الجمعة، 15 مارس 2013

تقييم أفلام الأوسكار فى دورته ال85 - الجزء الثاني : ترشيحات أحسن فيلم


تم ترشيحه لإحدى عشرة جائزة أوسكار منها أحسن فيلم وومخرج وسيناريو مقتبس وتصوير ومؤثرات بصرية حقق منها أربع أهمها أحسن مخرج.
الفيلم دراما إنسانية حول مراهق هندى تغرق السفينة التى يهاجر عليها مع أسرته وبعض الحيوانات التى يمتلكونها إلى كندا ليكون الناجى الوحيد مع نمر بنغالى على متن قارب نجاة.
الفيلم مقتبس من رواية تحمل نفس الإسم للمؤلف الكندى يان مارتل والتى حققت أعلى المبيعات وأكثر من جائزة أدبية هامة.
يقدم الفيلم رؤية تأملية دينية بسيطة تصلح أكثر للصغار خاصة أنه يتناول حياة البطل منذ أن كان صبيآ كالمعاناة التى تعرض لها بسبب إسمه أو إهتمامه بالأديان المختلفة وملامح أخرى من شخصيته فى إستغلال واضح لسحر الهند كدولة من الشرق وموطن لديانات عدة فى حين جاءت نهايته لتؤكد على أهمية أن يكون للحدث أكثر من تفسير وعلى حرية إختيار الشخص للتفسير الذى يناسبه.
المؤثرات البصرية متميزة سواء فى شكل وحركة الحيوانات أو الصور البصرية التأملية.
فيلم متميز لكن العدد الكبير من الترشيحات لآ يعنى تفوقه على بقية الأفلام المرشحة.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

تم ترشيحه لإثنتى عشرة جائزة أوسكار منها أحسن فيلم وإخراج وممثل وسيناريو مقتبس وحقق جائزتى التمثيل والإخراج الفنى (ديكور ومناظر).
فيلم تاريخى عن كيفية تمرير تعديل دستورى يحرر العبيد ويلغى العبودية التى كانت منتشرة فى االولايات الجنوبية لأمريكا فى تلك الفترة والتى كانت سببآ لإشتعال الحرب الأهلية (1861 – 1865) أثناء حكم الرئيس السادس عشر أبراهام لينكولن.
للأسف جاء الفيلم أصعف من الحدث الذى يتناوله ربما لأن السيناريو ركز أكثر من اللازم على الجانب الإنسانى للينكولن ولم يتعرض إلا قليلآ للرأى المعارض أو العنصرية السائدة فى تلك الفترة وربما لأن ستيفن سبيلبرج لم يكن فى أحسن حالاته بما أن الفيلم إيقاعه بطئ والحركة قليلة أو ربما لأن دانيال داى لويس قدم مثالآ لتمثيل متميز لا يخدم موضوع الفيلم بإختياره الغير موفق لنبرة صوت رجل مريض والهدوء الزائد ولولا روعة الديكور وكادرات التصوير والأداء المتميز لمعظم الممثلين خاصة تومى لى جونز لما إستحق الفيلم عناء المشاهدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

تم ترشيحه لثمانى جوائز أوسكار منها أحسن فيلم ومخرج وسيناريو مقتبس وأربعة ممثلين ولم يحقق سوى أوسكار أحسن ممثلة.
الفيلم إجتماعى رومانسى كوميدى حول شاب يخرج من مصحة نفسية بعد فترة علاج ليقابل شابة تعانى هى الأخرى من مشكلة نفسية ويمضيا معآ فى العمل على علاج أنفسهما والبحث عن السعادة.
أكثر فيلم من بين أفلام المرشحة قربآ للمجتمع الأمريكى حيث يقدم الشخصية الأمريكية المهووسة سواء كان الهوس بالرياضة أو الطب النفسى أو الإصرار على إنجاح فكرة أو علاقة.
السيناريو المقتبس متميز ويقدم موضوع تقليدى فى شكل غير تقليدى ويبرز أهمية أن يكون الإنسان إيجابيآ فى سعيه للبحث عن الجانب المضئ للحياة والمعروف بالإطار الفضى  (Silver Lining)
أداء رائع من معظم الممثلين وخاصة جنيفر لورانس التى نالت الجائزة.
أحد أمتع أفلام عام 2021.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

تم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وأحسن ممثلة وأحسن مونتاج وأحسن سيناريو أصلى فى حين حقق جائزة أحسن مونتاج صوت مناصفة مع فيلم "سكاىفول".
الفيلم دراما حقيقية حول العملية التى نفذتها يوم 2 مايو 2011 بدءآ من نصف ساعة بعد منتصف الليل قوات خاصة للمارينز(SEAL) لقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن بناءآ على المعلومات التى جمعتها عميلة مخابرات على مر سنوات نتيجة إصرارها على التوصل لمكان تواجده.
هذا هو التعاون الثانى بين المخرجة كاثرين بيجلو وكاتب السيناريو مارك بوال بعد فيلمهما (الحربى أيضآ) "The Hurt Locker" الذى حقق أوسكار أحسن فيلم وأحسن مخرج وأحسن سيناريو منذ ثلاث سنوات.
سيناريو الفيلم جاء فى شكل تحقيق صحفى حيث إستخدم مارك بوال خبرته الصحفية ومصادره المعلوماتية فى حين أخذت مشاهد تنفيذ العملية شكل الفيلم التسجيلى إلا أن هذا الإسلوب رأيناه من قبل مع مخرجين مثل برايان دى بالما "Redacted" أو بول جرينجراس "The Green Zone" .
أثار الفيلم جدلآ كبيرآ لذكره أن المعلومات التى أدت إلى إتمام العملية تم الحصول عليها نتيجة التعذيب.
الملفت للنظر أن الشخصية الرئيسية فى الفيلم إمرأة (أداء متميز من جسيكا شاستين) والإخراج لإمرأة فى حين أن الموضوع المفترض أنه يخص عالم الرجال!
أحد أحسن أفلام عام 2012 إن لم يكن أحسنهم.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary

تقييم أفلام الأوسكار فى دورته ال85 - الجزء الأول : ترشيحات أحسن فيلم



                                 حب   Amour   
تم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وأحسن مخرج وأحسن سيناريو أصلى ولم يحقق سوى أحسن فيلم أجنبى.
الفيلم دراما إنسانية حول زوجة فوق الثمانين من عمرها تصاب بشلل نصفى نتيجة جلطة ليرعاها زوجها العجوز المقيم معها.
الفيلم حاز السعفة الذهبية فى مهرجان كان السابق وعدة جوائز من مهرجان الفيلم الأوروبى وهو من تأليف وإخراج مايكل هانيكيه النمساوى الذى يقدم هنا أقل أفلامه غموضآ.
السيناريو متميز ومكتوب بعناية ويعكس بدقة وواقعية الحالة الخاصة التى يتناولها وتطورها الذى يدركه من مر بنفس الظروف كما يعكس الحب المتدفق من الزوج لزوجته ويطرح قضية القتل الرحيم    (Euthanasia) أما الحمامة فقد تكون رمزآ لروح الزوجة.
نجح المخرج من خلال تنويع المشاهد وزوايا التصوير والأداء الرائع لبطلى الفيلم فى كسر الملل الذى قد ينتج من الإيقاع البطئ وإنحصار الأحداث داخل شقة.
وكالعادة فى نهايات أفلامه يترك المخرج المجال للمشاهد ليفكر فيما يقصده بتلك النهاية وإن كان مشهد عودة الإبنة للشقة بعد أن أصبحت فارغة من شاغليها يستحق أن يكون أطول للتعبير عن الظرف الجديد وتوصيل الإحساس للمشاهد.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

                            أرجو Argo   
تم ترشيحه لسبع جوائز أوسكار حقق منها أحسن فيلم وأحسن سيناريو مقتبس وأحسن مونتاج.
الفيلم دراما حقيقية حول عميل سى آى إيه يقوم بتهريب ستة أمريكيين لجأوا للسفارة الكندية بطهران بعد إقتحام السفارة الأمريكية فى أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979.
الفيلم من بطولة وإخراج بن أفليك ومبنى على رواية العميل الحقيقى للحيلة التى لجأ إليها وكيفية تنفيذها.
الفيلم يتميز بروعة المونتاج الذى جعل الأحداث عبارة عن لقطات قصيرة متتابعة لإسراع الإيقاع والتعبير عن التوتر المصاحب للمواقف. كما حرص السيناريو على إلقاء الضوء على الأحداث والظروف السياسية المعاصرة وإستعان المخرج –لإحياء مناخ تلك الفترة- ببعض اللقطات الأرشيفية التلفزيونية.
نجح الفيلم داخل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر منه فى باقى دول العالم وأعلن الإيرانيون أنهم سيقومون بإنتاج فيلم يرد على ما جاء فيه.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

تم ترشيحه لأربع جوائز أوسكار هى أحسن فيلم ومخرج وسيناريو مقتبس وممثلة ولم يحقق أية منها.
الفيلم دراما إنسانية وفانتازيا حول طفلة تعيش مع والدها بعد أن هجرتهما والدتها فى منطقة فقيرة بجنوب الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض للإغراق نتيجة إعصار ورؤيتها للأحداث بمزيج من الواقع والخيال وبشكل يعطى لحياتها أبعادآ غير عادية.
الفيلم يروى عن مجموعة من الناس يعيشوا فى ظروف قاسية ويرفضوا (أو يخشوا) مغادرة موطنهم إلى العالم الآخر فيما وراء الجدار المبنى للحماية من خطر الفيضان.
السيناريو رائع ورغم أنه من منظور طفلة إلا أنه يحمل فى طياته الكثير من الرموز والمعانى ويفتح المجال لكثير من الإسقاطات مثل مقارنة هؤلاء الناس بالحيوانات المنقرضة.
أداء متميز من الممثلة الطفلة التى أصبحت فى أول أدوارها أصغر ممثلة فى تاريخ السينما ترشح للأوسكار.
إخراج جيد من بينه زيتلين فى أول أفلامه والذى شارك فى كتابة السيناريو والموسيقى التى أضافت متعة للمشاهدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

تم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار حقق منها أحسن سيناريو أصلى وأحسن ممثل مساعد.
الفيلم من نوعية الويسترن وتدور أحداثه قبيل الحرب الأهلية الأمريكية حول العبد دجانجو الذى يحرره صياد مكافأت المطلوبين(Bounty Hunter) ليساعده فى عمله مقابل معاونته فى تحرير زوجته العبدة فى إحدى مزارع الجنوب الأمريكى.
فيلم "ديناميتى" من تأليف وإخراج كوينتين تارانتينو (العاشق للسينما)  ينسف به العنصرية والعنف داخل المجتمع الأمريكى وبالمرة نفسه (أى الشخصية التى يقوم بتمثيلها فى الفيلم) ويكرم فى نفس الوقت الويسترن الإيطالى (الإسباجتى) خاصة سيرجيو كوربوتشى صاحب فيلم "Django" (1966) وممثله فرانكو نيرو الذى يظهر فى مشهد من الفيلم.
سيناريو متميز وإن عابه بعض الإطالة وبطء الإيقاع فى الجزء الأول إلا أن مصافحة واحدة (قد تصبح إحدى أشهر المصافحات فى تاريخ السينما) كانت كفيلة بتغيير شكل وإيقاع الفيلم إلى سينما لا نراها كثيرآ.
الفيلم يميل إلى الكوميديا السوداء وفيه الكثير من العنف رغم حذف تارنتينو لعدة مشاهد عنيفة.
أداء متميز من معظم الممثلين خاصة كريستوف وولتز (صاحب الأوسكار) وليوناردو دى كابريو (الذى لم يتم ترشيحه).
هذا الفيلم سوف يمتع كل محب للسينما ويصبح أنجح أفلام تارنتينو.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

                     البؤساء   Les Miserables
تم ترشيحه لثمانى جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وملابس وإخراج فنى وممثل وأغنية فى حين حقق أوسكار أحسن ممثلة مساعدة ومكياج ومكساج صوت.
الفيلم دراما تاريخية تدور أحداثها فى فرنسا فى النصف الأول من القرن التاسع عشر الذى حدثت خلاله أكثر من ثورة حيث يكرس خريج سجون حياته لتربية طفلة يتيمة نتيجة وعده لأمها ويحاول توفير حياة كريمة لها رغم مطاردة سجانه السابق.
الفيلم مقتبس من مسرحية غنائية مبنية على رواية "البؤساء" للشاعر والروائى الكبير الفرنسى فيكتور هوجو الذى عاصر تلك الفترة الزمنية.
نجح توم هوبر الإنجليزى الحائز على الأوسكار من عامين عن فيلم "خطاب الملك" فى تحويل المسرحية إلى فيلم سينمائى وحرص فى أثناء تنفيذه لذلك ‘لى أن يؤدى الممثلون الأغانى أثناء التصوير (Live) وأن يكون التصوير عن قرب (Close-up) وبأكثر من كاميرا فى وقت واحد لزيادة المصداقية وإعتمد على أن القصة معروفة للجميع ليقدم شكل جديد قد يقلل من دراماتيكية الرواية إلا أن السيناريو ركز على قصة الحب أكثر من تركيزه على الشخصية الرئيسية .
أغانى المسرحية التى نقلت كما هى للفيلم لم تكن على مستوى الرواية إلا القليل منها وأضافت عبء على الممثلين الذين إضطروا على التركيز فى الغناء فجاء تعبير وجوههم أقل من المطلوب بإستثناء آن هاثاواى التى حازت على الأوسكار.
تجربة رائدة تستحق المشاهدة خاصة أنها تتناول الظروف القاسية التى كان يعيشها الشعب الفرنسى والتى أدت إلى ثورته.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary

الجمعة، 8 مارس 2013

المرأة درجة ثانية .. فعلًا


حوارًًٌ ساخنٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، لا يهمُ من المخطئ، ينتهي بقلمٍ صوتُه عالٍ، علي وجهِها، تَرِفُ المسكينة وتبكي، من هي؟ زوجته، إبنته، أخته، الجو. ما هو مستوي تعليمِها؟ مش مهم! ما هي وظيفتها إذن؟ أيضاً مش مهم!! سيناريو يتكرر في الأفلام والمسلسلات العربية، القديمة والجديدة، ثقافة، تراث، يندر في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي نقلدها، رمزٌ فشنك للرجولة والفتونة وقوة الشخصية، حتي لو كانت الخيبة بالويبة. 

لما تنبه المجتمع لخطر التدخين انطلقت المطالبات لمنعُ مشاهدِ البطلِ المدخنِ في الأفلام والمسلسلات وتم بالفعل الاستغناء عنها ومعها قعدات الغُرَز، ولم يختل العمل أو يتأثر. لماذا لا تكون الدعوة بالمثل؟ لماذا لا تُمنع مشاهد ضرب المرأة علي وجهها والتعدي عليها؟ لماذا لا تُبتكر مشاهدٌ أُخري لإثبات الرجولة الشرقية، ذات الدم الحامي كما يتخيلون؟

في أفغانستان تُعاقب طالبان المرأة بقدرِ ما يتصورونه خطأً، ومن العقوبات قطع الأنف!! منتهي العظمة!! المرأة أصبحت مشكلة كثير من المجتمعات الشرقية وحائطها المائل.  يلبس الرجل القصير والطويل، الشفاف والسميك، يفرفش وينعنش ويدلع نفسه، المهم أن يكون علي مزاجه، أما المرأة فلا يحقُ لها الخروج عن قوالبٍ قاتمةٍ، الحر والبرد سواء، فهي كائن منقوص الإحساس، والعقل، معاناتها وتألمها في غير بالٍٍ. 

تقبلت المرأة نظرة المجتمع لها، دخلَت سجناً فُرِضَ عليها، تنازلت عن إرادتها، يَسَرت تَجَبُر َسي السيد عليها، حتي بدون وجه حق، بدون أمارة. لنجد نموذجاً في مسلسل "عايزة أتجوز"، خفيف وطريف لكنه ينتسب إلي طائفة وضع المرأة تحت بند الهطل من أجل عيون الحاج سي السيد، ولو كان معطوباً، علماً أو مكانةً أو شكلاً. 

سي السيد يري أنه محور عالم المرأة، طبعاً القِوامةُ له حتي لو كانت الدواب أكثرَ منه فهماً ومقدرةً، أقعدي في البيت، أمرك يا سيدي، إلبسي كذا، أمرك يا سيدي، كفاية دراسة، أمرك يا سيدي، عالمك البيت والعيال، أمرك يا سيدي. ماذا لو عَطَبَ الحاج سي السيد في صحته أو ماله أو عمله؟ أين تذهب تلك المرأة بعيالها؟ لماذا التناكة الفارغة؟ أسئلة غير واردة، غير مطروحة طالما أمر سي السيد ورأي وشاء!!

منذ بضعة أشهر، في ترام الأسكندرية، فوجئ الجميع برجل في خمسينات العمر يضرب طفلة لا يتجاوز عمرُها الإثني عشرة عاماً، أشعبها تلطيشاً، لم يرِقْ أو يلين لبكائها  وصراخِها، ولاستهجان الركاب، حكايتك إيه يا عم؟ محدش له دخل، إبنتي وأنا حر فيها!! منطقٌ مريضٌ، وكأن القانون يعاقبُ علي ضرب الغريب ويتسامحُ في ضرب القريب!!شيوع منطقِ سي السيد هذا يعكسُ مرضاً اجتماعياً نامَت عنه الآلة الإعلاميةُ، علي مستوي الدولة، وتغافلَت عنه عمداً فضائياتُ التكفيرِ التي تحصرُ نفسَها في أجندة محددةٍ، لا تحضُ علي علمٍ واحترامِ مجتمعٍ، إنما تَلِحُ علي قضايا معينةٍ يقعُ في أولِها تحجيمِ المرأةِ، مش عيلة انضربت!!

كثيرٌ من العرب يسافرون للغرب بحثاً عن العلم والعمل، يحملون في داخلهم ميراثٍاً اجتماعياً ثقيلاً يعزلهم عن المجتمعات التي سعوا إليها، يجدون الشرطة علي بابهم مع أول قلم علي وش حريمهم، أقصد ستاتهم، الحكاية مش سايبة، وسي السيد الحامي مكانه الوحيد السجن ثم أول طائرة لبلاده المحروسة.

سي السيد الشرقي الحامي الساخن قليل الانجازات، ساعات عمله قليلة، أعذاره كثيرة، لا يفكر جدياً في كيفية تقدم بلده ومجتمعه، في كيفية احتلال مكانة محترمة في عالم لا يرحم،  سَلَمَ مُجَهلاً قيادَه لمفتيي القضائيات، همُه الرئيسي، أرقه الموجع، انحَصَرَ في تكتيف المرأة وتحجيمها، حفاظاً علي جنسه من الفساد والخطيئة. سي السيد ضعيف الإرادة، لا مؤاخذة، وعقله علي قده، والمرأة ستغويه وستعطله عن الإبداع، لذا لا بد من وضعها في كل القوالب، هو كده وإلا لا وألف لا!!

الدولة "السابقة"،  لأغراضِها وضعت المرأة في مناصب، رئيسة جامعة، عميدة، قاضية، ماشاء الله، لكنها لو خرجت للسوق وتحدثت مع البائع فهي الحاجة، لو دخلت في حوار كده أو كده سيكون الرد اتلمي يا ولية، أما في الأحياء الشعبية والأرياف والصعيد فالحكاية لا تحتاج سوق أو خناقة، هي حاجة وولية، وبس!! أما الدولة "الحالية"، فترى أن التحرش مسؤولية المرآة بمجرد تخطيها عتبة منزلها!!

لقد أصبحنا في مجتمعٍ يجنحُ إلي القتامةِ والغلظةِ الصحراويةِ، فقدَ أهم ما كان يميزُه، التسامحَ، التعدديةَ، قبولَ الأخرِ، تَفَهُمَ الاختلافِِ. كأبٍ، أجدني في قلق ٍ علي بناتي، وهن علي أول عتبات الحياة العملية، لست وحدي، إنما كل الأباء الذين يرجون لبناتهم الأمن والاستقرار والكرامة،،

 Twitter: @albahary

الأربعاء، 6 مارس 2013

معارض مكتبة الإسكندرية - معرض أجندة 2013

نظمت مكتبة الإسكندرية خلال الأيام الماضية وحتى 3 مارس الحالى معرضها السنوى أجندة للأعمال التى لا تزيد مقاسها عن خمسين سم.   شارك فى المعرض الذى جاء متميزآ عدد من كبار الفنانين السكندريين أمثال الفنان عصمت داوستاشى والفنان فاروق شحاتة والفنان محمد سالم والفنان ساركيس طوسونيان والسيد عبده سالم فى النحت.



 








ومن الأعمال التى جاءت ملفتة للنظر وعلى سبيل المثال وليس الحصر أعمال الفنانين محمد أبو الوفا ونيفين الروبى فى الرسم منى مجدى وحسناء حسن فى الموزاييك ومنى سامى فى التصوير الفوتوغرافى ويسرى المملوك الذى إستخدم كلمة "حرية" فى تشكيل لوحاته.
















شكرآ لمكتبة الإسكندرية وللفنانين المشاركين وإلى معرض آخر بإذن الله.


مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary

الخميس، 21 فبراير 2013

Albahary's selection of the best from the 85th Oscar Awards nominees list


Picture: "Zero dark thirty"                                                                            
Joaquin Phoenix

Actor: Joaquin Phoenix "The master"                                              
Sup. Actor: Tommy Lee Jones "Lincoln"                                        

Actress: Jennifer Lawrence "Silver Linings Playbook"                    
Sup. Actress: Anne Hathaway "Les miserables"                            

Tommy Lee Jones
Director: David O'Russell "Silver Linings Playbook"                   Original Screenplay: Michael Haneke "Amour"                                

Adapted Screenplay: David O'Russell                                           Cinematography: Roger Deakins "Skyfall"                                             
Jennifer Lawrence
Anne Hathaway
Costume: Jaquelinne Durran "Anna Karenina"                                 

Editing: William Goldenberg "Argo"                                                           

Music: Thomas Newman "Skyfall"                                             

Song: Adele "Skyfall"                                                      

Makeup: "Les Miserables"                                                               

Production Design: "Lincoln"                                                          

Visual Effects : "Life of Pi"                                                              
Main absentees deserving a nomination                                                          
Kathryn Bigelow  "ZDT"                                                                                 
Jean-Louis Trintignant "Amour"                                                                      
Leonardo DiCaprio "Django Unchained"                                                             
Maggie Smith "The best exotic Marigold Hotel"                                                   

By Daniel Tanielian 
Alexandrian fan of cinema and arts

إختيارات ع البحرى للأفضل من قائمة المرشحين للأوسكار فى دورته ال 85



جواكين فينيكس
فيلم : "نصف ساعة بعد منتصف الليل" أو "حب"
ممثل : جواكين فينيكس فى "المعلم"
تومى لى جونز
ممثل مساعد : تومى لى جونز فى "لنكولن"
ممثلة : جنيفر لورانس فى "الإطار الفضى لكتاب المسرحيات"
ممثلة مساعدة : آن هاتاواى فى "البؤساء"
جنيفر لورانس
آن هاتاواى

مخرج : ديفيد أوراسل فى "الإطار الفضى لكتاب المسرحيات"
سيناريو أصلى: مايكل هانيكه فى "حب"
سيناريو مقتبس: ديفيد أوراسل فى "الإطار الفضى لكتاب المسرحيات"

تصوير : روجر ديكنز فى "سكايفول"
ملابس : جاكلين دوران فى "أنا كارينينا"
مونتاج : وليام جولدنبرج فى "أرجو"

موسيقى : توماس نيومان فى "سكايفول"
أغنية : أديل فى "سكايفول"

مكياج : فيلم "البؤساء"
تصميم إنتاج (ديكور-مناظر) : فيلم "لنكولن"
مؤثرات بصرية : فيلم "حياة باى"

أبرز الغائبين الذين كانوا يستحقون ترشيحًا:
كاثرين بيجلو (مخرجة) فيلم "نصف ساعة بعد منتصف الليل"
جان لوى ترنتينيان (ممثل) فيلم "حب"
ليوناردو دى كابريو (ممثل مساعد) فيلم "دجانجو بلا قيود"
ماجى سميث (ممثلة مساعدة) فيلم "فندق ماريجولد المثير"

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون


الأحد، 27 يناير 2013

حَجبُ جوجل ويوتيوب ... مصر للوراء


دعاوى أمام المحاكمِ لحجب موقعي جوجل ويوتيوب بسبب نشر الفيلم المسئ للرسول، حركاتٌ ومناظرٌ لحقٍ وراءها باطلٌ. مسلسلُ المنعِ، علامةُ هذا الزمنِ، سواءُ لفضائياتٍ، أو أغانٍ، أو أفلامٍ، أو مسلسلاتٍ، أو كتبٍ. المنعُ هو المزايدةُ بعينِها، يتصورونه حلًا ناجعًا واضحاً سريعًا، بدلًا من الردِ بالمنطقِ والحُجةِ، بدلًا من التَعبِ وبذلِ الجَهدِ، بدلًا من الابتكارِ. جوجل ويوتيوب من أهمِ مفاتيحِ الإنترنت، لا يستطيعُ طالبُ معرفةٍ أو علمٍ الاستغناءَ عنهما، ومن يرفعون الدعاوى تلك يعلمون، لا يريدون نوافذًا، يبغونها زنازينًا، للعقولِ والألسنةِ. الإنترنت يكشفُ ويظهرُ، يفضحُ أيضًا، يطالبون بمنعِه ولكنه لهم حلالٌ، به ينشرون السبابَ على المواقعِ الإلكترونيةِ كلِها، ويُسفهون ويُهدِدون ويُبرِرون ويُحَللون ويُحَرِمون، حسبما يرون ويريدون، وحدُهم فقط. 

منذ فترةٍ قصيرةٍ، مظاهراتٌ مُخططةٌ لمنعِ المواقعِ المسماةِ إباحيةٍ وقرارٌ سريعٌ من النائب العام بذلك. لماذا؟ تحقيقاً للفضيلةِ وحمايةً للشبابِ، هكذا قالوا، أمرُ لا يجوز أن يمر مرور الكرام. أولاً، لن تُقبل المزايداتُ على أخلاقياتِ بشريةٍ في صورتِها السويةِ، ومن المؤكدِ أنه يستحيل أن يرضى مواطنٌ بسوء السلوكِ من تحرشٍ وبلطجةٍ وقطعٍ للطريقِ العامِ، مروراً بالدخولِ على المواقعِ الإباحيةِ. أما من الناحيةٍ الفنيةِ، فإنه من الممكنِ منعَ أي موقعٍ على الإنترنت، لكن لفترةٍ محدودةٍ، فمن اليسير جداً أن تُغيرَ المواقعُ الإلكترونيةُ عناوينها وأن يكونَ لها أكثرُ من موقعٍ بديلٍ، وهو ما يجعلُ عبءُ متابعتِها مُكلفاً، إضافةً إلى مهارةِ جيلٍ صنعَ ثورةً من علي الإنترنت في التغلُبِ على كلِ المعوقاتِ وكل محاولاتِ التحاذُقِ عليه.

وإذا كان المنعُ، وهو أسهلَ ما في الحدوتةِ ممكناً لوقتٍ قصيرٍ، فإن مبدأَ المنعِ في حد ذاتِه هو المصيبةُ، لأنه سيبدأ بالمواقعِ الإباحيةِ سُلماً وطريقاً ملفوفاً للتعدي على المواقعِ السياسيةِ والفكريةِ المخالفةِ، وأيضاًعلى الفنون والأدابِ وغيرها وغيرها. هل قام المصريون بثورةٍ على من افترضوا فيهم الخنوعَ والقصورَ والغباء ليظهرَ غيرُهم تحت عباءةٍ أخرى؟! الإنترنت شارعٌ طويلٌ ممتدٌ بلا نهايةٍ، دكاكينُه على الصفين، فيها الجيدُ والردئ، ولكلِ الاختيارُ، حسب تربيتِه وضميرِه. التربيةُ هي المهمة الأصعب والأولى بالاهتمامِ بدلاً من تسطيحِ الأمورِ واختزالِها في شعاراتٍ تغلُفها المزايدة وضيق الأفقُ.

الإنترنت فيه سمٌ قاتلٌ، لكن ماذا عن المخدرات والسجائر والكولة؟ هل نجحَ المنعُ في القضاءِ على المخدراتِ؟ هل قَلَلَت من التدخين الصورُ المقززةُ على علَبِ السجائرِ؟ أين البحثُ الحقيقي عن مشاكلِ الاقتصادِ والديون والأمنِ والإسكان والطعامِ والصناعةِ والزراعةِ والنقل؟! مصر لن تكون كوريا الشمالية ولا أفغانستان ولا إيران، ولا هي دولةً صحراوية الطباعِ والفكرِ.

ثم ماذا؟ يُطارَدُ الفنانون والمُبدعون في المحاكمِ، وتتناثرُ المقالاتُ الصحفيةُ وعبر الإنترنت عن مشروعات القوانين التي تُعَدُ للمنع والتقييد والتكبيلِ والتكميمِ، على الفنانين والصحفيين والُمعدين والمخرجين وغيرهم وغيرهم!! هل ستظهر قوانين تُمنعُ وتجرمُ الفضائيات وأجهزة الاستقبال والهوائيات؟!  وعلى من ستكون ملايين المنع المستحيل في الإنترنت؟ من جيب الشعب أم خصمًا من مُخصصات مشروعات أخرى؟ لقد أتت الأحزابُ المُصنفةُ إسلامية إلى الشارعِ ومجلس الشعب بفضل براعة شباب غَيرَ مصر في 25 يناير ولم يكن تحت يده سوى الانترنت، لقد زادَت اللحى والجلاليب والأرديةُ السوداءُ بفضل هؤلاء الشباب، هل يكون الآن الإنقلاب على الإنترنت؟

هل الأجدى أن تُمنعَ دراسةَ الحاسباتِ أصلاً وكذلك إدخالِ أجهزتِها بالَمرة حتى تعمُ الفضيلةُ،؟! أم في المنع عن دخولِ مواقعٍ إلكترونيةٍ بعينِها كفاية؟! هل تُمنعُ أيضًا دراسة الإعلام والفنون؟! هل فكر المنادون بالمنعِ  في كيف يكون دخول الجيل الرابعِ من خدمات الإنترنت إلى مصر؟  لقد عَلَمَ الإنترنت العالم الانفتاح، وغزَت الأقمار الصناعية والاتصالات كل الحُجُب، ألا يفهمون ما يتخطى ما لُقِنوا؟ هل تكون الانترنت والإعلام حلالاً، في بعض الأوقات، لما يُريدون  تمرير ما يرغبون؟!


في كل أنظمةِ التشغيلِ الحديثةِ يمكن منعُ المواقعِ المرفوضةِ في المنازلِ، لماذا إذن التهربُ المتعمدُ عن هذا النهجُ؟ هل التظاهرُ عالي الصوت هدفٌ في حد ذاتِه بدلاً من هدوء المنازل؟! هل المبدأ هو المنعُ الفوقي كبدايةٍ لكلِ منعٍ وتكبيلٍ وتكميمٍ وتقييدٍ؟! على كلِ عقلٍ الاختيارُ والتمييزُ بحريةٍ، بلا وصاية ولا مزايدة، لا مكانَ في عالمِ اليومِ لمن يمنعَ ويسمحَ حسب كيفه ومزاجه ومصلحته. العلم وٍالإنترنت والفكر والفن والإعلام على نفس الوجه من العملة، الحريةُ ليس لها إلا وجهٌ وحيدٌ، بلا تأويلٍ أو تلاعبٍٍ. 






العالمُ بالإنترنت يعلمُ، لا معرفةَ بدون إنترنت، ولا تواصلَ، حياةٌ جديدةٌ سريعةٌ، في مصر من يرفضونها لحساباتِهم، طظ في مصر، مش كده؟!


Twitter: @albahary