السبت، 17 يونيو 2017

إبـــــــداع الحريــــــــة!

أحرص خلال زياراتى للإسكندرية على متابعة أنشطة نادي السينما بمركز إبداع الحرية، وقد فوجئت بوقفه منذ عدة أشهر بحجة أنه يعرض أفلاما أجنبية حديثة لا يملك حقوق عرضها..
لقد كان هذا النادى يعرض أهم وأقوى الأفلام الأجنبية من مختلف دول العالم فى إطار برامج ومحاور مدروسة من خلال أشخاص متخصصين ومتطوعين كل حافزهم حبهم للسينما، ورغبتهم فى تقديم خدمة ثقافية لرواد النادى، وكان يعتمد فى عروضه على الأفلام المتاحة على الإنترنت مجانا، ويعرض كل فيلم مجانا مرة واحدة لعدد محدود من المشاهدين يتراوح بين ثلاثين وخمسين مشاهدا حسب الموسم، مع تقديم مناسب للفيلم «المؤلف, المخرج, الممثلون, الجوائز ...»، ثم مناقشته بعد عرضه من حيث مستواه الفنى وأهم مميزاته أو عيوبه، وقد ساهم فى رفع الثقافة السينمائية لرواده بشهادتهم، إلى أن أشار بعض الأشخاص على شبكة «التواصل» الاجتماعي أن النادى يعرض أفلاما أجنبية حديثة لا يمتلك حق عرضها؛ فقرر المسئول الأعلى للمكان, والمتابع لهذه المواقع قبل النادي، الإستجابة السريعة ودون محاولة البحث عن حل, فأوقف نشاطه برغم أن موقف القائمين على نادى السينما, يتلخص فيما يلى:
1- العروض مجانية أى أنها بلا عائد حتى يتم سداد نسبة منه كحق عرض، ومعظم هذه الأفلام لا تعرض فى دور العرض السينمائي ولن يراها أحد إذا لم يعرضها النادى.
2- معظم رواد النادى لا يذهبون إلى دور العرض السينمائي، وبالتالى لن تكون هناك خسارة لأحد، كما أن الكثير منها متاح مجانآ على مواقع عالمية شهيرة مثل موقع «يوتيوب» وغيره ومن الممكةن أن يشاهدها الراغبون.
3- النادى يقوم بتعريف رواده بهذه الأفلام وأصحابها وقيمتها الفنية فيما يعد دعاية مجانية لها.
4- النادى لا ينافس أحدآ، وإنما يكمل جهود الآخرين فى نشر الثقافة، وليست لديه القدرة المادية على شراء حق عرض هذه الأفلام..

إن فرمان إيقاف نشاط النادي مازال قائما، والخاسر الأكبر هو الثقافة، وسؤالى: هل الأجدر استمرار النشاط بفوائده أم وقفه والبعد عن «الجدل المنظري» الذى يسببه؟ وهل تُسيِّر الأمور بريموت كنترول الفرمانات حتى في الثقافة؟!












Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: