الاثنين، 2 يوليو 2018

الجوائزُ لمن؟؟

الجوائز هي التقدير للمجتهد على ما أدى وفقًا لقواعد تحقق العدالة، احترامًا للجهة المانحة، دولة كانت أو جامعة وللحاصلين عليها. عدالة الجائزة أيًّا كان مستواها هي عنوان للدولة كلها. حديث الجوائز كله شجون، فهو يثير في النفوس أسي يتناسب مع ما تحملُه الجوائزُ في أحيانٍ من غيابٍ للشفافيةِ والموضوعيةِ

بدايةً، مبروك للفائزين بجوائزِ دولة. إلا أنه كثيرًا ما شهدَت تلك الجوائزُ عددًا من
الحاصلين عليها من مسؤولين سابقين وإدارات جامعية ومقربين بصورةٍ أو بأخرى من دوائر المجلسِ الأعلى للجامعاتِ ووزارةِ التعليم العالي وأكاديميةِ البحث العلمي والمجلسِ الأعلى للثقافة. الترشيحاتُ للجوائز لابد أن تنآى عن التربيطاتِ. جوائزٌ بمئات الآلاف من الجنيهات لكل شخصٍ لا يجوزُ أن تكون محصورةً داخل دائرةٍ ضيقةٍ. جوائزٌ بالملايين من ميزانية الدولةِ لابد لها من حسيب ورقيب

أما جوائزُ الجامعات فحدوتةٌ، هي بعيدةٌ عن العين، واللا شفافيةُ أهمُ عناوينِها. بابُ التقدمِ لها مواربٌ، بمعنى أن آخرَ ميعادٍ للتقدمِ يَكُونُ في انتظارِ البعضِ. من الوارد أن تمنحَها الإداراتُ الجامعيةُ لنفسِها تحت أي مسمى. أما الترشيحُ لها فيكون في أحيانٍ مشهودةٍ بسيفِ الحياءِكيف؟ يترشح أشخاصٌ بعينِهم، بعضُهم شغلوا كراسي على مستوى الدولة أو على مستوى إداراتِ الجامعاتِ!! هي جوائزُ ولاءٍ ورضا، ولاٌء لمن يأخذُ قرارَ المنحِ ورضا منه عن الحاصلِ على الجائزةِ. جائزةٌ ملاكي من جيبِ الدولةِ؟! في الجامعاتِ تنغلقُ قنواتُ الحوارِ في ما يخصُ أوجاعِ أعضاء هيئات التدريس وتنفتحُ على البحري لما يشكو الطلابُ!!

إذا كان ولا بد من حجزِ جوائزٍ لمن شغلوا كراسي على مستوى الدولة أو الجامعاتِ، فلماذا لا تُخصصُ لهم جوائزُهم بعيدًا عن الجوائزِ التي يخصمونها ممن هم أحقُ منهم؟! ثم هل فعلًا تخضعُ ملفاتُهم للتحكيم؟ لم يحدثْ أن رُشِحَ أحدُهم لجائزةٍ ولَم يحصل عليها!! وهل حصولُهم على جائزةِ الجامعة يكون عن عملِهم خارج الجامعة؟ ألا تكفي مزايا المنصبِ لمن شغلوا كراسي على مستوى الدولةِ والجامعاتِ؟ إحساسٌ من المفترضِ أن يكونَ مُرًّا، لكنه مع الأسفِ شعورٌ بالتيقنِ مما هو معلومٌ ومُتداولٌ، لَما يُنكرُ مجهودُ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، لَما تكونُ الجامعاتُ للبعضِ يستفيدون منها أو يتحكمون فيها منعًا ومنحًا. 

هل منحُ الجوائزِ من أعمالِ السيادةِ أو الخبرةِ؟ هل بهذه الغمامية تُغطى "طريقة" منحِها؟ هل سنشهدُ يومًا تخضعُ الجوائزُ فيه سواء على مستوى الدولة أو الجامعات للرقابةِ والمراجعةِ القضائيةِ بكل مستوياتِها؟ ‏أليست هذه الجوائزُ انعكاسًا لقيمةِ الدولةِ وشفافيةِ إجراءاتِها؟ أليست مالًا عامًا لا مجاملةَ فيه ولا غرضَ؟ 

قال لي أحد الزملاءُ "المسؤولون لا يقرأون"، ماشي، لكنهم لن يمنعوا الفضفضة. 

هل الحاصلون على الجوائزِ هم الأفضلُ؟ أحيانًا. 




إدي له جائزة يا صادق أفندي، هل يكون عنوانًا أنسبَ للجوائزِ في مصر؟ هل دليلُ الجوائزِ "أسكت، وقل نعم وحاضر"؟






مونديال 2018 – الدور الأول : تعليقات, ملاحظات ونوادر


1) مهرجان رائع وتنظيم أروع يستمتع به جمهور المدرجات الذى تفنن فى الزى والقبعات الشاشات بفضل النقل التليفزيونى البديع الذى لا يفسده سوى التعليق الزائد عن حده خاصة من المعلقين باللغة العربية ( يبدو أن إختيار المعلق فى المحطات العربية يعتمد على أن يكون الأعلى صوتآ والأسرع نطقآ والأكثر كلامآ والأضبط سجعآ ويا حبذا مع بعض الأخطاء )

2) شواهد المباريات الودية قبيل المونديال كانت تؤشر إلى ضعف مستوى الأرجنتين وألمانيا وتأكدت فى الدور الأول حيث أن الفريق الأرجنتينى إفتقد العقل المفكر سواء فى المدرب أو فى اللاعبين, فى حين أن الفريق الألمانى صلاحيته إنتهت وأخطأ المدرب فى إختياراته مما أدى إلى تذيله لمجموعته وخروجه من الدور الأول ( سادس مرة فى تاريخ المونديال يخرج فيها بطل النسخة السابقة من الدور الأول )

3) المباريات تميزت بالعنف البدنى, المقصود والغير مقصود, من إلتحامات قوية ووطء على الأقدام وإحتضانات مفروضة.

4) تم تطبيق قاعدة الرجوع إلى الفيديو فى التحكيم   (VAR) لأول مرة فى هذا المونديال بنجاح ملحوظ وأصبح الحكم يقبل الرجوع فى قراره إعتمادآ على الفيديو إلا نادرآ كما حدث من الحكم الكولومبى فى مبارة مصر والسعودية رغم أن اللعبة فيها شك كبير! 

5) كاد قرار عكسى لحكم مبارة كولومبيا واليابان أن يتسبب فى تغيير نتيجة المبارة إلا أن هدف ثانى لليابان أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح (العناية الإلهية؟)

6) أجاد الحكم المصرى جهاد جريشة فى إدارته لمبارة إنجلترا وبنما (السهلة نسبيآ) ويحسب له إحتساب ضربتى جزاء (سبحان مغير الأحوال!) إحداهما بسبب الإحتضان الزائد أثناء ضربة ركنية كانت نتيجتها أن اللاعبين توقفوا عن ذلك خلال بقية المباريات!

7) يوم لك ويوم عليك حتى فى كرة القدم كما حدث فى مبارتى أستراليا مع فرنسا والدنمارك (ضربة جزاء بالفيديو عليه وله) ومبارتى إيران مع المغرب وإسبانيا (هدف بالنيران الصديقة له وعليه)

 
8) لأول مرة فى تاريخ المونديال يصعد فريق (اليابان) لتفوقه فى اللعب النظيف (أقل عدد كروت صفراء أو حمراء) على فريق آخر (السنغال) تساوى معه فى النقاط والأهداف.

9) حارس مرمى المكسيك "أوشوا" يحاول تكرار إنجازه فى المونديال السابق وأخظاء من حراس منتخبات كبرى مثل "دى خيا" الأسبانى و"كاباليرو" الأرجنتينى.

10) تمكن عصام الحضرى حارس منتخب مصر المخضرم وبفضل جهده وإصراره وعزيمته أن يسجل رقم قياسى تاريخى للمونديال (أكبر لاعب سنآ – 45سنة) سيعيش طويلآ وأثبت جدارته لحراسة مرمى المنتخب.

11) الفتى الذهبى فى المونديال السابق الكولومبى "جيمس رودريجز" يعانى منذ فترة من إصابة ولكن عندما شارك وتحرك فى مبارة بولندا فاز فريقه بثلاثية!

12) "رافائيل ماركيز" المكسيكى أصبح ثالث لاعب يشارك فى خمس دورات مونديال متتالية, أما "بيتر شمايكل" الدنماركى وإبنه "كاسبر" فأصبحا أول أب وإبنه حراس مرمى يشتركوا فى المونديال.

13) "هارى كين" (لاعب إنجلترا المغناطيسى) تنجذب له الكرة أينما كان (أهدافه الخمسة فى الدور الأول تؤكد ذلك) لتبدو أهدافه سهلة ولكنه هداف قدير وفى طريقه ليصبح هداف البطولة!

14) أضاع كل من "ميسى" و"رونالدو" وهما الأفضل على مستوى العالم ضربة جزاء!

15) كانت مبارة إسبانيا والبرتغال والتى إنتهت بالتعادل 3-3 هى الأفضل والأمتع فى الدور الأول.

16) فريق البرازيل لم يصل بعد إلى التشكيل الأمثل واللاعب "وليان" يلعب فى غير مركزه (وسط الملعب)!

17) أخيرآ وليس آخرآ إختفت ظاهرة الحيوانات أو الكائنات البحرية التى تتنبأ بنتيجة المباريات.
 
الفرق المرشحة للمربع الذهبى : البرازيل وأوروجواى وكرواتيا وإنجلترا
والنهائى أوروبى/لاتينى بين البرازيل وإنجلترا.
 
بقلم م/ دانيال تانيليان

الأحد، 3 يونيو 2018

مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير : العرض مستمر مع إضافات

جاءت الدورة الرابعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، التى إنعقدت فى الفترة من 18 حتى 24 أبريل 2018، بإضافات جديدة ذات قيمة زادت من ثقل وأهمية المهرجان إلى جانب ما إعتادناه منه بمقر مختلف كل دورة (ميزة لا تتوافر فى مهرجانات أخرى) وبالحرص الملحوظ على دقة وجودة التنظيم.  

أقيمت فعاليات هذه الدورة بمسرح بيرم التونسى بالشاطبى وتم تكريم د. منى الصبان والمخرج/المبرمج السكندرى عماد مبروك فى حفل الإفتتاح الذى تم الإعلان فيه عن لجان تحكيم هذه الدورة. إلى جانب لجنة تحكيم أفلام المسابقة (إحدى الصور) التى شملت لأول مرة, وفى خطوة رائعة من إدارة المهرجان, عضوآ سكندريآ كانت هناك لجنة تحكيم "المتلقى الصغير" (إضافة جديدة) ولجنة تحكيم "خطوة أمل" التابعة لمؤسسة حياة للتنمية والدمج المجتمعى (إضافة جديدة).


تم عرض 37 فيلمآ بأقسام مسابقة المهرجان الثلاثة: الروائى, الوثائقى والطلبة (إضافة جديدة) إلى  جانب بانوراما الفيلم العربى القصير وكانت مفاجأة هذه الدورة الأفلام القادمة من العراق بمستواها   المتميز. كما تم تنظيم ورش فى النقد, السيناريو والفيلم التسجيلى.

فى حفل الختام تم تكريم الممثلة/القاصة السكندرية عارفة عبد الرسول كما تم عرض نتاج ورشة الفيلم التسجيلى التى أشرفت عليها المخرجة عايدة الكاشف ثم تم إعلان الأفلام التى حصلت على جائزة أحسن فيلم "هيباتيا الذهبية" (إحدى الصور) وجائزة لجنة التحكيم إلى جانب شهادات تقدير بكل قسم من الأقسام الثلاثة حيث فاز الفيلم الجزائرى الرائع "عاهدتك" كأحسن فيلم روائى قصير والفيلم المصرى "رحلة البحث عن أبو العربى" كأحسن فيلم وثائقى قصير والفيلم المصرى "إسمه إيه؟" كأحسن فيلم قصير لطالب أو طالبة. 

وآخيرًا وليس آخرآ أعلن المخرج السكندرى محمد محمود رئيس المهرجان عن منحة مالية قيمتها 45 ألف جنيه مصرى مقدمة من مؤسسة حياة برئاسة السيدة نرمين البحطيطى لدعم إنتاج ثلاث سيناريوهات (إضافة جديدة).



دورة ناجحة بكل المقاييس لمهرجان ينمو بإنتظام!








مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون 


 

الثلاثاء، 29 مايو 2018

الإساتذةُ المتفرغون .. إنكارٌ واستغلالٌ

هناك موضوعاتٌ تكون الكتابةُ فيها هَمٌ، هَمٌ ثقيلٌ لكنه واجبٌ‏. أكتب؟ أنتظر؟ بماذا أبدأ؟ ‏ ‏الكتابةُ ضرورةٌ ولو كانت فضفضةً مُرَّةً

الأساتذة المتفرغون بالجامعات المصريةيعانون ثباتَ دخلِهمالشهري، وهو ما يعني انخفاضَه بنسبةِ التضخمِ إلى الدرجة التي قد تصلُ به إلى التلاشي.  ‏قد يكون إحساسُالجامعاتِ بهذه المعاناةِ دفعَها إلى فتحِ باب إعارتِهم بدون حد اقصى، خاصةً وإن في هذا القرار وفرًا للفارق الذي كانت تسددُه لهم الجامعات. ‏وفجأةً إذا بهذا القرار يبدأ في التلاشي وهو ما يضرُ بهؤلاء الأساتذةِ المتفرغين ضررًا شديدًا. ‏قيل أن هذا القرارَ لسدِ العجزِ في أعضاءِ هيئة التدريس في حالةِ تطبيقِ نظامِ الساعاتِ المعتمدةِ



مع الاسف فإن ما يُثارُ عن إلغاءِ قرارِ إعاراتِهم ينمُ عن إنتهازيةٍ شديدةٍ وقصورٍ في فهمِ ما يجري على أرضِ الواقعِ.  ‏الأساتذة المتفرغون لا يُدَرِسون لمرحلةِ البكالوريوس، وهم أصلًا غيرُ مرَحَبٍ بهم، بحجةِ أنهم ياخذون فرصَ الأصغرِ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، تلاميذُهم. ‏من ناحيةٍ أخرى، فإنه استكمالًا لنغمةِ أن الأكبرَ هم سببُ كل الفشلِ والنكباتِ،  فإن تدريسَ الأستاذِ المتفرغِ لطلابِ مرحلةِ البكالوريوس، إذا حدثَ، يُمْكِنُ أن يُعرِضَه لتلقي تَهَكُماتٍ على تنويعة "إنت لسة عايش مش كفاية عليك كدة؟".  ‏هل يمكن أن يعملَ الأستاذُ المتفرغُ في مناخٍ كهذا يتعرضُ فيه للإهانةِ وإهدارِ قيمتِه. ‏كيف تقبلُ الجامعاتُ أخلاقيًا قبل أكاديميًا أن يتعرضَ كبارُها لمثل هذه المهانةِ؟!

وإذا مَدَدنا حبلَ المصارحةِ لبعضِ مُنتهاه فإن هناك من الأساتذةِ المتفرغين من لا يُدَرِسون منذ عقودٍ باعتبارِهم طبقةً أعلى، ففيهم مسؤولون سابقون ومنتسبون لما يُسمى تطويرُ التعليمِ وأعضاءٌ بلجانِ المجلس الأعلى للجامعاتِ!! 

الأساتذةُ المتفرغون، في معظمِهم، مستبعدين،إنجازاتُهم يسحْبُها أصغرُ منهم يُفضلون زوالَهم حتى لا يبقى سواهم في الذاكرةِ وفِي الصورةِ. لقدقَالَ أحدُ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ الراسبين في الترقيةِ أن لجنةَ الترقيةِ مثلُ متحفِ الشمعِ لأن بها أساتذةً متفرغين، وكأنهم عجزوا عن فهمِ عبقريتِه!!

بأي منطقٍ أخلاقي أو أكاديمي تُلغى إعاراتٍ لأساتذةٍ متفرغين حتى يعودوا لدخلٍ ثابتٍ أبدَ الدهرِ في مناخٍ يتجاهلُهم ولا يرحبُ بهم؟! لو كان مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا "المنتخب" مصريًّا لقامت القيامة، كيف لمن بَلَغَ اثنتين وتسعين عامًا أن يحكمَ، أليست دورُ المسنين والمصحاتُ به أولى ؟!!

يحضُرني مثلٌ، "يابا اشتري لي أصل"، فرد عليه "لما كل اللي يعرفوك يموتوا". 


كتابةٌ متثاقلةٌ مهمومةٌ. اللهم لوجهِك نكتبُ، علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








Twitter: @albahary