الاثنين، 14 سبتمبر 2015

إلى محرر بريد الأهرام: للأرقام حديثُها ..

نشرت ببريد الأهرام يوم ١٠ سبتمبر الماضي رسالة بعنوان "المعضلة التعليمية الكبرى". وقد اجتهد الزميل في كتابتها ولكن لتحليل الأرقام بدقة مقام آخر. فقد استنتج الزميل أن وجود بعض الكليات في المرحله الثانية للتنسيق دليل علي عدم إقبال الطلاب عليها، وهو غير صحيح إلا جزئيًا. فإن عدد الطلاب في كل مرحلة من مراحل التنسيق يخضع لحسابات، منها تعداد الطلاب في كل كلية وفي كل قطاع سواء كان الرياضيات أو العلوم أو الأداب. فعلى سبيل المثال فإن عدد الطلاب في كليات طب لا يزيد عن ٨٥٠٠ طالب، وفي كليات الهندسة يتجاوز ٢٢ ألف طالب، وفي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام  يتجاوز ٧ آلاف طالب. فإذا أردنا مقارنة الحد الأدنى في كل قطاع، وهو أسلوب غير صحيح لاختلاف الامتحانات، فيجب مثلا مقارنة أول ٨٥٠٠ طالب في قطاع العلوم بأول ٨٥٠٠ طالب في قطاع الرياضيات؛ أما مقارنة الحد الأدنى ل٢٢ ألف طالب بالحد الأدنى ل٨٥٠٠ طالب مع اختلاف الامتحان، فيكون كمقارنة سعر العنب بسعر البطيخ. وبالتالي فإن وجود بعض الكليات في المرحلة الثانية ليس إلا عملية تنظيميه بحتة لوجوب تحديدالأعداد في كل مرحلة من التنسيق.  

تنسيق المرحلة الثانية
واستكمالا لحديث الأرقام فإن قطاع  الرياضيات التي يضم كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات يقبل 26 ألف طالب، بينما يقبل القطاع الطبي ٢٢ ألف طالب في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي. وهي أعداد مهولة تعجز عن استيعابها المرحلة الأولى من التنسيق.


ولما كان لكل مقام مقال، فإن الأعداد الهائلة من الخريجين التي تُلقى في نقابة المهندسين من كليات الهندسة الحكومية والخاصة والمعاهد الخاصة ضرب مهنة الهندسة في مقتل، وأدى إلى عدم قبول آلاف الخريجين بالداخل وفي الدول العربية وهو ما جعل البطالة سيد الموقف بسبب سياسات غير مدروسة تقوم على نفاق الشارع.








واستمرارا لتحليل أرقام مكتب التنسيق، فإنه في النصف الثاني من المرحلة الثانية أو ثلثيها الآخيرين وفي المرحلة ثالثة كلها، فهي المنطقة التي يمكن أن تكون استنتاجات الزميل دالة على واقعها. 

هذا من ناحية الأرقام، أما من ناحية الحل هل تستطيع  الحكومة تقليل المقبولين بالكليات؟  الإجابة لا، ولتستمر أزمة البطالة الي مالا نهاية ...


الخميس، 3 سبتمبر 2015

صفرُ مريم والوجيعةُ الخاصةُ عند الحكومةِ ..


احتلَت مريم ملاك  وصفرُها إهتمامَ الإعلامِ بكل تفريعاتِه لدرجة لم تحدثْ منذ سنواتٍ.  هل هي على صوابٍ؟ حتى الان الله أعلمُ. لكن الاتجاهَ العامَ به نسبةٌ كبيرةٌ تؤيدُ مريم وتتهمُ وزارةَ التربية التعليم بالتزويرِ. انه عدمُ الثقةِ في الدولةِ  ومؤسساتِها ومنها وزارةِ التربية والتعليم والطبِ الشرعي، انه ردُ الفعل ضد الظلمِ والإحباطِ الذي يعاني منه عمومُ المصريين.
لم يشعرْ المصريون أن حياتَهم تغيرت بعد 25 يناير، لكلِ واحدٍ منهم مظلمةٌ ووجيعةٌ عند الحكومة، إعلامُ الحكومةِ لا يعبرُ عنهم بل علي العكس يدورُ في نفس مدرسةِ النفاقِ وإخفاءِ الآراءِ والحقائقِ، والكُتابِ الملاكي. المصري يشعر الآن أن الفساد قد زادَ وأن ما يؤخذُ من سياساتٍ لا يحققُ مصلحتَه إنما يعاديها.  قانونُ خدمة عامة يُسَنُ بدعوى إصلاحٍ، بينما هو لتوفيرِ المرتباتِ والتخلصِ من العاملين اللذين يتهمُهم بعضُ إعلامِ الحكومةِ بالتنابلة. قانونٌ يُعدُ سرًا للتخلص أيضًا من أساتذة الجامعات والتعاملِ مع الجامعات وكأنها معسكراتٌ أو شركاتُ مقاولاتٍ، لا أستاذيةَ فيها ولا أكبرَ وأصغرَ ولا عقولَ تفكرُ وتنتقدُ. فسادٌ طافحٌ في المحلياتِ بانتشار ِالعشوائياتِ والتوك توك والمخالفاتِ وتحويلِ الطوابقِ الأرضيةِ الى محالٍ بالمخالفةِ لعقودٍ وقعَها السكانُ، كله عيني عينك وبتفتيح الجيوب والأدراج. اسعارٌ ترتفعُ في كل الخدماتِ الحكوميةِ بلا رحمةٍ. وجوهُ ما قبل ٢٥ يناير عادت بقوةٍ وتستعدُ الآن لدخولِ مجلسِ الشعبِ وكأن التاريخَ يعيدُ نفسَه. اسثناءاتٌ تُسَنُ لصالح فئاتٍ بعينِها. جوائزُ الدولة والجامعات تُوزعُ في مجملِها على المعارفِ وكأنها منحٌ وعطايا بلا شفافيةٍ ولا وضوحٍ، ولي مظلمتي الخاصةِ فيها ومنعتني عزةُ النفسِ من أي كلامٍ. 

لكل مصري مظلمتُه عند الحكومةِ، كيف يصلُ الى حقِه والطريقُ مسدودٌ. المسؤولون مصابون بمرضِ هوسِ السلطةِ، يتصورون أحلامَ من عينَهم أوامرًا ولو كانت في مخيلتِهم فقط. المشتاقون وجدوا طريقَهم الى الكراسي في الجامعاتِ ومؤسساتِ الدولةِ، كيف يتحققُ الأداءُ النظيفُ وهم وسيلةُ كلِ طبيخٍ سامٍ؟ المؤبدون يحتلون لجانَ وزارةِ التعليم العالي والمجلسِ الأعلى للجامعاتِ وكأن عقاربَ الزمنِ وقفَت عندهم، وكأن مصرَ نَضَبت. المسؤولون يتعاملون مع المصرين وكأنهم قاصرو عقلٍ وفهمٍ، يستخفون بهم. وزراءٌ تفوقوا في الفشل، يحصلون على مرتباتٍ ومعاشاتٍ مميزةٍ ما بعد الخدمةِ، لماذا من جيبِ الشعبِ الذي تحارُبه قوانينُ الخدمةِ المدنيةِ والتخلصُ من أساتذةِ الجامعات والميزانياتُ الشحيحةُ؟

الغضبُ ملأ الصدورَ، الموضوعُ أكبرُ من مريم، إنه ردُ فعلِ المصريين على الظلمِ والفسادِ وسوءِ الأحوالِ.، إنه اليأسُ. هل اصبحَت مريم ملاك بصفرِها حازم سعيد هذه الأيام؟ 







Twitter: @albahary

الجمعة، 28 أغسطس 2015

السيد رئيس الوزراء .. التصالح مع الفساد في حي مدينة نصر شرق أبقى للدولة؟!!

ضمن سلسلةٍ المخالفات الجَشِعة المتحدية للدولةِ ولهيبتِها قيام مالكُ مخبزٍ في مدينةِ المبعوثين بالحي الثامن من مدينة نصر  بالظهور كمشتري لشقةٍ في الطابق الأرضي  في عمارة ١٥ بمدينة المبعوثين عند تقاطع شارع الطاقة مع امتداد أبي داوود الظاهري.  في أول الأمر إدعى أن الشقة لسكنى والدته المقعدة الغالية عليه جدًا جدًا، وبعد أيام معدودة أصبح الغرض تجاريًا!! يريدها تجارية بعد ارتفاع أسعارِ الوقودِ، يريدُ مواجهة "المعايش"!! مطلوب من السكان أن يصدقوا ويقتنعوا ويبكوا!! لا بدَ أن يهدم الأرضيات لأقصى عمق وأن يهدم في الحوائط، الحوائط سابقة التجهيز ولا يمكن هدمها، مش مهم، سيأتي بمن يدعي أنه مهندس، تفصيل، يحلل له ما يريد!! تحت عين "مهندسه" بدأ تنفيذ مخططه الشيطاني المستهتر بكل أسس الدولة الحديثة ليلة الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠١٤، ولما اعترض السكان اختفى وظهر يوم الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤ ، وقفة عيد الفطر، وهدم واجهات الشقة ونزل بمستوى الأرض لأدنى مستوى!! طبعًا حي مدينة نصر شرق سيكون نائًما والاتصال برقم ١٢٢ من المتعذرات، هذه حسبته. وجاءوا مجددًا يوم يوم شم النسيم ٢٠١٥/٤/١٣، طبعًا ما هي سايبة وفوضى!!!

المحل بعد التصالح مع الحي
قابلنا السيد رئيس حي مدينة نصر شرق السابق يومي الثلاثاء ٥ أغسطس ٢٠١٤ والثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤، وأحسن استقبالنا ووعد بالحل وإعادة الحال إلى ما كان عليه. حتى الآن لم نرْ شيئًا، بل عَرضَ المُخالف الشقة للبيع لغرض تجاري بمليون جنيه !!!! وأضعف الإيمان سيؤجرها !!!

الشكاوي في بوابة الحكومة الإلكترونية
قدمت شكوى في بوابة الحكومة الإلكترونية التابعة لمجلس الوزراء برقم ٢٥٢٧٠٥ بتاريخ ٢٠١٤/٧/٢٥ ووصلنا رد يوم ٢٦/٨/٢٠١٤ ، بعد تقديم استعجال، بأنه تم تحويل الشكوى إلى محافظة القاهرة ومنها إلى رئيس حي مدينة نصر شرق الذي شكل لجنة هندسية قامت بتحرير محضر مخالفة برقم ٣٩٦ لسنة ٢٠١٤ وأصدرت قرار إيقاف برقم ٣٧٦ لسنة ٢٠١٤، ومازال العمل في الشقة مستمرًا متحديًا!!! ثم شكوت مرة ثانية برقم ٣٨١٥٥٦ بتاريخ ٢٠١٥/٤/٦،  ومرة ثالثة برقم ٣٩٣٣٢٢ بتاريخ ٢٠١٥/٥/٦، ومرة رابعة برقم ٤٣٢٤٩٥ بتاريخ ٢٠١٥/٨/١٧، هل في أجهزة الدولة من يستجيب ؟!! ولا الهوا !!!

جريدة الشروق يوم الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥
يوم ٦ ابريل ٢٠١٥ بدأ العمل المخالف مرة أخرى، بعد أن ادعى صاحب المخبز أنه تصالح مع حي مدينة نصر شرق مقابل ١٥٠،٠٠٠ جنيه!!! آزال شجرة فيكس زرعها السكان منذ عشرين عامًا، إنه يستعد الآن للإفتتاح طالما أن الدولة ساكتة وراضية ومتصالحة!!!

رد الحي على موقعه
وضعت الشكوى على فيسبوك الحي وكان الرد أغرب من الغرابة: "تمت المعاينة للمكان لتنفيذ قرارات الازالة الصادرة واتضح أن المكان له ملف تقنين أوضاع في إدارة المحلات وجاري ترخيصه وشكراً."!!! الأعمال بالنيات ذهب الحي للإزالة واكتشف أن المخالفة تحولت بقدرة قادر إلى تصريح !!! مطلوب أن نصدق !!! فيسبوك الحي كله إنجازات وعنترة عن إزالات ونظافة!!!


نشرت إحدى الصحف يوم ٢٠ يوليو ٢٠٢٥ (http://www.vetogate.com/mobile/1732046) خبر إحالة ٤ مهندسين بحي مدينة نصر شرق للمحاكمة التأديبية !! يا ترى ما تم في عمارة ١٥ مدينة المبعوثين عند تقاطع شارع الطاقة مع امتداد أبي دَاوُدَ الظاهري تم بنفس المهندسين؟!! البلطجة بالتصالح والتزوير؟!! من حقنا أن نعلم. هل سيسكت الحي على ما جرى وسيتصالح مع استكمال المخالفات بالتغاضي عن مخططات التعدي على الحدائق أمام وخلف العمارة وإزالة شجرة فيكس زرعها السكان منذ ٢٠ عامًا؟!!
إزالة شجرة فيكس زرعها السكان منذ عشرين عامًا

استغاثة السكان من أسوأ عهود مدينة نصر شرق

هل يشتري السكان شققًا لأغراض السكنى فيُغدر بهم بإقلاق راحتهم وتهديد أمنهم بجلب البلطجة حتى أبوابهم؟!! هل وظيفة محافظة القاهرة وحي مدينة نصر شرق تهديد وتكدير السلم الاجتماعي؟!! أين أنت يا رئيس الوزراء، يا محافظ القاهرة، يا رئيس حي مدينة نصر شقق؟ وللا بلاش رئيس حي مدينة نصر شرق، أين أنت يا دولة؟!!! سكان مدينة نصر يعلقون لافتات استغاثة لرئيس الجمهورية بعد أن أصابهم اليأس والإحباط. هل تمتد زيارات رئيس الوزراء لأماكن الفساد حتى يعيش الواقع؟

هل ازدهر الفساد إلى هذا الحد؟ هل التصالح مع المخالفات والفساد أبقى للدولة والنظام؟! هل تباع الدولة للفاسدين مقابل قرشين أيًّا كانوا؟! هل تستطيع دولة القضاء على الإرهاب وهي عاجزة عن فرض القانون والقضاء على الفساد؟!! دولةٌ أم لا دولةَ، مفيش بين البنين ولا نص نص،،     

Twitter: @albahary 

الأحد، 23 أغسطس 2015

ليس بالتهجمِ على أعضاء هيئات التدريس بالجامعات تقوم الأمم ..

من يحارب أعضاء هيئات التدريس بالجامعات؟ ولماذا؟ هل هو مفهوم يراد له أن ينتشر من خلال بعض الصحف والحكومية منها بالذات، وبواسطة بعض أعضاء هيئات التدريس الحالمين بصاروخ لفوق، مع الأسف؟ أقلام تشيطن أعضاء هيئات التدريس وتلصق بهم الفساد واستغلال السلطة، وهو ما لا نُنفيه ولا نعممه، لكن نطالب بمحاسبة شديدة لمن أخطأ، خاصة للمسؤولين في الجامعات. وإدارات  بالجامعات تصور لها أن مهاجمة أعضاء هيئات التدريس بالجامعات هو إتجاه حاكم هذه الأيام فركبت موجته وأبدعت نفاقًا. 

مع كل الأسف فإن الحكومة الحالية تفتقر تمامًا لأعضاء هيئات التدريس الحقيقيين الذين يفهمون طبيعة العمل الجامعي ويمتلكون شجاعة الرأي، فرئيسها مجتهد لكنه يديرها بمنطق المقاول الذي يمر على الأنفار، وأعضاؤها يمين يمين شمال شمال، المهم البقاء. والعديد من الإدارات الجامعية أتت في ظروف عدم استقرار، ما كان من الممكن لولاها أن تجلس على كراسي الإدارة وهو ما لعب برؤوس كثيرين منها.  أضف إلى أن المشتاقين وجدوا لهم كراسي جامعية، وهو ما يضرب الجامعات بعنف لأنهم وسيلة كل طبيخ سام يراد توزيعه. قانون جديد للجامعات يعد على عجل وفي سرية، لولا تسريبات أحد أعضاء المجلس الرئاسي من الذين تنطبق عليهم ما ذكرناه من أوصاف، ما استيقظ المجتمع الجامعي في صدمة. عقود لأعضاء هيئات التدريس لإلقاء المخالفين في الشارع، ولتكون الجامعات ملجأ للمنافقين والواسطة والعناكب. 

هل هو هجوم على الشعب؟ قانون خدمة مدنية يضرب الموظفين ويدافع عنه بعض الإعلام وكتبة الحكومة متهمين الموظفين بالتنبلة!! والآن الجامعات.  الجامعات لا تُسير أمورها كمعسكرات الجيش أو شركات المقاولات، الجامعات فيها الأستاذية، فيها الأكبر والأصغر، فيها عيب أن يتجاوز الأصغر في حق أستاذه. هل إفلاس الدولة وفراغ جيوبها يكون على حساب عقولها من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات؟ هل هناك رشيدٌ يعي أنه لا بقاء لدولة بلا عقل؟ هل عادت أيام الغدر الذي كان زمن حسني مبارك ووزيره المبيد الذي ألقى أعضاء هيئات التدريس في الشارع ويجد اليوم من يسيرون على خطاياه؟ هل يرتجي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات أيام الأستاذ الجامعي الدكتور/ محمد مرسي؟ هذا ما يُدفعون إليه الآن في ظل حرب بلا عقل،،


Twitter: @albahary

هل أكل عيش لا يكون إلا بالنطوعية والبلطجة في حي مدينة نصر شرق؟

 
 في السادسة من صباح يوم ١٢ أغسطس قام أحد الأنطاع بوضع عربة فول وفرش كراسي في الحديقة الموجودة بشارع الطاقة عند تقاطعه مع أبي دَاوُدَ الظاهري بالحي الثامن من مدينة نصر، بين مدينتي القضاة والمبعوثين!! منتهى البلطجة والبجاحة وقلة الأخلاق والاستهتار دون مراعاة لحرمة الطريق العام والسكان الموجودين بالعمارات المحيطة. 




يا حي مدينة نصر شرق أين أنت باستمرار؟ 



Twitter: @albahary 






رفع النتائج أكبر البلاوي ..

بوابة فيتو
نتائج "منفوخة" في الثانوية العامة، وفي الكليات، نسب نجاح تتجاوز العقل والمنطق، لا تعبر عن مستوى الطلاب ولا التدريس ولا المدارس والكليات. البلوى أن الطالب يتصور أنه عبقري، يصدق نفسه ويصدقه أهله والمجتمع، في سنوات النقل بالمدارس الكل يحصل على ٩٠٪، عندما يصل إلى مرحلة الشهادات، إعدادية أو ثانوية ينكشف ويكون راسبًا أو فطسانًا، تقوم الدنيا الإعلامية على الظلم والأخطاء في التصحيح. في الكليات الحكومية تُرفع النتائج جزافًا حتى يبدو عضو هيئة التدريس مؤديًا واجبه وزيادة، والحقيقة أنه اشترى دماغه بالتزوير في النتيجة. أليس رفعها بما يجافي الحقيقة تزويرًا؟ هل وصول هذه النوعية من أعضاء هيئة التدريس لأي منصب إداري بالمفيد أو المجدي؟ أم أنه استمرارٌ لمسلسل الإنهيار والتردي وفبركة النتائج والإحصاءات؟ رافعو النتائج معروفين بالإسم، مثار سخرية الطلاب ولو تصوروا العكس. في هذا الجو الفسدان إذا صحح عضو هيئة التدريس بما يرضي الله ولم يرفع النتيجة ستقوم عليه الدنيا وستثور دعاوى التخلص منه، ولنر الشكاوي من طلاب الشهادات الأزهرية وكليات الحقوق. 

قناة النهار
بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ أصبح التزلف للطلاب شعارًا، وانتقلت لجامعات الحكومة أفة الجامعات الخاصة من رفع النتائج والامتحانات السطحية، وإلا فالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات على أبواب الكليات ووزارات التعليم، العالي منه وما دونه. مصيبة أن يرضخ التربويون لغوغائية الفاشلين، وأن تساند الإدارات الجامعية تلك الغوغائية، وأن تشيطن الدولة أعضاء هيئات التدريس حتى تتخلص من المعارضين ومن مرتباتهم. وتزيد البلوى مع الجودة الوهمية التي لا تهتم إلا بالإحصاءات الورقية وشكاوى الطلاب وكأن عضو هيئة التدريس خادم إحسانات الجميع، وكأن العاملين بالجودة هم أعضاء محاكم التفتيش الجديدة، المرشحون لكل المناصب، المدعوون لكل المناسبات. 

وزارات التعليم وإدارات الكليات تشكو سوء سلوكيات الطلاب وهي من تشجعه بالتراخي عن الأخلاقيات والخناعة، بالحسابات الشخصية. هل رفع النتائج شعار مرحلة قائمة على نفاق الأصغر، على الإحصاءات المفبركة، على تكبير المخ، على صعود السطحيين وأهل الأونطة؟ بالله، لما يحتل الشاشات والميكروفونات رافعو النتائج وشلل الجودة، هل يرتجى تقدمٌ؟ أم أنه التقدم للخلف ولتحت؟

 Twitter:@albahary

الجمعة، 24 يوليو 2015

العداءُ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ بالجامعاتِ .. هل عادٓ؟

نُشِرٓ بجريدةِ  الوطن يوم ١٧ يوليو ٢٠١٥ ما سُمي توصياتٌ المجلِس التخصصي للتعليمِ والبحثِ العلمي التابعِ لرئاسةِ الجمهوريةِ بشأنِ قانونٍ جديدٍ للجامعاتِ وذلك بناءً علي مقترحاتٍ من مستشارٍ، منذ عَقدٍ من الزمنِ ويزيد، لوزراءِ التعليمِ العالي بدءًا من أيامِ حسني مبارك. أثارٓ ما نُشِرٓ غضبًا شديدًا في أوساطِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ، وجدوا فيه من التجٓني ما يفوقُ الاحتمالٓ والصبرٓ، فيه من الإساءةِ والاستهتارِ ما يستوجبُ ردَ الفعلِ.  

لماذا التربصُ بأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ؟ لماذا يكون تعيينُهم بعقودٍ حسبما نُُشِرَ؟ هل يُمْكِنُ الحديثُ عن وظائفٍ في القضاءِ والجيشِ والشرطةِ بعقودٍ؟ هل يحصلُ أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ على مرتباتِ ومكافآتِ القضاءِ والجيشِ والشرطةِ؟ لولا البَدٓلُ الذي أقٓره الرئيسُ السابقُ مرسي، الأستاذّ الجامعي، لكان أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ في كَمَدٍ وجورٍ ما أبقت على الدولةِ حتى اليومِ.  لنكن صُرحاءً؟ من يكرٓه أعضاءٓ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ اليوم؟ صُحُفٌ تُخٓصِصُ أبوابًا ثابتةً للهجومِ عليهم بدعوى مكافحةِ الفسادِ، ومن داخلِهم من يُـسٓلٓطون عليهِم. هل يجرؤ كائنٌ من كانَ على تخصيصِ أبوابٍ صحفيةٍ مماثلةٍ عن القضاءِ والجيشِ والشرطةِ وغيرِها وغيرِها؟ قطعًا لا. التهجمُ على أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ سبوبةُ كُلِ من هٓبٓ ودٓبٓ، وكُلُ من يحلمُ بوزارةٍ أو بمنفعةٍ. هل تستجلبُ الدولةُ لنفسِها العداءٓ بهذه السهولةِ وفي هذه المرحلةِ؟ هل تخسَرُ عقولٓها من أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ؟ 


في بلدِنا، مع الأسفِ، حيث تَرتعُ الواسطةُ والمحسوبيةُ وشيلني واشيلك، العقودُ تُعيِّن الحبايبٓ والقرايبٓ والشلةِ، من لا ينطِقون إلا بسَمعًا وطاعة ومعاليك وسيادتك، هي للاِنتقامِ لا لتجويدِ التعليمِ، ولا لأي منفعةٍ.  هل المطلوبُ أعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ ممن لا يَرَوْن ولا يسمعون ولا يتكلمون، قرودٌ ثلاثة.  ترويضُ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ  تدميرٌ للدولةِ. أيام حسني مبارك انبرى وزيرٌ محسوبٌ على الجامعاتِ وألقى بكبارِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ  في الشارعِ إرضاءً لمن عينٓه، ولا تزالُ وصمةُ "المبيد" تطاردُه حتى اليوم أينما ذٓهبٓ. هل تعودُ هذه الأيامُ وأكثرُ وقد أورَثَت البلدَ كُلَّ الألمِ والمعاناةِ والخسارةِ؟











ثم، أليس من حقِنا التساؤلُ بكلِ المرارةِ. من نٓصٓبٓ أوصياءً ومُفكرين على أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ؟ كم منهم لم يدخلْ لسنواتٍ مدرجًا جامعيًا ولم يلتقْ الطلابٓ؟ هل في البقاءِ مستشارًا للعديدِ من وزراءِ التعليمِ العالي عبرٓ كُلِّ الأنظمةِ صفةٌ حميدةٌ؟ هل كانَ العملُ بالمجانِ؟ كم حُصِلَت من مزايا خلال هذه السنين؟ أين الورقةُ والقلمُ؟ هل عضويةُ المجلسِ الاستشاري للتعليمِ صكُ الصوابِ والحقِ المطلقِ؟ أهي وجاهةٌ اجتماعيةٌ تتيحُ أيَ قولٍ وفعلٍ؟ هل هي مغنمٌ في مجالِ العملِ بدعوى القُربِ من رئيسِ الجمهوريةِ؟ هل ما نُشِرَ من تصريحاتٍ بالونةُ اختبارٍ أم تَسَرَعٌ من لسانٍ فالِتٍ أغواه عِشقُ الظهورِ؟

أرجو أن تقارنوا مكتبي بالكليةِ بمكاتبِ من أصدٓرٓ التوصياتِ تلك، ومن ردٓدٓها، ومن بحثٓها، ومن نشرٓها. مكتبي لا يدخلُه عمالُ النظافةِ مطلقًا، نظافتُه من جيبي، بالفلوس!! مقيمٌ فيه مع بُرصٍ ما شاءٓ الله، كلما دَخَلتُ بحثتُ على أي حائطٍ هو!!