الجمعة، 13 أكتوبر 2017

شَجَن الخريف ...

فصولُ السنةِ ليست مجردَ أحوالٍ جويةٍتتغيرُمن ساخنٍ لباردٍ، من السكونِ للرياحِ، من الترابِ للنقاءِ؛أنها مرتبطةٌ بالكائناتِففيها تبدأ حياةُ بعضِها وتخفَتُ حياةُ البعضِ الآخر. ‏وإذا كان الصيفُ هو الدفءُ والانطلاقُ،فإن الخريفَ هو شهرُ الشَجنِ،هو التحولُ من نشاطِ الصيفِ إلى بَدءِ كُمونِ الشتاءِ. ‏تبدأُ السماءُ في الانطفاءِ، يأخذُ النهارُ في الاختباءِ،ويزدادُ الليلُ مكوثًا. ‏للخريفِ مظاهرٌ على السواحلِ من سمك السردين إلى السمان. ‏على السواحلِ يَكُونُ الخريفُ اكثر وضوحًا، رياحُه الجميلةُ الخجولةُ مع مياهِ البحرِ التي تفقدُ زرقتَها تُضفي على الروحِ  شجنًا، تُذكرُ بأن الشتاءَ على الأبوابِ، وأن الدوامَ للهِ، في كُلِّ شئٍ. على شاطئ الخريفِ، في السيرِ البطئ المُحملِ بالتأملِ والتذكُرِ  والسرحانِ متعة ٌهادئةٌ، لا حرارةَ ولا عطشَ. شجنُ الخريفِ بلا ميعادٍ، أولُ النهارِ أو آخرُه. أغاني الخريف عن الذي مضى وراحَ، ليست دائمًا حزينة،ً لكنها قلقةٌ، خائفةٌ إلى حدٍ ما










الإنسانُ يميلُ إلى الشجنِ مهما كانت أفراحُه، الخريفُ دائمًا إليه أقربُ،،







Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: