الاثنين، 2 يونيو 2014

مهرجان كان 2014: خليفة جوناى يدرك أخيرآ السعفة الذهبية

الملصق الرسمي لكان ٦٧ بصورة مارشيللو ماستروياني من فيلم٨،٥ عام ١٩٦٣
ربما لم يلتفت أحد فى مسيرة عبقرى السينما العالمية التركى نورى بلجى سيلان إلى التناص الواضح فى عناوين أفلامه مع تحف خالدة حققها المعلم الكبير إنجمار برجمان في فيلمه "مناخات" (2006) الذى مثله مع زوجته إيبرو تشابه العنوان مع فيلم برجمان "طقوس" ثم جاء فيلمه "ثلاثة قرود"(2008) وفيلم برجمان "ثلاثة أنماط غريبة" وأخيرآ فيلمه "حدث ذات مرة فى الأناضول" (2011) الذى يصل لمرحلة التضاد مع فيلم برجمان "هذا ما لا يمكن حدوثه هنا".

لذا لم يكن مفاجئآ قول فنان السينما الأمريكية كوينتن تارانتينو لدى تسليمه السعفة الذهبية إلى سيلان  عن فيلمه "البيات الشتوى" الذى عاد فيه إلى التناص مرة أخرى مع تحفة برجمان "ضوء الشتاء"  أن سينما سيلان صعبة ومعقدة بما فيه الكفاية بالنسبة إليه كمخرج لكنها جديرة بالإهتمام والمتابعة    إذ أنها تجسد ما وصلت إليه مرحلة حديثة من الفكر السينمائى كما سبقته رئيسة لجنة التحكيم المخرجة جين كامبيون الحاصلة على السعفة الذهبية عام 1993 مناصفة مع فيلم شين كايجى "وداعآ محظيتى" بقولها إنه لو إمتد زمن الفيلم (ثلاثة ساعات وربع) ساعتين أخرتين لدرجت على متابعته بمنتهى الشغف وأبدت إعجابها الشديد بشخصية الشقيقة فى السيناريو الذى كتبته إيبرو زوجة جيلان والتى قامت بأدوار البطولة فى أشهر أعماله وأهمها "ثلاثة قرود".

نوري سيلان
هكذا وبعد تتويجه بالجائزة الكبرى مرتين أعوام 2002 و2011 عن فيلميه "مسافات" و"حدث ذات مرة فى الأناضول" وأفضل مخرج عام 2008 عن "ثلاثة قرود" يسترد سيلان  السعفة الذهبية للسينما التركية عام مئويتها بعد 31 عام من فوز مواطنه الأبرز يلمظ جوناى بالسعفة الذهبية عن فيلمه "يول" وكان لافتآ أن المخرج الذى حرر إنطباعات ممثليه بتلقائية على الشاشة راصدآ ملامح الإنهيار والتداعى فى أرواحهم بأعماله السابقة متأثرآ بأعمال برجمان النازعة للجدار الحاجب لما تعتريه النفس البشرية من ظلمات موغلة فى السيرورة أهدى فيلمه إلى شباب بلاده الذين فقدوا أرواحهم فى ساحة ميدان تقسيم إزاء القمع الدموى للسلطات.


أليس رورواشر
وسلمت أيقونة السينما الإيطالية صوفيا لورين الجائزة لكبرى إلى مواطنتها أليس رورواشر عن فيلمها "عجائب" والتى قامت ببطولته مونيكا بيلوتشىوإلتفتت لجنة التحكيم إلى مدى التغير الذى طرأ على أفكار أحد أقوى "المخربين" فى تاريخ السينما بعد رحيل لوى بونويل, جان لوك جودار بعد إتجاهه إلى تقنية البعد الثالث فى جديده "وداعآ للغةجائزة لجنة التحكيم الخاصة مع الكندى الشاب إكزافيه دولان عن فيلمه "مامى" والذى أحدث صدى واسعآ لدى عرضه فى الأيام الأخيرة للمهرجان.    

فيما ذهبت جائزة السيناريو إلى الفنان الروسي أندريه زفياجينتسيف عن فيلمه "ليفيافان" وسبق له الفوز بالجائزة الكبرى عام 2003 عن فيلمه "العودة" وكان قريبآ من السعفة الذهبية عام 2007 عن فيلمه "النفى/الإقصاء" ولا ينسى عشاق السينما عمله المتوهج "إلينا" عام 2011.

وفى أول مشاركة له بالمهرجان فى المسابقة الرسمية فاز المخرج الأمريكى بينيت ميللر بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه "صائد الثعالب" والذى عاد فيه للتعاون مع كاتب السيناريو دان فاترمان والذى بلور تحفته السابقة "كابوت" عام 2005 التى قادت الراحل فيليب سيمور هوفمان للتتويج بالأوسكار, وإلى جانب إطلالة فانيسا ريدجريف الأسطورية يقود ميللر إنقلابآ كاملآ على بطله ستيف كاريل ويمنحه دورآ دراميآ حقيقيآ بعيد كل البعد عن أدواره الكوميدية السابقة.

جوليان مور
وسقطت جائزة أفضل ممثلة فى قبضة أحد أهم الممثلات الخالدات فى ترشيحات الأوسكار إلى جانب هولى هانتر, إيما تومسون وكيت بلانشيت حيث فازت جوليان مور, التى يحلو لها بين الفينة والأخرى أن تفاجئ نفسها قبل أن تفاجئ المخرجين الذين تعمل تحت إدارتهم, عن دورها فى فيلم ديفيد كرونينبرج "خرائط للنجوم" الذى تجسد فيه نجمة سينمائية تتابع مسيرتها وقد نضبت عنها الأضواء وكم كان كرونينرج محقآ حين ذكر إنه صعق من حجم الشجاعة التى تملكتها جوليان مور  حال تجسيدها للدور.

تيموثي سبول
مونيكا بيلوتشي
وسلمت فنانة السينما الإيطالية مونيكا بيلوتشى جائزة أفضل ممثل إلى البريطانى المسرحى تيموثى   سبول عن تجسيده لشخصية الرسام ويليام تيرنر فى فيلم مايك لى "مستر تيرنر" وقد تعجب سبول لدى تقبله الجائزة عن تلك القدرة الهائلة التى إنتابته لدى أدائه الدور رغم أنه مصاب باللوكيميا منذ سنوات قليلة وهو دائم الحضور فى سينما مايك لى ويعتبر ثانى ممثل يقوده مايك لى للجائزة بعد بريندا بليتين عام 1996 عن فيلمه الفائز بالسعفة الذهبية "أسرار وأكاذيب" من لجنة تحكيم بقيادة فرانسيس فورد كوبولا.

أخيرآ على الناقد الخبير ورئيس المهرجان الشهير الذي لم يتوان بعد إعلان النتائج عن التقليل من المستوى الفنى للفيلم الفائز بالسعفة الذهبية والتعجب من دمج إسم جودار مع المخرج الشاب دولان فى جائزة لجنة التحكيم الخاصة الإجابة على السؤالين التاليين:
أولآ، لماذا لم يتناول فى رسالته الصحفية شبه اليومية فيلم نوري سيلان "البيات الشتوى" خاصة أنه كان هناك متسع من الوقت حيث عرض الفيلم ثالث أيام المهرجان؟
ثانيآ، متى وأين قد ضبط سيادته أعضاء لجنة التحكيم متلبسين بتهمة وضع فارق العمر فى الإعتبار عند تقييم المستوى الإبداعى فى لغة السينما؟
                                                                                 
 بقلم  أيمن فتحى

ليست هناك تعليقات: