الخميس، 9 أكتوبر 2008

الغزوة المباركة بالكاسيت


الكاسيت والفيديو كانا من رموزِ الفسادِ ونشرِ الاِنحلالِ، لطالما تعرضَت محالُ بيعِها للحرقِ والإتلافِ ممن رأوا في أنفسِهم دعاةَ الفضيلةِ والأخلاقِ. مع تطورِ الزمنِ لم تَعُد شرائطُ الكاسيت والفيديو قاصرةٌ علي الغناءِ والأفلامِ، بل اِمتدت لتشملَ التعليمَ، أصبحت بديلاً رخيصاً سهلَ التناولِ للدروسِ الخصوصيةِ، دروسٌ في المنزلِ، في أي مكانِ، في أي وقتِ.سبحانَ مُغيرُ الأحوال، تحولَت شرائط الكاسيتِ والفيديو إلي مَهَمةِ جديدةِ، الدعوةُ والوعظُ، لم تعُد صورةً للحضارةِ الغربيةِ الفاسدةِ، إنها تهدي الناسَ إلي سواءِ السبيلِ. عشراتُ الآلافِ من شرائطِ الكاسيت تُوزَعُ بالمجانِ علي سائقي الميكروباس، علي الطلابِ، علي التجارِ في المحالِ وعلي الأرصفةِ. اِحتُلَت محطاتُ الترامِ والأوتوبيسِ والميادينُ بمحالٍ صارخةٍ تبيعُ شرائطَ الهدايةِ والتقوي. مع هذا التوزيعِ الكبيرِ لابدَ من ظهورِ طائفةٍ ممن اِعتُبِروا دعاةُ هذا الزمانِ، منهم المنتشرون في الإذاعة والتليفزيون والفضائيات، ومنهم من بزغوا ما بين عشيةٍ وضحاها دون سابقِ معرفةٍ. دعاةٌ صارخون مهددون متوعدون، موضوعاتُهم ما أنزل اللهُ بها من سلطانِ، بدءاً من الثعبانِ الأقرعِ مروراً بالسوطِ المُحَمي، مَراجعُهم لا يَعلمُ بها سواهم، لا رقيبَ عليهم، مدفوعون لغرضٍ أكبرَ منهم ولو دعوا إليه. الدعوةُ بالكاسيتِ، بابُ رزقٍ لمن اِمتهنوا الدعوةَ الجديدةَ، إن لم يمارسوها بأنفسِهم يوكلونَها لأبنائهم ولو كان عمرُهم خمسَ سنواتِ، وما الداعيةُ الطفلُ إلا صورةٌ لما آل إليه حالُ الدعوةِ والقائمين عليها. أيادي تلعبُ في الظلامِ لا يظهرُ منها إلا شرائطُ الكاسيتِ، أموالٌ تُنفقُ بالآلافِ والشرائطُ تُوزعُ بالمجانِ أو بأبخسِ الأسعارِ. ليست مجردَ تجارةٍ، إنها محاولة لتفتيتِ المجتمعِ، لزيادةِ ضعفِه حتي يسقطُ من تلقاءِ نفسِه، أمراضُ الظلمِ والجوعِ والفقرِ والمرضِ والجهلِ والبطالةِ، سريعةُ الاِشتعالِ، تنفجرُ لأوهنِ سببٍ، شرائطُ الكاسيتِ تُسخنُها، تُلهبُها.البلدُ أصبحَ مثالاً للفوضي والعشوائيةِ، الكلُ يلعبُ علي هذا الوترِ، يفعلُ ما يروقُه، لا رقابةَ ولا محاسبةَ، هُجِرَ كلُ ما يرتبطُ بالنظامِ، حتي وعاظِه، الساحةُ خاليةٌ للصارخين المتشنجين، علي المنابرِ، في الزوايا، وعلي شرائطِ الكاسيتِ، مجتمعٌ في غيبوبةِ، يُساقُ إلي تهلُكتِه مُغمَضُ الأعينِ. الغزواتُ المباركةُ مُتَعَدِدةُ الأشكالِِ والألوانِ، كلُها من صنعِ الغربِ الكافرِ، بالسياراتِ المفخخةِ، بالألغامِ، بالقنابلِ المزروعةِ في وسائلِ النقلِ العامِ، وبشرائطِ الكاسيتِ،،

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

أنا أفتي.. إذاً أنا موجود


فتاوي من كلِ شكلِ، من كلِ من قال أنا في الدين فقيهٌ مُتفقهٌ، ولو كان الواقعُ علي نقيضٍ أكيدٍ، مُفتون من كلِ جنسٍ ولونٍ، رجالٌ ونساءٌ، شيوخٌ وشبابٌ، بالجبةِ والقفطانِ أو بالبدلةِ والكرافتةِ. طوفانٌ من الفتاوى، بلا انقطاعٍ، في أي موضوعٍ، من أي مصدرٍ، تُثيرُ من الجدلِ والبلبلةِ والفرقةِ ما يجعلُ المعيشةَ ضنكاً، التأقلمَ مع الحياةِ مستحيلاً، التفاهمَ مع الآخرين خطيةً، الرغبةَ في التقدمِ باباً لجهنمِ. الدولُ متقدمةٌ وما دونُها التجأت للعلمٍِ، غزَت الفضاءَ، بحثَت ووجدَت الحلولَ، سَخَرَت الأرضَ وما عليها وما حولَها لرفاهيتِها، تلاعبَت بالدولِ منتجةِ الفتاوى، جرَتها وشدَتها، كما أملَت مصالحُها.
شعوبٌ ألغَت عقولَها وسلمَتها لأهل الفتاوي، التفكيرُ ممارسةٌ وتجربةٌ، أصبحَ مهجوراً من فرطِ انكارِه، حلَ محلَه الكسلُ والتخاذلُ والتواكلُ؛ ما جدواه وقد أفتي شيوخُ الفتاوي أنه لا علمَ إلا مع أهلِ العلمِ، معهم، التفكيرُ فرضُ كفايةٍ، يقومُ به البعضُ عن الكلِ، إنه لهُم، وحدُهم. مهنةُ الفتوي راجَت مع انتشارِ الفضائياتِ، شأنُها شأنُ الأدعيةِ التي تُحملُ علي أجهزةِ المحمولِ، شرائطِ الكاسيت التي تزعقُ في سياراتِ نقلِ الركابِ والبضائعِ دون أن تُسمعَ علي علوِ صوتِها، محالِ بيع السواكِ والطرحِ والجلاليبِ. مظاهرٌ توحي بالمجتمعِ الفاضلِ، تعاملاتٌ تؤكدُ علي كل الغشِ والكذبِ والتحايلِ والتلاعبِ، ضاعَت الثوابتُ الأخلاقيةُ، لم يبقْ ويزدهرْ إلا التدينَ المظهري، القِشري، الذي يُيسرُ النصبَ ويفتحُ أبوابَ الرزقِ واسعةً بشعاراتٍ ومظاهرٍ دينيةٍ، علي السطحِ، فقط.
مجتمعاتُ الفتاوى لا تقدمُ لعالمِ اليومِ إلا ما أخفَته الكتبُ الصفراءُ، بلا تدقيقٍ ولا تروٍ، لم تسهمْ في حلِ معضلةٍ علميةٍ ولو كانت متعلقةٌ برفاهيةِ شعوبِها، لم تحُضْ علي طلبِ العلمِ، لم تهتمْ بفضيلةِ العملِ، لم تكرسْ احترامَ الوقتِ، حرَمت ميكي ماوس علي الأطفالِ، وكأن فرحةَ الطفلِ ممنوعةٌ محسوبةٌ، كأن الكأبةَ وقايةٌ له، الفأرُ الكرتوني مؤمراةٌ صهيونيةٌ غربيةٌ، وماذا عن النظارةِ الطبيةِ التي بها يقرأون ما به ومنه يُفتون؟ أليست مؤامرةً؟ لماذا أُخِذَت بحسنِ نيةٍ حُرِمَ منها الطفلُ؟ مجتمعاتُ الفتاوي تعيشُ عالةً علي عالمِ اليومِ، فيما بينِها متقاتلةٌ، مع عالمِها متصارعةٌ، نفسُ عقليةِ مئاتٍ من السنين ولَت بعدما أورَث الهزائمَ والانكساراتِ والخسائرَ.
التصالحُ مع النفسِ مفقودٌ من فرطِ فتاوي التحريمِ والكراهيةِ والفرقةِ، الدينُ أصبحَ عسيراً شاقاً من كثرةِ ما أثقلوه به من عندياتِهم، من نفسياتِهم، من احباطاتِهم، من نهمِهم للشهرةِ والمالِ. مجتمعاتُ الفتاوي علي شعرةٍ، يتبادلُ أفرادُها الشكوكَ والريبةَ والنفورَ، التعاملاتُ مَرَضيةٌ، الجيرةُ متوترةٌ، حتي السلامُ والمعايدةُ لم تعدْ من الواجباتِ الإنسانيةِ، ضربَها التحريمُ والتأويلُ. المرأةُ طالَها نصيبُ الأسدِ من الفتاوي في ملبسِها ومأكلِها ومشربِها ونومِها وحركتِها وجلوسِها، هي الحائطُ المائلُ الذي عليه التحملُ والصبرُ مهما نالَ، كلُه من أجلِ الفضيلةِ والأخلاقِ والنشءِ الصالحِ، كأن الرجلَ حيوانٌ غريزي بلا عقلٍ، مسحوبٌ أبلهٌ أحمقٌ من شيطانٍ متلبسٍ في شكلِ إمرأةٍ، ولو كانت دميمةً قبيحةً منفرةً.
فضائياتُ الفتاوي تتجاورَ ووتتعايشَ مع فضائياتِ الخلاعةِ، كلُها مشاريعٌ تجاريةٌ، لنفسِ الملاكِ والشركاءِ، سبوبةٌ وبابُ رزقٍ بلا حسابٍ؛ لكلِ زبونٍ ما يبغي، فتاوي أم خلاعةٍ؟ لماذا لم يُحرموا فضائياتِ الفتاوي بعدما زرَعَت كل ما ذرَعَت من أسبابِ التناحرِ والتشاحِنِ؟ تساؤلٌ لا محلَ له، هل بأيديهم يمنعون عن أنفسِهم ملاييناً عليهم تنهمرُ وحوراً حساناً أستحلوها مثنيً وثلاثاً ورباعاً وربما أكثر؟
هل تنتهي الفتاوي بعودةِ مجتمعاتِها للجحورِ والكهوفِ؟ أبداً، هناك عالمُ واسعٌ لا بدَ من تركيعِه وسحبِه،،

الجمعة، 3 أكتوبر 2008

في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..


انتقالُ المسئوليةِ من جيلٍ إلي الذي يليه سمةُ المجتمعاتِ السليمةِ، فيه الاعترافُ بسنةِ الحياةِ، بأن الزمنَ لا يدومُ لشخصٍ مهما بلغَ، لفئةٍ أياً كانت ثروتُها، لجماعةٍ ولو زادَ علمُها، لأسرةٍ حتي لو توحشَ سلطانُها. الزمنُ أزالَ امبراطورياتٍ، هزمَها، جعلَ فيها العظةَ والعبرةَ، السيادةُ لمن تعلمَ منه، من طَورَ دساتيرَه وقوانينَه لتتأقلمَ معه، من أنكرَه لا بديلَ عن انقراضِه واندحارِه وانكسارِه. عالمُ اليومِ شاهدٌ علي سيادةِ من اتعظوا واعتبروا وتعلموا، للأسفِ لسنا منهم ولا يبدوا في أي أفقٍ أننا سنكون من الفائزين. التمسكِ بالسلطةِ حتي الموتِ أصابَ مجتمعنا بلا رحمةٍ، عمِيتُ البصيرةُ عن أضرارِه القاتلةِ، لم يعدْ قابلاً للشفاءِ؛ مسئولون علي كراسي السلطةِ لعقودٍ، تلخلخَت أرجلُهم، ارتعشَت أياديهم، ثقُلََت عقولُهم، ثأثأت ألسنتُهم، ضعُفَ نبضُهم، خَفَت بصرُهم، ارتفعَ ضعطُهم، تيبسَت مفاصلُهم، مازالوا علي الكراسي جالسين، ولو كانت بعجلٍ، من كثرةِ ما أصابَهم غابَ عنهم التفكيرُ وتقديرُ الأمورِ.
مرضٌ عضالٌ ضرَبَ الجامعاتِ من ضمن ما ضربَ، مرضٌ اجتماعيٌ مُعدٍ، مثوارثُ في منطقةٍ تعيشُ علي الخرافاتِ والجهلِ، ولو ادعَت العلمَ وأقامَت له الزيناتِ والأفراحَ والليالي الملاحَ. فجأةً، أفاقَ من بالسلطةِ، لأسبابِهم، علي خطايا سيطرةِ بعضِ شيوخِ أساتذةِ الجامعاتِ، طالَ بهم الزمنُ فأفسدوا واستحوزوا ومنعوا من بعدِهم، لم يُعلِموا إلا ما يبيعونَه كتباً، لم يُدرِسوا وأرسلوا صبيانَهم بدلاً منهم، طوعوا لوائحَ الجامعاتِ بهواهِم ليستمروا، لم يبحثوا واكتفوا بوأدِ ما يليهم من أجيالٍ حتي يظلوا تحت كلِ ضوءٍ ومغنَمٍ ومنصبٍ، الكراسي كلُها لهم ولمحاسيبِهم، تغلغلوا، علي كل المستوياتِ في الجامعةِ وخارجِها، بفكرٍ مريضٍ، يدورُ حولَ تميزِ جيلِهم. صدرَ قانونٌ بتظيمِ وضعِ من تخطوا الستينَ والسبعين عاماً من أساتذةِ الجامعاتِ، وراءُه ما وراءُه من أسبابٍ، أصابَ ذوي الأخلاقِ منهم بخطايا من أفسدوا، ثارَت الدنيا نفاقاً علي ضياعِ كرامةِ الجامعاتِ وأساتذتِها، تناسي كاذبوا الزفةِ في غمرةِ ادعاءِ المواقفِ أن أجيالً من أساتذةِ الجامعاتِ حورِبَت وأُبعِدَت بفعلِ فاعلٍ من الأكبرِ سناً، عمداً وبكلِ الإصرارِ والترصدِ والأنانيةِ.
مع اختلاطِ الحقِ بالباطلِ، استمرَ تغلغلُ كثيرين من الذين استهدَفهم قانونُ تنظيمِ الجامعاتِ بعد أن طالَ بهم البقاءُ بما يفوقُ طاقةَ الزمنِ، دخلوا في دوائرِ مستشاري الوزراءِ، بوهمِ خبرتِهم، ارتدوا عباءةَ إصلاحِ الجامعاتِ وغيرِها وهم أكبرُ أسبابِ معاناتِها علي مدارِ سنين عملِهم بها وبعد بلوغِهم سنِ المعاشِ، وزراءٌ ومسئولون بفكرٍ محدودٍ أولوهم مسئوليةَ التفكيرِ عنهم، الإصلاحُ والتطويرُ، كيف وهم لم يُفلحوا أثناءَ عملِهم الطويلِ بالجامعاتِ وخارجِها؟ شاركوا بهمةٍ في إصدارِ قوانينًٍ وقراراتٍ تحتَ عنوانِ الإصلاحِ، هى واقعاً أستمرارٌ في مسلسلِ اعتادوه، الانتقامُ والإبعادُ لأجيالٍ بعينِها، ضمانُ شغلِ الكراسي بالمنافقين والتابعين الذين يضمنون لهم الاستمرارَ وطولَ البقاءِ. ازدواجُ شخصياتِهم يتبدي في ادعائهم العزةِ والكرامةِ والترفعِ في جامعاتِهم وكلياتِهم مع خنوعِهم التامِ خارجَها حيث يترأسُهم من يصغرونهم بما يدورُ حولَ العشرين عاماً، الفلوسُ والمغانمُ من اسفارٍ وعطايا تهون من أجلِها كرامةٌ كاذبةٌ مدعاةٌ. لم تغيرْ السنينُ من تكتلِهم لمحاربةِ من يتولي بعدَهم المسئوليةِ، لا بدَ أن يكون خاتماً في أصغرِ أصابعِهم، يجبُ ألا يقفُ أمامَ تجاوزاتِهم وإلا وُصِمَ بالنكرانِ والجحودِ، صوتُهم أعلي دائماً من عملِهم، لا زالوا يتصورون أن الجامعاتِ أبعادياتُهم، هناك من المسئولين من يضعفون أمامَهم، كراسي هذا الزمنِ، أعلي من قدراتِ شاغليها، في أحيانٍ كثيرةٍ.
المجتمعُ مريضٌ بداءِ انكارِ أن نقلَ السلطةِ دواءٌ، ولو كان مُراً، الجامعاتُ في ذاتِ المحنةِ، ما لها من براءٍ قريبٍ، الأساتذةُ الأجلاءُ تعففوا وابتعدوا احتراماً لماضيهم، اعترافاً بسنةِ الحياةِ، أما من شبوا من أساتذةِ الجامعاتِ علي خطيةٍ فشابوا عليها، ما زالوا يعيثون فساداً في كلِ مكانٍ، هكذا عاشوا وهكذا سيستمرون،،
لا حياءَ ولا رياءَ في الحقِ، لهذا كتبتُ وسأظلُ،

يوم السلام العالمى فى مكتبة الإسكندرية


بمناسبة يوم السلام العالمى (21 سبتمبر) قام مركز الفنون فى مكتبة الاسكندرية بعرض خمسة أفلام عالمية متميزة تتناول بعض القضايا الشائكة فى عالمنا المعاصر.
1) أرارات Ararat
هذا الفيلم الذى يحمل اسم الجبل الواقع عند الحدود الحالية بين أرمينيا و تركيا كتبه وأخرجه أتوم ايجويان الكندى من أصل أرمينى والمولود فى مصر.
من خلال سيناريو ذكى وبإحساس بالغ يتحدث الفيلم عن حرب الإبادة التى تعرض لها الأرمن فى عام 1915 وتأثيرها على الأجيال الأرمينية التالية التى انتشرت فى كل بقاع العالم نتيجة لها.
آخر أفلام هذا المؤلف/ المخرج عنوانه عبادة ِAdoration عن صراع الثقافات خاصة بين الشرق والغرب.
درجة الفيلم : 7.5 من عشرة
2) يونايتد 93 United 93
فيلم مثير ومشوق إلى أقصى حد عن احدى الطائرات المدنية الأربعة التى شاركت فى أحداث 11 سبتمبر 2001 . المتميز فى الفيلم هو المونتاج إلى جانب الإخراج والسيناريو بحيث تتوالى اللقطات بسرعة غامرة بالأحداث يلهث وراءها المشاهد من البداية للنهاية.
لم ينل الفيلم أية جوائز اوسكار من التى رشح لها والتى ذهبت لفيلم الراحلون The Departed . لكن نفس فريق العمل من المخرج بول جرينجراس والمونتير كريستوفر راوس حققوا اوسكار أحسن مونتاج لفيلمهم التالى The Bourne Ultimatum
.
درجة الفيلم : 8 من عشرة
3) صور مطموسة Redacted

رؤية خاصة و شخصية للمخرج برايان دى بالما لما يجرى فى العراق و لكنها رؤية سودوية و دموية كعادته فى أفلامه (The Black Dahlia, Scarface, Carrie) .
الفيلم يأخذ الشكل الإعلامى الحديث كالتحقيقات الصحفية المصورة والفيديو والإنترنت ويعتبر تجربة رائدة فى مثل هذه النوعية.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

كما تم عرض فيلمين آخرين هما الفيلم الشهير غاندى Gandhi للمخرج الإنجليزى ريتشارد أتنبورو وأداء الممثل الكبير بن كينجزلى و الفيلم الجيد الأحد الدامى The Bloody Sunday للمخرج الإنجليزى بول جرينجراس والذى يتناول أحد أحداث الصراع الدائر فى ايرلندا الشمالية بشكل الدراما الوثائقية Docu Drama .

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ


أصدرَ الوزيرُ المختصُ بالتعليمِ العالي قراراً بتشكيلِ اللجانِ العلميةِ المختصةِ بفحصِِ أوراق أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ المتقدمين للترقياتِ. لم يُفهم كيف تمَ تشكيلَُ هذه اللجان، أسماءٌ ضُمَت لعضويتِها دون وضوحٍ لمبرارتِ العضويةِ، خاصةً وأن الانتاجَ العلمي لكل عضوٍ معروفُ تماماً، وأن الأداءَ في أحيانٍ كثيرةٍ لا يفضلُ أداءَ زملائهم الأقدمِ والأنشطِ البعيدين عن دائرةِ إصدارِ القراراتِ التي تثيرُ من الجدلِ ما يفوقُ أي شئ آخرٍ. الأمرُ ليس في تشكيلِ لجانٍ، فقد عزفَ أعضاءُ هيئةِ التدريسِ عن كلِ ما يمتُ لهذه النوعيةِ من القراراتِ ومصدريها بدرجةٍ جعلت من العملِ الجامعي وعلاقاتِه صنفاً من العبثِ. انعزالٌ سحيقٌ بين القرارتِ والواقعِ، بين متخذيها والمفترضِ أنهم زملاءٌ لهم، بين مصلحةِ العملِ الجامعي وحياتِه ومستقبلِه إن كان لهم من الاعتبارِ نصيبٌ وحتميةِ انكسارِه مما يتعرضُ له.
الشفافيةُ كالعادةِ كانت العنوانَ المستديمَ، قيل أن فيها تحقيقُ العدالةِ وراحةُ بالِ المتقدمين للترقياتِ من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ، كلامٌ كالعادةِ كبيرٌ، لكن قبلُه الثقةُ الواجبةُ في القراراتِ وفي اللجانِ ذاتِها، أين هي؟ هل ثقةُ الغالبيةِ الساحقةِ من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ المفترضِ تعاملِهم مع تلك اللجانِ خارجَ الاعتبارِ؟ جرَت السوابقُ أنها ليست محلَُ مراعاةٍ، هكذا أكدَت الشواهدُ، اتساقاً مع مرحلةِ معاندةِ الاتجاهِ العامِ وكأنها في حدِ ذاتِها هدفٌ لا محيدَ عنه. من الطبيعي والجو العامُ ملبدٌ غائمٌ أن تكونَ الظنونُ العامةُ صائبةً، اللجانَ هي من القريبين، الطاعةُ كلُها وكذلك الاستجابةُ، الترقيةُ لها قراراتُها ولها اعتباراتُها، ليست من شأنِ كلِ من هبَ ودبَ، عضويةُ اللجانِ ليست للكافةِ مهما كان شأنُهم، إنها قرارٌ سياديٌ، له من الأغلفةِ أساليبُها.
كيف تعملُ تلك اللجانُ وهي في محلِ نظراتٍ وهمزٍ ولمزٍ؟ كيف تخاطبُ قاعدةً غيرَ مقتنعةٍ؟ فيما سبقَ كان تشكيلُ لجانِ الترقياتِ، بما له وما عليه، معلوماً، لا يدَ فيه لوزيرٍ أو غيرِه، ألان أصبحَ التشكيلُ بلا سندٍ معلومٍ، كيف إذاً بشكوكٍ فيها تنجحُ وينصلحُ حالُ جامعاتٍ زادَت في الأونةِ الأخيرةِ معاناتُها؟ كيف يرتضيها أساتذةٌ لهم احترامُهم وتقديرُهم؟ أُطلِقَ علي اللجانِ قبلَ تشكيلِها إنها من المبشرين بالجنةِ، لما سيُحصِلُ من فيها من مكافآتٍ، أقاويلٌ يؤكدُ الوقتُ جديتَها ويجعلُ من ظنونِها يقينٌ.
الدائرةُ مغلقةٌ، لمن بداخلِها توزعُ العضوياتُ بالقطعةِ، في لجانِ ترقياتٍ، مجالسِ أمناءٍ، وغيرِها وغيرِهأ، علي من بالخارجِ الابتعادُ، البحلقةُ ومصمصةُ الشفاه، لا عزاءَ للجامعاتِ، للبلدِ كلِها،،

الأحد، 28 سبتمبر 2008

شعبٌ شامتٌ


انتقدَت الأقلامُ الحكوميةُ في الصحفِ والإعلامِ المشاعرَ المتشفيةَ للشعبِ فيما يحلُ من أحداثٍ مثل حريقِ مجلسِ الشورى واعتبرتها من عدم الانتماءِ ونكرانِ الجميلِ لما يُرادُ أن يُصورَ علي أنه اِنجازاتٌ وتطورٌ. الشماتةُ شعورٌ سلبيٌ يحملُ معاني الانتقامَ، انتقامٌ دون القيامِ به شخصياً، تُركَ للزمنِ وللآخرين، قد يكون بفعلِ فاعلِ أو مصادفةً، المهمُ أن يتمَ. الشماتةُ لغةُ العاجزِ، المقهورِ، اليائسِ، المتربصِ، تتحينُ لحظةَ الانفجارِ، إما في صورةِ مشاعرٍ جارفةٍ بالسرورِ لحدثٍ ما ضد من استحوذ علي كراهيةٍ عميقةٍ، وقد يتجاوزُ السرورَ إلي إيقاعِ المزيدِ من الضررِ مثلما حدَثَ في المحلةِ بعد اضرابات عمالِ مصانعِ الغزلِ.
تعجبت الأقلامُ الحكوميةُ من غيابِ النخوةِ في المصريين، تندرت بزمان وأفلامِ زمان، بأولادِ البلدِ الجدعان، لم تُراعْ أن الزمنَ تغيرَ، أنساها نعيمُها المعاناةَ العامةَ، كتمَ الأنفاسِ، انطباقِ الصدورِ. تِكرارُ أسماءٍ وصورٍ وأخبارٍ وتقاريرٍ بعينِها أصابَ الشعبَ بالمللِ، النفورِ، الرفضِ، لم يعُدْ يصدقُ ما يُنشرُ ويُزاعُ، قاطعَ كل ما يُمثلُ من جلسوا علي رأسِه وأقاموا وشيدوا وتوارثوا وباعوا واشتروا. شعبٌ يريدُ الحياةَ، لا يجدُ أبسطَ ما فيها، رزقُه شحيحٌ، يراه مع من لا يستحقون، يسرقونَه، يكذبون عليه، فاضَ كيلُه وطفحَ، شعرةٌ تفصلُه عن الانفجارِ، قبل أن يتحولَ انتقامُه من شماتةٍ إلي نيرانٍ.
ما أيسر اتهاماتِ الشماتةِ والنكرانِ والجحودِ، طالما أنها وسيلةُ الاستمرارِ علي الكراسي والتكويشِ علي المغانمِ والفرصِ؛ النكبةُ ليست فقط في توزيعِ الاتهاماتِ يميناً ويساراً ولأعلي وأسفل، إنها في التعميةِ عمداً علي واقعٍ يستحيلُ أن ينتهي نهايةً مُفرحةً، لا يوجد لها تصورٌ واحدٌ، لكنها جميعاً تؤدي إلي نفس الخاتمةِ، الفاجعةِ. غابَ الرأي، استُبعِدَ، حلَ محلَه النفاقُ، شهوةُ الكراسي والمالِ والسلطةِ، كلُ مسئولٍ لا يبغي إلا بقاءه، لأطولِ فترةٍ ممكنةٍ، وكأن الحالَ بلا انهيارٍ ولو مالَ. الشعبُ بعذرِه، لا يري الأملَ، نساه، كرِه التردي، ساءَ خُلقُه، فقدَ تسامحَه، ضلَ طريقَه، من فرطِ ما أساؤا إليه، في سيرِه وجلوسِه ونومِه، في أكلِه وشربِه، في أساسياتِ معيشتِه، في حريتِه.
الشماتةُ، ِشعورٌ سلبيٌ فيمن توفرَت لهم الكرامةُ، من اِحتُرِمَت أدميتُهم، لكنها حقيقةُ فيمن تبتلعُهم العباراتُ أو زوراقُ الهروبِ من جدبِ واقعٍ لا يُري منه مخرجاً قريباً،،

الأحد، 21 سبتمبر 2008

الحكومةُ الإلكترونيةُ


القريةُ الذكيةُ، مركزُ نشاطِ الحكومةِ، حكومةٌ إلكترونيةٌ نسبةٌ لمن يترأسُها. الذكاءُ الإلكتروني هو اِنجازُ الأعمالِ باستخدامِ تكنولوجيا الحاسباتِ الإلكترونيةِ من خلالِ البطاقاتِ الذكيةِ، ومن أمثلتِها بطاقاتُ السحبِ الآلي بالبنوكِ. من سِماتِ نظمِ التعاملِ الذكي التقليلُ إلي أبعد حدٍ من الاعتمادِ علي موظفين، فالمعاملاتُ تتمُ بين طالبِ الخدمةِ والحاسبِ الإلكتروني، سواء كان ألةَ حجزِ تذاكرِ أو استخراجِ شهاداتٍ وغيره وغيره. يوجدُ أيضاً المكتبُ الذكي والمنزل الذكي، حيث تُضاءُ الأضواءُ في أوقاتٍ محددةٍ ويتمُ تشغيلُ الأجهزةَ المنزليةَ بنظامٍ مُعينٍ وفقاً لبرامجٍ يُغذي بها الحاسبُ اللإلكتروني القائمُ علي إدارةِ منظومةِ العملِ. من الطبيعي أن يكون العملُ في المصانعِ كافة قائماً علي الإنسانِ الآلي الذي لا يكلُ ولا يملُ ولا يعرفُ وردياتٍ ولا حوافزاً ولا اعتصاماتٍ ولا اضراباتٍ.
كلامٌ جميلٌ فخيمٌ، أين حكومتُنا الإلكترونيةُ منه؟ سمِعنا عن بطاقاتِ التموينِ الذكيةِ، عن توزيعِ الخبزِ إلكترونياً، عن الحجزِ منزلياً في السككِ الحديديةِ والطيرانِ؛ حلو، لم نرْ شيئاً حقيقياً سوي طوابيرِ عيشٍ، قطارتٍ تتعطلُ ومحطاتِ سككٍ حديديةٍٍ لا تصلحُ للاستخدامِ الأدمي، طائراتٍ لا تقومُ في مواعيدِها، انتاجٍ بالحدِ الأدني. هل تجارةُ الأراضي التي تُمارسُها الدولةُ قبل الأفرادِ تدخلُ في بندِ النشاطِ المُستجدِ للحكومةِ الإلكترونيةِ؟ مستحيلٌ، فهي تجارةٌ قديمةٌ تقومُ علي الفتاكةِ والفهلوةِ.
أين إذاً الحكومةُ الإلكترونيةُ؟ الإجابةُ سهلةٌ واضحةٌ، لننظرُ إلي المواقعِ الإلكترونيةِ التي تُقدمُ الآراءَ ووجهاتِ النظرِ التي تحجبُها صحافةُ الحكومةِ الإلكترونيةِ، التعليقاتُ علي المقالاتِ الناقدةِ لها تكونُ بأقلامِ مرتزقتِها الذين يتعيشون علي فُتاتِها، مدفوعين للتعليقِ بالسبابِ تبريراً لخطاياها. الحكومةُ الإلكترونيةُ حلَت مشكلةَ بطالةِ الشبابِ بإجلاسِهم علي مقاهي الإنترنت لمتابعةِ ما يُكتبُ في مواقعِ الرأي الإلكترونيةِ، مدوناتٌ كانت أو صحفٌ، وظيفتُهم الردُ بأكلاشيهاتٍ ثابتةٍ علي ما يُنشرُ، ومع ضحالةِ ردودِهم وبغبغتِهم في كلِ المواقعِ ومع سوءِ سلوكٍ تدربوا عليه أصبحَ ما يرصون محفوظاً ممجوجاً مستهجناً فاضحاً للحكومةِ الإلكترونيةِ التي فشلَت في كل ما هو إلكتروني بحق، لم تُحدِثْ، لم تُطورْ، لم تُنظِفْ، لم تُخطِطْ، فقط أجلسَت شباباً بائساً علي مقاهي الإنترنت، كفاية عليها.
نموذجٌ لإدارةِ شئون الحكمِ يقومُ علي استخدامِ ألفاظٍ فخمةٍ لانجازاتٍ عدميةٍ، حكومةٌ إلكترونيةٌ أصبحَت مثارَ تندرٍ بكل من يمثلونها من أشخاصٍ وما يخرجُ عنهم من شطحاتٍ في المسلكِ والعملِ. إذا كانت هذه الحكومةُ إلكترونيةً، فماذا تكون الحكومةُ الأمريكيةُ واليابانيةُ والاسرائيليةُ والتايوانيةُ والماليزيةُ؟ لا أجدُ وصفاً غير الألبنديةِ نسبةً إلي الألبندا، الإلكترونيةُ واسعة زيادة، تُذكِرُ بأبهي العصورِ، بالشفافيةِ، سيادةِ القانونِ، الفرصِ للشبابِ،...، كفاية، مش ناقصة،،