الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ




تابعَ المصريون الهزيمةَ أمام غانا، بذهولٍ، كانت الهزيمةُ من الدقائقِ الأولى، لم تكن غانا استثنائيةَ، لكن مصر. لم يشاهدْ المصريون منذ سنواتٍ منتخبَهم الكروي بهذا القدرِ من التفسخِ، والجهل الكروي، لم تكن مباراةً، ولكن درسًا في كيف تكون الهزيمةُ بالقوي، في كيفيةِ الوقوعِ في الأخطاءِ الفادحةِ التي تؤدي إلى الهزيمةِ الكاسحةِ . تاريخُ مصر الكروي لا يتضمنُ الوصولَ إلى كأس العالمِ، المستوى دائمًا دون حدِ الوصولِ، انمَحَت الهزيمةُ التاريخيةُ من تونس بهزيمةِ أشد من غانا، وكأن تَذكُرَ الفشلِ من حسنِ الفألِ، ويا بخت من باتَ مغلوبًا.  الشامتون في الهزيمةِ يرونها انتقامًا إلهيًا من شعبٍ عزَلَ مُرسيه من كرسي أحلامِ جماعتِه، والغاضبون يرونه عيبًا في المدربِ واللاعبين. 











كما أن للفوزِ أسبابًا، فللهزيمةِ أيضًا، الدنيا أسبابٌ ومسبباتٌ، والعاقلُ من يتعلمُ ويعي ويفهمُ.  المناخُ العامُ في مصر، لا يقومُ على منطقٍ وأخذٍ  بالأسبابِ،  اجترارُ تاريخٍ جافٍ هو  دومًا لغةُ شائعةٌ، من المعارضين أو غيرهم، بالإضافة إلى الشعاراتِ الفارغةِ على غرار أكلِ الزلطِ والهِمةِ وقت الصعابِ مع الزَجِ بالانتقامِ الإلهي فيما لا مَوضعَ له. لماذا يكون الفرحُ والحزنُ عند الهزيمةِ في مباراةٍ وكأنها الهزيمةَ الوحيدةَ؟! أين الإنجازُ الحقيقي في اي مجال؟ في الصناعةِ، في العلمِ، في الاقتصادِ، في الزراعةِ، في السياسة، في الرياضة؟ 











النجاحُ يتطلبُ عملًا وعزيمةً وكدًا ودأبًا، والفشلُ سهلٌ ويسيرٌ ومتاحٌ. لماذا تجاهلُ أسبابِ  هزيمةِ غانا وهي واضحةٌ، لا دوري، ولا مباريات، ولا جمهور، ولا أمن. إذا سُئلِ بوب برادلي عن الهزيمةِ، فلقد فشلَ عشرات المدربين قبله، وأيضًا مئاتُ الوزراءٍ في وزاراتًِهم، لم ينجحوا لأن المناخَ العامَ كان ولا يزالُ لا مكانَ فيه لنجاحٍ . كلُ ما في مصر سطحي ومظهري، كُله يمثلُ العملَ بلا عملٍ، العلمُ بلا علمٍ،الدراسةُ بلا دراسةٍ،  الإعلامُ بلا إعلامٍ، السياسةُ بلا سياسةٍ.

زعلانين عادي، الهزيمةُ اعتيادٌ وأحيانًا إدمانٌ يصعبُ علاجُه؛ لكن الشمتانين، على إيه؟! بلا خيبة وتفاهة وسطحية، ما وراءها إلا مزيدٌ من الهزائمِ.  

Twitter: @albahary

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

ديفيد شارل سمحون



من هو؟ إذا نُسِي الإسم فهو أيضًا رأفت الهجان، رمز الإنجاز المخابراتي كما أداه  بنجاح محمود عبد العزيز في المسلسل التليفزيوني الرمضاني الذي انتِجَ عام ١٩٨٩ وأبدَعَ موسيقاه عمار الشريعي. هو العميل المدسوسُ في مجتمعٍ ليكون منه، وليس له، عينٌ عليه تنقلُ دواخلَه، وتؤثرُ في قراراتِه المصيريةِ، يعيشُ حياتَه بأفراحِها وأحزانِها، من وراء قلبِه؛ زُرِعَ في اسرائيل، وقت أن كانت التكنولوجيا بحاجة للبشرِ لتستكملُ ما ينقصُها. تغيرَت الدنيا، وفي زمن الطائرات بدون طيارٍ تقلُ الحاجةُ للبشرِ، لكن تزدادُ الحاجةُ لمؤمراتِهم، لتأليبِهم الداخلِ، بتهييجِ المشاعرِ وقَلقلةِ كلِ ما يُمْكِنُ. 

منذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ والداخل المصري مُتخمٌ بوجوهٍ وأصواتٍ أفرزَتها الفضائياتُ، لم تكنْ معروفةً، وفجأة طلَت، من كلِ فضائيةٍ، تكرَرَ ظهورُها، مرة من بعد مرة، بالتحريضِ والتهييجِ، وبالمعلوماتِ المنقوصةِ، تعذرَت معرفةِ الثوري الحقيقي من قرينِه المزيفِ.  ظهرَت مسمياتٌ، مثل نشط سياسي، ومفكر سياسي، وفقيه دستوري، ومناضل ثوري، وإعلامي، وشيخ، وسلفي، وجهادي، وحقوقي؛ ارتفعَت الأصواتُ وعَلَت، ولم تعدْ متابعةُ البرامجِ المسماةِ حِواريةٍ إلا مثارًا للتوترِ والإنفعالِ. من هؤلاء؟ من أين جاءوا؟ كيف انفتَحَت أمامهم الكاميرات بدون أمارةٍ، فجأة وعلى غيرِ ميعادِ؟ أسئلةٌ كثيرةٌ، تذكرنا بديفيد شارل سمحون. كم شارل؟ وكم سَمْحونًا فيهم، وكم ديفيد؟ 

انفَتَحَت مصر على البحري، واستحالَ التمييزُ بين الصحيحِ والمضروب، بين الأصلي والتايواني، بين المضمون واستعمال الخارج، كلُهم مناضلون ثوريون، مُندسون في الزحمةِ، زحمةُ الفضائياتِ التي تُهيِّج الشارعِ، إنهم مناضلون بالمراسلةِ، على الهواء، ظهورُهم له أهدافٌ، ليست بالضرورةِ أهدافُهم، هم مجردُ أدواتٍ، لها ثمنُها، وأيضًا وقتُها وأوانُها، منهم من اختفوا بعد أن انتهى دورُهم، ومنهم من تغيرَ دورُهم، كُلُه بتعليماتِ المُخرجِين، لكن من هم المُخرجين؟ فتش عنهم. 

وجوهُ كثيرةٌ، على كراسي في الحكومة، الأحزاب، الإعلام، في الشارع، في المظاهرات، الاعتصامات،  المليونيات، من نصدق؟ جو غريب من الريبة والتشكك، كلُه يَعِدُ أصابعَه لو سلَمَ على كلِه! ترى متى تُفصحُ المخابراتُ التي تعملُ في مصر عن ديفيد، وعن شارل، وعن سمحون ، المدسوسين في أراضيها، في كلِ مكانِ، على أي كرسي، رجالًا ونساءًا، بذقن ومن غير ذقن؟

Twitter: @albahary

عنترة لا يَصلُحُ وزيرًا ...



عنترة بن شداد، بطل الأفلام العربي، شجيع السيما، يرفع فلان ويفعص فلان، ويُلوح بسيفِه، صارخًا هَع هَع، وفي الواقع كله على فاشوش، فِش فِش. ما تعملش فيها عنترة، تُقال لكل من يطلع فيها ويحارب طواحين الهواء، حدوتةُ هنا ومشكلة هناك، المهم المنظرة. 


لماذا هذه المقدمة؟ لأنني ومنذ التعديل الوزاري الأخير، كغيري، نتابعُ آداء بعض الوزراء وتصريحاتِهم، خاصةً عندما يكونون على مقربةٍ من مجال عملِنا، وتحديدًا ما يتعلقُ بالجامعاتِ والتعليمِ العالي. ولكن صُرحاءً، لم يكن تناولُ الموضوعِ على خاطري، لكن تصريحاتٍ تناقلتها الصحفُ لوزيرِ التعليم العالي يقول فيه " تنقطع يدي لو كنت وقعت هذا القرار"، "ولن أُضَحي بتاريخي" أوجَبَت الكتابةَ. هل يتبرأ الوزيرُ من تصريحٍ حتى تسكُت عنه الضجةُ؟ هل دَرسًَ القرارَ أم أنه تراجعَ عنه وخلاص؟ وما هو تاريخه في النضال؟ صراحةً لا أعرفُ عنه الشئ المُتفردَ، ولا أراه من المناضلين. ولو افترضنا أنه وزيرٌ مناضلٌ، طب وأحنا مالنا، ما نريده عملًا حقيقيًا لا تنقطعُ يدُه فيه. 



التعليم العالي يتطلبُ تعقلًا لا كلامًا، ومش عايزين إيد ما تلزمناش، ولا لسان.   الاتجاه السياسي للوزير يخصُه، ولا يخصُنا، هو مسؤولٌ عن التعليم العالي الذي يملكُه الجميعُ، ولا يجوزُ له التصرفُ وفق ميولِه وحدِها، والوزارةُ ملكُنا كشعبٍ قبل أن يأتي وبعد أن يذهب، ليست وزارته يتصرف فيها كما يشاء وليس له أن يفرضَ على مجتمعٍ بأكملِه توجهاتٍ لا يقتنعُ بها الجميعُ.   منذ عُيِنِّ والتساؤلاتُ لم تنته، مسؤولًا عن العدالة الاجتماعية والتعليم العالي، في نفس الوقت، مش كثير؟ إحداهما على حساب الأخرى، كفاية واحدة، وبصراحة وبلا زعل، التعليم العالي ليست مكانه. المواءمات السياسية لما تُفرض لا تأتي بالنتائجِ المأمولةِ والمشاهدُ بدأت في التراكُمِ.  الوزارةُ بكلِ مجالسِها ولجانِها لا تخرجُ عن وجوهٍ قديمةٍ مستديمةٌ يُعادُ تدويرها، وزراءُ سابقون، رؤساءُ جامعاتٍ على المعاشِ، أهلُ حظوةٍ  ونعم وحاضر، وكأن البلد نَضَبَت، وكأنها أبعادية، ولكلُ وزيرٍ تربيطاتُه حتى يظلَ موجودًا بعد المنصبِ. 



 أيضًا نَشرَت الصحفُ أن وزيرَ التعليم العالي أعطى محاضرَته لطلاب حقوق إنجليزي. سؤال، هل يُسمحُ بالتدريس لمرحلة البكالوريوس لمن هم فوق الستين؟ وهل استُثني التعليم الخاص في الحكومةِ من هذه القاعدةِ؟ وماذا عن التعليمِ المجاني في جامعاتِ الحكومةِ؟ أم أنها قاعدةُ منحٍ للحبايبِ ومنعٍ لمن عداهم؟ سؤالٌ غيرُ برئ. لا أريدُ الإجابةَ التقليديةَ، الأقسامُ هي التي تُحدًِدُ، لأنه من المعلومِ يقينا أن هناك من الأقسامِ من تضعفُ عن تدخلاتٍ إدارةِ الكليةِ، 



أحيانا، تكونُ المناصبُ على كِبرٍ مشكلةً، كماهي على صِغرٍ، كلُ بميعادٍ، والنفسُ البشريةُ واحدةٌ، ما يأتي في غير آوانِه لا يكونُ إلا باسلًا ماسِخًا. على فكرة، عنترة  بتاع الأفلام والحكاوي لم يُعَيَن شيخ قبيلةٍ ولا وخفيرًا،،



لا حياءَ في مصلحةٍ عامةٍ،،

Twitter: @albahary

شاهدت في السينما


فيلم رعب حول أسرة تنتقل إلى منزل جديد فى منطقة ريفية لتكتشف أنه مسكون بأرواح شريرة فتلجأ إلى إثنين من المتخصصين.
الفيلم من إخراج المخرج الأسيوى الأصل الماليزى المولد المتألق جيمس وان (Insidious,SAW) الذى أصبح متخصصآ فى هذه النوعية من الأفلام, ومن سيناريو للتوأم هايز المتخصص أيضآ فى هذه النوعية ومبنى على قصة حقيقية من ملفات الزوج وارن (كما جاء فى التتر).
الفيلم يعد من أحسن أفلام الرعب فى الفترة الأخيرة رغم موضوعه المتكرر إلا أن المخرج نجح فى إنجاز فيلم عالى التشويق سريع الإيقاع كثير الأحداث يقترب فى شكله للأفلام المثيرة من النوعيات الأخرى.
الفيلم سوف يعجب هواة أفلام الرعب وغيرهم من محبى السينما على حد سواء.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم أكشن فانتازيا حول حرب دائرة بين وحوش خرافية عملاقة ومجموعة من الروبوت العملاق الذى يحركه شخصان بينهما توافق ذهنى.
بصمة المخرج المكسيكى جوييرمو ديل تورو(Pan's Labyrinth) واضحة على الفيلم الذى لا يقل جودة عن الأفلام الأخرى المقتبسة من الكوميكس مثل The Avengers , Iron Man  ولكن النكهة مختلفة مما يفسر نجاحه عالميآ أكثر منه فى الولايات المتحدة.
المؤثرات الخاصة جيدة ويعد من الأفلام القليلة التى أضاف لها إستخدام البعد الثالث, أما الإظلام الموجود فى معظم مشاهد الفيلم فهو مقصود للتعبير عن قتامة الموضوع حيث تصارع الإنسانية من أجل البقاء.
من المبكر الحكم على بطل الفيلم الممثل الإنجليزى شارلى هانام الذى سوف نراه كثيرآ فى الفترة القادمة.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم أكشن كوميدى حول عميلة  FBI تذهب إلى بوسظن للإيقاع بزعيم عصابة لتنال ترقية تستحقها وتضطر مشاركة ضابطة شرطة ذات أسلوب غير تقليدى.
الفيلم عودة لثنائيات الشرطة مثل سلسلة أفلام Lethal Weapon بالنسبة للرجال أو المسلسل التلفزيونى Cagney & Laceyبالنسبة للسيدات مع زيادة جرعة الكوميديا إعتمادآ على براعة الممثلتين وعلى خبرة المخرج بول فيج (Bridesmaids) فى الأفلام ذات البطولة النسائية.
السيناريو كان فى حاجة إلى مراجعة لإستغلال أفضل للشخصيات فى مواقف أكثر إبتكارآ بدلآ من تلك التى رأيناها من قبل أو التى جاءت غير موفقة مثل مشهد الرجل الذى كان على وشك أن يختنق وهو فى المطعم.
فيلم لطيف لا أكثر ولا أقل.

درجة الفيلم : 6 من عشرة
فيلم مثير حول أربعة من الذين يعرضون الحيل السحرية على الجماهير يتم تجميعهم للقيام بعدد من العمليات لحساب شخص لا يعرفونه.
فيلم جماهيرى يعتمد على سيناريو ذكى يتناول عالم الخداع والسحر, تيمة الإنتقام وقيمة العدالة إلى جانب المطاردات المثيرة والمفاجآت الغير متوقعة كما يعتمد على الإبهار من خلال المؤثرات الخاصة وعلى الإيقاع السريع.
الفيلم من إخراج الفرنسى لويس لوتيرييه (Transporter2, Clash of the Titans) الذى أصبح المنتجون يثقوا فيه لتحقيق الأرباح.
قد يرى البعض أن الفيلم مجرد حيلة لجمع الأموال فى حين ينتظر آخرون الجزء الثانى.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم مغامرات فانتازيا عن طفل يولد على كوكب كريبتون الوشيك على الإنفجار فيرسله والده إلى كوكب الأرض حيث يكتسب قوى خارقة يستخدمها فى إنقاذ الأرواح ومحاربة الشر.
الفيلم مبنى على شخصية سوبرمان (DC comics) التى تم تقديمها من قبل على شاشة السينما والتلفزيون والتى يحتفل العالم هذا العام بيوبيلها الماسى.
تم إسناد الإخراج إلى زاك سنايدر (300, Watchmen) أحد أفضل مخرجى الأفلام المقتبسة من الكوميكس والذى يعيد تقديم الشخصية بشكل جديد وبإسلوب مختلف إلا أن السيناريو إهتم بأن يكون الفيلم تجاريآ وبالغ من مشاهد التدمير والمعارك التى أصبحت سمة هذه النوعية من الأفلام ذات البعد الثالث.
إختيار إيمى أدامز فى دور الصحفية ومايكل شانون فى دور الجنرال زود جاء مناسبآ ولكن هنرى كافيل (سوبرمان) ما زال لم يثبت جدارته.
ويبقى السؤال الأهم هل شخصية سوبرمان بمثاليتها وأخلاقياتها ما زالت لها نفس الجاذبية عند الجمهور؟

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون
   

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

أنا قلقان ...


أول ما وضعتُ رأسي على الفراشِ، لم أستطعْ إغلاقَ عيناي، اللمبة السهاري لم تأت بالنومِ، ولا حتى الظُلمة، لا النومُ على الجنب اليمين نَفعَ، ولا النومُ على الجنبِ الشمالِ، النومُ بعيدٌ، تَقضيةُ واجبٍ لأن ميعادَه حانَ وفاضَ، الساعةُ الآن الثانية صباحًا. هناك من لا ينامون عندما يقلقون، وهناك من ينامون حينما يقلقون، أنا لا أنام. شغلتني الفضائياتُ طوال اليومِ، وبتركيزٍ قاسٍ خلال ساعاتِ حَظرِ التجوالِ، الأنباءُ كثيرةٌ، من الداخلِ ومن الخارجِ، وانتظارُ المجهولِ الذي لم تأتي به الأنباء بعد يأخذ الدماغ ويعبثُ بالسَكينةِ. ماذا أتوقعُ؟ وماذا تُخبئ كلُ لحظةٍ؟ أتهربُ من وقوعِ البلاءِ وأكره انتظارِه، يارب ما يكون هناك بلاء. أحيانًا أدَعي أن بإمكاني مشاهدةِ فيلم، يُبعدني ساعتين عن جو القلق والتوتر، التَنشَنة، أبدأُ فيه بلا متابعةٍ ولا مشاهدةٍ، وبعد دقائقٍ أعودُ لمحطات أكلِ الأعصابِ، الحالُ لا يَحتملُ الابتعادَ، وقعدةُ البيت من السابعةِ مساءًا طويلةٌ، بطيئةٌ، ضاغطةٌ. 

فترةُ حظرِ التجوالِ فيها فوائدٌ كما فيها توترٌ، فيها التقاربُ الأسري، والتشاركُ في القلقِ، فيها نقاشاتٌ في لحظاتِ الهروبِ من الفضائياتِ والأنباءِ والتحليلاتِ، فيها توفيرُ بنزين، فيها البعدُ عن ضوضاءِ الشارعِ والسلالمِ. حاجة غريبة، أبحثُ عن شئ أقولُ أنه جميل، إنها طبيعةُ الإنسانِ أن يتعايشَ مع واقعِه، حتى لو كان باردًا، اختيارُ الكلماتِ صعبٌ، يبدو أنني تأثرَت بكلامِ أهلِ وزارةِ الخارجيةِ. فترةُ حظرِ التجوالِ فيها التفكيرُ أيضًا، لا مفرَ منه، أتعشم الخيرَ دون أن أراه، أسأل نفسي لماذا يتلون فلان؟ ولماذا يخون فلان؟ ولماذا يهربُ فلان؟ أحاول فهم مواقف الدول، من هو الصديق؟ من هو العدو؟ كيف؟ فترةٌ فيها تساؤلاتٌ، بإجاباتٍ كثيرةٍ لنفسِ التساؤلِ، وقد تكونُ بلا إجاباتٍ، مقنعةٍ على الأقلِ، فترةٌ فيها أمنياتٌ بالصمودِ والبصيرةِ وحسن الرؤية لمن يتصدون لحمايةِ البلدِ. في فتراتِ التوترِ تُسترجعُ السَكينةُ، يُجترَ الماضي، ولو بَعُدَ. 

قلقان على مصر، وعلى أسرتي وبناتي، القلقُ على البلد يطولُ كلَ من تُحِب. الكتابةُ تعبيرٌ عن الخاصِ، الذي يشعرُ به كثيرون. أنا أكتبُ وأنا جالسٌ، على الفراشِ، سأحاول النوم، نوم كشغل الموظفين، من غير زعل، شر البليةِ أحيانًا يُضحك، الساعة تجاوزَت الثالثة فجرًا، متى سأستيقظُ، مش مهم،،

وأنا قلقان، أقولُ مصر كفيلةٌ بأعدائها بمعونةِ أصدقائها، ولو أن الدنيا والسياسة لا أمانَ فيهما،، 

Twitter: @albahary

بقاءُ الدول ليس بالتاريخِ ولا بالجغرافيا ...


للتاريخِ ذاكرةٌ حديديةٌ لا خطأ فيها ولا غشَ، فيها الفهمُ والعظةُ لمن يريدُ، بصدقٍ.  لقد علمنا التاريخُ أن الدولَ تبقى بالقوةِ، الإجتماعيةِ والعلميةِ والإقتصاديةِ والعسكريةِ، يستحيلُ أن تستمرَ دولةٌ بدون أي منها. الدولُ التي تمزقُها الصراعاتُ الطائفيةُ والدينيةُ والطبقيةُ يستحيلُ أن يكونَ لها مكاناً في خريطةِ الكرةِ الأرضيةِ. الفقيرُ الضعيفُ على مستوى الدولِ كما هو في البشرِ مُحتقرٌ مَنبوذٌ مُقادٌ.  الإنقراضُ مصيرُ كلِ كائنٍ عجَزَ عن التأقلمِ مع الحياةِ المحيطةِ، حتى لو كَبُرَ حجمُه وتضَخَم.  لا استثناءَ من الفناءِ أو التمزقِ، لكلِ من ضاعَت منه مقوماتُ الوجودِ، هكذا قالَ التاريخُ بوضوحٍ، لم يحكمْ ببقاءِ كيانٍ أيًا كان لو تلاشَت أسبابُ وجودِه. 

انقَرَضَت الديناصوراتُ على جبروتِها، وتلاشَت ممالكٌ ودولٌ، قديمًا وحديثًا، ما كان لها من شفاعةٍ ولا أمارةٍ تسمحُ باستمرارِها. بادَت دولُ الأمويين والعباسيين والبيزنطيين والمغول والفرس والرومان والعثمانيين، وانكمشَت الإمبراطوريات الأسبانية والبرتغالية واليابانية والفرنسية والروسية وأيضًا البريطانية التي لم تكنْ تغربُ عنها شمسٌ. الأسبابُ تجتمعُ في غيابِ العدالةِ والتمييزِ على أساسِ الدينِ والعرقِ والجنسِ، اختلَفَ الزمنُ ولم تتغيرْ الأسبابُ. 

لا عصمةَ لدولةٍ أو كيانٍ من الاندثارِ، للاستمرارِ في الوجودِ أسبابٌ، من قوةٍ اجتماعيةٍ وعلميةٍ واقتصاديةٍ وعسكريةٍ، في آنٍ واحدٍ، مُجتمعةٍ، العالمُ دومًا لا يعترفُ إلا بالأقوى، الأقدرُ. مصُر محفوظةٌ، قالبٌ يُردَدُ كثيرًا، ليته يتحققُ على مَرِ الزمنِ، لكن كيف والزمنُ لا يعترفُ إلا بالقُوى التي تفرضُ ما تريدُ. لم تَبقْ يوغوسلافيا ولا العراق ولا السودان، لم تُعصَمْ رغمًا عنها، الواقعٌ أكبرُ منها. مصرُ محفوظةٌ يُردِدُها البعضُ من بابِ التخاذلِ والتواكلِ، لا يُحافظون عليها، لا يُخلِصون لها، يُغَلِبون مصالحَهم المذهبيةَ، التي ما أبقَت، على مرِ التاريخِ،  دُولًا و أنظمةً أكبر.  

الزوالُ هو سُنةُ الحياةِ، قد يكونُ ميلادًا لجديدٍ، أو بدايةً لنهايةٍ، ما يبدو هو القوةُ على مستوى الدولِ والكياناتِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ، لكن إذا استمرَت في الحاضرِ هل يكونُ المستقبلُ لها؟ التاريخُ لم يقضْ ببقاءِ قوةٍ إلى الأبدِ، على الأقلِ حتى الآن،،

مصرُ في خطرٍ عظيمٍ، هل يَعون؟ أشُك،،

Twitter: @albahary

الجمعة، 5 يوليو 2013

Egypt Rebellious to Formatting ...

What is the shape of Egypt in the event of one or more Muslim brothers head executive authorities? Are the street names and store banners going to change? Will the national anthem be kept? Will the flag be the same? How will be the fashion for men and women? What is the fate of public and private education? How will be the banks and money exchange companies? Will money employment companies be back? What is the form of taxes? What is the truth about the imposition of zakat (money taken from who have some)? How will be the foreign policy? Will the medieval vocabulary of atonement, infidelity and martyrdom be back? Are the rhetoric and speech of daily life going backward hundreds of years? Where will Egyptian culture be taken? Will history be rewritten? Will Censorship on arts and literature decide what to and what to not? How will the personal status be treated against laws? In which social grade will plunge Christians and women? How much freedom will be allowed to the media? Will sanctions be imposed on what is considered abuse of religion? In which direction will be the restructuring of police? Too many questions, and more, delivered their answers in the period after June 30, 2012, when Morsi took office. The provocative answers moved the feelings of the Egyptian people and brought him to boiling again, after January 25, 2011 who was thought to be the start of rescue and relief.

The Egyptian people suffered, and still does, from a status of dispersion and stalking, that was not resolved by the nearly equal presidential election, neither the winner won, nor the loser lost. No stream represents all the Egyptian people, yet there are those who claim that, Egypt is not in the pocket of the Muslem Brotherhood nor in any pocket, and will not. Flattening is believing that it is possible to control Egypt by internal and external lobbying, externally with the United States and Western Europe  in exchange of turning a blind eye on internally restructuring Egypt. The United States is not to be entrusted on the interests of Egypt, and on the other hand cannot tolerate sex discrimination and violation of religious and personal rights that are typical of autocratic rule. It is gambling, and gambling is wrong, to just think that it is possible to redraw a state the size and location of Egypt, from naive illusions imagining to reshape Egypt thoughts and cultures characterized by religious and ethnic plurality.

The true and real responsibility was bigger than Muslim Brotherhood; instead of struggling to shade them out, they proved that doubts about their rule are correct, their heads were turned by what they thought imposing victory. After January 25, 2011 their all in all handling was not promising nor happy, it confirmed that they never learned from their past and their own experiences, and from the entangling 50% they barely got. Muslem Brotherhood did not appreciate the Egyptian people, his youth, his women, his intellectuals.  Muslim Brotherhood compromised Egypt social and territorial security by freeing condemned imprisoned terrorists, and by opening wide borders with Hamas, they mixed up ruling a state for the sake of the state with ruling a state for the good of their worldwide organization.  They do show blindness and deafness but to what they want and believe in.

Nowadays, autocratic regimes are doomed to fail. Egyptians did not rise up again out of the blue, enough is enough. Definitely, Egypt is not easy,it is not a biscuit state, it cannot be reformatted, i.e, brain washed.

Twitter: @albahary