الجمعة، 10 أبريل 2009

تعرفوا الهايف من إيه؟!


أوباما انحني لملك السعودية أثناء قمة العشرين التي عُقِدَت في الثاني من ابريل بلندن، الصحفُ الخليجية والفضائيات التي تعمل بفلوسها في مصر وغيرها شَغَلت اسطوانات الطبل والزمر والنفاق والابتذال؛ أوباما انحني أمام الكرامة السعودية العربية الإسلامية، حُلَت مشاكلُ العربِ المستعصيةُ، سيستيعدون حقوقَهم، لا بدَ من اعتذارِ الولايات الأمريكية عن خطاياها، عن غزو العراق، لا بدَ من حلِ مشكلةِ فلسطين، براءةٌ لبشير السودان من أنياب أوكامبو، ومفيش مانع من حل مشاكل االخبز وانقطاع المياه وجبروت الكفيل وفُجره.
انحناءةٌ بالغ فيها أوباما، لم تكن تعني له شيئاً، لن تُغير سياستَه ولو أرادَ؛ تفاهةُ المنافقِ، في الإعلام وغيرِه، تُعيِشُه في أسرِ مفرداتٍ اعتادَها دون أن يعنيها، المهمُ عنده لقمةُ عيشه، عيشُ السرايا والبغاشة والبقلاوة والهريسة بالمكسرات. العربُ هم العربُ ولو تغيرَ الزمنُ وفاتَهم وجري، يعبدون من ينافقُهم، لا يُحللون ويبحثون ويُدققون، كل ما يعنيهم مِلءُ بطونِهم وعيونِهم، القشرياتُ تَخدعُهم وتزغللُ عقولَهم النايمانة النعسانة؛ لم يثبُتْ أن انحناءةَ أوباما تعني موقفاً أمريكياً سياسياً، أفرَدَ لها إعلامُ النفاقِ والتهييجِ والإثارةِ والفتاوي مساحاتٍ وتأويلاتٍ وتعليقاتٍ، سهراتٌ من زرعِ الأوهامِ ونسجِ القصصِ عن غيرةِ من تجاوزوا الانحناءةَ، من يتنكرون للانجازاتِ، من لا يُوفون ولاةَ الأمرِ العربِ حقوقَهم، ولو كانوا طغاةً جبابرةً ظلمةً.
يستحيلُ توقعُ تغييرٍ في تركيبةِ الفكرِ في منطقتِنا، فكرٌ نمطيٌ متكررٌ، ولو عَبْرَ مئات السنين، الخلفاءُ أجزلوا لمن أشعرَ فيهم، حتي يومِنا هذا، تغيرَت مسمياتُ أهلِ السلطةِ ولم يتغيرْ ما قيلَ فيهم، ألم يُحبُ علي لطفي رئيس وزراء مصر السابق الرئيس "الويكا" لمجلسِ الشعبِ حب الفرخةِ للديكِ؟! ألم ينشكحُ رئيس مجلس الشعب؟! الفكرُ العربي يُجيدُ الرفضَ والسفسطةَ، يرفضُ الجديدَ المختلفَ، يتصارعُ لمباراةٍ في كرةِ القدمِ، لمشاجرةٍ بين مسلمٍ وغيرِه، ولو بغيرِ حقٍ، فكرٌ قَبليٌ جامدٌ، لا تُلَينُه شهاداتٌ علميةٌ مهما علَت، هي للزينةِ لا للتطبيقِ أو اعتيادِ النقاشِ والحوارِ.
أوباما انحني لملك السعودية، هل انحنت أمريكا أو غيرها؟ مستحيلٌ، حتي فلوس البترول أوشكت علي خسارةِ قيمتِها، إن لم يكنْ قريباً فمن المؤكدِ في المستقبلِ، بدائلُ البترول بدأ استخدامُها، سيقايِِضُ اصحابُ البترول العرب ما تحت أراضيهم مقابل المياه، من تركيا واسرائيل، لا بديلَ، لا مفرَ. اقتصادٌ عربي لا يقوم علي صناعاتٍ أو ابتكاراتٍ محليةٍ، فقطُ بيعٌ وشراءٌ، بيعُ بترول في مقابلِ كل شئ، خائبون حتي في التجارةِ، منتجٌ وحيدٌ تقوم عليه حياتُهم.

مساك الله بالخير يا شعبان عبد الرحيم، أحببت عمرو موسي بعفويةٍ، أما أهلِ الهيافةِ والتفاهةِ، فمرتزقةٌ حتي أعماقِهم، يؤولون بغرضٍ، سيستمرون طالما استمرَت العطايا،،

ليست هناك تعليقات: