم نفس ُ الحقوقِ وعليهم نفسِ الواجباتِ، لدرجةِ أن حزب الأخوان المسلمين طالبَ بمقاطعةِ شركة موبينيل المملوكة لقبطي تأديباً له على ما اعتبروه تعدياً علي الإسلامِ وكأنه نرويجي أو دانمركي، وكأن آلاف المسلمين العاملون بموبينيل بلا حقوقٍ في الحفاظِ علي شركتِهم وأكلِ عيشِهم. لهده الدرجةِ بلغَ الأمرُ بمن يريدون حكمَ مصر، فكيف يكون الأمرُ مع المواطنِ العادي قليلِ الحظِ في التعليمِ والثقافةِ؟ الدولةُ في تعاملِها مع أوجاعِ الأقباطِ نسيت القانونَ وتبَنَت شعاراتِ علي شاكلةِ بيتِ العيلةِ الذي لوَحَ به الأزهر، والجلساتِ العرفيةِ، وكلُها بالغةُ الدلالةِ علي أن القانونِ علي جنب فيما يتعلقُ بالأقباطِ، وأن مصر تُحكَمُ بالصوتِ العالي والعافيةِ ولي الذراعِ.

في الإعلامِ والمواقعِ الإلكترونيةِ هناك من يقارنُ بين الأقباطِ في مصر وبين المسلمين في أوروبا، ويمنُ عليهم بأن كفاية عليهم كده، وأن ما يحصلون عليه يفوقُ ما ينوبُ المسلمين في أوروبا، وأن كلَ تضييقٍ علي المسلمين في أوروبا لا بدَ وأن يقابلُه تضييقٌ علي الأقباطِ. منطقٌ مغلوطٌ مُعوجٌ يساوي بين أقباطٍ يعيشون أرضَ مصر منذ آلاف السنين وبين مسلمين هاجروا إلي أوروبا في أعقابِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ طلباً للرزقِ وأكلِ العيشِ؟ مع كلِ الأسفِ أن هذا الفهمَ غير القويمِ له مؤيدوه ومرددوه في أوساطِ المتشحين بشعاراتِ حكمِ مصر باسم الدين، ويتلازمُ معه وجوبُ دفعِ الجزيةِ وإجبارِ المسلماتِ والقبطياتِ علي حدٍ سواءٍ بما يرونه شرعي، مع الترويجِ علناً لكلِ ما يُرادُ فرضُه من قوانين وتشريعاتٍ لا بدَ أن تتسقَ مع الشريعةِ. الأهمُ أن منطقَ الإقناعِ ولغةَ هذا الزمنِ لا تُغيرُ ما بعقولٍ تتصورُ الصوابَ، وأنها لن تتراجعَ عن مخططِاتِها للاسيتلاء علي مصر، أياً كانت العواقبُ.

في خضمِ هذه الأزمةِ التي تهددُ وجودَ مصر، من الواضحِ أن أيادي الظلامِ لن تهدأ وستستمرُ في تخريبِ كل ما هو مصر، من الواضحِ أن السلطةَ في مصر قليلةُ الحيلةِ وأنها مفعولٌ به لا فاعلٌ، وأنها لم تشاركْ في صنعِ الأحداثِ لكنها أشعلتها بصمتِها عن تطبيقِ القانونِ علي الجميعِ، وأن أوجاعَ الأقباطِ لعبةُ مزايداتٍ لسرقة كرسي الحكمِ، ليس إلا، ولا يخرجُ منها ضَمُ قبطي لحزبِ ذي شعاراتٍ إسلاميةٍ. سلطةُ الحكمِ في مصر تُعاني، لا هي قادرةٌ علي تطبيقِ القانونِ، ولا هي قادرةٌ علي مواجهةِ الضغوطِ الخارجيةِ إن هي طبقَته بشدةٍ، ما وجدَت بحوزتِها إلا حيلةَ الضعيفِ، الطبطبةُ.

ما يحدثُ في مصر الآن بالغُ الخطورةِ علي وجودِها كدولةٍ، المجتمعُ الدولي يستحيلُ أن يقبلُ التجني علي حقوقِ الأقباطِ، ولن يُتسامحُ معه بالحقِ وبالباطلِ أيضاً. الأقباطُ شأنهم شأن كلِ ألوان العرقياتِ والمذاهبِ كالأكرادِ والأمازيغ والطوارقِ، ليسوا أقلياتٍ عدديةٍ إنما ركنٌ أساسيٌ في مجتمعاتِهم، وما تزالُ مذابحُ الأرمن في الدولةِ العثمانيةِ تطاردُ الدولةَ التركيةَ، مهما تجمَلَت أو تصورَت أن التاريخَ نَسى.

مصر ليست الدولةَ الصحراويةَ التي تُحكَمُ بفكرٍ أحادى، دينيٍ كان أو سياسى. يستحيلُ أن تُحكَمُ دولةٌ في هذا الزمنِ دينياً إلا إذا كان المطلوبُ تمزيقَها واسقاطَها. حافظوا علي الأقباطِ تسلمُ مصر.

لا مجاملةَ ولا مواربةَ، لا بدَ من منتهى الصراحةِ والمواجهةِ، مش ناقصة،،


Twitter: @albahary

الخميس، 6 أكتوبر 2011

ثورةٌ أم غسيلُ ماضي؟!


الخامس والعشرون من يناير غيرَ مصر، من علي السطح دون أن يمتد إلي الأعماق، لم يطلْ ما يجبُ الوصولُ إليه. ما يشاهدُ الآن، في معظمِه، عروضٌ ماسخةٌ كريهةٌ من محاولاتِ التجملِ والتلون وكأن المجتمعِ المحيطَ بلا ذاكرةٍ ولا عقلٍ، وكأن الفوضي الحاليةَ والبلطجةَ ستاراً خافياً مُلهياً عن خطايا ماضي مُتخمٌ بكلِ ما لا يُذكرُ بخيرٍ لأفرادٍ وجماعاتٍ وتجمعاتٍ، لا يشعرون، أو يَحِسون لكنهم يتصورون أن ماضيهم ذهب مع الريحِ.

الفضائياتُ والإعلامُ بكلِ مسمياتِه، من أوائلِ من تصدروا صفوفَ كذبٍِ يستحيلُ أن يُجَملَ، وجوهٌ وأقلامٌ تغيرِت من الضدِ للضدِ، من اليمين لليسار ومن اليسار لليمين، تصنعُ ما تشاءُ دون أن تستحي، تتبارى في ذمِ وسبِ نظامٍ طالما صفَقَت له ومنه ارتزقَت، ما أكثرَ من امتهنوا احترافَ البطولاتِ، وصالوا وجالوا في الصحفِ والفضائياتِ، وكنزوا ولا يزالون يقبضون الثمنَ، وكأنهم علي خشبةِ مسرحٍ تتعددُ عروضُه وما تتغيرُ أدوارُهم. كلُ من كانَ وكانت علي خصومةٍ مع نظامٍ هوى، جعلَ من قلمٍ بحوزتِه أو شاشةٍ تُظهره، سلاحاً لتصفيةِ حساباتِه الشخصيةِ التي لا صالحَ فيها للأغلبيةِ المطحونةِ من أحوالٍ شديدةِ التردي والخطورةِ. فضائياتٌ لا همَ لها سوى الربحِ ولو علي أشلاءٍ مبعثرةٍ، وصحفٌٍ طالما سُميت قوميةً، لم تعدْ تتسعُ إلا لأقلامٍ ومواضيعٍ بعينِها تُظهرُها وكأنها ثوريةٌ بالقوي، وكأن ماضيها غفلَت عنه التكنولوجيا الحديثةُ وعلي قمتِها الإنترنت.

أشخاصٌ وجدوا فيما بعد الخامسِ والعشرين من يناير فرصةً لا تُفَوتُ للحصولِ علي مغنمٍ يغيرُ شظفَ حالِهم أو طريقاً لسبوبةٍ جديدةٍ مغنمُها أكبرُ، طبعاً ما يثيرونه من صخبٍ وضجةٍ ومطالبٍ بلا آخرٍ وما يرفعونه من شعاراتٍ مُلونةٍ سيغطي علي ماضيهم، هكذا يتخيلون. من امتهنوا الدروسَ الخصوصيةَ تصدروا الصفوفَ، معهم من ملأت السرقاتُ العلميةُ ملفاتِهم ومن كان الفشلُ الوظيفي والاجتماعي قرينُهم، من جاءَوا من الجبِ ظَهَرَوا فجأةً واعظين مُصلحين، من تبنتهم الفضائياتُ الخارجيةُ استمرأوا لقبَ ثوري، كلُهم صدقوا أنفسَهم. من ترشحوا لرئاسةِ الجمهوريةِ عاشوا أدوارَهم وكأنهم زعماءٌ بصحيح، حتي لو كانت امكاناتُهم ومنطقُهم تحت المستوي، ولو كان ماضيهم منهم ينفرُ.

جماعاتٌ بلافتاتٍ مذهبيةٍ تسترَت، مارسَت العنفَ كلَه وغسيلَ الأموالِ، لا تؤمنُ بحريةٍ وديمقراطيةٍ وحقوقِ إنسانٍ، لا تعترفُ بالاختلافِ في الدينِ أوالجنسِ أو الفكرِ، تحتكرُ لنفسِها وحدِها الصوابَ غير منقوصٍ؛ مع كلِ ما في ماضيها من فظائعٍ احتلَت الصفوفَ الأولى، وكأنها صاحبةُ ثورةٍ ما لها من مالكٍ. تتصورُ أنها تشتري شعباً بشعاراتٍ وبزيتِ التموين وسُكرِه. منطقٌ لم يتغيرْ، اضحك علي الغوغاءِ بكلمةٍ ولقمةٍ، واسحبهم واجعلهم وقودَ نيرانٍ لا بدَ وأن تشتعلَ بفعلِهم وبردودِ أفعالٍ ما منها من مَفرٍ. التاريخُ لا يكذبُ، لكنهم يفبركونَه ويبدلونه ويحصرونَه فيهم وفي ما يصورونه انجازاتِهم.

شئٌ مضحكٌ، حتي أردوغان التركي وجَدَ في الدولِ العربيةِ لعبتَه، ينصحُها تارة، يهددُها تارةً أخري، يدلُها علي ما يراه سبيلَ صوابٍ، يتصرفُ بإشارات خضراءٍ من دولٍ عظمى وظفَته مرسالَها؛ في غمرةِ اندماجِه في دورِه يخرجُ عن النصِ، يُلَوِحُ بسيفٍ من ورقٍ في وجهِ اسرائيل، وكأنه سيعاقبُها بصحيح وبجد، وكأن من تركوه يدخلُ الدولَ العربيةَ منفوخاً سيفتحوا أمامه الطريقَ إلي اسرائيل، نسى في غفلتِه أن العين في عالم اليوم يستحيلُ أن تعلو الحاجبَ. انفتَحَت شهيتَه للكلامِ والمنظرةِ بعد طولِ صمتٍٍ وهدهدةٍ لأنظمةٍ هوَت بغيرِ فعلِه وتأثيرِه، غَيرَ جلدَه لأن العربَ ينسون، هكذا يَفهمُ تاريخَهم فهل يعونَ تاريخَ تركيا كلَها؟

تاريخُ مصر يكتبُ الآن، لمصلحةٍ أخرى، تاريخٌ جديدٌ يكتبُ بالهوى، بعين واحدة وجزءِ من عقلٍ، كالمعتادِ، يُبدلَ ويُغيرُ وُيمسحُ. كلُ من أصابَه العَطبُ في عيشتِه لسوءِ فعلِه ورداءةِ اختياراتِه، كلُ من يبحثُ عن سبوبةٍ يُفبركُ لشخصِه تاريخاً جديداً، يظهرُ فيه ثورياً مُنفعلاً مُعتصماً مُتظاهراً، وكأنه في محيطٍ بلا ذاكرةٍ، خيبةٌ ونكبةٌ والله، ما أتعسَ بلداً يكون هؤلاءُ من متصدري صفوفِه،،

نُشِرَت بجريدة الجمهورية يوم الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١١

Twitter: @albahary

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

أساتذة الفيسبوك …


فيسبوك هو أكبر تجمع على الكرة الأرضية لا تحتويه مساحةٌ مكانيةٌ محددةٌ، فهو يمتدُ ليشمل كل القارات واللغات والمعتقدات والأجناس والأعمار، دون لقاءٍ حقيقى أو تيقنٍ من حقيقةِ المتصلِ، فهناك أكثر من 500 مليون مستخدم نشط لفيسبوك.

أما عن إيجابيات وسلبيات فيسبوك، فهناك من المستخدمين من يُغرمون بفيسبوك وينفقون ساعاتٍٍ فى استعراض بياناتِ وإضافاتِ الآخرين، في حين أن هناك من لا يتقبلونه على الرغم من أنهم يجيدون استخدامه.

ومن ايجابيات الفيسبوك يمكنُ أن نوردَ ما يلي:
  • البحثُ عن الأصدقاء القدامى وإعادةُ التواصلِ معهم.
  • الاتصالُ بالأصدقاءِ فى أى وقتٍ مهما كان التباعدُ الجسدي.
  • إبقاءُ الأسرةِ والأصدقاءِ على علمٍ دائمٍ بما يحدثُ ويجدُ.
  • الدعايةُ الشخصيةُ والتجاريةُِ والسياسيةُ والاجتماعيةُ والفكريةُ والعقائديةُ.
  • تكوينُ صداقاتٍ جديدةٍ ومتنوعةٍ من خلال الانضمامِ إلى مختلف المجموعات والتجمعاتِ.
  • التشاركُ مع الأصدقاءِ في الموسيقى المفضلة ومقاطع الفيديو والصورِ.
إلا أن هناك من السلبيات ما تَبعدُ الكثيرين عن الانضمام لفيسبوك:
  • إنهمارُ سيلٌ من طلبات الصداقةِ غيرِ المرغوبةِ من إناسٍ غير معروفين.
  • إتاحةُ البياناتِ الخاصةِ والصورِ على الملأ وتعرضُها لإساءةِ الاستخدامِ.
  • إقامةُ علاقاتِ صداقةٍ عن طريق الخطأ مع أشخاصٍ سيئى النوايا.
  • تلقي النشراتٍ الإخباريةٍ غير المرغوب فيها عن أنشطةِ الأصدقاءِ على فيسبوك.
  • تلقي رسائلِ إعلانيةٍ مُزعجةٍ على البريد الإلكتروني.
  • نشرُ مستنداتٍ وظيفيةٍ تحظرُ قوانينُ العملِ نشرِها والتفريطِ فيها.
  • تطلبُ تطبيقاتٌ عدة العديد من التفاصيل الشخصية التي يتَحَرجُ المستخدمُ عادةً من اِتاحتِِها.
  • إدمانُ فيسبوك وقضاءُ ساعاتٍ طويلةٍ معه، وجعلُه المتنفسِ الوحيدِ للتعبيرِ عن الذاتِ خاصةً للأشخاصِ الإنطوائيين، وهو ما يزدادُ فى البلدانِ العربيةِ التي يصعبُ فيها التواصلُ الحقيقى والحر مع الآخرين.
  • عَدمُ شفافيةِ التعاملُ مع فيسبوك، ذلك أنه يستحيلُ التيقنِ من هُويةِ الأصدقاءِ ومكانِهم، مما يجعلُ الانجرافَ في تجمعاتٍ وتحركاتٍ أمراً فيه من المغامرةِ الشئ الكثيرِ، فقد تكون النداءاتُ والدعواتُ من جهاتٍ معاديةٍ وأجهزةِ استخباراتٍ.

لكن لماذا الكلامُ الآن عن فسبوك؟ إحصائياً وُجِدَ أن ٤٧٪ من مستخدمي فيسبوك يقلُ عمرُهم عن خمسة وعشرين عاماً، وأن نسبةَ مستخدميه حتي ما دون الخمسةِ والثلاثين عاماً تبلغ ٧٤٪. وهي أرقام شديدة الدلالة علي أن مستخدمي فيسبوك في معظمهم من الشباب صغير السن الذي تغلبُه الإنطوائيةُ والذي يعجز عن التفاعلِ الحقيقي مع المجتمعِ المحيطِ. أما عندنا فالحالُ شديدُ الغرابةِ، فمستخدمو فيسبوك فيهم من تخطوا هذا السن بكثير وأصبحَ إدمانُه متنفسَهم الوحيدَ، وما خَرَجَ من هذا الفخِ أعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ بالجامعاتِ ممن اعتبرَوه وسيطَ نقلِِ ما يتصورونه خلاصةَ أفكارِهم وإبداعاتٍهم وفلسفاتٍهم وتفرداتٍهم ومواقفٍهم التي يرونها ثوريةً. فيسبوك وسيلتُهم المجانيةُ للنشرِ وأيضاً لتأليبِ الطلابِ المتابعين لهم لو بحسنِ نيةٍ.

من الطبيعي في إطار فوضي اليومِ أن تكون دعاوي انتخابِ القياداتِ الجامعيةِ منتشرةِ عبر فيسبوك علي ما فيها من نشاذٍ وشذوذٍ وإهدارِ للقيمِ والأخلاقياتِ الجامعيةِ المعتبرةِ في العالمِ أجمعِه. إن ظاهرةَ أساتذةِ فيسبوك تستحقُ دراسةً نفسيةً واجتماعيةً، فأعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ فيهم من تركَ البحثِ العلمي أو ركنَه جانباً، وتفرَغَ لقعدةِ فيسبوك بالساعاتِ، بعد أن شابَ شعرُهم وسقطَ !!

لقد أحدَثَ فيسبوك تغييراتٍ جوهريةٍ في الدولِ العربيةِ ذات الأنظمةِ القمعيةِ بعد أن ضاقت سبلُ التعبيرِ الحقيقي أمام ملايين المثقفين والشباب، لكن هل كانت هذه التغييراتُ وليدةُ مجموعاتٍ وتجمعاتٍ مُتجانسةٍ مُتحدةٍ حقاً في الأفكار والمرامي؟ هل يظلُ ما يُنشَرُ على فيسبوك من وثائقٍ بمنآى عن المساءلةِ القانونيةِ التي يجب أن تلاحقَ كلَ مخالفٍ كما في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وأوروبا؟ لم يغيرْ فيسبوك الحياةَ في الولاياتِ المتحدةِ حيث نشأَ ولا في أوروبا واليابان، لكنه استأسَدَ في مصر، هل هى مصادفةً؟ لا بدَ أن نتساءلَ ونتفَهَمَ ونحترسَ، فالمستخبي أكثرَ مما بانَ، وما هو آتٍ أخطرَ مما حَدَثَ،،


نُشِرَت بجريدة الوفد يوم الإثنين ١٢ سبتمبر ٢٠١١


نُشِرَت بجريدة الأهرام يوم الجمعة ٢٥ نوفمبر ٢٠١١

Twitter: @albahary

السبت، 3 سبتمبر 2011

شاهدت في السينما



الجزء الثانى من الفصل السابع والأخيرلسلسلة أفلام هارى بوتر حيث تتم المواجهة الحاسمة بين هارى بوتر والشرير فالدمورت.
أفضل من الجزء السابق من حيث الإيقاع والمؤثرات البصرية كما أضاف البعد الثالث الذى يستخدم لأول مرة فى السلسلة للفيلم.
بعض المشاهد تذكرنا بما رأيناه فى ثلاثية "سيد الخواتم" خاصة مشاهد هجوم قوى الشر على مدرسة السحرة التى يحتمى فيها هارى بوتر وأصدقاؤه.
نهاية موفقة للسلسلة التى حطمت الأرقام القياسية وحققت أعلى الإيرادات.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

دراما فى إطار أكشن حول قيام شخص, وفى عزلة تامة, بتدريب فتاة منذ طفولتها لتكون سلاحآ قاتلآ وتقوم بمهمة خاصة.
بعد المرأة السوبر (Salt)  فى الصيف الماضى ها هى الفتاة السوبر هذا الصيف ورغم وجود الثنائى الممثلة ساورسى رونان والمخرج جو رايت (Atonement  جاء الفيلم ضعيفآ وغير مقنعآ.
درجة الفيلم : 5,5 من عشرة




الجزء الخامس من سلسلة أفلام السريع والغاضب حيث يلتقى محترفو السيارات السريعة فى مدينة ريو البرازيلية ويخططوا لسرقة زعيم عصابة يهيمن على المدينة ويطاردهم.
أهم ما يميز الفيلم مشاهد الأكشن والمطاردات التى برع فيها المخرج الصينى الأصل جاستن لين فى ثالث لقاء له معالسلسلة إلى جانب المشاهد الساحرة للمدينة البرازيلية.
واحد من أمتع وأنجح أفلام الصيف. 
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم بريطانى تاريخى تدور أحداثه فى إنجلترا عام 1215 (عام إبرام الماجنا كارتا) حول قيام فارس ومعه بضعة رجال بمنع الملك جون المستبد وجيشه المكون من المرتزقة من إستعادة السيطرة على البلاد بعد موافقته على الوثيقة التى أقرت بحقوق الشعب الإنجليزى.
الفيلم رغم أنه تاريخى إلا أنه يتواءم مع الأحداث الحالية خاصة فى المنطقة العربية ومطالب شعوبها.
حرص المخرج وهو متخصص فى أفلام المغامرات والحركة على تقديم فيلم يحمل مواصفات تجارية حتى يضمنإقبال الجمهور مثل العنف الزائد والقتال حتى الموت من أجل الحرية والحق.
الفيلم رغم أنه بريطانى إلا أنه يذكرنا بالفيلم اليابانى "الساموراى السبعة" الذى تم تحويله إلى الفيلم الأمريكى "العظماء السبعة"منذ أكثر من خمسين سنة.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
ف
فيلم فانتازيا حول فتاة, على وشك الزواج, تعيش فى قرية صغيرة فى القرون الوسطى وتصبح محط إهتمام رجل ذئب يحوم حول القرية.
نجح كاتب سيناريو الفيلم فى تحوير الحدوتة الشعبية المعروفة التى ظهرت فى القرن السابع عشر من تأليف الفرنسى شارل بيرو والتى أعاد كتابتها الأخوان جريم فى القرن التاسع عشر, وفى عرض المعتقدات والخرافات السائدة فى تلك الفترة المظلمة من التاريخ كما نجحت المخرجة كاثرين هاردويك (Twilight)  فى تهيئة جو وشكل مناسبين لسرد الحدوتة.
الممثلة الإنجليزية الشهيرة جولى كريستى التى ما زالت محتفظة بجمالها رغم سنها المتقدم تظهر فى دور جدة الفتاة.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم فانتازيا حول رجل سياسى يكتشف وجود مكتب يقوم العاملون به بالتأكد من مسايرة الناس للخطة الموضوعة لحياتهم والتدخل إذا إنحرفوا عن مسارهم المخطط.
الفيلم مقتبس من قصة قصيرة للمؤلف الأمريكى الشهير والراحل فيليب ك. ديك (Blade Runner, The Minority Report وهو أول إخراج لكاتب سيناريو الفيلم جورج نولفى.
الفيلم يطرح موضوع القدر فى شكل مبتكر ويوازن بين التصرف المبنى على العقل والتصرف المبنى على القلب مع التأكيد على أهمية الإرادة القوية لتحقيق الأهداف.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟


جاءَ الخامسُ والعشرون من يناير بآمالٍ كبيرةٍ وبطموحاتٍ عاليةٍ لتغييرِ واقعٍ غلَبَه اليأسُ والإحباطُ، تحققَ الكثيرُ ومازالَ الكثيرُ على قائمةِ الانتظارِ، يستحيلُ تغييرُ الكونِ بين رمشةِ عينٍ وانتباهتِها. ما بين الخامسِ والعشرين من يناير واليومِ توالَت الأحداثُ بسرعةٍ غَلَبَت التوقعاتِ، أحداثٌ كنا نتمناها غيرَت ركودَ واِخفاقاتِ عقودٍ، وأحداثٌ كَرِهناها وأخافَتنا على مستقبلِ بلدٍ نريدُه مُزدَهِراً، واحداً كما كان لآلافِ السنين. 


ما يُخيفُ الآن، على سلامةِ هذا البلدِ، كمٌ مَهولٌ مُفزِعٌ من الاِنتهاكاتِ والاِنقلاباتِ على كلُ ما هو نظامٍ واحترامٍ لقواعدٍ عامةٍ فى الشارعِ والمَسكنِ والعملِ والجامعةِ والمدرسةِ. الكلُ تصورُ أنه صاحبُ حقٍ فى أى شئ، الكلُ تجرأ وتعدى على ما هو من أساسياتِ المجتمعاتِ السَويةِ؛ وماهي البلطجةُ وما وصلت إليه من فظائع والانتقام المضادُ منها، إلا مثالاً صارخاً كئيباً على ما وصلَ إليه هذا البلدُ من تسيبٍ وانفلاتٍ وانعدامِ أمنٍ وعجزٍ من سلطةِ الحكمِ في السيطرةِ على ما يمورُ به سطحُ الأرضِ وباطنِها من مخاطرٍ جِسامٍ.


تعدياتُ على الحرياتِ باسمِ الدينِ تُنذِرُ بعواقبٍ لا بدَ وأن تطالَ وحدةَ هذا البلدِ وكيانِه.ـ من اختفوا لسنواتٍ طوالٍ إيثاراً لسلامتِهم انتفضوا وكأنهم أصحابٌ بلا شريكٍ لما بعد الخامسِ والعشرين من يناير، باسم الدين يفرضون وصايتَهم علي بلدٍ فيه من المثقفين والعقول والتعدديةِ ما يستحيل كبتُه، يُحللون ويُحرمون ويُفتون، يحتلون الفضائياتِ والشوارعِ وكأنهم يسوقون قطعاناً من الإبلِ. ما أثاروه من من قضايا وما رفضوا من مظاهرِ الحياةِ الحديثةِ وقوانينِها أكَد مخاوفاً حقيقيةً من نواياهم وحكمهم إن هم تمكنوا، دولتُهم سيكون فيهاالمصريون عبيداً وسبايا. الأمثلةُ علي سقوطِ الدولِ الدينيةِ عديدةٌ في الماضي ولن يقبلُها الحاضرُ لا داخلياً ولا عالمياً، من المؤكدِ أنهم لا يهتمون بسلامةِ دولةٍ وشعبٍ من أجلِ شعاراتِهم، الحكمُ عندهم هدفٌ في حدِ ذاتِه ولو علي الأنقاضِ والخراباتِ، التي بهم ستكونُ مآلاً لا مهرَبَ منه.
كلُ من يريدُ دوراً ادعي الوطنيةَ علي حسابِ أمنِ مصر ووحدةِ أراضيها. دعاوٍ لحربِ مع اسرائيل يستحيلُ أن تنتهي لمصلحةِ مصر، تعدٍ علي السفارةِ الإسرائيليةِ بالمخالفةِ للقوانين الدوليةِ صُوِرَ وكأنه غزوة وبطولةُ، لعبٌ بالنارِ دون تقديرٍ للعواقبِ. من عاشوا الحربَ تعقلوا إلا فيمن يلهثون وراء دورٍ وبطولةٍ مصطنعةٍ، ومن لم يعيشوها يتصورونها نزهةً ولعبةً وصراخاً وضجيجاً. إذا كانت تركيا وإيران تملكان ترفَ المزايدةِ علي القضيةِ الفلسطينيةِ بالشعاراتِ والزعيقِ، فإن مصر دولةٌ حدوديةٌ عانَت ودفعَت ثمنَ العنترياتِ والمزايداتِ وصياحِ من اِعتبروا أشقاءً وأصدقاءً وفي مياهٍ باردةٍ أياديهم وأرجلِِهم، مصر عانَت التهجيرَ وفقدانَ الأرضِ وتدهورَ المرافقِ ولم تجنْ إلا الشفقةَ والمنَ.
مصر استُبيحَت أيضاً بفعلِ شعبِها، بعيداً عن السياسةِ وشهوةِ الحكمِ. هجومٌ شرسٌ على الأراضى الزراعيةِ بورَها لمصالحٍ شخصيةٍ عمياءٍ ضيقةٍ، أكشاكٌ عشوائيةٌ فى كلِ نقطةٍ من كلِ شارعٍ، وقوفٌ فى الممنوعِ لم يستثنْ شارعاً ولو كان رئيسياً، بلطجةٌ وسرقةٌ بالإكراهِ لم تَخشْ حتى ما هو ملكِ الدولةِ، تعطيلٌ للطرقِ والسككِ الحديديةِ،اعتصاماتٌ ومطالبٌ فئويةٌ يستحيلُ تنفيذُها فى الوقتِ الحالى وأحياناً أبداً، توقفٌ للانتاجِ قَلَلَ من مصادرِ الدخلِ لدرجةٍ تُنذِرُ بتوقفِ المرتباتِ. حتى فى الجامعاتِ، مطالبٌ للطلابِ تجورُ على أساسياتٍ تربويةٍ وتعليميةٍ، دارسو وحاملو شهاداتٍ مهنيةٍ يريدون بلا استحقاقٍ الركوبَ على مِهَنٍ أخرى؛ دعاوٍ لأعضاءِ هيئاتِ التدريس بانتخابِ القياداتِ الجامعيةِ على عكسِ ما هو متبعٌ فى العالمِ أجمعِ، وكأن الجامعاتِ نقاباتٌ فئويةٌ أو تجمعاتٌ اجتماعيةٌ، وكأن القياداتِ لا بدَ وأن تكون ألعوبةً تُؤمَرُ من المرؤسين فُتطاعُ، هل نصلِحُ فساداً بفسادٍ؟ 


الإعلامُ فقدَ تماماً كلَ مصداقيةٍ. الإعلامُ الحكومي، من صحفٍ وصوتياتٍ ومرئياتٍٍ، في محنةٍ طاحنةٍ، بعد أن كان أداةَ السلطةِ ولسانَها انقلَبَ تماماً ليغسلُ خطاياه، أصبح بلياتشو وأراجوز، يدعي الثورية، يسمحُ لكلِ من يدعي الثوريةَ، يطيلُ في مهاجمةِ نظامٍ طالما دافعَ عنه وبررَ له وارتزَقَ منه، الآن تغيرَ السيدُ وما تغيرَت أساليبُ النفاقِ وأحاديةُ الطرحِ ولا موضوعيةُ العرضِ، أنها مدرسةٌ وتقاليدٌ متأصلةٌ. الإعلامُ الخاصُ لا يبغي سوي الإعلاناتِ والربحَ، قضاياه سفسطةٌ وجدلٌ، تأليبُ مشاعرٍ، تهييجٌ وإثارةٌ، أياً كانت العواقبُ.
كلُ من اشتكى إخفاقاتٍ، يُسالُ عنها شخصياً، وغيرُ مُرتَبِطةٍ بأوضاعٍ سياسيةٍ أو اقتصاديةٍ أو اجتماعيةٍ تُنسَبُ للمجتمعِ، نظاماً كان أو أفراداً، لم يجدْ إلا الغوغائيةَ وسيلةً للتعبيرِ عن حِنقِه. كلُ من يبحثُ عن دورٍ أو كُرسىٍ نَصَبَ نفسَه ثورياً بطلاً، بكَذبٍ وغِشٍ يفضحانَه فى ماضيه وحاضرِه، وكأن من حولِه أغبياءً وبلا ذاكرةِ. بعض من شاخوا صوروا أنفسَهم ثوريين، على كِبَرٍ، أمرٌ ماسخٌ بلا طَعمٍ، مثل الجواز والخِلفةِ بعد أن شابَ الشعرِ. حتي العلمِ الإسرائيلي تنازعوا علي شخصِ من أزاله! فيسبوك، في العالمِ الذي اخترعه يخضعُ للرقابةِ والمتابعةِ ويفقدُ متابعوه، بينما هو عندنا محركٌ لا يُعرفُ يقيناً من وراءه ولا مدي صحةِ نواياه ودوافعِه، متنفسٌ نفسيٌ لكلِ من عجزَ عن التواصلِ الحقيقي والسوي مع العالمِ الخارجي، كارثةٌ أن يُقادُ مصيرُ دولةٍ وشعبٍ بمن تُجهلُ هُويتُهم.
ما تَستحيلُ المطالبةُ به فى أى ظروفٍ طبيعيةٍ أصبحَ الآن مباحاً مجهوراً به، وكأنه من مظاهرِ الخامسِ والعشرين من يناير وتوابعِه. المُطالبةُ بما لا يُطلَبُ فى أى مجتمعٍ سوىٍ تقومُ عليه سلطةٌ قادرةٌ، أصبحَ عنواناً بالخطِ الأحمرِ لهذه المرحلةِ التى يعيشُها هذا البلدِ، إلى متى؟ إلى أين؟ هل يَصيرُ ما يُحصَلُ عليه عنوةً أمراً واقعاً؟ كيف تُسَنُ قوانينٌ حقيقيةٌ مع كلِ هذا الانفلاتِ والضوضاءِ؟ هل تستمرُ مصر دولةً؟ هل تظلُ دولةً واحدةً؟ هل من إجابةٍ؟ مصر حفظَها الله، فيما مضي،،
Twitter: @albahary