الخميس، 14 نوفمبر 2013

العجوزة والنعانيع ...

الإعلامُ سلاحٌ كثير الحدودِ، منها ما يصيب ومنها ما يَخيبُ بالقوي، وأنه من خيبتِه يصيبُ نفسَه، فيوقعُ المللَ والنفورَ والمقاطعةَ والاستهجانَ في نفوسِ المشاهدين، وهو ما يجعلُه إعلامًا موصومًا بعدم المصداقيةِ والارتزاقِ، هذا إذا لم يكنْ مُساقًا لخدمةِ أولوياتٍ ما.  مقدمةٌ سخيفةٌ، أنا عارف، لكن ما العمل وقد انضَمَمت لطابور مقاطعي الفضائيات، كرهت الشخط والنطر والحَزق والوعظ والإرشاد والفَذلكة والفلسفة والنصاحة والفتاكة والتحاذُق وبذاءات الشوارع. لكن لماذا صَعُب علىَّ الفن فجأة وكتبت؟! في إحدى الفضائياتِ الممولةِ  رياليًا، "حَزَقَ" أحدَ كسيبةِ الإعلامِ، دون أن يكونَ دارسًا له ولأصولِه وآدابِه،   وبصوتٍ مُنفرٍ كالمعتادِ، وفي غيابِ الكاريزما شخصية، وزارةٌ عجوزةٌ مثل رئيسها!! مش فاهم هل يندرجُ هذا المسلكُ تحت بندِ النقدِ، أم تحت بندٍ آخر سماه هذا النغنوغ الزغنون في نفس الحلقة قلة ...، ولن أردد ما قاله؟.

تقليعةٌ، يتصابى كل من يريدُ أن يبدو ثوريًا، يصبغُ شعرَه، يدهنه جل، ويهاجم في الفاضية والمليانة، يُهَيِّج، يثير قضايا بلا قضايا حقيقية، الوزراة مش ولا بد، ماشي، هل الارتزاق من مهاجمتها هو الحل؟ هل إرضاء حب الظهور هو الحل؟ الإعلامُ يتصدرُ الآن مرحلةَ كل من عنده كلمة يقولها، ولو كانت فارغة.  لا تخلو فضائيةٌ من انتقادات وكأن مقدمي برامجِها يحملون مفاتيحَ الحكمة، منتقدون صباحيون وآخرون للمساءِ والسهرةِ!! نهجٌ جديدٌ في إعلام اللا إعلام، هاجم تعيش وتأكل قراقيش !! لا أدافعُ عن الوزارة، ففيها وزراء مكانهم المَكلَمانات، وأسألوا التعليم العالي والجامعات عما يعانونه من تَخَبطٍ وضَعفٍ وخِفةٍ، على كافة المستويات وصولًا لإدارات الكليات. 

اتهام الوزراةِ بالعَجَز لأن رئيسَ وزارتِها مُسِنٌ، لن يُصلِحَ، ولن يجعلَ الأفندي الناقدَ بالتنطُعِ صبيًا كتكوتًا، النقدُ في الإعلام الراشدِ الواعي يكون بالمنطقِ، بلماذا وكيف، ليس بطول اللسان وتصنع المفهومية. إعلامٌ هذا فهمه ولسانه لا يبني رأيًا، لكنه يؤيدُ فكرة الإعلام الفسدان، أيا كان توجهُه، إعلامٌ يضربُ نفسَه بنفسِه،،،

وزارة عجوزة لأن رئيسها عجوز؟ إخخخ،،،



Twitter: @albahary

المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ

حوارًًٌ ساخنٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، لا يهمُ من المخطئ، ينتهي بقلمٍ صوتُه عالٍ، علي وجهِها، تَرِفُ المسكينة وتبكي، من هي؟ زوجته، إبنته، أخته، الجو. ما هو مستوي تعليمِها؟ مش مهم! ما هي وظيفتها إذن؟ أيضاً مش مهم!! طبعًا شَدها من شعرها، وزغدها، وتعالي يا "بِت"، وروحي يا "مَرَة" عادي جدًا. سيناريو يتكرر في الأفلام والمسلسلات العربية، القديمة والجديدة، ثقافة، تراث، يندر في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي نقلدها، رمزٌ فشنك للرجولة والفتونة وقوة الشخصية، حتي لو كانت الخيبة بالويبة. 

لما تنبه المجتمع لخطر التدخين انطلقت المطالبات لمنعُ مشاهدِ البطلِ المدخنِ في الأفلام والمسلسلات وتم بالفعل الاستغناء عنها ومعها قعدات الغُرَز، ولم يختل العمل أو يتأثر. لماذا لا تكون الدعوة بالمثل؟ لماذا لا تُمنع مشاهد ضرب المرأة علي وجهها والتعدي عليها؟ لماذا لا تُبتكر مشاهدٌ أُخري لإثبات الرجولة الشرقية، ذات الدم الحامي كما يتخيلون؟

في أفغانستان تُعاقب طالبان المرأة بقدرِ ما يتصورونه خطأً، ومن العقوبات قطع الأنف!! منتهي العظمة!! المرأة أصبحت مشكلة كثير من المجتمعات الشرقية وحائطها المائل.  يلبس الرجل القصير والطويل، الشفاف والسميك، يفرفش وينعنش ويدلع نفسه، المهم أن يكون علي مزاجه، أما المرأة فلا يحقُ لها الخروج عن قوالبٍ قاتمةٍ، الحر والبرد سواء، فهي كائن منقوص الإحساس، والعقل، معاناتها وتألمها في غير بالٍٍ. 

تقبلت المرأة نظرة المجتمع لها، دخلَت سجناً فُرِضَ عليها، تنازلت عن إرادتها، يَسَرت تَجَبُر َسي السيد عليها، حتي بدون وجه حق، بدون أمارة. لنجد نموذجاً في مسلسل "عايزة أتجوز"، خفيف وطريف لكنه ينتسب إلي طائفة وضع المرأة تحت بند الهطل من أجل عيون الحاج سي السيد، ولو كان معطوباً، علماً أو مكانةً أو شكلاً. 

سي السيد يري أنه محور عالم المرأة، طبعاً القِوامةُ له حتي لو كانت الدواب أكثرَ منه فهماً ومقدرةً، أقعدي في البيت، أمرك يا سيدي، إلبسي كذا، أمرك يا سيدي، كفاية دراسة، أمرك يا سيدي، عالمك البيت والعيال، أمرك يا سيدي. ماذا لو عَطَبَ الحاج سي السيد في صحته أو ماله أو عمله؟ أين تذهب تلك المرأة بعيالها؟ لماذا التناكة الفارغة؟ أسئلة غير واردة، غير مطروحة طالما أمر سي السيد ورأي وشاء!!

منذ بضعة أشهر، في ترام الأسكندرية، فوجئ الجميع برجل في خمسينات العمر يضرب طفلة لا يتجاوز عمرُها الإثني عشرة عاماً، أشعبها تلطيشاً، لم يرِقْ أو يلين لبكائها  وصراخِها، ولاستهجان الركاب، حكايتك إيه يا عم؟ محدش له دخل، إبنتي وأنا حر فيها!! منطقٌ مريضٌ، وكأن القانون يعاقبُ علي ضرب الغريب ويتسامحُ في ضرب القريب!!شيوع منطقِ سي السيد هذا يعكسُ مرضاً اجتماعياً نامَت عنه الآلة الإعلاميةُ، علي مستوي الدولة، وتغافلَت عنه عمداً فضائياتُ التكفيرِ التي تحصرُ نفسَها في أجندة محددةٍ، لا تحضُ علي علمٍ واحترامِ مجتمعٍ، إنما تَلِحُ علي قضايا معينةٍ يقعُ في أولِها تحجيمِ المرأةِ، مش عيلة انضربت!!

كثيرٌ من العرب يسافرون للغرب بحثاً عن العلم والعمل، يحملون في داخلهم ميراثٍاً اجتماعياً ثقيلاً يعزلهم عن المجتمعات التي سعوا إليها، يجدون الشرطة علي بابهم مع أول قلم علي وش حريمهم، أقصد ستاتهم، الحكاية مش سايبة، وسي السيد الحامي مكانه الوحيد السجن ثم أول طائرة لبلاده المحروسة.

سي السيد الشرقي الحامي الساخن قليل الانجازات، ساعات عمله قليلة، أعذاره كثيرة، لا يفكر جدياً في كيفية تقدم بلده ومجتمعه، في كيفية احتلال مكانة محترمة في عالم لا يرحم،  سَلَمَ مُجَهلاً قيادَه لمفتيي القضائيات، همُه الرئيسي، أرقه الموجع، انحَصَرَ في تكتيف المرأة وتحجيمها، حفاظاً علي جنسه من الفساد والخطيئة. سي السيد ضعيف الإرادة، لا مؤاخذة، وعقله علي قده، والمرأة ستغويه وستعطله عن الإبداع، لذا لا بد من وضعها في كل القوالب، هو كده وإلا لا وألف لا!!

الدولة "المُباركية"،  لأغراضِها وضعت المرأة في مناصب، رئيسة جامعة، عميدة، قاضية، ماشاء الله، لكنها لو خرجت للسوق وتحدثت مع البائع فهي الحاجة، لو دخلت في حوار كده أو كده سيكون الرد اتلمي يا ولية، أما في الأحياء الشعبية والأرياف والصعيد فالحكاية لا تحتاج سوق أو خناقة، هي حاجة وولية، وبس!! أما الدولة "المُرسية"، فترى أن التحرش مسؤولية المرآة بمجرد تخطيها عتبة منزلها!! أما الدولة "الحالية" فلا لون ولا طعم ولا رائحة، حاجة من كله ومن غير كله ...

المرأة تريدُ من الدستور أن ينصفَها، أن يُساويها بالحاج سيد، هل يُمكنُها؟ وإذا أمكنَها هل يُساويها المجتمعُ؟ لقد أصبحنا في مجتمعٍ يجنحُ إلي القتامةِ والغلظةِ الصحراويةِ، فقدَ أهم ما كان يميزُه، التسامحَ، التعدديةَ، قبولَ الأخرِ، تَفَهُمَ الاختلافِِ. كأبٍ، أجدني في قلق ٍ علي بناتي، وهن علي أول عتبات الحياة العملية، لست وحدي، إنما كل الأباء الذين يرجون لبناتهم الأمن والاستقرار والكرامة،،


Twitter: @albahary


شاهدت في السينما

                خطة الهروب  Escape Plan    

فيلم أكشن وتشويق حول شخص مهمته إختبار مناعة السجون للهروب منها يتم وضعه فى سجن منيع في تحدى جديد قد يكون الأخير له.
الفيلم الذى أخرجه السويدى ميكائيل هيفستروم بعد إنتقاله لأمريكا منذ فترة (1408, The Rite) نجح فى جذب الإنتباه فى نصفه الأول إلا أن النصف الثانى أفسد ما تم إنجازه من خلال أحداث لا تتماشى مع ما تم طرحه.
يتميز الفيلم بوجود عدد من الممثلين الجيدين إلى جانب بطلى العمل سيلفستر ستالونى وأرنولد شوارزينيجر الذان حرص السيناريو على إرضاء جمهورهما ربما أكثر من اللازم.
درجة الفيلم : 6 من عشرة


                             اليسيوم  Elysium       

فيلم خيال علمى تدور أحداثه بعد قرن ونصف من الآن حيث أصبح كوكب الأرض خرابآ لا يسكنه إلا الفقراء فى حين يعيش الأغنياء على محطة فضائية إسمها "اليسيوم" (موطن الموتى المباركين أو الخالدين فى الأساطير الإغريقية) ومحاولة البعض من سكان الأرض الوصول للمحطة حيث العلاج المتقدم لإنقاذ حياتهم.
بعد أن قدم المؤلف/المخرج الجنوب افريقى نيل بلومكامب فى فيلمه الأول الخيال العلمى أيضآ District 9 مشكلة محلية فى بلده (التفرقة العنصرية) يعود فى فيلمه الثانى ومعه طاقم عمله ليقدم هذه المرة مشاكل يعانى منها العالم كله.
الفيلم يحمل إسقاطات عديدة منها السياسية والإجتماعية والحقوقية وغيرها ويعكس الواقع الدى نحياه الآن فى إطار من الخيال العلمى.
أداء جيد من معظم الممثلين خاصة شارلتو كوبلى (الجنوب افريقى) فى دور المرتزق ومات دامون فى نيو لوك.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

                   وولفرين  The Wolverine      

فيلم أكشن فانتازيا حول وولفرين الذى يستدعيه شخص يابانى يدين له بحياته ليجد نفسه فى صراع مع عصابات الياكوزا (المافيا اليابانية) وإحتمال فقدانه لقدراته الخارقة.
الجزء الثانى من السلسلة التى قامت على شخصية وولفرين (إحدى شخصيات رجال إكس من مارفل كوميكس) يعيد تصحيح الأوضاع بعد بداية غير موفقة مع X-MenOrigins:Wolverine   والفضل يرجع للسيناريو الذى نقل الأحداث إلى اليابان حيث سحر الشرق الأقصى والنينجا مع إضافة بعد نفسى للفيلم من خلال ذكريات وولفرين مع حبيبته التى فقدها ومع فقدانه لقواه الخارقة, ما أعطى الفيلم عمقآ, كما يرجع الفضل للمخرج جيمس مانجولد الذى استفاد من تجاربه السابقة (Walk the Line, Knight &Day)  ليقدم فيلمآ جيدآ, لكن قطعآ لا يرجع الفضل إلى البعد
الثالث الغير مثمر فى هذا الفيلم!
 درجة الفيلم : 7 من عشرة
            

فيلم كوميدى حول شخص يضطر لسداد دين عليه إلى تهريب المخدرات من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيلجأ إلى حيلة أسرة مفبركة يقوم بتجميعها تقضى أجازتها فى المكسيك بواسطة سيارة كرفان.
الفيلم يتميز بسيناريو جيد استطاع أن يفرق بين المقبول والمرفوض وأن يبتعد عن الإسفاف رغم أن الموضوع والشخصيات يمكنها وبسهولة أن تعبر الخط الفاصل.
أما المخرج فى ثالث أعماله وكلها كوميدية نجح فى تقديم مشاهد مضحكة دون الوقوع فى المحظور أو الذوق السئ ومن أنجحها مشهد تعليم الإبن طريقة التقبيل.
أحد أنجح وأفضل الأفلام الكوميدية الأمريكية لهذا العام.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

            الفارس الوحيد The Lone Ranger       

فيلم ويسترن حول قصة تحول رجل درس القانون إلى بطل اسطورى يعرف بإسم الفارس الوحيد.
شخصية الفارس الوحيد ظهرت لأول مرة عام 1933 وتم عمل العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والكوميكس منذ ذلك الحين.
 النسخة الجديدة تحمل توقيع نفس مجموعة العمل التى قدمت سلسلة أفلام قراصنة الكاريبى من منتج ومخرج وكتاب سيناريو والممثل جونى ديب الذى يقوم بدور الهندى الأحمر صديق الفارس والذى  إختار الشكل الذى ظهر به فى الفيلم.
الفيلم ممتع وترفيهى مثل فيلم القراصنة إلا أنه لم يحقق نفس النجاح ربما لأنه يتناول موضوع الهنود الحمر (لسكان الأصليين لأمريكا) بإنصاف ويظهر الوجه القبيح للرجل الأبيض.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون


الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ




تابعَ المصريون الهزيمةَ أمام غانا، بذهولٍ، كانت الهزيمةُ من الدقائقِ الأولى، لم تكن غانا استثنائيةَ، لكن مصر. لم يشاهدْ المصريون منذ سنواتٍ منتخبَهم الكروي بهذا القدرِ من التفسخِ، والجهل الكروي، لم تكن مباراةً، ولكن درسًا في كيف تكون الهزيمةُ بالقوي، في كيفيةِ الوقوعِ في الأخطاءِ الفادحةِ التي تؤدي إلى الهزيمةِ الكاسحةِ . تاريخُ مصر الكروي لا يتضمنُ الوصولَ إلى كأس العالمِ، المستوى دائمًا دون حدِ الوصولِ، انمَحَت الهزيمةُ التاريخيةُ من تونس بهزيمةِ أشد من غانا، وكأن تَذكُرَ الفشلِ من حسنِ الفألِ، ويا بخت من باتَ مغلوبًا.  الشامتون في الهزيمةِ يرونها انتقامًا إلهيًا من شعبٍ عزَلَ مُرسيه من كرسي أحلامِ جماعتِه، والغاضبون يرونه عيبًا في المدربِ واللاعبين. 











كما أن للفوزِ أسبابًا، فللهزيمةِ أيضًا، الدنيا أسبابٌ ومسبباتٌ، والعاقلُ من يتعلمُ ويعي ويفهمُ.  المناخُ العامُ في مصر، لا يقومُ على منطقٍ وأخذٍ  بالأسبابِ،  اجترارُ تاريخٍ جافٍ هو  دومًا لغةُ شائعةٌ، من المعارضين أو غيرهم، بالإضافة إلى الشعاراتِ الفارغةِ على غرار أكلِ الزلطِ والهِمةِ وقت الصعابِ مع الزَجِ بالانتقامِ الإلهي فيما لا مَوضعَ له. لماذا يكون الفرحُ والحزنُ عند الهزيمةِ في مباراةٍ وكأنها الهزيمةَ الوحيدةَ؟! أين الإنجازُ الحقيقي في اي مجال؟ في الصناعةِ، في العلمِ، في الاقتصادِ، في الزراعةِ، في السياسة، في الرياضة؟ 











النجاحُ يتطلبُ عملًا وعزيمةً وكدًا ودأبًا، والفشلُ سهلٌ ويسيرٌ ومتاحٌ. لماذا تجاهلُ أسبابِ  هزيمةِ غانا وهي واضحةٌ، لا دوري، ولا مباريات، ولا جمهور، ولا أمن. إذا سُئلِ بوب برادلي عن الهزيمةِ، فلقد فشلَ عشرات المدربين قبله، وأيضًا مئاتُ الوزراءٍ في وزاراتًِهم، لم ينجحوا لأن المناخَ العامَ كان ولا يزالُ لا مكانَ فيه لنجاحٍ . كلُ ما في مصر سطحي ومظهري، كُله يمثلُ العملَ بلا عملٍ، العلمُ بلا علمٍ،الدراسةُ بلا دراسةٍ،  الإعلامُ بلا إعلامٍ، السياسةُ بلا سياسةٍ.

زعلانين عادي، الهزيمةُ اعتيادٌ وأحيانًا إدمانٌ يصعبُ علاجُه؛ لكن الشمتانين، على إيه؟! بلا خيبة وتفاهة وسطحية، ما وراءها إلا مزيدٌ من الهزائمِ.  

Twitter: @albahary

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

ديفيد شارل سمحون



من هو؟ إذا نُسِي الإسم فهو أيضًا رأفت الهجان، رمز الإنجاز المخابراتي كما أداه  بنجاح محمود عبد العزيز في المسلسل التليفزيوني الرمضاني الذي انتِجَ عام ١٩٨٩ وأبدَعَ موسيقاه عمار الشريعي. هو العميل المدسوسُ في مجتمعٍ ليكون منه، وليس له، عينٌ عليه تنقلُ دواخلَه، وتؤثرُ في قراراتِه المصيريةِ، يعيشُ حياتَه بأفراحِها وأحزانِها، من وراء قلبِه؛ زُرِعَ في اسرائيل، وقت أن كانت التكنولوجيا بحاجة للبشرِ لتستكملُ ما ينقصُها. تغيرَت الدنيا، وفي زمن الطائرات بدون طيارٍ تقلُ الحاجةُ للبشرِ، لكن تزدادُ الحاجةُ لمؤمراتِهم، لتأليبِهم الداخلِ، بتهييجِ المشاعرِ وقَلقلةِ كلِ ما يُمْكِنُ. 

منذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ والداخل المصري مُتخمٌ بوجوهٍ وأصواتٍ أفرزَتها الفضائياتُ، لم تكنْ معروفةً، وفجأة طلَت، من كلِ فضائيةٍ، تكرَرَ ظهورُها، مرة من بعد مرة، بالتحريضِ والتهييجِ، وبالمعلوماتِ المنقوصةِ، تعذرَت معرفةِ الثوري الحقيقي من قرينِه المزيفِ.  ظهرَت مسمياتٌ، مثل نشط سياسي، ومفكر سياسي، وفقيه دستوري، ومناضل ثوري، وإعلامي، وشيخ، وسلفي، وجهادي، وحقوقي؛ ارتفعَت الأصواتُ وعَلَت، ولم تعدْ متابعةُ البرامجِ المسماةِ حِواريةٍ إلا مثارًا للتوترِ والإنفعالِ. من هؤلاء؟ من أين جاءوا؟ كيف انفتَحَت أمامهم الكاميرات بدون أمارةٍ، فجأة وعلى غيرِ ميعادِ؟ أسئلةٌ كثيرةٌ، تذكرنا بديفيد شارل سمحون. كم شارل؟ وكم سَمْحونًا فيهم، وكم ديفيد؟ 

انفَتَحَت مصر على البحري، واستحالَ التمييزُ بين الصحيحِ والمضروب، بين الأصلي والتايواني، بين المضمون واستعمال الخارج، كلُهم مناضلون ثوريون، مُندسون في الزحمةِ، زحمةُ الفضائياتِ التي تُهيِّج الشارعِ، إنهم مناضلون بالمراسلةِ، على الهواء، ظهورُهم له أهدافٌ، ليست بالضرورةِ أهدافُهم، هم مجردُ أدواتٍ، لها ثمنُها، وأيضًا وقتُها وأوانُها، منهم من اختفوا بعد أن انتهى دورُهم، ومنهم من تغيرَ دورُهم، كُلُه بتعليماتِ المُخرجِين، لكن من هم المُخرجين؟ فتش عنهم. 

وجوهُ كثيرةٌ، على كراسي في الحكومة، الأحزاب، الإعلام، في الشارع، في المظاهرات، الاعتصامات،  المليونيات، من نصدق؟ جو غريب من الريبة والتشكك، كلُه يَعِدُ أصابعَه لو سلَمَ على كلِه! ترى متى تُفصحُ المخابراتُ التي تعملُ في مصر عن ديفيد، وعن شارل، وعن سمحون ، المدسوسين في أراضيها، في كلِ مكانِ، على أي كرسي، رجالًا ونساءًا، بذقن ومن غير ذقن؟

Twitter: @albahary

عنترة لا يَصلُحُ وزيرًا ...



عنترة بن شداد، بطل الأفلام العربي، شجيع السيما، يرفع فلان ويفعص فلان، ويُلوح بسيفِه، صارخًا هَع هَع، وفي الواقع كله على فاشوش، فِش فِش. ما تعملش فيها عنترة، تُقال لكل من يطلع فيها ويحارب طواحين الهواء، حدوتةُ هنا ومشكلة هناك، المهم المنظرة. 


لماذا هذه المقدمة؟ لأنني ومنذ التعديل الوزاري الأخير، كغيري، نتابعُ آداء بعض الوزراء وتصريحاتِهم، خاصةً عندما يكونون على مقربةٍ من مجال عملِنا، وتحديدًا ما يتعلقُ بالجامعاتِ والتعليمِ العالي. ولكن صُرحاءً، لم يكن تناولُ الموضوعِ على خاطري، لكن تصريحاتٍ تناقلتها الصحفُ لوزيرِ التعليم العالي يقول فيه " تنقطع يدي لو كنت وقعت هذا القرار"، "ولن أُضَحي بتاريخي" أوجَبَت الكتابةَ. هل يتبرأ الوزيرُ من تصريحٍ حتى تسكُت عنه الضجةُ؟ هل دَرسًَ القرارَ أم أنه تراجعَ عنه وخلاص؟ وما هو تاريخه في النضال؟ صراحةً لا أعرفُ عنه الشئ المُتفردَ، ولا أراه من المناضلين. ولو افترضنا أنه وزيرٌ مناضلٌ، طب وأحنا مالنا، ما نريده عملًا حقيقيًا لا تنقطعُ يدُه فيه. 



التعليم العالي يتطلبُ تعقلًا لا كلامًا، ومش عايزين إيد ما تلزمناش، ولا لسان.   الاتجاه السياسي للوزير يخصُه، ولا يخصُنا، هو مسؤولٌ عن التعليم العالي الذي يملكُه الجميعُ، ولا يجوزُ له التصرفُ وفق ميولِه وحدِها، والوزارةُ ملكُنا كشعبٍ قبل أن يأتي وبعد أن يذهب، ليست وزارته يتصرف فيها كما يشاء وليس له أن يفرضَ على مجتمعٍ بأكملِه توجهاتٍ لا يقتنعُ بها الجميعُ.   منذ عُيِنِّ والتساؤلاتُ لم تنته، مسؤولًا عن العدالة الاجتماعية والتعليم العالي، في نفس الوقت، مش كثير؟ إحداهما على حساب الأخرى، كفاية واحدة، وبصراحة وبلا زعل، التعليم العالي ليست مكانه. المواءمات السياسية لما تُفرض لا تأتي بالنتائجِ المأمولةِ والمشاهدُ بدأت في التراكُمِ.  الوزارةُ بكلِ مجالسِها ولجانِها لا تخرجُ عن وجوهٍ قديمةٍ مستديمةٌ يُعادُ تدويرها، وزراءُ سابقون، رؤساءُ جامعاتٍ على المعاشِ، أهلُ حظوةٍ  ونعم وحاضر، وكأن البلد نَضَبَت، وكأنها أبعادية، ولكلُ وزيرٍ تربيطاتُه حتى يظلَ موجودًا بعد المنصبِ. 



 أيضًا نَشرَت الصحفُ أن وزيرَ التعليم العالي أعطى محاضرَته لطلاب حقوق إنجليزي. سؤال، هل يُسمحُ بالتدريس لمرحلة البكالوريوس لمن هم فوق الستين؟ وهل استُثني التعليم الخاص في الحكومةِ من هذه القاعدةِ؟ وماذا عن التعليمِ المجاني في جامعاتِ الحكومةِ؟ أم أنها قاعدةُ منحٍ للحبايبِ ومنعٍ لمن عداهم؟ سؤالٌ غيرُ برئ. لا أريدُ الإجابةَ التقليديةَ، الأقسامُ هي التي تُحدًِدُ، لأنه من المعلومِ يقينا أن هناك من الأقسامِ من تضعفُ عن تدخلاتٍ إدارةِ الكليةِ، 



أحيانا، تكونُ المناصبُ على كِبرٍ مشكلةً، كماهي على صِغرٍ، كلُ بميعادٍ، والنفسُ البشريةُ واحدةٌ، ما يأتي في غير آوانِه لا يكونُ إلا باسلًا ماسِخًا. على فكرة، عنترة  بتاع الأفلام والحكاوي لم يُعَيَن شيخ قبيلةٍ ولا وخفيرًا،،



لا حياءَ في مصلحةٍ عامةٍ،،

Twitter: @albahary

شاهدت في السينما


فيلم رعب حول أسرة تنتقل إلى منزل جديد فى منطقة ريفية لتكتشف أنه مسكون بأرواح شريرة فتلجأ إلى إثنين من المتخصصين.
الفيلم من إخراج المخرج الأسيوى الأصل الماليزى المولد المتألق جيمس وان (Insidious,SAW) الذى أصبح متخصصآ فى هذه النوعية من الأفلام, ومن سيناريو للتوأم هايز المتخصص أيضآ فى هذه النوعية ومبنى على قصة حقيقية من ملفات الزوج وارن (كما جاء فى التتر).
الفيلم يعد من أحسن أفلام الرعب فى الفترة الأخيرة رغم موضوعه المتكرر إلا أن المخرج نجح فى إنجاز فيلم عالى التشويق سريع الإيقاع كثير الأحداث يقترب فى شكله للأفلام المثيرة من النوعيات الأخرى.
الفيلم سوف يعجب هواة أفلام الرعب وغيرهم من محبى السينما على حد سواء.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم أكشن فانتازيا حول حرب دائرة بين وحوش خرافية عملاقة ومجموعة من الروبوت العملاق الذى يحركه شخصان بينهما توافق ذهنى.
بصمة المخرج المكسيكى جوييرمو ديل تورو(Pan's Labyrinth) واضحة على الفيلم الذى لا يقل جودة عن الأفلام الأخرى المقتبسة من الكوميكس مثل The Avengers , Iron Man  ولكن النكهة مختلفة مما يفسر نجاحه عالميآ أكثر منه فى الولايات المتحدة.
المؤثرات الخاصة جيدة ويعد من الأفلام القليلة التى أضاف لها إستخدام البعد الثالث, أما الإظلام الموجود فى معظم مشاهد الفيلم فهو مقصود للتعبير عن قتامة الموضوع حيث تصارع الإنسانية من أجل البقاء.
من المبكر الحكم على بطل الفيلم الممثل الإنجليزى شارلى هانام الذى سوف نراه كثيرآ فى الفترة القادمة.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم أكشن كوميدى حول عميلة  FBI تذهب إلى بوسظن للإيقاع بزعيم عصابة لتنال ترقية تستحقها وتضطر مشاركة ضابطة شرطة ذات أسلوب غير تقليدى.
الفيلم عودة لثنائيات الشرطة مثل سلسلة أفلام Lethal Weapon بالنسبة للرجال أو المسلسل التلفزيونى Cagney & Laceyبالنسبة للسيدات مع زيادة جرعة الكوميديا إعتمادآ على براعة الممثلتين وعلى خبرة المخرج بول فيج (Bridesmaids) فى الأفلام ذات البطولة النسائية.
السيناريو كان فى حاجة إلى مراجعة لإستغلال أفضل للشخصيات فى مواقف أكثر إبتكارآ بدلآ من تلك التى رأيناها من قبل أو التى جاءت غير موفقة مثل مشهد الرجل الذى كان على وشك أن يختنق وهو فى المطعم.
فيلم لطيف لا أكثر ولا أقل.

درجة الفيلم : 6 من عشرة
فيلم مثير حول أربعة من الذين يعرضون الحيل السحرية على الجماهير يتم تجميعهم للقيام بعدد من العمليات لحساب شخص لا يعرفونه.
فيلم جماهيرى يعتمد على سيناريو ذكى يتناول عالم الخداع والسحر, تيمة الإنتقام وقيمة العدالة إلى جانب المطاردات المثيرة والمفاجآت الغير متوقعة كما يعتمد على الإبهار من خلال المؤثرات الخاصة وعلى الإيقاع السريع.
الفيلم من إخراج الفرنسى لويس لوتيرييه (Transporter2, Clash of the Titans) الذى أصبح المنتجون يثقوا فيه لتحقيق الأرباح.
قد يرى البعض أن الفيلم مجرد حيلة لجمع الأموال فى حين ينتظر آخرون الجزء الثانى.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم مغامرات فانتازيا عن طفل يولد على كوكب كريبتون الوشيك على الإنفجار فيرسله والده إلى كوكب الأرض حيث يكتسب قوى خارقة يستخدمها فى إنقاذ الأرواح ومحاربة الشر.
الفيلم مبنى على شخصية سوبرمان (DC comics) التى تم تقديمها من قبل على شاشة السينما والتلفزيون والتى يحتفل العالم هذا العام بيوبيلها الماسى.
تم إسناد الإخراج إلى زاك سنايدر (300, Watchmen) أحد أفضل مخرجى الأفلام المقتبسة من الكوميكس والذى يعيد تقديم الشخصية بشكل جديد وبإسلوب مختلف إلا أن السيناريو إهتم بأن يكون الفيلم تجاريآ وبالغ من مشاهد التدمير والمعارك التى أصبحت سمة هذه النوعية من الأفلام ذات البعد الثالث.
إختيار إيمى أدامز فى دور الصحفية ومايكل شانون فى دور الجنرال زود جاء مناسبآ ولكن هنرى كافيل (سوبرمان) ما زال لم يثبت جدارته.
ويبقى السؤال الأهم هل شخصية سوبرمان بمثاليتها وأخلاقياتها ما زالت لها نفس الجاذبية عند الجمهور؟

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون