الجمعة، 22 يناير 2010

في اختيارِ القياداتِ الجامعيةِ...


خرَجَت جامعاتُ مصر من أي تصنيفٍ وكل تصنيفٍ، وهو ما يعكسُ حقيقةَ حالٍ لا يصحُ إغفالُه أن كان هناك حرصٌ علي الإصلاحِ، فبدون الجامعاتِ يستحيلُ التطورُ، بدون آراءِ وأفكارِ عقولِها لن تتضحُ الحقيقةُ أيُ حقيقةٍ، ولو كانت شديدةُ المرارةِ، كلامٌ قديمٌ، مُكررٌ، لكن التكرارُ واجبٌ. أولي خطواتِ الظهورِ علي خريطةِ الاحترامِ والتقديرِ العلمي عالمياً، ولو بعدَ عقودٍ، تبدأُ بحسنِ اختيارِ القياداتِ الجامعيةِ، طالما نُبِذَ مبدأُ انتخابِهم، اِختيارٌ بمعاييرٍ علميةٍ، ليس من بينها المجاملاتُ ولا القدرةُ علي إثارةِ التوتراتِ بحجةِ تحقيقِ الانضباطِ.

اختيارُ القياداتِ الجامعيةِ المقصودُ لها التوفيقُ يتحققُ إذا كانوا من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ الحقيقيين الذين عاشوا في الجامعةِ ودخلوا مختلفِ أنشطتِها، الغرباءُ عنها، ولو نجحوا فيما كانوا فيه، يتعذرُ أن يتأقلموا مع أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ لطبيعتِهم الخاصةِ، التي فيها الاعتزازُ بالنفسِ والتخصصِ والمعرفةِ، وهي خصالٌ لا يُقدرُها من يعملُ بعيداً عن الجامعةِ الحقيقيةِ، وبدون إعدادٍ يُطلبُ منه الدخولُ ضمن مسئوليها. ليس بمُستغربٍ إذن أن تُطالعُنا صحفٌ بالحكمِ بالحبسِ والعزلِ علي قيادةٍ جامعيةٍ لامتناعِها عن تنفيذِ حكمٍ قضائيٍ؛ هذه النوعيةُ من القياداتِ تُسئ للنظامِ ككلِ، تارةً لعدمِ تنفيذِ أحكامِ القضاءِ، وأخري للتعسفِ وعدمِ القدرةِ علي التعاملِ في الجامعةِ باعتبارِها مؤسسةٍ تعليميةٍ تقومُ أولاً وثانياً وثالثأً حتي أخيراً علي الفكرِ والحريةِ.

التواصلُ بين القياداتِ الجامعيةِ وأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ يكون أولاً بمن يُختارون لاحترامِهم لكرامةِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ وقيمتِهم وعِلمِهم وتخصصاتِهم، لا مكانَ فيه لمن يستعفون في الخطأَ وفيه يُكابرون، القيمةُ فقط لمن ينآون في ممارساتِهم عن أهواءِ نفسٍ بشريةٍ بالسوءِ وتصفيةِ الحساباتِ أمارةٌ. القياداتُ الجامعيةُ يجبُ أن يكون فيها الكياسةُ والتروي وتحكيمُ العقلِ واستشارةُ أهلِ الخبرةِ، ليست لمن يتحركُ بما يُبثُ في أُذنيه؛ التعاملُ مع أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ له مواصفاتٌ خاصةٌ لا غني عنها، فيها منتهي التروي، انتقاءُ الألفاظِ وتوقيتاتِها، يستحيلُ أن يكون فيها من يخاطبهم بصيغةِ "أنا رئيس الجامعة" أو "أنا عميد الكلية" أو أنا كذا وكذا، الجامعةُ بالأساسِ أساتذةٌ ومنهم من يتقدمُ أيةَ قيادةٍ جامعيةٍ علماً ومكانةً. لا بدَ أن تُختارَ القيادةُ الجامعيةُ التي تفهمُ أن الكرسي زائلٌ وأن البقاءَ للأستاذيةِ، ولاحترامِ الزملاءِ، وهو ما يسهلُ التيقنُ منه، إذا كان من معاييرِ الاختيارِ.

لما تنصلحُ العلاقةُ التي يحكمُها التوترُ وعدمُ الثقةِ والتشككُ بين أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ والقياداتِ الجامعيةِ يمكنُ البدءُ في التفكيرِ في إصلاحِ أحوالِ الجامعاتِ والبحثِ العلمي، في الخروجِ من منطقةِ ما تحت الصفر، قبل ذلك فمسلسلُ العبثِ سيستمرُ ويتصلُ، وما له من ضحيةٍ إلا سمعةَ مصر، ومستقبلِها، إذا كان اليأسُ قد غَلَبَ الحاضرَ،،

الجمعة، 15 يناير 2010

عادل إمام ونجع حمادي ...


ليسا ببعيدين، وجهان لنفس المحنةِ، حقيقةُ ما تتعرضُ له مصر، ما يُدبرُ لها؛ تهجمَ أحدُ أثرياءِ مفتيي الفضائياتِ علي عادل إمام، أُطلِقَت النيران علي أقباطِ نجع حمادي، أقباط مصر، في يوم عيدِهم. من الفاعل؟ من يريدون السيطرةَ علي مصر، إخضاعِها، كلٌ بطرِيقتِه.

التهجمُ علي عادل إمام وجدَ تبريرَه في أفلامٍ قدَمَها منذ فترةٍ، إنه يَسخرُ من الدعاةِ، لا بدَ من فتحِ الدفاترِ القديمةِ، تأديبِه، تمهيدٌ وإعدادٌ لزمنٍ يرُونه آتٍ، يسودُ فيه من سيحكمون، باسم الدين، من لن تُرَدُ لهم كلمةٌ، لا مكانَ لفكرٍ غيرِ فكرِهم ولا رأيَ غيرَ رأيهِم، هم الكلُ في الكلِ، السادةُ، الملوكُ، المفكرون، المقدسون، المنزهون، الأثرياءُ. في الدولةِ التي يريدونها لا فنَ ولا فكرَ ولا اختلافَ إلا فيما يسمحون به، القيودُ والسجونُ والعِصي لمن يُخالفُهم، من لا يرضون عنه في دنياهِم الموعودةٍ، في دولتِهم، التي لابدَ وأن تتوسعَ وتنتشرَ في العالمِ، القريبِ والبعيدِ.

إطلاقُ النيرانَ علي أقباطٍ في يوم عيدِهم، أمامَ كنيستِهم، ليسَ عشوائياً، ولا بفعلِ مجرمٍ مُنفعلٍ غاضبٍ، الفعلُ كلُه لمناخٍ عامٍ تشَكَلَ في اتجاهٍ الأُحاديةِ، رفضُِ الآخرين، عقيدةً، ديانةً، مذهباً، لوناً. الدولةُ الموعودةُ لا تعرفُ إلا ديناً واحداً، بتصورٍ واحدٍ، من لا يسايرُه أو يدخلًه سيكونُ في المرتبةِ الدنيا، عبداً أعجمياً، مُستباحاً ذليلاً، المواطنةُ مفهومٌ غربيٌ، لا وجودَ لها ولا للديمقراطيةِ، المثلُ عندهم في الماضي، يُجَملونه، يُزيفونه، يُغفلون فشلَه واندثارَه، بفعلِه، بعنصريتِه، بظلمِه، بِقَبليتِه.

لماذا انحدَرَت مصر؟ لماذا تَرَدَت؟ لماذا يرونها سَهلةً مُستباحةً؟ الأسبابُ عديدةٌ، في النظامِ، الشعبِ، الجيرانِ، العالمِ. النظامُ غارِقٌ في قضاياه الخاصةِ، كيف يستمرُ، يبقي، تجَمدَ، شاخَ، مماراساتُه مُتَوقعةٌ ولو تصورها مُفاجئةً، سَخَرَ إعلامَه لغُثاءٍ، تفاهاتٍ، سطحياتٍ، نفاقٍ، تدليسٍ، احتكَرَ كلَ الفرصِ، الوظائفُ لمن يتَفَنَنون في الإلهاءِ، في شَغلِ النفوسِ، تهييجِها بعيداً عنه. نظامٌ فقدَ ثقةَ شعبِه حتي لو كان علي صوابٍ، مصيبةٌ، محنةٌ، أين عقلاؤه؟ هل هم موجودون؟ فاتَ الوقتُ.

الشعبُ تغِلُه العصبياتُ في الفكرِ والتصرفاتِ، التَقاتُلُ من أجلِ مباراةِ كرةٍ، لحادثةِ مرورٍ، لمشاجرةِ أطفالٍ، يُصدِقُ من يهاجمُ النظامَ، من بابِ التشفي أحياناً، مُعاندةٌ في أحيانٍ أخري، وأيضاً كراهيةٌ. سوءُ الحالِ أدي الاختناقِ، سوءِ الخلقِ، الهجرةِ إلي سرابِ حالٍ أفضلٍ، وراءَ البحارِ، في الكيفِ، في الانقيادِ وراءَ من سيخلصون باسمِ الدينِ، ولو كانت النهايةُ علي أيديهم.

أما الجيرانُ، يكرهون مصر، من الشرقِ للغربِ، لنظامِها وشعبِها، يستبيحونها، إعلامُ البترولُ يسبُها من أرضِها، ما لا يقدرُ عليه في صحاريهم يستطيعه في مصر، عقودُ العملِ هي الرِقُ بعينِه، هي فَرضُ ثقافةِ الصحراءِ، العتامةُ، القَيظُ، الغِلظةُ، الجَفافُ، اللِحي المُحناةُ، الجلاليبُ القصيرةُ، الثيابُ الداكنةُ، الشَباشِبُ، الحياةُ المُزدوجةُ، ظاهرُها غيرُ باطنِها، قناعُ فضيلةٍ ومعيشةُ فُجرٍ.

وإلي العالمِ، الحروبٌ تَغلبُه في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال واليمن، دخلَتها المجتمعاتُ كلُها قبلَ الجيوشِ، تفجيراتٌ في مواصلاتٍ عامةٍ في بريطانيا، ضابطٌ أردني يطلقُ النارَ علي زملاءٍ له في معسكرٍ أمريكي، متفجراتٌ في ملابسِ نيجيري علي طائرةٍ أمريكيةٍ، صومالي يحاولُ قتلَ رسامٍ دانماركي، منعٌ للمآذنِ، قيودٌ في المطاراتِ والسفرِ. المزاجُ العامُ في العالمِ معبأٌ ضد ما هو مسلمٌ، الكراهيةُ عيني عينك، هنا وهناك.

ما تُعانيه مصرُ مؤكدٌ، واضحٌ، لما في داخلِها ومن خارجِها، الأقباطُ وكذلك عادل إمام وكلُ فكرٍ، ليسوا جزءاً من حكمٍ يُرادُ إقامتُه ونشرُه، التخلصُ منهم بكلِ وسيلةٍ مباحٌ، مُحَلَلٌ. في الصومال مثالٌ له، لفاتورةٍ ستدفعُها الدولُ الضعيفةُ، الهَشةُ، من وجودِها، من استمرارِها، هل تنجو منها مصر؟

الثلاثاء، 5 يناير 2010

وزراءٌ من الجُبِ...



ترقيعاتٌ في شيءٍ مهترئ، يسمونه وزارةً، أناسٌ يدخلون ويخرجون، لماذا؟ لا يعرفون ولا يجوزُ لهم ولا للشعبِ، كلهم عبيدُ إحساناتٍ، عليهم القبولُ والرضا. أُخرِجَ وزيرُ التربيةِ والتعليم بما يجعلُ الزهدَ في أي منصبٍ فضيلةً، كأنه مجردُ كرسيٍ ألقي لمخزنِ الخردةِ. عيب والله حتي لو كان الفشلُ حليفَه، لم يخترْ نفسَه للمنصبِ وما راودَ أحلامَه، فوجئ به مثلما بوغِتَ بالاستبعادِ. هل تعيينُ وزيرٍ أو قلشُه يُصَنفُ سري جداً، سرٌ حربي!! ولما الانتظارُ لأشهرٍ قبل التعيين في العديدِ من المناصبِ في الوزاراتِ والجامعاتِ؟! لم يكنْ تمحصاً ولا تفحصاً ولا تدقيقاً، ما كان الترددُ حكمةً ولا هو من حسنِ الفِطنِ، ولن يكون، ولو كان فكيف يُختارُ بعد طولِ تأخيرٍ وتسويفٍ ومماطلةٍ من يفشلون وبالقوي وبالجامد؟! يستحيلُ أن يكونَ العيبُ فيهم لكن في كيف بعد طولِ دهرٍ أجلَسَوا علي كرسي ليس لهم.

علامات التعجبِ فقدَت معناها، اِستُعيضَ عنها بمفرداتِ السخريةِ والاشمئناط التي تزخرُ بها شبكة الانترنت والجلسات. تعليقاتُ القراءِ في المواقعِ الإلكترونيةِ غير الحكوميةِ تؤكدُ علي رأيٍ شعبي قاطعٍ فيما جرَت عليه عادةُ تجاهلِه في السياساتِ والأشخاصِ، حجمُ انفصالِه عن من يتأخرون ويتلكأون ويعاندون اتسعَ، وصلَ إلي آخر المنتهي.أيةُ سياسةٍ أصبحَت مرفوضةً ومنتقدةً ومكروهةً، وضعٌ مأساويٍ لأي نظامٍ بلغَ به التجمدُ والعجزُ ما يعزلُه تماماً عن الواقعِ، عن قدرِ المخاطرِ التي بيدِه غرِقَ فيها. سنواتٌ وسنواتٌ مرَت، ضاعَ معها عمرُ أجيالٍ ومستقبلُهم في تعييناتٍ لا تُفهمُ ولا تُقبلُ في المناصبِ الوزاريةِ وغيرِها، سياساتٌ وهميةٌ تعرضَ خلالَها الشعبُ لكلِ أنواعِ التجاربِ في التعليمِ والصحةِ والزراعةِ والاقتصادِ، لم يرْ منها إلا أزماتٌ ونكباتٌ.

يستحيلُ أن يتقدمَ وطنٌ ومواطنوه فئرانُ تجاربٍ، يتناوبُ كراسي المسئوليةِ والسياساتِ فيه من تعوزُهم المقدرةَ والعلمَ والفكرَ، ولا مانعَ من انعدامِ الشخصيةِ القياديةِ والكياسةِ الوظيفيةِ، باختصار، وظائفٌ تمنحُ، هباتٌ، عطايا، مكافآتٌ، لا أكثر. السياساتُ يضعُها المتخصصون، أصحابُ الرأي والخبرةِ، أصبحَت مع نوعيةِ الوزراءِ التي فُرِضَت مجردَ شكلٍ، سبوبةٌ للاستمرارِ علي الكراسي لحين القلشِ بأقلِ قدرٍ من الخسائرِ وأكبرِ كمٍ من المغانمِ. الناسُ تأملُ في التغييرِ لأنه سنةُ الحياةِ، عندما يكون بالتنقيطِ يزدادُ يأسُهم وحنقُهم ومعاداتُهم للنظامِ، عندما يحلمون بالتغييرِ فهو في تصورِهم لا يقفُ عند حدِ وزيرٍ أو إثنين، بل إلي ما هو أكثر وأبعد.

لطالما اجتمعَت في وزير التربيةِ والتعليمِ كلُ أسبابِ السخطِ العامِ، لما أُخرِجَ تعاطَفَ معه الكثيرون، ليسَ حباً فيه لكن معاندةً واستنكارً لإهدارِ كرامةِ إنسانٍ أخطأَ قبلَه من وضعَه أمامَ مسئوليةٍ أكبرَ منه ومن أي آتٍ بعدَه وبعدَه وبعدَه. اختيارُ من يصلحون للمناصبِ القياديةِ علمٌ، ليس مصادفةً ولا مجاملةً، لا هو بضربِ الودَعِ ولا بالتقليبِ في الدفاتِرِ القديمةِ ولا بالحفرِ تحت البلاطةِ.

ما علينا، فضفضة والسلام،،

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

جامعاتُ الحكومةِ والاستمرارُ المستحيلُ...


مؤتمراتٌ تُنصَبُ، توصياتٌ تُعلنُ، وبالأحمرِ الزاعقِ خُطَطٌ استراتيجيةٌ حتي عام 2014 لتطوير التعليم العالي، لا ننسي طبعاً الجودةَ عند الدخولِ والخروجِ وقبلِ الأكلِ وبعدِه؛ هذا ما اِختُزِلَ إليه حالُ التعليمِ العالي، تعليمٌ وصلَ به الحالُ إلي طريقٍ مسدودٍ، حافةِ المنتهي. سبوبةٌ للجميعِ، شاغلو الكراسي بخططِهم الاسترتيجية لا يبتغون إلا الاستمرارِ، أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ في معظمِهم يأسوا وانشغلوا بحالِهم، كيف ينتشرون هنا وهناك، بحثاً عن لقمةِ عيشٍ. أما الطلبةُ، في التعليمِ الاستثماري يُفَرِجون عن أنفسِهم وبمقابلِ ما دفعوا يحصلون علي شهاداتٍ، مضروبة وماله، كله عند العرب صابون. نظراؤهم في جامعاتِ الحكومةِ ما يملكون إلا مدرجاتٍ متهالكةٍ ومكتباتٍ خاويةً ومعاملً أثريةً، يُقادون للتطرفِ وللانفلاتِ.

حكايةٌ مُمِلةٌ، مُكررةٌ، فيلم بايخ، لا مفرَ من مشاهدتِه، كَرهاً. جامعاتُ الحكومةِ أضنتَها قياداتٌ عُينَت لأسبابٍ غيرِ مفهومةٍ أو مقبولةٍ، المناصبُ شُغِلَت بأعضاءِ دائرةٍ ضيقةٍ، جداً جداً، من الطبيعي أن تنعزلَ إداراتِ الجامعاتِ عن أعضاء هيئاتِ التدريسِ، أن يتدهورَ الآداءُ. الجودةُ انحصرَت في مجردٍ استماراتٍ، لم يُترجمُها الواقعُ، وزراةُ التعليمُ العالي والجودةُ أكلَت علي أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ مستحقاتٍ وعدَت بها، ضاعَت إلي غيرِ رجعةٍ مصداقيةٌ لم تسعْ لبنائها، بأمانةٍ وإخلاصٍ. أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ يتواجدون بالحدِ الأدني، يجمعون بين وظيفتِهم في الجامعةِ وغيرِها، لا يصدقون، ولن، منهم من وقعَ استماراتِ الجودةِ بنيةِ عدم الوفاءِ مع من لا أمان لهم، من لحسوا كلامَهم. حاجة تضحك وتبكي، كله بيضحك علي كله!!

من أثَرَ في من، التعليمُ الحكومي أم الاستثماري؟ التعليم الحكومي أقدم، من المفترضِ أن يكون عنده المثل، أبداً. التعليمُ الحكومي يحاكي التعليم الاستثماري، برامجٌ مميزةٌ بالفلوسِ، استماراتٌ يقيم فيها الطلابُ أساتذتهم، تناكة علي إيه، الله أعلم. وصلَ الحالُ للا تعليم واللا تربية، تجرأَ الطلابُ علي المؤسساتِ التعليميةِ، وضعٌ طبيعي، يستحيلُ توقعُ غيرُه. المضحك أن العمليةَ الإداريةَ في الجامعاتِ الخاصةِ تراقبُ أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ، تحاسبُهم، تُحققُ ما تعجزُ عنه جامعاتُ الحكومةِ!! في جامعاتِ الحكومةِ يتصورُ عضو هيئةِ التدريسِ أنه فوق الحسابِ والمساءلةِ، ما أن يحصلَ علي الدكتوراةِ حتي يبدأُ مسلسلُ الفرعنةِ، ما بالك عندما يصلُ للأستاذيةِ، ألية المحاسبةِ، عائمةٌ مائعةٌ.

لما طُبِقَ القانونُ علي المعيدين والمدرسين المساعدين المتباطئين المتكاسلين ثارَت الدعاوي عن إهدارِ المالِ العامِ وسمعةِ مصر!! في أي مكانٍ بالعالمِ تحتاجُ الدكتوراة أو الماجستير أكثرَ من خمسةِ أعوامٍ؟ هل وُضِعَ القانونُ ليطبقُ أم ليُهجرُ ويُركنُ؟ هل نحن في زمن المُطالبةِ بإهدارِ القوانين؟! ماذا يُرتجي من معيدٍ أو مدرسِ مساعدٍ أضاعَ الوقتَ بحُجَجٍ واهيةٍ؟ يستحيلُ أن يكونَ منهم أعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ ملتزمون واعدون.

الأسلاكُ دخلَت بعضُها في بعضٍ، اختلَت البوصلةُ، جامعاتُ الحكومةِ أصبحَت مَسخاً؛ مجانيةٌ هي أم خاصة؟ يحكمها قانونٌ يحترمُه الجميعُ أم كلُه بالتساهيلِ والقدرةِ؟ أهي بشنب أم من غير شنب؟! الخلاصةُ أن جامعاتَ الحكومةِ سلَمت النمرَ، باي باي،،

معارض مكتبة الإسكندرية – ديسمبر 2009


أقامت مكتبة الإسكندرية معرضين شيقين تنهى بهما العام فى تميز وإقتدار.

1- المعرض الاستعادى (Retrospective Exhibition) لأعمال فنان الكاريكاتور صاروخان بالتعاون مع جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة.

يعد ألكسندر صاروخان (1898-1977) الأرمينى الأصل والذى إستقر فى مصر منذ 1924 أحد أهم فنانى الكاريكاتور الذين ظهروا فى مصر فى القرن الماضى.

يشمل المعرض ثمانون عملآ متنوعآ بدءآ من أعماله أثناء دراسته الأكاديمية فى فيينا (1922-1924) حتى أعماله قبيل وفاته، ما بين البورتريهات والرسومات الكاريكاتورية خاصة السياسية منها، بالألوان أو بالأبيض والأسود أو بإضافة اللون الأحمر كلون ثالث مع مزجه فى درجات مع اللون الأبيض أو الأسود.

يظهر تأثير دراسته الأكاديمية خاصة فى رسمه لوجه وحركة أو وضع جسم شخصياته بشكل ملفت للنظر مما ساهم فى زيادة تأثير رسوماته لدى المتلقى.

هذا وقد كرمته محافظة القاهرة بأن أطلقت إسمه على أحد شوارع النزهة الجديدة منذ نهاية عام 2006.

يستمر المعرض حتى يوم 28 ديسمبر الحالى.

2-بينالى مكتبة الإسكندرية الدولى للحفر الصغير (Miniature Graphics) الدورة الأولى.

يضم المعرض عددآ كبيرآ من الأعمال يتراوح مقاسها من حوالى 2,5×2,5 سم حتى حوالى 10×10 سم لأكثر من مائة فنان من جميع أنحاء العالم إلى جانب عدد من الفنانين المصريين, ويقدم لنا تشكيلة رائعة لأنواع الحفر المختلفة ما بين حفر على الخشب أو المعدن أو الالحجر ومنها البارز أو الغائر إلى جانب الطباعة على الحرير وإستخدام التقنيات الحديثة فى أشكال وأساليب متنوعة.

المعرض إضافة قيمة للحركة الفنية وفرصة لمحبى الفنون أن يتذوقوا هذه النوعية التى لا نراها كثيرآ.

المعرض يستمر حتى يوم 25 يناير القادم.

كل عام وأنتم بخير.


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الأحد، 6 ديسمبر 2009

الكنائس هنا والمآذن هناك ...


التصويتُ وسيلةُ المجتمعاتِ المتحضرةُ للتعبيرِ عن آرائها، بالقبولِ أو بالرفضِ، صَوَتَ الشعبُ السويسري علي منعِ إقامةِ المآذنِ باعتبارها رمزاً دينياً يدعو إلي العنفِ. رأيٌ شعبيٌ، هو الأهم في هذه القضيةِ، خاصةً وأنه لا يتوقفُ عند حدودِ دولةٍ أوروبيةٍ بعينها ولو بدا كذلك. كالعادةِ بدأ الإعلامُ العربي في سكبِ المقالاتِ الانفعاليةِ عن اضطهادِ المسلمين ورفضِ الإسلامِ، قلةٌ بحثَت في أسبابِ هذا التصويتِ ونتيجتِه. بعضُ العربِ ممن سألَهم معدو برامج الرأي في قناةِ البي بي سي الفضائيةِ قالوا بوجوبِ معاملةِ المسيحيين في بلدانِهم العربيةِ بنفسِ الأسلوبِ.
ردودُ الأفعالِ في البلدانِ الإسلاميةِ لا تخرجُ دوماً عن الإنفعالِ والهيجانِ، كأن الكلَ علي خطأ دون محاولةِ الاجتهادِ للبحثِ في الذاتِ. القولُ بمعاملةِ المسيحيين بالمثلِ فيه من تسطيحِ الأمورِ ما يؤكدُ علي غيابِ الوعي، هم سكانٌ أصليون في البلدانِ العربيةِ، أصحابُ أرضٍ وحقٍ ، ليسوا مهاجرين وراءَ لقمةِ عيشٍ. ما أكثر ما تنتهكُ ممتلكاتُهم لو حاولوا إصلاحَ كنيسةٍ فما بالك بإنشائها، أين هي الكنائسُ في السعودية ودولِ الخليجِ؟ لماذا التباكي علي منعِ المآذنِ وليس المساجدِ وفي الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ تُمنعُ الكنائسُ وكذلك يُحظرُ دخولُ المختلفين في الدينِ لمدنٍ بذاتِها؟
المشكلةُ في تصورِ التميزِ علي الآخرين، في أحقيةِ فعلِ أي شئ، حتي في بلدانِ أجنبيةٍ مختلفةٍ في عاداتِها وأفكارِها ومعتقداتِها. هذا التميزُ الموهومُ يبيحُ التعدي علي حرياتِ الآخرين وممتلكاتِهم وتسفيه أفكارِهم ومعتقداتِهم، هو سببُ التقاتُلِ بين المسلمين وأنفسِهم قبل أن يتصادموا مع غيرِهم. المسلمون في أزمةٍ شديدةٍ، ولا يبدو لها من مخرجٍ مع الانغلاقِ داخلَ الذاتِ، الصراعاتُ في هذا الزمنِ معظمُها في دولٍ إسلاميةٍ، وكذلك الفقرُ والجهلُ والمرضُ والفسادُ والديكتاتوريةُ.
منعُ المآذنِ ولو كان فيه تعديُ علي رمزٍ، فهو إجراءٌ فيه دلالةٌ علي ما قد يأتي؛ الأهم أن المسلمين يعيشون عالةً علي العالمِ ويتنطعون عليه،،

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

رسالة إلي محرر بريد الجمعة...


بداية أشكرك علي هذا الباب الجماهيري الذي ينبغي أن يكون طاقة نور للخُلقِ الحسنِ والتسامحِ والتعاون وتقبل الآخرين. لماذا أكتب لك؟ لما استفزني من رد نشرته يوم الجمعة الموافق 4 ديسمبر 2009 للسيدة أو الأنسة/ نهي حسن تحت عنوان "هذا الجبروت" وجاء في أول سطر منه "ساعدني كي نحمي أطفال وأبناء المسلمين" وتكرر بعد ذلك نفس التصميم عندما قالت في الفقرة قبل الأخيرة "أن هناك قانوناً يحمي أبناء المسلمين"، ثم جاء في أول الفقرة الأخيرة "مسئولية تربية أبناء الوطن والمسلمين". الأمر إذاً خرج من إبداء الرأي تجاه مأساة إلي مأساةٍ التعصب ورفض الآخرين وهي أكبر وأخطر.

لا أدري هل فاتك التنبه أم أنك تشاركها الرأي؟ أرجو الحذر في باب بمثل جماهيرية بريد الجمعة.