الجمعة، 14 يونيو 2013

إلى اللجانِ العلميِة للترقياتِ بالجامعاتِ .. لا عِصمةَ في العلمِ


بَذَلَ المجلسُ الأعلى للجامعاتِ جَهدًا كبيرًا لتشكيلِ اللجانِ العلميةِ الدائمة، استجابَ للشكاوى من أخطاءٍ عدة في كشوف أعضائها، ووضعَ بقَدرٍ حدًا لتأبيدِ عضويةِ تلك اللجان، وحددَ وفق المستطاعِ معاييرًا لتقويمِ الوزنِ العلمي للدوريات والمؤتمراتِ العلميةِ، كما مَدَ سنةً انتقاليةً لتطبيقِ القواعدِ للجديدةِ للترقياتِ على المتقدمين لها. الكمالُ مستحيلٌ، لكن المحاولةَ لازمةٌ. لكن ما لا تستطيعُ أي قواعدٍ تغييرَه هو ما في النفوسِ، مع الأسفِ. 

من أعضاء هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ، ليس كلُهم، من يرون أن كِبَرَ السنِ ومرورَ الزمنِ على الأستاذيةِ يضفي عليهم قداسةً تعصمُهم من الخطأ، فما يضعون عليه أسماءهم من مقالاتٍ لا يجوزُ تحكيمُها ولو تدنى مستواها، وحتى لو نُشِرَت في دورياتٍ ضعيفةِ القيمةِ. مسلكٌ لا علمَ فيه ولا مراعاةً لوقارٍ يفرضُه العلمُ والسنُ، على حدٍ سواءٍ،  مع أنهم يتقبلون بمنتهى رحابةِ الصدرِ رفضَ أعمالِهم خارج مصر ولو تدنى مستوى المجلةِ أو المؤتمرِ الذي تقدموا له. وستقودُنا العصمةُ التي ُيريدُ البعضُ فرضَها على نفسِه بما يجافي العلمَ إلى نقطةٍ سنعرضُها لاحقًا. لذا فإنه من غير المقبولِ أن يؤدي تصورُ العِصمةِ إلى أن تكونَ أسماءٌ بعينِها، على مقالاتٍ يتقدمُ بها محتاجو الترقيةِ، جوازًا لمرورِ أعمالِهم، من منطقِ لي ذراع اللجانِ العلميةِ ومُحكمي تلك الأبحاثِ. نحن في فترةٍ تغيرَت فيها النظرةُ للأكبرِ، وواجبُه أن يتعِظَ ويجعلَ سِنَه كابحًا له حمايةً من نظرةٍ أو كلمةٍ لن تُكبَحَ، ولن تَرحَم؛ وقد نَصحَ عمر بن العزيز من هو أكبر أن يُعِينَ الأصغرَ على توقيرِه، بالتواضعِ في المقامِ الأولِ. لا حَرجَ في العلمِ ولا في ابتغاءِ المصلحةِ، فالبحثُ العلمي مستقبلُ بلدٍ يئنُ من ممارساتٍ خاطئةٍ أشعلَت ثورةً ويستحيلُ أن تستمرَ على خطئها في أي مجالٍ. 

وإلى النقطةِ التي وعدنا بها.  فقد اقترحَ المجلسُ الأعلى للجامعاتِ تقويمًا للدورياتِ المحليةِ التي تصدرُها الكلياتُ، وعلى الرغمِ من المجهودِ الذي يُبذلُ للارتفاعِ بمستواها إلا أن طريقَها إلى القارئ العلمي في العالمِ لا يزالُ طويلًا. لكن مع غيابِ الشفافيةِ والتجردِ ظهرَ من ينادي بمعاملةِ تلك الدورياتِ باعتبارِها عالميةً لمجردِ أنها طُبِعَت بمقابلٍ من خلالِ ناشرٍ عالميٍ أعلَن صراحةً أنه غيرُ مسئولٍ عن محتواها. وهو أمرٌ شبيهٌ بطباعةِ صحفٍ مستقلةٍ ومعارضةٍ، على مسئوليةِ محرريها، في مطابعِ الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية. تفتقرُ الدورياتُ المحليةُ تلك التحكيمَ المحايدَ، فالمسئولُ عن تحريرِها يختارُ لنفسِه من يُحكمون مقالاتِه، وهو دائمًا تحت ضغطِ من يرون أنهم من أهلِ العِصمةِ لتمريرِ مقالاتٍ عليها أسماؤهم، بسرعةٍ وطبعًا سيكونُ تحكيمُها محلَ تساؤلٍ. أمام الدورياتِ المحليةِ مشورًا لتكون على قائمةِ المصداقيةِ العلميةِ، والعيبُ أساسًا فينا. 

التساؤلُ الواجبُ الآن، هل اللجانُ العلميةُ الدائمةُ نقاباتٌ اجتماعيةٌ أو مهنيةٌ؟ بمعنى أن هل ممثلو كلِ كليةٍ باللجانِ مُختارون للدفاعِ عن المتقدمين منها، ولو تواضَعَ مستواهم العلمي أو أهملوا؟ يقينًا، عضوية اللجانِ العلميةِ الدائمةِ ليست مَغنمًا يُستثمرُ ولا هي جَميلٌ يُمَنُ به على المتقدمِ ولا هي انتقامٌ منه. المجلس الأعلى للجامعاتِ مهما وضعَ من قواعدٍ لن يُصلحَ ما بالنفوسِ، لكن من اللازمِ، أن نَرفعَ هذه الأمورَ ونركزُ عليها، حرصاً على العدالةِ بين المتقدمين للترقيةِ، فصالحُ أي وطنٍ في العدلِ وتقدمُه في البحثِ العلمي الحقيقي. 

هل من الضروري أن يكونَ هناك ميثاقُ شرفٍ يُقسمُ عليه أعضاءُ اللجانِ العلميةِ؟ الآن، القضاءُ يُحاسَبُ ويطورُ نفسَه، بضغوطٍ من كل اتجاهِ، واللجانُ العلميةُ ليست بالمعصومةِ.  البحثُ العلمي لا يعرفُ إنت مش عارف أنا عندي كم سنة أو انت ناسي أنا مين، أنه لا يعرفُ أسماءًا توضع "فِردةً" على مقالاتٍ، إنه لا يعترفُ إلا بالتعبِ والسهرِ، لا عصمةَ فيه، فيه التواضعُ.

 بالمناسبةِ، لكلِ من افترضَ في نفسِه العصمةَ لمرورِ الزمنِ،  هل كل أغاني عظماءِ الفن، أم كلثوم وعبد الوهاب، على نفسِ المستوى؟ مستحيل، منها ما لم يُقبلْ، عادي ..

الآن، ليس في مصر معصومين، ولو كان هناك من توهَمَ وادعى،،


Twitter: @albahary

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

التَهييضُ .. في الجامعاتِ أيضًا

هَياضٌ، شخصٌ مبالغٌ، يجعلُ من الحبةِ قبةً، ومن النملةِ فيلًا، ومن الخلِ عصيرَ أناناسٍ. التهييضُ إذن هو المبالغةُ في ذكرِ الإنجازاتِ، الشخصيةِ منها بالذاتِ، وهو لي الحقائق بما يظهرُ الأشياءَ بغيرِ حقيقتها، فيضخمُها ويخفي أو يقللُ من عيوبِها ومساوئها. وللهياضِ جوقتُه من المنتفعين الذين يلتفون حوله ترويجًا، وخللي حمادة يلعب. التهييضُ فيه الكثيرُ من فشرِ أبو لمعة الذي كان يشكلُ فريقَ كرة قدمٍ منه وحده في كل المراكز، وفيه من هَجصِ شجيع السيما الذي كان يضربُ دستةِ أشرارٍ واقفين في طابور الضربِ ويُكوِمُهم واحدًا بعد الأخر.  

وقد ارتبطَ التهييضُ بكلِ من تولى مسئوليةً واستمرأ الكرسي، وأيضاً بكل من هفا وجدانُه لكرسي وبه هامَ عشقًا. كم شاهدنا وحفظنا حركاتِ من بنوا مشاريعًا وما كانت إلا من رمالٍ، وبنوا مصانعًا وما كانت إلا لقشٍ، أوهموا بها شعبًا، وسخروا لها من يَشيدُ ويمدحُ، لعبةُ مصالحٍ، ونَفْعٌ واستَرزاقٌ. لقد عاشَت مصر تاريخًا طويلاً مع التهييضِ بدأ لما كان الفرعون يبني باسمِه وبوضعِ اسمِه مكان أسماءِ من سبقوه، حتى يأتي من بعدِه ويحذو حذَوه. للتهييضِ في مصر نوادرٌ منها تصريحاتُ المسئولين عن استصلاحِ أراضٍ وتوفيرِ فرصِ عملٍ بما يفوقُ المنطقَ والممكنَ والمتاحَ. التجميعُ صُوِرَ صناعةً، والتقليدُ أُظهِرَ ابتكارًا، الصمُ والحفظُ في المدارس والجامعات أصبحا من علاماتِ العبقريةِ. 

التهييضُ ليس على مستوى الدولة الرسميةِ فقط، لكنه أيضًا على المستوى الشعبي، فصاحبُ الدكان يعلقُ أعلاه لافتة سوبرماركت، وسائقُ سيارة ١٢٧ قديمة يضعُ عليها علامة مرسيدس، وعربةُ الفول تكونُ بقدرةِ قادرٍ مطعمًا،  الفول فيها هو الكهرمان واللوز، ماشي إن كانت تحليةَ معيشةٍ وتجَمُلًا بلا كذبِ. أي عازفٍ هو موسيقارٌ، أي مُغنٍ هو أميٌر وكروانٌ وبلبلٌ، أي مُمثلٍ هو نجمٌ، أي لاعبِ كرةٍ هو ميسي، أي مقدمِ برامجٍ هو الرأيُ العام، كلُ من كتبَ كلمتين هو مفكرٌ، كلُ من أطالَ ذقنَه هو شيخٌ وحاجٌ، وكلُ من صاحَ صيحتين هو ثائرٌ. 

الجامعةُ جزءٌ من المجتمعِ، من ثقافتِه، فيها كلُ عِلاتِه، من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ من يُهَيِّضون، يُهَجِصون، لم تمنعهم دراستُهم من الوقوعِ في فخِ التهييض، الدوريات متوسطة المستوى التي تصدرها الكليات يريدون اعتبارُها عالمية حتى لو نَدُرَ قراؤها، يَدَّعون أبحاثًا ومعاملًا واسهاماتٍ. مع الانتخاباتِ في الجامعات، مثل كلِ انتخاباتٍ، يكونُ التهييضُ حرفةً، وسيلةً، لا بدَ من حركاتِ الإنجازاتِ، من تمثيلياتِ الافتتاحاتِ، من الحَليَطةِ للكلِ، من الإنحناءِ للأصغرِ، هكذا تكونُ الثورةُ. من يُهيضُ قد تكونُ على رأسِه بطحةٌ، يُضخمُ ويُفخمُ حجبًا لأخطاءٍ ومزالقٍ. 

مجتمعٌ التهييضُ ركنٌ في حياتِه، يضحكُ على نفسِه، لا على غيرِه، مفهوم ومهروش ومفقوس، للأسف أنه لا يعرفُ،،

Twitter: @albahary

السبت، 11 مايو 2013

غَسيلُ شهاداتٍ ...


الغسيلُ هو إزالة ُشئ ما لا يُراد ظهورُه، حتى لا يبدو على السطحِ إلا ما يريحُ الذاتَ أو ما يرُضي الآخرين، أو كِلاهما. بالتالي، لا يرتبطُ الغسيلُ بالمادياتِ الملموسةِ من ملابسٍ وأوانٍ وأرضياتٍ وحوائطٍ، فهو أشملُ بكثيرٍ، وقد درَجَ عالميًا مصطلحُ غسيلُ الأموالِ money laundering للدلالةِ على إظهارِ واجهاتٍ نظيفةٍ شريفةٍ لأموالٍ مصادرُها غيرُ ذلك، مثل فتح مكاتبٍ ومحالٍ شهيرةٍ فخيمةٍ لاستثمارِ أموالِ تجارةِ مخدراتٍ أو سلاحٍ أو بشرٍ، بحيث تكون غطاءًا ظاهرًا لنشاطٍ خفيٍ وتبدو مصدرًا كاذبًا لثراءٍ كاسحٍ، حتى لو لم تحققْ ربحًا حقيقيًا.

الغسيلُ إذن في مفهومِه غير المرتبطِ بالمادياتِ، هو إخفاءُ واقعٍ مَرفوضٍ أو مُخجلٍ بإظهارِ واجهةٍ مُخالفةٍ تُبديه جميلاً صحيحًا، لا خجلَ منه ولا  عُقَدَ ولا مُركباتِ نقصٍ. الغسيلُ بهذا المفهومِ ليس عملاً محترمًا ولا يكون إلا في بيئةٍ غيرِ سويةٍ تسمحُ به، أو تتسامحُ معه، بيئةٌ لا قانونَ فيها، الانتهازيةُ أهم وسائلُها. وقد عرفت مصر كل أنواعَ الغسيلِ وأضافَت إليه من خصوصياتِها، ولا ننسى أثرياءَ الانفتاحِ وتوظيفِ الأموالِ وتجارةِ العملةِ والشنطةِ الذين بنوا في الممنوعِ وافتتحوا تحت الأضواءِ المبهرةِ، وكلُه تحت شعارٍ شاعَ، أنجَرُ الفتة. ومع مرور الوقت وتغَيُر النفوسِ والأزمنةِ ومع انتشارِ مبدأ "الحمرأة" ظهرَ غسيلٌ جديدٌ في المجالِ التعليمي والوظيفي، غسيلُ الشهادات. لتأكيدِ المعاني قبلَ دخولِ التفاصيلِ، الحمرأةُ هي التَمَسكُن والطأطأةُ عند الحاجة والتَنَمُرُ وقت المقدرةِ أو تصورِ المقدرةِ.  

ولنتوغل الآن في التفاصيلِ. الثانوية العامةُ بما لها وما عليها هي المعيارُ الأعدلُ لتوزيعِ الحاصلين عليها، تعليم عال أو متوسط، علمي أو أدبي. لكن مع مصطلحِ أو تصنيف الكلياتِ إلى قمةٍ وقاعٍ، وبالتالي التفرقةُ بين الخريجين اجتماعيًا، ومهاريًا، ظهرَت العُقدُ الاجتماعيةُ.  فمن يدخلُ كليةً بمجموعٍ متدنٍ يظلُ طوال عمرِه منعوتًا بما لا يحبُ، لا بدَ إذن من مخرجٍ يتفقُ مع الفهلوةِ والفتاكةِ المصريةِ حتى لو كان شاذًا نشاذًا متخاصمًا مع جرى عليه العالمِ، ومن هنا ظهرَ غسيلُ الشهاداتِ، بالذوق وبالعافيةِ خاصةً في هذه الأيامِ التي تحكمُها الغتاتة والغوغائيةُ وحكمُ الشارعِ. 

مظاهراتٌ واعتصامات أمام وزارة التعليم العالي ومجلس الشعب وفي الجامعات، لماذا؟ للحصولِ على شهادةٍ أخرى أو لقبٍ وظيفي غير مستحقٍ. طلابُ أقسام الهندسة الزراعية بكليات الزراعةِ يريدون دخول نقابة المهندسين، فهم يرون أنهم مهندسون، الحكايةُ بدأت بمجموعٍ أوصَلَ إلى كليات ِالزراعةِ بلائحتِها الدراسيةٍ وانتهَت بالمطالبةِ بلقبِ مهندسِ. نفس الوضعِ بدأ باقسام ٍللحاسباتِ في كلياتِ العلوم بمجموعِها ثم تحولُها إلى كلياتٍ للحاسباتِ والمعلوماتِ بمواصفاتِها ولائحتِها وبمجموعِها، وانتهَى إلى أن خريجي وطلاب كليات الحاسبات والمعلومات أطلقوا على أنفسِهم مهندسين بوضعِ اليد، كيف؟ لأنهم يَدرِسون هندسة برمجيات software engineering فتمسكوا بلقب مهندس، في غير إطارِه ومعناه وتعريفِه ومواصفاتِه، وأغفلوا لقب مُبَرمِج programmer. وكأن الألقاب الوظيفيةِ تخضعُ للهوى الشخصي وليس المعاييرِ العالميةِ. 

حدوتةُ سخيفةُ تكررَت وتكررَت، بدأت مع طلاب المعاهد الفنية العليا التي أُنشئت بغرضِ تخريجِ فني على قدرةٍ مهاريةٍ ليست نظريةٍ، وبلائحةٍ دراسيةٍ أُعِدَت لذلك، وانتهَت بمظاهراتٍ واعتصاماتٍ للحصولِ على لقبِ مهندس. نفسُ الحالِ، خريجو المعاهدِ الفنية للقوات المسلحةِ يريدون معادلةَ شهاداتِهم بتلك الممنوحةِ من كلياتِ الهندسةِ، لماذا لا تُعادلُ شهاداتُهم بشهادةِ الكليةِ الفنيةِ العسكريةِ لو كان ذلك ممكنًا؟ هو كده في زمن اللامنطقِ. وأيضًا حكايةُ معهدِ الكفايةِ الإنتاجيةِ التي انتهَت بالمعادلةِ مع بكالوريوس الهندسةِ بعد استيفاءِ عامين دراسيين إضافيين، وبعدها تمت تصفية المعهد!  العنوانُ الرئيسي المُعادُ بنفسِ السيناريو، الالتحاقُ بدراسةٍ بمجموعِها والقبولِ بشروطِها مؤقتًا بنيةِ "الحمرأة" لتحسين الأوضاع بالقفزِ إلى شهادةٍ أخرى وبمُسمى وظيفي آخر.  ابتذالٌ للشهاداتِ الدراسيةِ والألقابِ الوظيفيةِ، وكأن أصحابَ المهنِ اليدويةِ هم القدوةُ لما أطلقوا على أنفُسِهِم ألقابَ مهندس ودكتَرة وكفاءة.

خريجو وطلابُ كليات العلاجِ الطبيعي، اعتبروا أنفسَهم أطباء، الصيادلةُ يصفون الأدوية، صحةُ المريض لا تهمُ، هوجة. طلابُ الجامعاتِ والمعاهدِ الخاصةِ وبعض الجامعات الحكومية يُسَجِلون للدراسات العليا من دبلوم وماجستير ودكتوراة في جامعات القاهرة والإسكندرية وعين شمس حتى تُنسى شهادَتُهم الأسبق، غسيلُ شهادات، المهمُ آخرُ شهادةٍ، لا غرابةَ من تدني مستوى الدراسات العليا أيضًا، خاصةً مع عدمِ قدرةِ الإداراتِ الجامعيةِ على قبولِ نتائجٍ مُتدنيةٍ للامتحاناتِ، وكذلك مع رغبتِها الغالبةِ في تحصيلِ رسومٍ عن الدراساتِ العليا ولو تواضعَ مستوى المتقدمين. 

أما منحِ درجاتٍ علميةٍ قبل اتباع إجراءات المعادلةِ فقد درجَت عليه بعض الجامعاتِ عملًا بسياسة الأمر الواقعِ، بإتاحةِ شهاداتٍ بوضع اليدِ، وعلى المتضرِرين، وهم جمهورُ الطلابِ، التظاهرُ والاعتصامُ، أمام الوزرات، في الجامعاتِ، في أي مكانٍ، باعتبارِها وسيلة الحصولِ على المعادلةِ، الغسيلُ.  وكأن الجامعاتِ كمؤسساتٍ تربويةٍ تسلك نفس النهجِ الذي نعيبُه، لحساباتِها الخاصةِ جدًا. 

وكدأبِها، ساعدَت بعض الفضائياتِ  على شيوعِ مفهومِ غسيلِ الشهاداتِ وروجَت له طالما أن الموضوعَ تربيطاتِ في تربيطاتِ، ثوريو غسيل الشهادات مع فضائيين، المهم الدوشة والزيطة حتى في أمرٍ أكاديمي بحت، له معاييرُه العالميةُ وقواعدُه، والتي لا تؤدي مخالفتُها إلا إلى استمرارِ تدهورِ سمعةِ التعليمِ المصري وخريجيه.  يظهرُ الفضائيون وكأنهم فاهمون جدًا ومُهتَمون بالقوي، ويظهرُ ثوريو غسيلِ الشهاداتٍ صائحين بمنطقٍ مُعوجٍ، مُتباكين على ما يُظهرونه ظلمًا وعدمَ فهمِ الدولةِ لهم، وطبعاً مظاهراتُ واعتصاماتُ الطلابِ جاهرةٌ ومُستعدةٌ، أليسوا المستقبلَ، أليست ثورةً. 

في مصر، كله يروح في الغسيل، كلُه يَغسِلُ، وكله يُغسَلُ، كلُه بالحَمرأة.  غسيلُ شهاداتٍ certificates laundering، مصطلحٌ مصريٌ.  غسيلُ ماضي، كلُهم ثوريون اليوم.  غَسيلُ تاريخٍ، بلدٌ كُتِبَ تاريخُه منذ آلاف السنين، يُعادُ الآن تصويرُه وصياغتُه. ولسه، ما أكثر ما في الجرابِ من غسيل،، 

Twitter: @albahary

الأربعاء، 1 مايو 2013

قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...


السكةُ الحديدُ أهمُ مرفق نقل، جارَ عليه الزمن وما عاد له صاحبٌ، تقارَبت درجاتهُ في التردي والتراجع، فالدرجة الأولى أو الثانية الممتازة لم تعدْ سوى مسمياتٍ. من النادرِ أن يقومَ قطارٌ في ميعادِه المعلنِ، وإن قامَ مصادفةً في الميعاد فسيصلُ إلى غايتِه متأخرًا،  وكله بالتساهيل والقدرة، ربع ساعة، نص ساعة، ساعة، ساعتين، أكثر أقل، كل راكب ونصيبه، الدنيا أرزاق شعارُ السكة الحديد، تعايشَ معه الركابُ وقَنِعوا، قطارك الأعرج يغنيك عن سؤال اللئيم. 

ليس محلَ تَعجبٍ أو استغرابٍ أو اندهاشٍ أن يصعدَ باعةُ المشبك والفول السوداني وحلويات السيد البدوي من طنطا أو قبلها أو بعدها، المهم أن يمروا بطشتِهم الأخضر المليان على كل عربات القطار، مع النداء، حلويات السيد البدوي، ياللا يا زباين قبل ماننزل، طبعًا النزول يكون في محطة الوصول، أخر محطة؛ على فكرة هذا ما يحدث في القطارات الممتازة، ٩١٨ و ٩١٥ على سبيل المثال، أكل العيش يحب الخِفة، مش كده يا عسل يا مشبك انت.  المثيرُ للإعجاب هو كيف يصعدُ الباعة إلى القطار إذا كان مباشرًا، بين القاهرة والإسكندرية، فتاكة أكيد، من الباعة وموظفي السكة الحديد بدءًا من رئيس القطار والسائق الذي يهدئ في المحطات رغمًا عن أنف جدول التشغيل. بعض موظفي القطارِ يستطيعون أيضًا النزول في الطريق، المحطة النهائية فيها إضاعة لوقتِهم وجَهدِهم. 

باعُة المشبكِ يقدمون الأمن الغذائي للركاب، جدلًا، لكن ماذا عن المتسولين؟ نفس الأسلوب، الركوبُ والاستمرارُ حتى نهايةِ الرحلةِ، في القطاراتِ الممتازةِ والمباشرةِ، عيني عينك. أحد المتسولين كبار السن كان ينادي "إدوني قبل أحمد ومحمد ما ييجوا"، يا ترى من هما؟ رئيس القطار ومساعده مثلًا؟ متسولون آخرون؟ فزورة. عندما وصلَ المتسولُ إلى المحطةِ الأخيرةِ تكلمَ في المحمول، أكيد يطمئنُ الأهلَ والعشيرةَ على سلامتِه انتظارًا لقطارِ العودةِ، الممتاز أو المباشر طبعًا. 

الكلامُ عن الكراسي والنظافةِ في العرباتِ دمُه ثقيل، واِستُهلك، نحن الآن في مرحلةٍ جديدةٍ من تاريخِ سكك حديد مصر، فيها الفوضى والتسيب والإهمال وسوءُ الإدارةِ والعجزُ والمطالبُ والاعتصاماتُ وهات من غير خذ، هايصة فعلًا، والحلُ يبدو أبعد من أسوان، جائز في بلد أخر. 

ركوبُ السكة الحديد من تجاربِ الحياةِ وعظاتِها، يوفرُ للركابِ كلَ فرصِ التأملِ، رحلاتٌ ما شاء الله طويلة، يستحيلُ أن تكونَ كلها نوم، المشاهد داخل القطارات أكثر من خارجه، سيرك ماشي، فيلم تسجيلي وماله، فعلًا كل من يركب السكة الحديد يخرج منها فيلسوفًا، وجائز مجنونًا مفقوعًا. 

ترى متى يَخِفُ أحمد ومحمد عن سكك حديد مصر، الله أعلم،،


Twitter: @albahary

الاثنين، 22 أبريل 2013

الجامعاتُ في محنةٍ .. الكلُ على خطأ


سنج، مطاوي، مولوتوف، طوب، حجارة، حرائق، تدمير منشآت، اعتصامات، دراسةٌ مع إيقافِ التنفيذِ، هكذا صارَت جامعات مصر، تربيةٌ غائبةٌ وتعليمٌ مُبتسرٌ. الحَرمُ الجامعي نسخةٌ من الشارع، بلطجة وفوضى، لا أمنَ ولا قانون،َ حالٌ بلا مثيلٍ، يؤكدُ قتامةَ الصورةِ، يستحيلُ أن تكون الجامعات مختلفة.  التظاهرات الطلابية لا تحملُ لافتًة واحدةً، لا خطَ لها، شعاراتٌ سياسيةٌ، مطالبٌ بإعادة التصحيح ورفعُ نتائجِ الامتحاناتِ، شكاوى من أعضاء هيئات التدريس، من الامكانات، كله في تظاهرةٍ واحدةٍ. منذ سبتمبر الماضي أغلِقت لفتراتٍ اقطُتِعَت من الأخلاقِ والدراسة، الجامعة الأمريكية، والألمانية، والبريطانية، وجامعة مصر الدولية، وجامعة المنصورة، وجامعة الأزهر، وجامعة عين شمس، هذا بالإضافة إلى إغلاق كلياتٍ في جامعة القاهرة. يحملُ كلُ صباحٍ وكلُ لحظةٍ احتمالَ الاشتعالِ في أي جامعةٍ، لأي سببٍ، بعيدًا عن الخاطرِ والحسابِ والتوقُعِ. 

ما تعانيه الجامعات لا تقعُ مسؤوليتِه على طرفٍ وحيد، أنه مناخٌ عام، يشتركُ فيه الجميع، من امتهنوا السياسةَ، المسؤولون بالجامعاتِ، أعضاء هيئات التدريس، الطلابُ، الإعلام؛ يستحيلُ أن يقوى أي منهِم وحدِه على إحداثِ هذا القدرِ غير المحدودِ من التدهورِ. انضمَت الجامعاتُ إلى قائمةٍ طويلةٍ مما تردى أمام العالم، أمن، سياحة، استثمارات، اقتصاد. مصر تحت المنظار، لا أسرارَ في عالم اليوم، الثقة لا تكون إلا مع الاستقرار، لا يبدو قريبًا ولا سهلًا. 

أولُ أطرافِ المسؤوليةِ هم من رفعوا لافتاتِ السياسة في الجامعاتِ، من رأوا ساحاتِها امتدادًا للشارعِ، من جعلوا الطلاب أدواتًا لأجنداتِهم ومخططاتِهم للسيطرةِ والانتشارِ والدعايةِ. من الطبيعي أن تنقسمَ الجامعاتُ بين المذاهبِ  والمعتقداتِ والأفكارِ، ومع مناخِ التعصبِ والإنغلاقِ على الذاتِ يغيبُ الحوارِ وتتغلبُ السنجُ. تتحولُ كلُ مشكلةٍ ولو كانت عن السياسةِ بعيدةً إلى مزايداتٍ وصراعاتٍ سياسيةٍ وهو ما شهدته جامعات مصر الدولية والمنصورة. من انتسبوا للسياسة جاءتهم الفرصة للصيد في الطين، زاروا الجامعات لإشعالِ النيران، لم يكن أي منهم محايداً ولا وسيطَ خيرٍ. 


المسؤولون، على مستوى الجامعات والكلياتِ، أوهَن من الأحداثِ، الانتخاباتُ الجامعيةِ أجلَسَت الأضعف بعد أن عزَفَ الأفضلُ عن المشاركةِ احترامًا لأنفسِهم من تسولِ الأصوات الانتخابيةِ. من تُجلسُهم الانتخاباتُ تنحصرُ حساباتُهم في تنويم الأمورِ، في تسطيحِها، في ممالأةِ الأصغرِ، سواء من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ أو من الطلابِ، لا بدَ أن يكونَ المسؤولُ ثوريًا، الأخلاقُ الثوريةُ مختلفةٌ عن غيرها، فيها التبجحُ على الأكبر وعلى القواعدِ، المحاسبةُ إذن في حدِها الأدنى، إن حدَثَت. أعطَت الإداراتُ الجامعيةُ رسائلًا لا لبسَ فيها، أنها متراخيةٌ، تارة بحجةِ الثوريةِ وأخرى بحجةِ انعدامِ الأمنِ. الإداراتُ في بعض الكلياتِ توزعُ استبياناتٍ عن المواد الدراسيةِ بعد الامتحانِ النهائي، لا يُمْكِنُ أن تكونَ إلا ضغطًا على أعضاءِ هيئاتِ التدريس لتسطيح الامتحانات والتصحيح، يملؤها طلابٌ لا يحضرون أصلًا! لقد فهمَ الطلابُ الرسائلَ، تمادوا في مطالبِهم، خرجَت الأمورُ عن السيطرةِ، من العبثِ أي تَصَوُرٍ مخالفٍ.   

أما أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ فقد أصيبوا بكلِ عللِ المناخ المريضِ، نفاقٌ وتلونٌ، أو الانعزالُ والابتعادُ. من يعشقون الكراسي لا يبحثون إلا عن الانتشارِ بأي ثمن، الفيسبوك أسهلُ وسيلةٍ، يلفتون إليهم نَظرَ النظامَ الجديد بدفاعٍ كاذبٍ عنه، فيه كلُ الغرضِ والهوى، وفي الوقتِ نفسِه يريدون الظهورَ أنصارًا للثورةِ والشبابِ، الكبارُ في نظرِهم إذن خارج الزمن، حتى لو كانوا من معارضي نظامٍ سقطَ. ما عابَ جيلًا أكبر وقعَ فيه جيلٌ تالٍ، انتهازُ الفرصِ وعشقُ الظهورِ، بأي ثمنٍ ومع أي لافتةٍ. الكبارُ أيضًا، منهم من غَيرَ جلدَه، وأصبحَ ثوريًا، كده وكده. كله كده وكده، كبير وصغير، مناخٌ جامعي بائسٌ، لا قدوةَ فيه، ولا تعليمَ ولا علمَ، ولا تربيةَ.  

الطلابُ، هذه فرصتُهم، شأنهم شأن عمالِ المصانعِ، العاملين بالسكة الحديد، كلِ من له مطلبٌ في الشارعِ، لما لا يتحينون انعدامَ النظامِ، الصراعَ على السلطةِ، التنافرَ الديني، الفوضى، ليطلبوا كما طَلَبَ غيرُهم، بالحقِ وبالباطلِ، سيجدون من يوافقهم لأغراضٍ في نفسِه، من النظامِ الحاكمِ ومن معارضيه، من الإداراتِ الجامعيةِ، ومن أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ، لا يهمُ ما هو صوابٌ وما هو صحيحٌ. التظاهراتُ الطلابيةُ عاليةُ الصوتِ لا يجمعهُا شعارٌ واحدٌ، كلٌ وغرضُه، رفعُ نتيجةِ امتحانٍ، إلغاءُ رسوبٍ، التغاضي عن غيابٍ، وأيضاً شعاراتٌ سياسيةٌ ودينيةٌ، منتهى التعارضِ والتناقضِ وعدم الانسجامِ. 

الإعلامُ يكشفُ المستورَ، هكذا يجبُ أن يكونَ، ليس من الصوابِ إلصاقُ الفشلِ به، ولا تكميمُه ولا إرهابُه، لكن ما يصيبُ مجتمعٍ لن ينسى إعلامَه. الإعلامُ سلَطَ الضوءَ، لكن غابَت عنه الموضوعيةُ أيضًا، لم تنجْ فضائيةٌ ولا مذيعٌ، لكن بمقاديرٍ تفاوتَت. الإعلامُ طرفٌ أساسيٌ في محنةِ الجامعاتِ، البحثُ عن الخبرِ الجاهزِ، لا الصحيحَ دائمًا، هو أفَتُه، مراسلوه ومصادرُه ينقلون بهوى، ولا ننسى ما صاحَبَ أزمةَ جامعةِ مصر الدوليةِ من تجنٍ على القيمِ التربويةِ دون تدقيقٍ في الأزمةِ وأسبابِها، وكذلك لا يجبُ إغفالُ ما جرى في قسم اللغةِ العبريةِ بأداب عين شمس حين ظهر مقدمو الفضائيات وكأنهم حماةُ الفضيلةِ، واستمرأ مسؤولو القسمِ صورةَ جرحى الفساد الجامعي، والأمر كلُه فيه من الصراعاتِ الجامعيةِ الداخليةِ الشئ الكثيرُ. الترهلُ الذي أصابَ الدولةَ استبدلَ الإعلامَ بالنظامَ القضائي والإداري. الظهورُ الإعلامي مغرٍ، جدًا للطلابِ، وللعديد من أعضاءِ هيئات التدريسِ، المصلحةُ متبادلةُ مع الإعلامِ، يَصعبُ، بدونه، أن تكون ثوريًا ومصلحًا وأيضًا مظلومًا ومطحونًا؛ لا هدوءَ في الإعلامِ، أدواتُه وتوابلُه هي الانفعالُ والضجيجُ والصياحُ والشجارُ.  

كما ظهرَ أغنياء الحربِ في فترةِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ، والضباط أوائل ثورة يوليو، وأثرياء الانفتاحِ أيام السادات، ومنتفعو الحزب الوطني أيام النظام السابقِ، طَفرَ كثيرون على سطح هذه الأيامُ، منهم الثوريون بالصدفة، وثوار الفضائيات، وحكماء تويتر وفيسبوك، وانتهازيو الشارع. انتهازيةُ الشارع هي الاحتماء بالزحمة لطلبِ ما لا يُطلبُ، هذا بالضبطِ ما آلَت إليه جامعات مصر، وطالما يبدو خروجُ مصر من محنتِها بعيدًا، لن تنجو جامعاتُها، لا سحرَ ولا شعوذة،،

نُشِرَت بجريدة الأخبار يوم الثلاثاء ٢٣ ابريل ٢٠١٣

Twitter: @albahary

الخميس، 11 أبريل 2013

في المستشارين ...


المستشارون ركنٌ لا غنى عنه لصناع القرار، يفترض فيهم الخبرة والعلم، وقبلها الحياديةُ والأمانةُ.  المستشارُ يوضحُ بدائلَ القرارِ، وأيُها أقربُ للصواب، وما هي عواقب كل قرار، قبل مزاياه وفوائده.  المستشارُ ليس موظفاً يتلقى تعليماتٍ، وليس مربوطًا على درجة وبانتظار العلاوات. في كل دول العالم المتقدمُ يُختار المستشارون بعناية دون نظرٍ لانتمائهم السياسي أو الديني أو العرقي، الكفاءةُ هي المعيارُ الوحيد. 

عملُ المستشارِ ليس سبوبةً، ولا أكلَ عيش، ولا يجبُ أن يكون، من الضروري أن يُقدرَ أهميةَ دورِه، وأن يتحررَ من كلِ قيدِ يربطه إلى مكتبه وكرسيه، عليه إبداءُ رأيِه بغضِ النظرِ عن تقبلِه، هذه أمانةُ الخبرةِ والعلمِ والمعرفةِ. المستشارُ مطلوبٌ ليعلنَ الصوابَ، لا ليُرضي من اختارَه عملًا بقرشِه، حفاظاً علي استمرارِه في زمن الجفافِ. من السهلِ اختيارُ مستشارين تفصيل، حسب الطلب، يؤدون وظيفةَ المحللِ، يُلبسون أي قرارٍ غطاءَ القانون، يفتشون في القانون بحثًا عن ثغراتٍ تجعلُ الخطأ وكأنه صوابٌ لا يأتيه باطلٌ، يطبخون سمًا جماعيًا. 

المستشارُ قد يكون نعمة، ومن الممكن أن يكون نقمةً. إذا اُختيرَ برغبةٍ مخلصةٍ في طلبِ الرأي المجردِ لوجه الله، فالسلامةُ أقربُ إلى المنالِ، وإذا كان مجردَ واجهةٍ للتفصيلِ والتلبيسِ فلا مفرَ من نكباتٍ ومهالكٍ. كما تُميزُ السلعُ اليابانية والألمانيةُ تُعرفُ أيضًا السلعُ المضروبةُ والمغلفةُ تحت السلمِ، وأيضًا يُميزُ المستشارُ المتجردُ إلا من الصوابِ والأمانةِ، وعفةِ النفسِ. 

يا بخت من بكاني ولا ضحك الناس علي، ولا ضحكني وبكى الناس علي، أقصد المستشار،،

Twitter: @albahary

الجمعة، 29 مارس 2013

85th Oscar Film Reviews - Part 2


Nominated for five Oscar awards including best picture, actress, editing & original screenplay while it got an Oscar for sound editing jointly with "Skyfall".

True drama about the operation executed on May 2nd, 2011 half an hour after midnight (ZDT) by Marines Special Forces (SEAL) to kill El Qaeda leader Usama Bin Laden (UBL) based on information gathered by a CIA female agent over several years due to her persistence to find his hideout.

This is the second cooperation between director Kathryn Bigelow & screenwriter Mark Boal after "The Hurt Locker" (also a military movie) that got them Oscars three years ago.
The screenplay is in the form of a reportage where Mark Boal used his journalistic background & information sources, while the scenes depicting the military operation take the documentary form that has been used previously by other directors such as Brian DePalma in "Redacted" & Paul Greengrass in "The Green Zone".

The film caused controversy for showing that the information leading to the operation was obtained thru torture.

It's worth noting that the lead character (great performance by Jessica Chastain) as well as the director are women for a subject that presumably belongs to men!
One of 2012 best films if not the best.
Grade : 7.5 out of 10


Nominated for three Oscar awards including best cinematography & best music score while it got the costumes award.

Historical drama taking place in late 19th century Russia about a love affair between an aristocratic married woman & a handsome young count and its impact on her life.
The film is based on Leo Tolstoi's well known novel but in a new look.

English director Joe Wright & screenwriter Tom Stoppard chose the theatrical showy approach relying on the familiarity of the story but with no success as well as miscasting the two lead characters.

Exquisite costumes, music score, and some memorable scenes, such as the palace ball or the show in a governmental bureau, were not enough to make a hit.           
Joe Wright is still struggling since the masterpiece "Atonement".
Grade : 6.5 out of 10

Nominated for best actor & best original screenplay and ended with none.

Drama about an addicted pilot who manages to save the lives of his passengers, when his plane faces a sudden crisis, but is condemned because of his addiction.

The film deserves its nominations & comes in a genre that director Robert Zemeckis hasn't tackled before.

The elaborate screenplay doesn't limit the debate that goes on after such incidents to whether the reason is technical or human error but adds another dimension being a religious reason for the accident & questions whether an addict deserves conviction just because of his addiction in spite of sqaving lives.

The film includes some notable scenes such as the plane's landing & choice of its location as well as the threesome encounter on the stairs in the hospital.

Denzel Washington shines, in the role of the addict led to absolution & inner peace by the accident, but not enough to earn the award.
Grade : 7 out of 10

Nominated for best actress award & didn't get it.
True drama about a Spanish family who spends 2004 Christmas vacation in Thailand and faces along with the residents of the coastal city a natural disaster.

Spanish director Juan Antonio Bayona, in his second film after the success of his first one "The Orphanage", presents a realistic image of the tsunami phenomenon & its consequences, and executes brilliantly the underwater scenes.

Naomi Watts gives a great performance as well as the English newcomer Tom Holland in the role of the family's elder son.

The script leans towards the melodrama & gives hope thru chosen sample by looking at the bright side of the event!
The film got several Spanish "Goya" film awards including best director.
Grade : 7 out of 10

By Daniel Tanielian 
Alexandrian fan of cinema and arts