الأربعاء، 30 يوليو 2014

الشيزوفرينيا وجنون العَظَمة ...

الإعلامُ سلاحٌ كثير الحدودِ، منها ما يصيب ومنها ما يَخيبُ بالقوي، وأنه من خيبتِه يصيبُ نفسَه، فيوقعُ المللَ والنفورَ والمقاطعةَ والاستهجانَ في نفوسِ المشاهدين، وهو ما يجعلُه إعلامًا موصومًا بعدم المصداقيةِ والارتزاقِ، هذا إذا لم يكنْ مُساقًا لخدمةِ أولوياتٍ ما.  مقدمةٌ سخيفةٌ، أنا عارف، لكن ما العمل وقد انضَمَمت لطابور مقاطعي الفضائيات، كرهت الشخط والنطر والحَزق والوعظ والإرشاد والفَذلكة والفلسفة والنصاحة والفتاكة والتحاذُق وبذاءات الشوارع. لكن لماذا صَعُب علىَّ الفن فجأة وكتبت؟! مذيعة فضائية تفتعل حوار تليفوني على الهواء مع سفير أثيوبيا وترزع السكة في وشه، وأخرى أعطت نفسها الحق في سب النساء المغربيات في أعراضهن!! 

قبلهن في إحدى الفضائياتِ الممولةِ  رياليًا، "حَزَقَ" أحدَ كسيبةِ الإعلامِ، دون أن يكونَ دارسًا له ولأصولِه وآدابِه،   وبصوتٍ مُنفرٍ كالمعتادِ، وفي غيابِ الكاريزما الشخصية، وزارةٌ عجوزةٌ مثل رئيسها!! يقصد د. حازم الببلاوي. مش فاهم هل يندرجُ هذا المسلكُ تحت بندِ النقدِ، أم تحت بندٍ آخر سماه هذا النغنوغ الزغنون في نفس الحلقة قلة ...، ولن أردد ما قاله؟

تقليعةٌ، يتصابى كل من يريدُ أن يبدو ثوريًا، يصبغُ شعرَه، يدهنه جل، أو تسرسع واحدة بالصوت الحياني وهات يا ردح، هجوم في الفاضية والمليانة، تهييج، إثارة  قضايا بلا قضايا حقيقية؛ هل الارتزاق من أي افتعالة واشتغاله هو لأكل العيش أم إرضاءٌ لحب الظهورِ؟ الإعلامُ يتصدرُ الآن مرحلةَ كل من عنده كلمة يقولها، ولو كانت فارغة.  لا تخلو فضائيةٌ من انتقادات وكأن مقدمي برامجِها يحملون مفاتيحَ الحكمة، منتقدون صباحيون وآخرون للمساءِ والسهرةِ!! نهجٌ جديدٌ في إعلام اللا إعلام، هاجم تعيش وشَخَص تأكل قراقيش!! 

المنتسبون للإعلامِ بدون أمارةٍ أعطوا لأنفسِهم الحق في الإساءةِ لعلاقاتِ مصر الخارجية، ولتأليب الداخلِ، إديني الوزير الفلاني، وأنا عايز من الوزير العلاني، كده على الهواء، أصل البيه المذيع جامد قوي. من الضروري فحص السلامةِ النفسيةِ لكل من يستحوذ على ميكروفون.  

الشيزفرينيا وجنون العظمة ليست من صفات الإعلامي الحقيقي، في بلاد الدنيا، مش عندنا،،




Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: