الثلاثاء، 5 يناير 2010

وزراءٌ من الجُبِ...



ترقيعاتٌ في شيءٍ مهترئ، يسمونه وزارةً، أناسٌ يدخلون ويخرجون، لماذا؟ لا يعرفون ولا يجوزُ لهم ولا للشعبِ، كلهم عبيدُ إحساناتٍ، عليهم القبولُ والرضا. أُخرِجَ وزيرُ التربيةِ والتعليم بما يجعلُ الزهدَ في أي منصبٍ فضيلةً، كأنه مجردُ كرسيٍ ألقي لمخزنِ الخردةِ. عيب والله حتي لو كان الفشلُ حليفَه، لم يخترْ نفسَه للمنصبِ وما راودَ أحلامَه، فوجئ به مثلما بوغِتَ بالاستبعادِ. هل تعيينُ وزيرٍ أو قلشُه يُصَنفُ سري جداً، سرٌ حربي!! ولما الانتظارُ لأشهرٍ قبل التعيين في العديدِ من المناصبِ في الوزاراتِ والجامعاتِ؟! لم يكنْ تمحصاً ولا تفحصاً ولا تدقيقاً، ما كان الترددُ حكمةً ولا هو من حسنِ الفِطنِ، ولن يكون، ولو كان فكيف يُختارُ بعد طولِ تأخيرٍ وتسويفٍ ومماطلةٍ من يفشلون وبالقوي وبالجامد؟! يستحيلُ أن يكونَ العيبُ فيهم لكن في كيف بعد طولِ دهرٍ أجلَسَوا علي كرسي ليس لهم.

علامات التعجبِ فقدَت معناها، اِستُعيضَ عنها بمفرداتِ السخريةِ والاشمئناط التي تزخرُ بها شبكة الانترنت والجلسات. تعليقاتُ القراءِ في المواقعِ الإلكترونيةِ غير الحكوميةِ تؤكدُ علي رأيٍ شعبي قاطعٍ فيما جرَت عليه عادةُ تجاهلِه في السياساتِ والأشخاصِ، حجمُ انفصالِه عن من يتأخرون ويتلكأون ويعاندون اتسعَ، وصلَ إلي آخر المنتهي.أيةُ سياسةٍ أصبحَت مرفوضةً ومنتقدةً ومكروهةً، وضعٌ مأساويٍ لأي نظامٍ بلغَ به التجمدُ والعجزُ ما يعزلُه تماماً عن الواقعِ، عن قدرِ المخاطرِ التي بيدِه غرِقَ فيها. سنواتٌ وسنواتٌ مرَت، ضاعَ معها عمرُ أجيالٍ ومستقبلُهم في تعييناتٍ لا تُفهمُ ولا تُقبلُ في المناصبِ الوزاريةِ وغيرِها، سياساتٌ وهميةٌ تعرضَ خلالَها الشعبُ لكلِ أنواعِ التجاربِ في التعليمِ والصحةِ والزراعةِ والاقتصادِ، لم يرْ منها إلا أزماتٌ ونكباتٌ.

يستحيلُ أن يتقدمَ وطنٌ ومواطنوه فئرانُ تجاربٍ، يتناوبُ كراسي المسئوليةِ والسياساتِ فيه من تعوزُهم المقدرةَ والعلمَ والفكرَ، ولا مانعَ من انعدامِ الشخصيةِ القياديةِ والكياسةِ الوظيفيةِ، باختصار، وظائفٌ تمنحُ، هباتٌ، عطايا، مكافآتٌ، لا أكثر. السياساتُ يضعُها المتخصصون، أصحابُ الرأي والخبرةِ، أصبحَت مع نوعيةِ الوزراءِ التي فُرِضَت مجردَ شكلٍ، سبوبةٌ للاستمرارِ علي الكراسي لحين القلشِ بأقلِ قدرٍ من الخسائرِ وأكبرِ كمٍ من المغانمِ. الناسُ تأملُ في التغييرِ لأنه سنةُ الحياةِ، عندما يكون بالتنقيطِ يزدادُ يأسُهم وحنقُهم ومعاداتُهم للنظامِ، عندما يحلمون بالتغييرِ فهو في تصورِهم لا يقفُ عند حدِ وزيرٍ أو إثنين، بل إلي ما هو أكثر وأبعد.

لطالما اجتمعَت في وزير التربيةِ والتعليمِ كلُ أسبابِ السخطِ العامِ، لما أُخرِجَ تعاطَفَ معه الكثيرون، ليسَ حباً فيه لكن معاندةً واستنكارً لإهدارِ كرامةِ إنسانٍ أخطأَ قبلَه من وضعَه أمامَ مسئوليةٍ أكبرَ منه ومن أي آتٍ بعدَه وبعدَه وبعدَه. اختيارُ من يصلحون للمناصبِ القياديةِ علمٌ، ليس مصادفةً ولا مجاملةً، لا هو بضربِ الودَعِ ولا بالتقليبِ في الدفاتِرِ القديمةِ ولا بالحفرِ تحت البلاطةِ.

ما علينا، فضفضة والسلام،،

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

جامعاتُ الحكومةِ والاستمرارُ المستحيلُ...


مؤتمراتٌ تُنصَبُ، توصياتٌ تُعلنُ، وبالأحمرِ الزاعقِ خُطَطٌ استراتيجيةٌ حتي عام 2014 لتطوير التعليم العالي، لا ننسي طبعاً الجودةَ عند الدخولِ والخروجِ وقبلِ الأكلِ وبعدِه؛ هذا ما اِختُزِلَ إليه حالُ التعليمِ العالي، تعليمٌ وصلَ به الحالُ إلي طريقٍ مسدودٍ، حافةِ المنتهي. سبوبةٌ للجميعِ، شاغلو الكراسي بخططِهم الاسترتيجية لا يبتغون إلا الاستمرارِ، أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ في معظمِهم يأسوا وانشغلوا بحالِهم، كيف ينتشرون هنا وهناك، بحثاً عن لقمةِ عيشٍ. أما الطلبةُ، في التعليمِ الاستثماري يُفَرِجون عن أنفسِهم وبمقابلِ ما دفعوا يحصلون علي شهاداتٍ، مضروبة وماله، كله عند العرب صابون. نظراؤهم في جامعاتِ الحكومةِ ما يملكون إلا مدرجاتٍ متهالكةٍ ومكتباتٍ خاويةً ومعاملً أثريةً، يُقادون للتطرفِ وللانفلاتِ.

حكايةٌ مُمِلةٌ، مُكررةٌ، فيلم بايخ، لا مفرَ من مشاهدتِه، كَرهاً. جامعاتُ الحكومةِ أضنتَها قياداتٌ عُينَت لأسبابٍ غيرِ مفهومةٍ أو مقبولةٍ، المناصبُ شُغِلَت بأعضاءِ دائرةٍ ضيقةٍ، جداً جداً، من الطبيعي أن تنعزلَ إداراتِ الجامعاتِ عن أعضاء هيئاتِ التدريسِ، أن يتدهورَ الآداءُ. الجودةُ انحصرَت في مجردٍ استماراتٍ، لم يُترجمُها الواقعُ، وزراةُ التعليمُ العالي والجودةُ أكلَت علي أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ مستحقاتٍ وعدَت بها، ضاعَت إلي غيرِ رجعةٍ مصداقيةٌ لم تسعْ لبنائها، بأمانةٍ وإخلاصٍ. أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ يتواجدون بالحدِ الأدني، يجمعون بين وظيفتِهم في الجامعةِ وغيرِها، لا يصدقون، ولن، منهم من وقعَ استماراتِ الجودةِ بنيةِ عدم الوفاءِ مع من لا أمان لهم، من لحسوا كلامَهم. حاجة تضحك وتبكي، كله بيضحك علي كله!!

من أثَرَ في من، التعليمُ الحكومي أم الاستثماري؟ التعليم الحكومي أقدم، من المفترضِ أن يكون عنده المثل، أبداً. التعليمُ الحكومي يحاكي التعليم الاستثماري، برامجٌ مميزةٌ بالفلوسِ، استماراتٌ يقيم فيها الطلابُ أساتذتهم، تناكة علي إيه، الله أعلم. وصلَ الحالُ للا تعليم واللا تربية، تجرأَ الطلابُ علي المؤسساتِ التعليميةِ، وضعٌ طبيعي، يستحيلُ توقعُ غيرُه. المضحك أن العمليةَ الإداريةَ في الجامعاتِ الخاصةِ تراقبُ أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ، تحاسبُهم، تُحققُ ما تعجزُ عنه جامعاتُ الحكومةِ!! في جامعاتِ الحكومةِ يتصورُ عضو هيئةِ التدريسِ أنه فوق الحسابِ والمساءلةِ، ما أن يحصلَ علي الدكتوراةِ حتي يبدأُ مسلسلُ الفرعنةِ، ما بالك عندما يصلُ للأستاذيةِ، ألية المحاسبةِ، عائمةٌ مائعةٌ.

لما طُبِقَ القانونُ علي المعيدين والمدرسين المساعدين المتباطئين المتكاسلين ثارَت الدعاوي عن إهدارِ المالِ العامِ وسمعةِ مصر!! في أي مكانٍ بالعالمِ تحتاجُ الدكتوراة أو الماجستير أكثرَ من خمسةِ أعوامٍ؟ هل وُضِعَ القانونُ ليطبقُ أم ليُهجرُ ويُركنُ؟ هل نحن في زمن المُطالبةِ بإهدارِ القوانين؟! ماذا يُرتجي من معيدٍ أو مدرسِ مساعدٍ أضاعَ الوقتَ بحُجَجٍ واهيةٍ؟ يستحيلُ أن يكونَ منهم أعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ ملتزمون واعدون.

الأسلاكُ دخلَت بعضُها في بعضٍ، اختلَت البوصلةُ، جامعاتُ الحكومةِ أصبحَت مَسخاً؛ مجانيةٌ هي أم خاصة؟ يحكمها قانونٌ يحترمُه الجميعُ أم كلُه بالتساهيلِ والقدرةِ؟ أهي بشنب أم من غير شنب؟! الخلاصةُ أن جامعاتَ الحكومةِ سلَمت النمرَ، باي باي،،

معارض مكتبة الإسكندرية – ديسمبر 2009


أقامت مكتبة الإسكندرية معرضين شيقين تنهى بهما العام فى تميز وإقتدار.

1- المعرض الاستعادى (Retrospective Exhibition) لأعمال فنان الكاريكاتور صاروخان بالتعاون مع جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة.

يعد ألكسندر صاروخان (1898-1977) الأرمينى الأصل والذى إستقر فى مصر منذ 1924 أحد أهم فنانى الكاريكاتور الذين ظهروا فى مصر فى القرن الماضى.

يشمل المعرض ثمانون عملآ متنوعآ بدءآ من أعماله أثناء دراسته الأكاديمية فى فيينا (1922-1924) حتى أعماله قبيل وفاته، ما بين البورتريهات والرسومات الكاريكاتورية خاصة السياسية منها، بالألوان أو بالأبيض والأسود أو بإضافة اللون الأحمر كلون ثالث مع مزجه فى درجات مع اللون الأبيض أو الأسود.

يظهر تأثير دراسته الأكاديمية خاصة فى رسمه لوجه وحركة أو وضع جسم شخصياته بشكل ملفت للنظر مما ساهم فى زيادة تأثير رسوماته لدى المتلقى.

هذا وقد كرمته محافظة القاهرة بأن أطلقت إسمه على أحد شوارع النزهة الجديدة منذ نهاية عام 2006.

يستمر المعرض حتى يوم 28 ديسمبر الحالى.

2-بينالى مكتبة الإسكندرية الدولى للحفر الصغير (Miniature Graphics) الدورة الأولى.

يضم المعرض عددآ كبيرآ من الأعمال يتراوح مقاسها من حوالى 2,5×2,5 سم حتى حوالى 10×10 سم لأكثر من مائة فنان من جميع أنحاء العالم إلى جانب عدد من الفنانين المصريين, ويقدم لنا تشكيلة رائعة لأنواع الحفر المختلفة ما بين حفر على الخشب أو المعدن أو الالحجر ومنها البارز أو الغائر إلى جانب الطباعة على الحرير وإستخدام التقنيات الحديثة فى أشكال وأساليب متنوعة.

المعرض إضافة قيمة للحركة الفنية وفرصة لمحبى الفنون أن يتذوقوا هذه النوعية التى لا نراها كثيرآ.

المعرض يستمر حتى يوم 25 يناير القادم.

كل عام وأنتم بخير.


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الأحد، 6 ديسمبر 2009

الكنائس هنا والمآذن هناك ...


التصويتُ وسيلةُ المجتمعاتِ المتحضرةُ للتعبيرِ عن آرائها، بالقبولِ أو بالرفضِ، صَوَتَ الشعبُ السويسري علي منعِ إقامةِ المآذنِ باعتبارها رمزاً دينياً يدعو إلي العنفِ. رأيٌ شعبيٌ، هو الأهم في هذه القضيةِ، خاصةً وأنه لا يتوقفُ عند حدودِ دولةٍ أوروبيةٍ بعينها ولو بدا كذلك. كالعادةِ بدأ الإعلامُ العربي في سكبِ المقالاتِ الانفعاليةِ عن اضطهادِ المسلمين ورفضِ الإسلامِ، قلةٌ بحثَت في أسبابِ هذا التصويتِ ونتيجتِه. بعضُ العربِ ممن سألَهم معدو برامج الرأي في قناةِ البي بي سي الفضائيةِ قالوا بوجوبِ معاملةِ المسيحيين في بلدانِهم العربيةِ بنفسِ الأسلوبِ.
ردودُ الأفعالِ في البلدانِ الإسلاميةِ لا تخرجُ دوماً عن الإنفعالِ والهيجانِ، كأن الكلَ علي خطأ دون محاولةِ الاجتهادِ للبحثِ في الذاتِ. القولُ بمعاملةِ المسيحيين بالمثلِ فيه من تسطيحِ الأمورِ ما يؤكدُ علي غيابِ الوعي، هم سكانٌ أصليون في البلدانِ العربيةِ، أصحابُ أرضٍ وحقٍ ، ليسوا مهاجرين وراءَ لقمةِ عيشٍ. ما أكثر ما تنتهكُ ممتلكاتُهم لو حاولوا إصلاحَ كنيسةٍ فما بالك بإنشائها، أين هي الكنائسُ في السعودية ودولِ الخليجِ؟ لماذا التباكي علي منعِ المآذنِ وليس المساجدِ وفي الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ تُمنعُ الكنائسُ وكذلك يُحظرُ دخولُ المختلفين في الدينِ لمدنٍ بذاتِها؟
المشكلةُ في تصورِ التميزِ علي الآخرين، في أحقيةِ فعلِ أي شئ، حتي في بلدانِ أجنبيةٍ مختلفةٍ في عاداتِها وأفكارِها ومعتقداتِها. هذا التميزُ الموهومُ يبيحُ التعدي علي حرياتِ الآخرين وممتلكاتِهم وتسفيه أفكارِهم ومعتقداتِهم، هو سببُ التقاتُلِ بين المسلمين وأنفسِهم قبل أن يتصادموا مع غيرِهم. المسلمون في أزمةٍ شديدةٍ، ولا يبدو لها من مخرجٍ مع الانغلاقِ داخلَ الذاتِ، الصراعاتُ في هذا الزمنِ معظمُها في دولٍ إسلاميةٍ، وكذلك الفقرُ والجهلُ والمرضُ والفسادُ والديكتاتوريةُ.
منعُ المآذنِ ولو كان فيه تعديُ علي رمزٍ، فهو إجراءٌ فيه دلالةٌ علي ما قد يأتي؛ الأهم أن المسلمين يعيشون عالةً علي العالمِ ويتنطعون عليه،،

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

رسالة إلي محرر بريد الجمعة...


بداية أشكرك علي هذا الباب الجماهيري الذي ينبغي أن يكون طاقة نور للخُلقِ الحسنِ والتسامحِ والتعاون وتقبل الآخرين. لماذا أكتب لك؟ لما استفزني من رد نشرته يوم الجمعة الموافق 4 ديسمبر 2009 للسيدة أو الأنسة/ نهي حسن تحت عنوان "هذا الجبروت" وجاء في أول سطر منه "ساعدني كي نحمي أطفال وأبناء المسلمين" وتكرر بعد ذلك نفس التصميم عندما قالت في الفقرة قبل الأخيرة "أن هناك قانوناً يحمي أبناء المسلمين"، ثم جاء في أول الفقرة الأخيرة "مسئولية تربية أبناء الوطن والمسلمين". الأمر إذاً خرج من إبداء الرأي تجاه مأساة إلي مأساةٍ التعصب ورفض الآخرين وهي أكبر وأخطر.

لا أدري هل فاتك التنبه أم أنك تشاركها الرأي؟ أرجو الحذر في باب بمثل جماهيرية بريد الجمعة.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

لا لتدميرِ التعليمِ الهندسي..بلا كللٍٍ


تعرَضتُ من قبل لما يتعرضُ له التعليمُ الهندسي من مخاطرِ تصوراتٍ خاصةٍ ستعصفُ به بأكثرِ مما أعلَه وأثقلَه، ولما كانت الأقاويلُ عما يُدَبرُ لا تهدأ في كليات الهندسةِ الحكوميةِ، فإن السكوتُ علي ما قد يُحاكُ ترفاً لا نملُكه ويعدو من الواجبِ وأمانةِ المسئوليةِ والكلمةِ أن نستمرَ في مواجهةِ مخططاتٍ يستحيلُ أن يكون لها من نفعٍ. المؤتمراتُ التي تنظمُها "المجموعةُ" المهيمنةُ علي قطاعِ الدراساتِ الهندسيةِ في وزارة التعليم العالي و"الجودة" لا تدلُ إلا علي الإصرارِ علي تكريسِ وفرضِ ما لا يراه سواها؛ مؤتمراتٌ من تلك التي يُنتقي فيها المتكلمون والحضورُ، سيناريوهاتُها معروفةٌ وتوصياتُها مُعَدةُ سلفاً. كلُ الأسفِ والحزنِ لما آلَ إليه الحالُ، إنكارٌ تامٌ متعمدٌ للآراءِ مع حصرِها في "شلةٍ" ضيقةٍ، أياً كان مسماها، خبراءٌ، مستشارون، حتي التعيينات في المراكزِ القياديةِ بالجامعاتِ لا تكون إلا لتنفيذِ ما يُري، لا لوضعِ أفكارٍ مستقلةٍ وتصوراتٍ جديدةٍ، نفسُ ما اِتُبِعَ لما شُكِلَت اللجانُ العلميةُ للترقياتِ، بلا أساسٍ علميٍ مميزٍ إلا الرضا والاستبعادِ.
الدراساتًُ الهندسيةُ تتعرضُ لخطرٍ كاسحٍ، شلةُ التصوراتِِ والرؤي قرَرَت ولا رادَ لما عَنَ لها وخطَرَ ببالِها، هكذا تنتشرُ المخاوفُ في كلياتِ الهندسةِ الحكوميةِ، الدراساتُ الهندسيةُ لا بدَ أن تكونَ علي أربعِ سنواتٍ، هو كده، عناد وعافية، أمريكا وأوروبا كده!! ما دارَت عليه الدراساتُ الهندسيةُ لسنواتٍ كوم وما تراه هذه "الدائرةُ" كوم آخر، وجدوا التايهة، اختصارُ سنوات دراسة الهندسة. أهو تصورٌ خاصٌ لإظهارِ الابتكارِ والإبداعِ؟ أهو رضوخٌ لنفوذِ الجامعاتِ والأكاديمياتِ الخاصةِ التي تريدُ الطالبَ وبسرعةٍ تقلبه؟ لقد ألحقوا بدراسةِ الهندسةِ بها طلابَ ثانوية عامة حاصلين علي ٦٤٪، مجموعٌ لا يعني إلا انخفاضَ مستوي الذكاءِ والتحصيلِ والالتزامِ. حتي الدراساتِ العليا، التي تتطلبُ امكاناتٍ ومهاراتٍ عقليةً وعلميةً متميزةً، انفتحَت واسعةً في كلياتِ الهندسةِ الحكوميةِ لطلابِ الأكاديمياتِ والكلياتِ والمعاهدِ الخاصة، طلابٌ يبتغون غسلَ شهاداتِهم إياها وكلياتٌ حكوميةٌ تلهثُ وراء فلوسِهم، رغماً عن الأقسامِ العلميةِ التي ترفضُهم لقلةِ مقدرتِها من حيث أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ والمعاملِ ولتردي مستواهم العلمي. هانَت مهنةُ الهندسةِ وضربتَها البطالةُ من فرطِ ما اِبتُذِلَت بكلياتٍ ومعاهدٍ خاصةٍ أُنشئت بلا حسابٍ ولا تخطيطٍ وبلا تعليمٍ ولا تربيةٍ. سوبرماركت الدراساتِ الهندسيةِ أحطَ من جلالِها، شهاداتٌ من كل لون، تعليمٌ ترفيهي، سطحيٌ، خُذ شهادة واحصُل علي الأخري مجاناً!!
مصيبةٌ والله ما نحن فيه، الأقوالُ تدورُ في كلياتِ الهندسةِ الحكوميةِ عما يدبرُونه بليلٍ ويُسكَتُ عنهً؛ ما يسمعون إلا أنفسَهم، مهما رأي المحايدون المتجردون المنزهون عن هوي الكرسي والشُهرةِ. هنا دورُ الإعلامِ المخلصِ في تسليطِ الضوءِ علي المصائبِ وكشفِها، بلا حساباتٍٍ إلا الحقيقةَ، مهما فُصِلَت المؤتمراتُ وأزيعَت التوصياتُ إياها. من قبلِ بعشوائيةٍ ألغوا السادسةِ الإبتدائيةِ وبقدرةِ قادرٍ أعادوها، وهكذا تريدُ "الشلة" إلغاءَ سنةٍ بطولِها من الدراساتِ الهندسيةَ. أغيثوا الدراساتِ الهندسيةَ ومهنةَ الهندسةِ مما يُحاكُ باسم التطويرِ، أنقذوها من نكبةٍ في غيابِ الصراحةِ والوضوح والمحاسبةِ والمتابعةِ والمراجعةِ.
التطويرُ يستحيلُ بالهدمِ، بانكارِ عقودًٍِ تخرَج خلالها عباقرةُ المهندسين وما أثبَت الزمنُ خيبةَ تأسيسِهم وتعليمِهم ويستحيلُ أن تكون الخيبةُ ألا في إلغاءِ سنةٍ من الدراسةِ الهندسيةِ. اللهم لوجهك كتبنا،،

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

شاهدت في السينما

الهاوية

Red Cliff

فيلم صينى تاريخى ذو إنتاج ضخم (80 مليون دولار) حول معركة مصيرية قادتها قوات الإمبراطور من شمال الصين تحت قيادة قائد مستبد لإخضاع مقاطعتين جنوبيتين متمردتين خلال القرن الثالث الميلادى.

فيلم متميز للمخرج الصينى الأصل جون وو الذى خاض تجربة هوليوود (Face/Off) ويقدم لنا هنا سردآ تفصيليآ لتلك المعركة من بدايتها إلى نهايتها فيتعايش معها المشاهد. ولم ينسى المخرج إبراز بعض ما عرفته الصين قبل غيرها مثل البارود والشاى. فيلم ممتع يستحق المشاهدة.

درجة الفيلم : 7 من عشرة

الفرصة الأخيرة

Last Chance Harvey

فيلم رومانسى خاص بكبار السن كتبه وأخرجه الشاب الإنجليزى جويل هوبكنز بإسلوب تقليدى لكن بإحساس بالغ ومشاعر جياشة. الفيلم يحمل الكثير من المواقف المؤثرة مثل علاقات أسرية مضطربة, الحاجة إلى الحب وأخيرآ الميعاد الذى لا يتم. أداء رائع من داستن هوفمان وإيما تومسون. فيلم من النوعية التى لا نمل من مشاهدتها.

درجة الفيلم : 7 من عشرة

لعبة الموث

Gamer

فيلم تدور أحداثه فى المستقبل القريب عن ألعاب شبيهة بألعاب الفيديو لكن بإستخدام أشخاص حقيقيين بدلآ من الخيال. الفكرة رأيناها كثيرآ من قبل وقد يكون الفيلم مستوحى من فيلم The Running Man الذى أنتج منذ أكثر من عشرين عامآ مأخوذآ من قصة كتبها ستيفن كنج ولكن لم يتم ذكر ذلك. إستخدم صانعا الفيلم إسلوب الإبهار وهو المناسب لموضوع الفيلم. يحسب للفيلم إختيار إحدى أجمل أغنيات الثمانينيات للثعبير عن الموضوع وهى أغنية Sweet Dreams لفريق Eurythmics لكن بأداء جديد. كما يحسب له وجود بعض الفكر الإيجابى رغم الشكل الترفيهى الغالب.

درجة الفيلم : 6 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون