السبت، 24 يناير 2015

حتى يكونُ عيدًا للعلم على مسمى ...


أثارَت لجنةُ تطويرِ قانونٍ للجامعاتِ ضجةً كبيرةً، لماذا وما من أحدٍ سَمِعَ بها؟ بمنتهى البساطة لأنه فعلًا لا حسَ عنها ولا خبرَ؛ التوجسُ من قانونٍ يظهرُ بليلٍ يفاجئ الجامعاتِِ.  لقد أثارَ نشري ببريد الأهرام يوم الأحد ٤ يناير ٢٠١٥ رسالةً عن مطالب الأساتذةِ المتفرغين ردودَ أفعالٍ تعبرُ عن همومٍ وشجونٍ مترفعةٍ غيرِ راضيةٍ عن حالِ الجامعاتِ، هموم من؟ همومُ الأساتذةِ المتفرغين.  لا ينسى المجتمعُ الجامعي ما كان عام ٢٠٠٠ لما أصدَرَ وزيرًا للتعليم العالي كنيته المبيد قانونًا لاغتيال أساتذة الجامعات فوق السبعين وألقاهم في الشارعِ ومنهم من لم يخرجْ في إعارةٍ إئتناسًا بالعملِ في جامعتِه. لقد كان هذا الاغتيالُ عنوانًا لعصرٍ لم يكنْ للجامعاتِ فيه دورٌ؛ وفي مايو ٢٠١١ بعد إحدى عشر عامًا مُظلمةٍ  ظالمةٍ أُلغي هذا التعديل على قانون الجامعات لكن ذكرياتِه وجراحَه لازالت حيةً لم تغلقْ.  

مع الأسفِ وبكلِ صراحةٍ لازمةٍ، الوضعُ الآن في البلدِ بكلِ مؤسساتِها يحاربُ من هو أكبر، وكأن الثوريةَ تطاولٌ على الكبيرِ وإنكارٌ لدورِه، وركوبٌ على أكتافِه، وكأن العملَ يبدأ اليوم فقط، ما من أمسٍ. الجامعاتُ تقومُ على تواصلِ الأجيالِ لا على تطاولِ الأصغرِ على الأكبرِ وإلا نشأ المجتمعُ مريضًا سئ السلوكِ، يتطاولُ فيه الطالبُ على أستاذِه لأنه "يأفور"، بالضبط كما يتجاوزُ عضوُ هيئة تدريسٍ أصغرُ في حقِ الأكبرِ منه. هل يكونُ قانونُ الجامعاتِ السري في صفِ إعادةِ عصرٍ ألقى أساتذةِ الجامعاتِ الكبارِ في الشارعِ؟ هل يكونُ مسايرًا لموجةِ حالية من التجاوزِ في حقِهم وفي حقِ كلِ كبيرٍ؟ قانون التعليمُ العالي يعبرُ عن نظرةِ للدولةِ للعلمِ ولأساتذةِ الجامعاتِ، ولا تُنسى خطاياه وأشخاصُه أبدًا. 


 منحَ رئيسُ الجمهوريةِ أوسمةً لعددٍ من أساتذةِ الجامعاتِ ومراكزِ البحثِ العلمي، نتمنى المزيدَ من التقديرِ للعلمِ والعاملين عليه، حتى تكونُ جوائزًا حقيقيةٍ في منحِها لا مجرَدَ احتفالياتٍ، وحتى يكون قانون الجامعاتِ الجديدِ صورةً لدولةٍ تحترمُ العلمَ وأشخاصِه لا صكًا لبقاءِ وزيرٍ على كرسيه. 

Twitter: @albahary

شاهدت في السينما

الجزء الأخير من ثلاثية ال"هوبيت" حيث تتقاتل خمسة جيوش تنتمى لخمسة أجناس مختلفة للإستيلاء على جبل يحتوى على كنز هائل. الثلاثية أخرجها النيوزيلاندى بيتر جاكسون (صاحب ثلاثية سيد الخواتم وآخر أفلام كينج كونج) ونجح بخبرته السابقة فى نقل العالم الخيالى للمؤلف البريطانى تولكيان إلى الشاشة بكل شخصياته وكائناته الخرافية وفى تصوير الحدث الرئيسى فى الفيلم وهو المعركة بين الجيوش الخمسة بشكل رائع مستخدمآ الخدع والمؤثرات البصرية الخاصة التى غالبآ سوف تنال ترشيحآ للأوسكار.

الفيلم من أداء مجموعة متميزة من الممثلين ويحقق إيرادات كبيرة وربما يصبح أنجح أفلام الثلاثية.

فى إنتظار فيلمك القادم يا بيتر يا جاكسون!

درجة الفيلم : 7 من عشرة

كاميرون دياز
فيلم إستعراضى غنائى كوميدى حول الطفلة آنى التى تعيش فى ملجأ تديره إمرأة قاسية وتأمل فى اليوم الذى يأتى فيه أهلها لإستردادها ولقاء مع رجل أعمال ثرى ومرشح لمنصب عمدة المدينة الذى يستغلها فى دعايته. الفيلم إعادة إنتاج لمسرحية كتبها توماس ميهان بناءآ على شخصية من الكوميكس وتم تقديمها فى أكثر من فيلم إلا أن هذه المرة جاءت مختلفة بأن تكون آنى بشرتها سمراء مثلها مثل رجل الأعمال وبتوظيفها لأدوات عصرية مثل مواقع التواصل الإجتماعى.

جاء طموح العمل أعلى من إمكانيات العاملين به حيث يعانى الفيلم من ضعف فى التصوير والمونتاج وأداء الأغانى وإختيار بعض الممثلين مثل كاميرون دياز رغم إجتهادها لتقديم دور جديد.

فيلم لطيف لا أكثر ولا أقل.

درجة الفيلم : 6 من عشرة
فيلم شبكة
فيلم تشويقى داكن حول شخص نكرة لا حدود له يستغل تصوير حوادث المرور والجرائم ليحقق المكانة والشهرة التى يتطلع إليها بشغف. فيلم جديد يتناول مرة أخرى موضوع الإعلام وأهميته وخطورته وتجاوزاته وتأثيره ويذكرنا بالفيلم الرائع شبكة (1976) لسيدنى لوميت.

الفيلم تأليف وإخراج دان جلروى الذى يقدم أول تجاربه الإخراجية بعد أن شارك فى كتابة عدة سيناريوهات. أداء متميز لجيك جيلنهيل فى دور شخص مضطرب يطمح فى أن يكون له وجود فى المجتمع بأى ثمن. من المشاهد المكتوبة جيدآ المواجهات بين البطل وبين مديرة تحرير إحدى المحطات التلفزيونية وبينه وبين مساعده وبينه وبين منافسه.

معظم أحداث الفيلم تدور ليلآ وتتماشى بذلك مع قتامة الموضوع.
إحدى مفاجآت عام 2014 الجميلة.

درجة الفيلم : 7 من عشرة
    
                                                                                                
جنيفر لورنس
الجزء الأول من الفصل الثالث لسلسلة أفلام ألعاب الجوع حيث تلجأ الفتاة كاتنيس التى أصبحت رمزآ للثورة (طائر الموكنج جاى) للمقاطعة رقم 13 لتقود منها الثورة ضد الحكومة الشمولية المركزة فى كابيتول.




حرصآ على مضاعفة الإيرادات قسم القائمون بالسلسلة (التى ألفتها سوزان كولينز) الفصل الثالث والأخير إلى جزئين ليعانى الفيلم من الإطالة والأحداث الغير مؤثرة مثل مشاهد بحث شقيقة كاتنيس عن قطة أثناء غارة.

فى حين أن هذا الجزء يعد أقل أفلام السلسلة إثارة ومتعة إلا أنه يعد أفضلها من حيث أداء الممثلين    إلى جانب أنه تناول لأول مرة فى السلسلة بعض الأمور المعاصرة مثل الحرب الإلكترونية والتعذيب البدنى والنفسى.

ربما تكون الأغنية المعبرة التى تؤديها جنيفر لورانس (كاتنيس) أفضل ما فى الفيلم!

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة      
نيكول كيدمان
فيلم تشويقى إنجليزى حول إمرأة تصحو صباحآ لتجد نفسها لا تتذكر ما جرى لها فى اليوم السابق ومحاولتها لإسترداد الذاكرة وإكتشاف الحقيقة.






سيناريو الفيلم يقدم عرضآ لحالة غير مألوفة من الصعب على المشاهد أن يستوعبها وتسلسل غير خطى للأحداث من الصعب على المشاهد أن يتبينه وأخيرآ وليس آخرآ تفسير غير وافى من الصعب على المشاهد أن يقتنع به.

لا ينقذ الفيلم سوى وجود الممثلة الرائعة نيكول كيدمان لتكون التعويض الوحيد للمشاهد الذى غامر   وأقبل على مشاهدة الفيلم.

ألف رحمة عليك يا هيتشكوك!

درجة الفيلم : 6 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

هل تستأهلُ صحفُ الحكومةِ دعمًا؟


اجتمعَ رئيسُ الجمهوريةِ برؤساءِ تحريرِ الصحفِ الحكوميةِ، بحثوا أوجاعَها ومشاكلَها، وهي في نسبةٍ كبيرةٍ منها ماديةٌ. صحفُ الحكومةُ تخسرُ، الأسبابُ عدةٌ، عمالةٌ كبيرةٌ، تكاليفُ طباعةٍ، قلةُ إعلاناتٍ، كثرةُ عددِ الصحفِ، لكن أهمها مبيعاتٌ ضعيفةٌ، لا يمكن رفعُ ثمنِ الجريدةِ وإلا زادَت ركودًا. شأنها شأنُ أي مشروعٍ تجاريٍ لا بدَ من مبيعاتٍ، بعضُ صحفِ الحكومةِ تُطرحُ إلكترونيًّا، وبعضُها تَظهرُ إلكترونيًّا بعضُ صفحاتِها فتزدادُ عزلةً وبعدًا. 

الأمرُ إذن هو المبيعاتُ، المبيعاتُ هي القراءةُ، الثقةُ، ثقةُ القارئ في الصحيفةِ، وهو ما غابَ تمامًا عن صحفِ الحكومةِ، فهي صحفٌ تخضعُ لهوى رئيسِ تحريرِها الذي يديرُها بما يُظهِرُه، ويجعلُه في الصورةِ، موضوعاتُها لا تُعبرُ عن القارئ لكن عما يراه رئيسُ التحريرِ، وكَتَبَتُها من شبكةِ علاقاتِه لا من يرغبُهم القارئ.  لماذا تُباعُ إذن وهي مجردُ نشراتٍ خاصةٍ بمن يفرضون وصايتَهم على فكرِ القارئ المفترضِ؟ القارئ لا يصدقُ رؤساءَ تحريرِ صحفِ الحكومةِ ولا من فتحَ لهم صفحاتِها، نَزَلَت صحفُ الحكومةِ من عينه، لماذا يدفعُ فيها ووسائلُ المعلوماتِ الموثوقةِ في كلِ مكانٍ، في الفضائياتِ وعلى شبكةِ الإنترنت؟

دعمُ الحكومةِ لصحفِها معناه استمرارُ خسائرِها وخسارةِ الدولةِ أموالِها، هل هذا هو الغرضُ؟ هل هذا هو الحلُ؟ هل تتحولُ صحفُ الحكومةِ إلى دعايةٍ فجةٍ للحكمِ، مرة أخرى؟ هل تكررُ أخطاءَها وأخطاءَ الحكومةِ بدعمِها؟ هل ترفعُ الحكومةَ الدعمَ عن الكهرباءِ والغازِ والبنزينِ والمواصلاتِ وتطحنُ المواطنَ ثم تبدِدُ أموالَها الشحيحةِ على الصحفِ الحكومةِ؟!

على صحفِ الحكومةِ أن تسعى لثقةِ القارئ وتَكِدُ، لا أن تتسولَ وتُسيرُ بهوىً رئيسِ التحريرِ والحُكمِ، بصراحةٍ وبمنتهى الوضوحِ،،









Twitter: @albahary

الخميس، 25 ديسمبر 2014

ليس في قتلِ القططِ جريمةٌ ...


حُفِظَت بلاغاتُ قتلِ القططِ المقدمة من بعض أعضاءِ نادي الجزيرةِ ضد إدارة النادي، لماذا؟ ليس في القانون نصوصٌ تُجرمُ قُتِلَ الحيوانات. عندنا راح دم القطط هَدَر، في بريطانيا حُكِمَ على شخصٍ بالحبس لأنه أهان كلبَه!! أين العيب؟ في قوانينا أم في قوانينهم التي تدققُ في الهايفة؟ 









ذكرني موضوع إفلاتِ قاتلي القططِ من المساءلةِ ببراءةِ حسني مبارك ونظامِه. الأصلُ في عَمَلِ النياباتِ والمحاكمِ وجودُ نصوصٍ تُجرمُ وتحددُ العقوباتِ، ليس بكافٍ وجودُ ضحايا، الأهمُ الإعترافُ القانوني بأنهم فعلًا ضحايا، وبإسنادُ قتلِهم إلى أشخاصٍ، وبتوصيفِ الجريمةِ وتسميتِها. هناك ضحايا للعواصفِ، وللغرقِ، وللبرقِ، ليست بفعلِ فاعلٍ، إنه النصيبُ والقضاءُ والقدرُ.  وهناك ضحايا لجرائمٍ يُفلتُ فاعلوها لعدمِ كفايةِ الأدلةِ، القانونُ الجنائي لا يعرفُ الظن إنما الثبوتُ واليقين، الأدلةُ والبراهين. وأخيرًا هناك من الضحايا لجرائمٍ غيرِ مُعرَفةٍ قانونًا، من ضمنِها جرائمُ قتلِ الحيواناتِ، وسوءِ السياساتِ، والواسطةِ، وغيرها وغيرها. 




كم من وزراءٍ ومسؤولين على كراسيهم بأخطاءٍ في الاختيارِ والتقديرِ، كيف يُحاسبون ويُحاسبُ من عينَهم؟ كم من نوابٍ منتخبين في مجالسٍ للشعبِ وغيرِها أثبتوا أنهم لا يصلحون إلا لقعدةِ القهاوي، هل يُسآلُ الناخبون أم يشربون مرارةَ خطأ اختيارِهم. 

من يتباكون على براءةِ حسني مبارك وزمرتِه هم من المنتسبين للقانونِ دراسةً وممارسةً، لكنهم من بابِ الانتهازيةِ السياسيةِ والمنظرةِ الإعلاميةِ يذرفون الدموعَ الساخنةَ، يفقهون في القانونِ لما يكون في صفِهم ويتناسونه لما لا يحققُ أطماعَهم. 


اليوم السابع الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤















Twitter: @albahary

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

WSN’s features, standards, analysis tools, and applications


Sensing is life, wireless sensor networks (WSN’s) are acquiring snowballing interests in research and industry, they are infiltrated in day-to-day use. A WSN encompasses spatially distributed autonomous sensors to monitor physical or environmental conditions, such as temperature, sound, pressure, etc. and to cooperatively pass their data through the network to a main station. WSN’s are bi-directional, as they receive sensory data and control sensor activities. The development of WSN’s was motivated by military applications such as battlefield surveillance; today such networks are used in many industrial and consumer applications, such as industrial process monitoring and control, robotics, health monitoring, smart buildings and homes, etc. Owing to their requirement of low device complexity as well as slight energy consumption, proprietary standards are devised to ensure impeccable communication and meaningful sensing. This talk takes care of enlightening the special features of WSNs and sheds light on their standards, analysis tools and diversified applications.


Twitter: @albahary

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

عندما تَعِزُ الكتابةُ...

الكتابةُ هي المشاعرُ والأحاسيسُ، هي الرأي، من الصعبِ أن تكونَ سبوبةً، وإلا أصبَحَت حروفًا مرصوصةً لا روحَ فيها، بلا حياةٍ. أكتبُ ببطءٍ، بترددٍ، أفكاري متصارعةٌ، الأحداثُ كثيرةٌ وردودُ الأفعالِ أكثرُ، هل أكونُ أحدَها، أم أختلفُ وكيف وقد اِستُتفِذَ كلُ اختلافٍ.  سأتأنى حتى استوعبُ، سأسمعُ وأقرأ، سأكون نفسي. 

أسبوعٌ قبل ٢٨ نوفمبر حتي اليوم، قلقٌ وتوترٌ وترقبٌ، عُطِلَت الْحَيَاةُ، شوارعٌ خاليةٌ، متاجرٌ موصدةٌ، آراءٌ متعارضةٌ، من تصدق؟ لا أحد. انتهى ٢٨ نوفمبر، أكَدَ على استحالةِ الإنضمامِ لمعسكرِ العنفِ، الشعبُ يفهمُ رغمًا عن رافعي رايات القتالِ وإعلامِ الإثارةِ، ورؤساءِ تحريرِ صحفِ الحكومةِ؛ قالَ كلمتَه، آن وقتُ الهدوءِ وأكلُ العيشِ، كفى ركوبًا لكلِ موجةِ، كفى إدعاءًا للثوريةِ، كفى شعاراتٍ باسم الدينِ. 

ثم جاءَ الحكمُ على مبارك، هجومٌ على القضاءِ، كما دَرجَ أدعياءُ الثوريةِ وأهلُ مرسي، لا بدَ أن يحكُمَ القاضي في جنايةٍ وكأنه مجلسُ شعبٍ، أو قعدةُ مقهى، لا بدَ أن يحكمَ ليرضي الصوتَ العالي، المُتصنعٓ، لكنه اختارَ الطريقَ الصعبَ، حكمَ بما أمامه من أوراق وأدلةٍ، أرضى ضميرَه ولو غَضَبَ المُتنطعون.  

كلُ من فارَ وهاجَ وماجَ بالكَذِبَ قبل الحقِ نسى أن بمصرِ شعبًا استيقَظَ بعد ٢٥ يناير وأفاقَ بعد٣٠ يونيو، لم يعدْ يُصَدِقْ من لا يزالون يتصورونه قليلَ الإدراكِ بما يحققُ أحلامَهم في السلطةِ والنفوذِ، فهمَهم ولم يفهموه، وفقسَهم وهم جاهلون.  لن يقبلَ المصريون بعد اليوم فسادَ سياساتِ مبارك وتعييناتِه وناسَه، لا مكانَ لعشيرةِ مرسي وإرهابييها ومتآمريها، ولا للمرتزقةِ المتلونين المتقلبين الآكلين على كلِ الموائدِ وعلى فضلاتِها في كلِ الأزمنةِ.  

كتبتُ بصعوبةٍ، لكن أوضحَ الكلامِ أوجَزُه،،





Twitter: @albahary

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

حوادث المرور ... فيلم أبيض وأسود

حوادثٌ مروريةٌ، في أي مكان وفي أي وقت، ضحايا بالعشرات، حزنٌ وبكاءٌ ونسيانٌ سريعٌ وعَودٌ أسرعٌ لنفسِ المسلكِ المستهترِ ولرَدِ الفعلِ الحكوميِ المرتعشِ والإعلامي المُهَيِّج المتباكي. سيناريو قديم، شاهده المجتمعُ عشرات المرات، ومهما مَلَه سيشاهدُه مرارًا مع الأسف، لماذا؟ لأن المجتمعَ هو كاتبُه ومخرجُه وممثلُه، إنها حياتُه. حوادثُ الطرقِ أسلوبُ حياةٍ عبثيةٍ مستهترةٍ متواكلةٍ، دوس بنزين وخلاص، في أي حاجة، في مخالفات المباني كما في الطرقِ، السائق كأنه في الطريق وحدُه، وكذلك الماشي، كُلُه لا يرى سوى نَفسَه!! المتربصون بالحكمِ يرونه مسؤولًا عن كلِ مُخالفٍ ومُحَشِش، والحكومةُ مزنوقةٌ غلبانةٌ، دائمًا. الكلُ مخطئ، هل رأيتم التلاميذَ يقذفون القطارات وترام الإسكندرية بالطوب بعد خروجِهم من المدرسةِ؟! هذه الفلسفةُ الطوبيةُ مسؤوليةُ من؟! ليست الحكومةُ وحدَها، كلُ بيتٍ أيضًا. 

فلسفةُ إلقاءِ التهمِ وفلسفةُ إنكارِها، كُلُها فلسفاتٌ طوبيةٌ، غيرُ مسؤولةٍ، الكلامُ قديمٌ، تمامًا مثل كلِ حادثةٍ، ما بين طريقٍ ومبنى، تصادمٌ، انهيارٌ، حريقٌ، أسواقٌ عشوائيةٌ، مقاه في كلِ مكان؛ الحوادثُ لا بدَ ان تكونَ ركنًا فيها، غيرُ ذلك مستحيلٌ، نُخطئ ونتباكى، نبحثُ عن الخطأ في سوانا !!

في مشهد من فيلمٍ أبيض وأسود "عنبر" يظهر "أنور وجدي" جالسا في سيارته على مقعد القيادة، وتظهر إلى جواره "ليلى مراد" حيث يدور بينهما حوارٌ عَزبٌ، تغني بعده "ليلى مراد" أغنيةً تفيضُ بساطةً ورقةً ونعومةً:

- هي:  أنا فرحانة
إجري ... إجري قوام ...
دوس ...
دوس بنزين ...
دوس بنزين على الاخر ...

- هو: بس يمكن يحصل حاجة ...

- هي: ولا يهمك ...
دوس على الدنيا ...
دوس على الدنيا وامشي عليها ...



فاكرين الأغنية؟ إنسوها، لا تسمعوها ولا تعملوا بها ...








Twitter: @albahary