السبت، 6 أبريل 2019

الترقيةُ بعضويةِ لجانِ ترقياتِ الجامعاتِ!!

لجانُ ترقياتِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ عادةً ما تُشَكَلُ بحيث تكونُ مستقلةً عن الجامعاتِ، مع تغييرِ قواعدِ تشكيلِها من دورةٍ لأخرى. الإنضمامُ لعضويةِ تلك اللجانِ كثيرًا ما أثارَ انتقاداتٍ عدةٍ لعدمِ وضوحِ قواعدِه، ولبعضٍ من خواطرٍ شابَت عضويةَ تلك اللجانِ واختياراتِ مقرريها؛ لكنها في كلِ الأحوالِ لم تخضعْ لسيطرةٍ من الكلياتِ ولا لتجاوزٍ في حقِ من ضُموا إليها برغبتِهم أو باعتباراتٍ أخرى


الشفافيةُ هي أساسُ أي عملٍ ومانعُ القيلِ والقالِ، وليس معنى انتقادِ سيطرةِ وجوهٍ بعينِها على ما سبَقَ ووُضِعَ من قواعدِ لتشكيلِ لجانِ الترقياتِ أو الاِنخراطِ في عضويتِها، أن نسكتَ عما اِعتُبِرَ قواعدًا جديدةً للانضمامِ لها. فلابدَ من التفرقةِ بين قواعدِ الانضمامِ للجانِ الترقياتِ وقواعدِ التقدمِ للترقيةِ أمامها. من الواضحِ أن هناك رغبةً واضحةً وغريبةً في اِعتبارِ عضويةِ تلك اللجانِ ترقيةٌ يُطلَبُ من الراغبِ فيها أن يحصلَ على موافقةِ عميدِ كليتِه، وأن يأتي ببيانِ تسجيلاتِ الدراسات العليا والأبحاثِ، أي أن يلفَ على المكاتبِ ويرتَجي إن اِضطرَ!! 





لماذا يلجأُ من يرغبُ في عضويةِ لجانِ الترقياتِ الجامعيةِ لطلبِ السماحِ من  عميدِ الكليةِ؟! وأين الاستقلالُ المفترضُ في عملِها؟ وهل بيانُ تسجيلاتِ الدراساتِ العليا يعني تمَيُّزًا في ظلِ غَلبةِ التسجيلاتِ الفشنك بأعدادٍ في الليمون؟! أليسَ الأهمَ مراجعةُ ملفاتِ ترقياتِ المتقدمين لعضويةِ تلك اللجانِ لمعرفةِ كيف تَمَت ترقيتُهم وكيف ترَفقَت بأفعالِهم لجانُ ترقياتٍ سابقةٌ؟! ثم ألا يمكنُ لمن يُعِدون قواعدًا شتَّى أن يتَحروا أبحاثَ الراغبينِ في عضويةِ تلك اللجانِ في زمنِ الإنترنت المفتوحِ؟! لقد طَرحَت مواقعُ التواصلِ الاجتماعي موضوعَ تكريمِ فريقٍ بحثي نُشِرَ له بحثٌ في مجلةِ Nature، ثم أعلنت المجلةَ سحبَ البحثِ لما فيه من فبركةٍ للنتائجِ!! تم تكريمُ الفريقِ البحثي على أعلى مستوى وأمام الإعلامِ، وماذا عن سحبِ البحثِ؟! في زمنِ الإنترنت لا مجالَ للخداعِ وللإخفاءِ ولا يستطيعُ عضوُ هيئةِ تدريسِ إدعاءَ الأمانةِ ويا آه آه، مهما طالَ به الزمنُ، الإنترنت لا ينسى

هل يُتَصَوَرُ التطويرُ بقواعدٍ تثيرُ الجدلَ والغضبَ؟! هل الجَدلُ والغضبُ معياران جديدان للتطويرِ؟! ومن يضعُ تلك القواعدَ؟! وبأي روحٍ؟! وما هي الشروطُ التي توفرَت في واضعيها؟! وكم من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ سيُحجِمون عن لجان الترقياتِ اِحترامًا لأنفسِهم؟! وهل الهدفُ من القواعدِ إبعادُهم؟! وهل تلك القواعدُ ستَرتقي بالبحثِ العلمي وأخلاقياتِه؟! وهل من سينضمون لهذه اللجانِ بشروطِها تلك هم الأفضلُ من كل النواحي؟! وهل عضويتُها أصبحَت ترقيةً في حدِ ذاتِها؟! وكيف ستكونُ أجواءُ العملِ بين الزملاءِ في الكلياتِ ونظراتُهم المتبادلةُ؟!

أسئلةٌ أسئلةٌ أسئلةٌ، مناخٌ لا شفافيةَ فيه، ولا ولا ولا ...

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter: @albahary


ليست هناك تعليقات: