الثلاثاء، 19 أبريل 2016

حول القواعد الجديدة لترقياتِ أعضاء هيئات التدريس بالجامعات

طالعت مقترح القواعد الجديدة للترقيات، ولم أجد فيه ما يرفع من شأن البحث العلمي وأخلاقياته حقًّا، ولم أر فيه ما يمنع تحول لجان الترقيات إلى نقابات مهنية يدافع أعضاءها عن متقدمي جامعاتهم ولو تواضع مستواهم. تحفظاتي على مقترح القواعد يمكن إجمالها تحديدًا فيما يلي:

١. لم تتعرض المادة ١٨ بتعمق للتفرقة بين المؤتمرات العلمية عالية المستوى وغيرها. هل مجرد كلمة دولي تضفي على المؤتمر صفة الاحترام ولو كان سياحيًا ؟!! هل يعقل أن يحصل مؤتمر سياحي على درجات من ٦ إلى ٨ متخطيًا كثير من المجلات العلمية؟؟! كما أن المادة ذاتها فتحت باب الخلاف بين أعضاء اللجنة فيما يتعلق بتقويم المجلات العلمية، فتركت الباب مواربًا لكل التفسيرات فيما لا يجب الاختلاف فيه.

٢. نسب المشاركة كما وردت في المادة ١٩  تفتح الباب للتفرقة بين المتقدمين سواء كانوا مشتركين في بحث واحد أو كانوا متقدمين للترقية على مدار جلسات مختلفة. كما أن القواعد سكتت عن كيفية تحديد نسب مشاركة المشرفين على الأبحاث المستخلصة من الرسائل العلمية وعما إذا كان من الجائز أن يحصل مشرف على نسبة مشاركة تتجاوز ٥٠٪ أو تزيد متخطيًا نسبة مشاركة الطالب‏!! لقد دَبجت بعض الكليات نسب مشاركة لمتقدميها وصلت إلى ٨٠٪على الأبحاث من الرسائل العلمية!! المشرف إذن قام بالرسالة وناقش نفسه!! هل أخلاقيات البحث العلمي تقوم على ممارسات كتلك وختمها بالنسر؟!! قِس على ذلك عشرات الخطابات المختومة عن نسب مشاركة في الأبحاث ما فيها إلا المجاملات الفجة الفظة ومع الأسف الالتفاف على القواعد واللجان العلمية!!

ثم ما الحل في الأبحاث الاجتماعية التي توضع عليها أسماء لم تفعل شيئًا وقد تكون خارج التخصص أصلًا ولكنها تُرقى بالتنطع والأونطة؟!!

وأخيرًا، كيف تُشكل اللجان العليا وكيف تكون من أعضاء ليسوا على تخصص اللجنة العلمية؟!! هذا ما كان في القواعد السابقة ولم يرد بشأنه تحديدٌ في القواعد المقترحة. أليس البحث العلمي قائمًا على الأخلاقيات والاحترام، أم في العالم شئ وعندنا شئ آخر؟!!


هل يؤتمن على بحث علمي من رُقي بالسياحيات والنسب المضروبة والأبحاث السيكو سيكو والاجتماعية؟!! قواعد ترقيات تمسك العصا من منتصفها وتؤكد مع الأسف على السطحية وتفتيح المخ، ما المتوقع؟!! لا  فائدة فينا أم ماذا؟!!


نُشِرَت بجريدة الجمهورية يوم الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦ 


Twitter: @albahary

تعليق بمناسبة الدورة 88 للأوسكار


بإنتهاء شهر فبراير الماضى, أسدل الستار على موسم المسابقات والجوائز السينمائية وجاءت الدورة 88 للأوسكار عامرة بالسخرية وروح الدعابة خاصة فيما يخص العنصرية فى إختيار المرشحين ولا يتبقى سوى بعض الملاحظات التوضيحية التفسيرية:

1) كانت نسبة المشاهدة للحفل أقل من السنوات السابقة ربما لأن أفلام هذا العام لم تلفت النظر بالقدر الكافى ولم يرتبط بها المشاهدون وأيضآ بسبب الإتهام بالعنصرية الذى صاحب الحفل.

2) كانت أفضل أفلام هذا العام هى "المنبعث", "الإنتقاص الكبير" و"الضوء الكاشف" التى تساوت فى التقييم وربما جاء إختيار الأخير كأفضل فيلم لموضوعه الجرئ.

كيت وينسلت


3) كانت كيت وينسلت تستحق أوسكار أفضل ممثلة مساعدة لأدائها المتميز فى فيلم "ستيف جوبز" أكثر من أليسيا فيكاندر فى فيلم "الفتاة الدنماركية" خاصة أن دور الأخيرة يمكن إعتباره دورآ أول وليس مساعدآ. 

4) كانت بعض الجوائز شبه مضمونة مثل ليوناردو دى كابريو كأفضل ممثل وبرى لارسون كأفضل ممثلة وإمانويل لوبزكى كأفضل مصور وإنيو موريكونى كأفضل موسيقى تصويرية وسيناريو "الإنتقاص الكبير" وسيناريو "الضوء الكاشف" والفيلم الأجنبى "إبن شاؤول"  وفيلم التحريك "من الداخل للخارج" الذى يعتبر نوعية جديدة من أفلام التحريك.

إنياريتو ولوبزكى
5) حصل مخرج ومصوره (إنياريتو ولوبزكى) على الأوسكار لثانى مرة على التوالى رغم إختلاف نوعية الفيلم وأماكن التصوير والفيلمان هما "رجل طير" (2014) و"المنبعث" (2015).

6) الفيلم الحاصل على جائزة أفضل فيلم أجنبى "إبن شاؤول" هو أول أفلام مخرجه المجرى.

7) فاز فيلم الأكشن "ماكس المجنون" بأكبر عدد من الجوائز (ستة) كلها فرعية فنية وتقنية وأبرزها المونتاج الذى قامت به إمرأة هى مارجريت سيكسل زوجة مخرج الفيلم جورج ميللر.

8) تفوق فيلم ميزانيته 15 مليون دولار "إكس ماكينا" على فيلم ميزانيته 150 مليون دولار "ماكس  المجنون" وفيلم ميزانيته 200 مليون دولار "حرب الكواكب" فى المؤثرات البصرية.

9) تعدد المسابقات يتيح الفرصة أمام الجميع للحصول على جائزة كما تم مع إدريس إلبا الذى نال جائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "وحوش بلا وطن" من رابطة الممثلين ومن جماعة الأفلام المستقلة وإيما دونوهيو عن سيناريو فيلم "غرفة" من جماعة الأفلام المستقلة وديفيد روزنبلوم عن مونتاج فيلم "كتلة سوداء" من جوائز هوليوود للأفلام.

10) توافقت إختيارات الموقع مع إختيارات أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية  الأمريكية (الأوسكار) هذا العام بنسبة  13 من 19 إختيار وهى نسبة جيدة تفوق بها الموقع على كثير من الصحف والمواقع الأخرى.
وأخيرآ وليس آخرآ شكرآ للقراء لمتابعتهم لما يكتب بالموقع وشكرآ لصديقى وزميلى الدكتور/ حسام  لجهده وإدارته للموقع وكل عام وأنتم بخير.

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون

الأربعاء، 24 فبراير 2016

Albahary’s selection of the best from the 88th Oscar awards nominees list


Note : 1st choice followed  by 2nd choice (if any) between brackets
Best Film : “The Revenant” (“The Big Short”)
Best Director : Alejandro G. Inarritu “The Revenant” 
Best Actor : Leonardo DiCaprio “The Revenant” 
Best Actress : Brie Larson Room (Charlotte Rampling “45 Years”)
Best Sup Actor : Mark Rylance “Bridge of spies” (Sylvester Stallone “Creed”) 
Best Sup Actress : Kate Winslet “Steve Jobs


Mark Rylance



Brie Larson













Charlotte Rampling

Best Original Screenplay : “Spotlight” 
Best Adapted Screenplay : “The Big Short” (“Room”)
Best Cinematography : Emmanuel Lubezki “The Revenant
Best Editing : “Mad Max : Fury Road”  
Best Production Design : “The Revenant” (“Mad Max : Fury Road”)











Best Costume Design : “Mad Max : Fury Road” 
Best Visual Effects : “Star Wars : The Force Awakens
Best Makeup : “Mad Max : Fury Road




Best Music Score : Ennio Morricone “ The Hateful Eight
Best Song : Til it happens to you “The Hunting Ground” (Simple Song #3 “Youth”)










Best Animated Film : “Inside Out
Best Documentary Film : “Cartel Land” (“Amy”)
Best Foreign Film : “Son of Saul














Main Absentees deserving a nomination :
Film : “Concussion”, “Beasts of no nation” 
Actor : Will Smith “Concussion”, Michael Caine “Youth” 
Sup Actor : Idris Elba “Beasts of no nation”, David Morse “Concussion”, Joel Edgerton “Black Mass
Film Editing : David Rosenbloom “Black Mass

Idris Elba


Michael Caine 





















By Daniel Tanielian 
Alexandrian fan of cinema and arts







السبت، 13 فبراير 2016

في مصر .. هل للبحثِ العلمي أخلاقياتٌ؟

البحث العلمي كَدٌ وتعبٌ وأمانةٌ ونشرٌ في مجلات علمية ومؤتمرات حقيقية، لا فهلوة ولا أونطة ولا تدليس ولا هٓزل؛ ‏‏‏البحث العلمي سياسة دولة وثقافة أفراد. ‏‏لا يمكن أن ينهض البحث العلمي إذا كانت الدولة لا تقدر قيمته، ‏لا يمكن أن يقوم إذا كان المسؤولون على أعلى المستويات لا يفهمون معناه، ‏إذا وُضِعوا في مناصبهم دون تدقيقٍ حقيقي في إمكاناتِهم وسلوكياتِهم. ‏لا تنهضُ  دولةٌ إذا كانت ترقيةُ أعضاء هيئة التدريس بالجامعات تتمُ بالتربيطاتِ والأبحاثِ الوهميةِ، ‏بالواسطة والكوسة.

كتبتُ كثيرًا عن مثالبِ أداءِ اللجانِ العلميةِ لترقياتِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ وعوارِ القواعد التي تعملُ بها، ‏عن تحٓولِها في أحيان كثيرة الى نقاباتٍ مهنية يُدافع أعضاؤها عن متقدمي جامعاتِهم ولو تواضعٓ مستواهُم، عن قواعدِ عملِها التي تسمحُ باعتبار النشرِ في مؤتمراتٍ وهميةٍ نشرًا علميًا، ‏عن تدخل المجلس الأعلى للجامعات بإلغاءِ قراراتِها الرافضةِ لترقياتِ بعض من تقدموا بأبحاثٍ دون المستوى. ‏

للجانِ العلمية عيوبُها، وهي كثيرةٌ، ‏‏لكن ليس من بينها الأخونة كما تُردد بعض الكتابات ذات الهوى عاشقة الظهور. ‏وإذا كان المجلس الأعلى للجامعات يقبلُ بترقيةِ من هم دون المستوى، فكيف يؤتمن على البحثِ العلمي في مصر من يفتقدون أخلاقياتِه وأساسياتِه وقد حصلوا على ترقياتٍ لا يستحقونها؟ كيف يؤتمن من يشغلون مناصبًا متصلةً بالبحث العلمي وهم دون المستوى العلمي وأحيانا مع كل الاسف السلوكي؟ كيف يقبلُ وزير التعليم العالي أن تُنعٓت ‏اللجان العلمية في صحفٍ بعينها بأنها لجان الندامة إلا إذا كان ما يُكتب مُباركًا منه؟ ‏هل تدل هذه الالفاظ السوقية على مناخٍ علمي حقيقي على مستوى الدولة؟ ومن هي بطانةُ الوزيرِ وكيف وممن يُشكلُ لجانٓ وزارةِ التعليم العالي؟ هل ستَظلُ الوجوهُ المؤبدةُ مُسيطرةٌ على الوزارةِ وعلى المجلس الأعلى للجامعاتِ؟ هل يٓفهمُ أعضاءُ المجلس الأعلى للجامعات اكثر من أعضاءِ اللجانِ العلمية؟ وبأيةِ إمارةٍ؟ ثم، تساؤلٌ لا بدٓ منه، هل وزير التعليمِ العالي على عداءٍ مع اللجانِ العلميةِ للترقياتِ؟ ولماذا؟

اعتذاري عن الاستمرار في اللجنة
لقد تقدمت للسيد وزير التعليم العالي باعتذارٍ عن الاستمرار في عضوية وأمانة اللجنة العلمية التي أنتمي إليها وذلك في السادس من يناير ٢٠١٦ اعتراضًا على تدخل المجلس الأعلى الجامعاتِ بالغاءِ قرارات اللجنةِ العلميةِ الرافضة لترقيةِ من نشروا ما هو دون المستوى، لكن لا اللجنة مؤَخونة ولا هي لجنة ندامة


عيب على أي مسؤولٍ أن تكونٓ هذه الممارساتُ والألفاظُ بإسم البحث العلمي. 

Twitter: @albahary