الأربعاء، 26 فبراير 2014

Albahary’s Selection of the Best from the 86th Oscar Awards Nominees List

Best Film: “American Hustle"
Matthew McConaughey
Meryl Streep
Best Director: Alfonso Cuaron “Gravity

Best Actor: Matthew McConaughey “Dallas Buyers Club

Best Actress: Meryl Streep “August: Osage County

Jared Leto
 Jennifer Lawrence
Best Sup Actor: Jared Leto “Dallas Buyers Club
Best Sup Actress: Jennifer Lawrence “American Hustle

Best Original Screenplay: “American Hustle
Best Adapted Screenplay: “Philomena
Best Cinematography: Emmanuel Lubezki “Gravity
Best Editing: Jay Cassidy “American Hustle
Best Production Design: “12 Years a Slave
Best Costume Design: Catherine Martin “The Great Gatsby
Best Visual Effects: “Gravity
Best Makeup: “Dallas Buyers Club
Best Music Score: John Williams “The Book Thief
Best Song: Ordinary Love “Mandela
Best Animated Film: “Frozen
Best Foreign Film: “The Great Beauty

 Main Absentees deserving a nomination:
Film: “Saving Mr Banks”, “Frances Ha”, “Last Love
Actress: Emma Thompson “Saving Mr Banks”,
Greta Gerwig “Frances Ha
Sup Actress: Amy Adams “Her”,  Naomie Harris “Mandela
Sup Actor: Matthew McConaughey “The Wolf of WallStreet
Adapted Screenplay: Sandra Nettelbeck “Last Love

By Daniel Tanielian 
Alexandrian fan of cinema and arts

إختيارات ع البحرى للأفضل من قائمة المرشحين للأوسكار فى دورته ال86

أحسن فيلم : "خداع أمريكى"
أحسن مخرج : ألفونسو كوارون "جاذبية"

ماثيو ماكونوهى

ميريل ستريب


أحسن ممثل : ماثيو ماكونوهى "نادى مشتريى دالاس"
جنيفر لورانس
أحسن ممثلة : ميريل ستريب "أغسطس:مقاطعة أوساج"

جاريد ليتو

أحسن ممثل مساعد: جاريد ليتو "نادى مشتريى دالاس"

أحسن ممثلة مساعدة: جنيفر لورانس "خداع أمريكى"






أحسن سيناريو أصلى : "خداع أمريكى"
أحسن سيناريو مقتبس : "فيلومينا"

أحسن تصوير : إيمانويل لوبيزكى "جاذبية"
أحسن مونتاج : جاى كاسيدى "خداع أمريكى"
أحسن تصميم إنتاج : "12 سنة عبد"
أحسن ملابس : كاثرين مارتين "جاتسبى العظيم"
أحسن مؤثرات بصرية : "جاذبية"
أحسن ماكياج : "نادى مشتريى دالاس"
أحسن موسيقى تصويرية : جون ويليامز "حرامية الكتب"
أحسن أغنية : حب عادى "مانديلا"
أحسن فيلم تحريك : "مجمد"
أحسن فيلم أجنبى : "الجمال العظيم"

أبرز الغائبين الذين كانوا يستحقوا ترشيحآ :
ممثلة : أيما تومسون "إنقاذ مستر بانكس"،  جريتا جرويج "فرانسيس ها"
ممثلة مساعدة : إيمى آدامز "خاص بها"، ناومى هاريس "مانديلا"
ممثل مساعد : ماثيو ماكونوهى "ذئب وول ستريت"

سيناريو مقتبس : ساندرا نيتلبك "آخر حب"

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary

وزيرٌ كاجوال ...

كاجوال صفةٌ لما هو عَرَضي، عابِرٌ، وبمعنى أدق ظُهورات. كما تُطلقُ كاجوال على ما هو غير رسمي، مثل البنطلون الجينز والفانلة التي شيرت، والفانلة البيسو التي لا ياقةَ لها.  الكاجوال لتمشية الحال، رخيصٌ وسريعٌ وعلى قد حاله، ما هو صيني يدخل تحت بند الكاجوال، يعملُ لفترةٍ محدودةٍ ويعطلُ بعدها،  بثمنِه. 
منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ مَرَ على مصر عشراتُ الوزراءِ، أعدادٌ قياسيةٌ دخَلَت موسوعةَ جينيس للقياسياتِ Guinness، ضاعَت أسماؤهم كما مُحِيَت وجوهُهم وما كان لهم من أثرٍ بَعدَ عينٍ، مَعذورين أحيانًا، وخائبين قليلي الحيلة أحيانًا أكثر. الوزيرُ يُختارُ لعدةِ أسبابٍ، مشتاقٌ جدًا وأدخَلَ نفسَه تحت اللمبةِ، بافتكاسة وبُق وتَهجيصة، فرأوه وعينوه، دون أن يكونَ لها. الدخولُ تحت اللمبةِ  يكونُ بترتيباتٍ كثيرةٍ، منها ما هو مع فضائيات ِالهوى والغرضِ للدفعِ بفلانِ أو علانِ لسببٍ ما، تفضَحَه الأيامُ فيما بعد.  ومن الوزراءِ من هم في دائرةِ الاختيارِ الضيقةِ التي لا تخرجُ عنها أسماءٌ بعينِها، تباديلٌ وتوافيقٌ بين أعضائها، مرة لفلان وأخرى لعلان؛ وبما أن الشئَ بالشئ يُذَكِرُ، فبنفسِ الطريقةِ  تُشَكَلُ لجانِ القطاعاتِ في المجلسِ الأعلى للجامعاتِ، وبها أيضًا يدورُ نفسُ المذيعين على الفضائياتِ. وأخيرًا، اللهم اجعله خير، قد يُختارُ الوزيرُ لكفاءتِه، ولكنها ليست بالقاعدةِ.
 
من يدخلُ الوزارةَ يفكرُ  في مستقبلِه بعدها، لا يحزنُ إذا فٓشٓلَ، المهم وزيرٌ سابقٌ، اسمًا بين الجيران ومعاشًا، ومُعَزون كُثرُ في وفاةِ أقاربِه ومعارفهِ ولو بَعِدوا، وممكن فرصة عمل هنا أو هناك، وفُتاتُ برامجٍ وكتاباتٍ في صحفٍ، أحسن من مفيش برضه. من الوزراءِ السابقين من أصبحوا مُفكرين ومُحَلِلين ومفيش مانع ثوريين، وكأن الوزارةَ هي صكُ الألمعيةِ، والله يرحمُ خيبةَ الأداءِ وضحالةَ التدبرِ. كم من وزراءٍ دخلوا بهيصة وزمبليطة وخَرَجوا في الظُلمةِ من تحت عقب الباب!! شاهدتُ بعضًا من الذين  أبعِدوا من وزارةِ، حالُهم يستدعي الشفقةَ، كلامُهم لا يتجاوزَ ماضيهم، لما سَووا الهوايلِ، منهم من لا يزالَ مُتعنطِزًا، على مفيش طبعًا، ومنهم من يحاولُ رسمَ اللطافةِ والظرافةِ والخفافةِ والتواضعِ، الله يرحم.  

اللافتُ للنظرِ، أن كثيرًا من الوزراءِ يكونُ في جَرةٍ ويَطلَعُ لبرة فورَ جلوسِه على الكرسي، يبدأُ بالشطحِ والنطحِ والعَنتَرةِ، لا دراسةَ ولا تأني ولا استنارةَ، طاخ طيخ طوخ على طول، وكأنها ولا مؤاخذة عزبة دادي، والله يرحم تاني. كم تحملتي يا مصر، وكم جربوا فيكي، وكم لَطَشوا، ولكن شعبَك الآن غيرُ الشعبِ، يقظٌ واعٌ فاهمٌ، لن ينضحكَ عليه، ولن يتعنطَز ويتمنظَر عليه بشرٌ، أيًا كان،،

يا وزير يا يا مُبَجَل مثل كلِ مواطنٍ، كُلُه كاجوال، اِحفَظ مركزَك، ولو طالَ بك الزمنُ بعض الشئ،،


Twitter: @albahary

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

عمالُ التراحيلِ ...

عاملُ التراحيلِ، لا زمانَ له ولا مكانَ، يعملُ في عزِ الحرِ. وفي البردِ، صباحًا وارد، مساءًا وماله، في صحراءٍ، على جبلٍ، في بحًٍر أو ترعةٍ، يعيش ُيومًا بيومٍ، بالتساهيلِ والرزقُ على الله، لا يُخَطِطُ لمستقبلٍ، واقعُه يستغرقهُ، هو كلُ حياتِه.  مصرُ أصبحَت شعبًا من عمالِ التراحيل، الموظفون والجالسون في بيوتِهم، رجالًا ونساءًا، كبارًا وصغارًا، سياسيين وثوريين وناسَ الإعلام!!  

النزولُ إلى الشارعِ، من منزلٍ أو محلِ عملٍ، من مقهى أو نادٍ، لا يعني بالضرورةِ  إنجازًا؛ قد  تكونُ الطرقاتُ مقطوعة، أو وسائلُ المواصلاتِ معطلةٌ، قد تعزُ الكهرباءُ؛ مظاهرةٌ هنا، اعتصامٌ هناك، مسيرةٌ سلميةٌ بالمولوتوف، طوبٌ متطايرٌ، حجارةٌ من كلِ اتجاهٍ، كاوتشٌ مشتعلٌ، مُنَغِصاتٌ بأي طريقةٍ.  ابتكرَ المصريون شيئًا، كيف يكونُ وقفُ الحالِ، وقفُ حالِهم !! في أجواءٍ هذا حالُها يستحيلُ التدبيرُ، حكومةً وشعبًا، القرارُ وما في البالِ، قد يكونُ مُجردَ خاطرٍ، لن يخرج إلى حيزِ الوجودِ، وقد يخرجُ، كٌلُه بالتساهيل !!

قد يكونُ الطريقُ سالكٌ وقد  يتعلقُ المصعدُ في العَتمة والخانقة ما بين دورين، وفي انتظارِ الفرجِ والحَزقة ينقطعُ الأملُ والرجاءُ في انصلاحِ الأحوالِ.  هَمٌ يُبكي وهَمٌ يُضحكُ، لكنه هَمٌ، كُلُه مربوطٌ بكلمةٍ واحدةٍ، التساهيل.  هل يستمرُ العامُ الدراسي؟ الله أعلم. هل ستذهبُ إلى الطبيبِ؟ الله أعلم. هل سيزدادُ الإنتاجُ؟ الله أعلم.  هل ستأتي من عند البقالِ؟ الله أعلم.  أسئلةٌ لا تتجاوز اللحظةَ الحاليةَ، بلا إجاباتٍ، كُلُه بالتساهيلِ، حَي حَي حَي ي ي !!

طالت فترةُ وقفِ الحالِ وباخَت، شاخَت معها الأمالُ وبهتَت، وأخرتها؟ دولةٌ هذا حالُها لا تَبقى، وشعبٌ، لا يفكرُ إلا في الكسلِ بأجرٍ، الجوعُ حلالٌ فيه،  بلدٌ لا يحافظُ عليه أهلُه لا يَحِقُ لهم، خسارة فيهم،،

إيييه، خليها على الله، ومشيها وياله، يُغنيها عمالُ التراحيلِ. يستحيلُ أن تظلَ مصر، شعبًا وسياسيين وحكومة، من عمالِ التراحيلِ،،

Twitter: @albahary

  

التهييف ...

الهايف هو عديم القيمة، التافه، المُسَطَح، شخصًا كان أو شيئًا.  ما أراه الآن لا يوحي إلا بالهيافةِ، في كل شئ، تعليم، إعلام، سياسة، رياضة، حياة يومية، صناعة، زراعة، ...، ولكم استكمال القائمة.  بداية، توقفت الدراسة لأسبابٍ أمنيةٍ، مفهومٌ ومُقدرٌ، لكن غيرُ المهضوم تصريحاتٍ عن تخفيفِ المناهجِ، وأن الامتحاناتِ في موعدِها، ولن تتأثر العمليةُ التعليميةُ، الكلامُ هنا على مستوى الجامعات والمدارس، حتى لا يُستثنى تصريحٌ. العمليةُ التعليميةُ  ليست مُجردَ مناهجٍ تُخفَف، إنما هي محتوى لا يجوزُ النزولُ عنه وإلا ما وُضِعَ أصلًا، إضافةً إلى ذلك لا غِنى عن مدةٍ زمنية ٍللاستيعابِ، وطبعًا سيلحقُ بالتخفيفِ امتحاناتٌ تافهةٌ ودرجاتٌ لا مؤاخذة "بالهبل"، المهم كله ييجي مبسوط، بالضبط مثل الحوافز بلا عمل، والمرتب مقابل الاعتصام وتعطيل الدنيا ووقف الحال.
 

الاتجاه المريح الآن هو التهدئة، تمام لو كانت في محلها، لكن أن تكون الامتحانات خائبة حتى لا يزعل الطلاب في الجامعات والمدارس فهو الغش المؤكد، ومن أسفٍ أن  تهييفٓ الامتحاناتِ هو السائدُ، هو ثمنُ التغاضي في العمليةِ التعليميةِ، هو مقابل تقصير الفصل الدراسي والتزويغ وضعف المستوى، من لا يحضر محاضراتِه وفصولهَ يشتري سكوت الطلاب بامتحانٍ سطحي ٍنمطي، كذلك من لا يُطور نفسه. لما تؤكدُ العمليةُ التعليميةُ على ثقافةِ "الكَروتة" وتفتيح المخ فالمؤكد أن الوطنَ في خطرٍ.  الأسخف تصريحاتُ المسؤولين  التربويين جدًا عن عدم تأثر الطلاب بالتهييفٓ.  

التهييف لا يمكن إخفاؤه، فُضَحي، بضمِ الفاء وفتحِ الضاد، ينزلُ كما ينهمرُ الماء المُطَيَن من الحنفية، طلابٌ في الشوارع، فضائياتٌ تبثُ كلام فاضي بضيوفٍ محفوظين، حواراتُهم مُعادةٌ مُكررةٌ، تمامًا مثل أسئلة الامتحان الهايفة، طبيخ بايت وحَمضان.  اعتصاماتٌ مُزايِدةٌ مُستغِلةٌ انتهازيةٌ أنانيةٌ، في أماكن العملِ والنقاباتِ، بمبدأ لا فيها يا أخفيها، تحت لافتة خادعة من الوطنية ومصلحة الوطن والاقتصاد وصحة المرضى وضرب الفساد، هجص وتفاهة وهيافة، وللأسف نذالة. 

أحٓبَ المجتمعُ التهييف واعتاده. أستاذ الجامعة الحبوب "الأنون" بمعنى المقطقط، هو الذي يَمتحنُ الطلابَ في الهايفة ويُصَحِحُ بِعمى عن الأخطاءِ ودرجاتُه بالهبل. في الثانوية العامة والشهادات، مسابقاتٌ بين الممتحنين على وضعِ أهيف امتحان.  مع التهييف لا بدَ من التهييض، أي تحليل التهييف، أخبار فشنك عن الحصول على مراكز أولى واختراعات، أي كلام، مسابقات لا مؤاخذة سَكة، واختراعات تدخل تحت بند الافتكاسات، طالما هناك إعلام هايف، كلُه ينشر، من باب السبق؟ أبدًا، تربيطات وأغراض وهوى. 

تفاءلَ المصريون بالتغيير، لكنهم بالتجربةِ الُمرةِ كَرِهوا ما رأوا وما هُم فيه، بناقصه لما يكون للوراء وللخلفِ.  يابا علمني التفاهة، قال له يا بُني تعالى في الهايفة واتصدر. آآآه يااااني ،،

Twitter: @albahary

الأحد، 9 فبراير 2014

هل يَصلحُ السيسي رئيسًا؟

القيادةُ صفاتٌ شخصيةٌ ومهاراتٌ تُكتسَبُ بالممارسةِ،  لا جدالَ في أنها متوفرةٌ  في المشير السيسي.  فقد أثبتَت الأيامُ والأحداثُ أنه لها، وأنه قادرٌ على اتخاذِ القرارِ الصعبِ وتحملِ تبعاتِه، وهو ما أكسَبَه رصيدًا جماهيريًا من محبةِ الشعبِ وتقديرِه. ولأننا شعوبٌ قدريةٌ فإن الارتكانَ على الغيبياتِ والقائدِ البطلِ المخلصِ يحتلُ مساحةً شاسعة ً في الوجدان الشعبي المحبِ للشاطرِ حسن وأبو زيد الهلالي  وعنترة بن شداد وأدهم الشرقاوي وأحمد عرابي وعبد الناصر، وضُمَ لهذه القائمةِ المشيرُ السيسي.  السيسي إذن دخلَ في قائمةِ الُمنقذين المُخَلصين.  

زمنُ اليومِ مُختلفٌ عن زمن الأساطيرِ والأزمنةِ التي ولَت ومضَت، لم تعدْ الدولُ منغلقةً داخل حدودِها، ما فيها يراه العالمُ، ويتدخلُ فيه، ولو صَغُرَت، ما بالك لو كان لها من المكانةِ والموقعِ. البطلُ قد يكونُ موجودًا، لكنه غيرُ مُخَلِصٍ، غصبًا عنه، هذا هو الواقعُ، لا أساطيرَ ولا حكاوي.  لكلِ بطلٍ دورُه، يؤديه خلال فترةٍ، لو تجاوزها قد ينمحي ما أداه من حسنٍ وينقلبُ حبُ النَّاسِ له غضبًا وثورةً.  لا أريدُ أن أتسبَبَ في إحباطٍ  لمحبٍ للسيسي ولا للسيسي نفسِه، لكنها قراءتي لما أرى، دون غرضٍ ومصلحةٍ إلا لهذا البلدِ. 

المناخُ الداخلي الآن فيه من النفاقِ ما يحجبُ الحقائقَ ويضعُ غشاواتٍ تمنعُ الرؤيةَ. مصر مُنقسمةً، السيسي أدى عملًا عظيمًا مُنقذًا، لكن مع هذا الإنقسامِ أصبحَ جزءا من المشكلةِ لا الحلَ، فوجودُه على رأسِ المشهدِ يؤكدُ على استمرارِ العداءِ لما يمثلُه السيسي من إنهاءِ حقبةِ الإخوانِ، وهو ما يُصَعِبُ من أيةِ محاولاتٍ لإجادِ حلولٍ سياسيةٍ، مع التسليمِ التامِ بتعذرِ الحل الأمني. ومن ناحيةٍ أخرى يستحيلُ أن يبقى السيسي وزيرًا للدفاع، فما عادَ مقبولًا  أن يكونَ الرجل الثاني، لا بمنطقِ الأشياءِ، ولا بطاقةِ النفسٍ البشريةِ داخله. أيضًا، فإن كَمَ المشاكلِ ضَخمًا بما لا يستطيعُ أبطالُ الأساطيرِ التغلُبَ عليه، وهو ما سيضعُ الجميعَ أمام واقعٍ، غَضَبٌ عامٌ من ناحيةٍ، وعدَمُ  ُقدرةٍ على الحلِ عند رأسِ السلطةِ من ناحيةٍ أخرى، وهو ما ينقلِبُ على ما اكتسَبَه السيسي من محبةٍ.

خارجيًا، فوبيا السيسي أصبَحَت مرضًا نفسيًا قبل أن يكونَ سياسيًا. مصر ليست الدولةَ التي تقومُ على رجليها وحدَها، على الأقلِ الآن، من السهلِ التأمرُ عليها؛ في فتراتِ ضعفِ المناعةِ قد تُصيبُ لسعةُ الذبابةِ بالحمى.  ولنتذكرُ أننا شعبٌ يشتكي أكثر مما يعملُ،  يبحثُ عن الحوافزِ بالحدِ الأدنى من الجَهدِ، أي ضغطٍ في الأسعارِ والخدماتِ يُغَيرُه من الضدِ للضدِ، وهو ما يلعبُ عليه متآمرو الخارجِ وشركاؤهم من مرتزقةِ ومتلوني ومتآمري الداخلِ. من الطبيعي أن تزدادَ وتيرةُ التأمرِ إذا أصبحَ السيسي رئيساً.  

العيبُ  ليس إذن في السيسي، على العكسِ، الزمنُ سيقسو عليه، وطبيعةُ الناسِ، جوه وبَره. من أقدارِ الأبطالِ أن يؤدوا دورَهم وينسحبوا ولو قبل الفصلِ الأخير من العرضِ،،

Twitter: @albahary

الأربعاء، 22 يناير 2014

أزهى عصور التناكة ...

الحالُ في مصر شديد الغرابة، كلُ من هبَ ودَبَ أطلقَ على نفسِه ما شاءَ من ألقابٍ ومسمياتٍ، زادَ عددُ المفكرين في مصر عن أي منطقةٍ في العالمِ، الكلُ يدلي برأيِه وفي العادةِ بلا علمٍ، الثوريون والمدافعون عن حقوقِ التعبيرِ عن الرأي يعلو صوتُهم لإثباتِ الوجودِ، لتسجيلِ موقفٍ إعلامي، لا أكثر، منتهى إيه، التناكة هي التعبيرُ الأمثل. الفوضى انتقلَت إلى كلِ مكانٍ،  الشارعُ أصبحَ في صورةٍ تبعثُ على كلِ الأسى والحزنِ. 

مهما قيل عن عودةِ الشرطةِ، فهي لم تعدْ بعد، وإلا ما هو تفسيرُ سيطرةِ الباعة الجائلين على ميدان رمسيس؟ على ميادين وشوارع سعد زغلول وصفية زغلول في الأسكندرية؟ الآن، ما أيسر إقامة كشك "حاجة ساقعة" وباردة وتِلِمة، ثلاجة حمراء أو زرقاء، عليها اسم شركة من شركات المثلجات الكبرى، كيف؟ هل هو اتفاق مع تلك الشركات؟ أم  أنه مجرد تقليد لاسم الشركة؟ فوضى ما بعدها فوضى. ثم ماذا؟ توضع الثلاجة ثم يُقام الكشك، في أي مكان، مفترق طرق، أمام بنك، لا يهم تعطيل المرور، لا يهم الإزعاج، لا يهم تجمعات "الِصيع" أمام الكشك، ولا حتى ما يُباعُ بالإضافة للحاجة الساقعة من مكيفات ومُضَبِطات دماغ، مفهوم طبعًا. 

أكشاك الرخامة والغتاتة ولي الذراعِ كثيرةٌ، سأذكرُ ما أرى في طريقي، على سبيل المثال على اختفاء سلطةِ الأحياء بحجةِ غيابِ الشرطة، وممكن طبعًا أن يكونَ غضُ البصرِ لأسبابٍ أخرى.   لنبدأ بفرع البنك الأهلي في أرض الجولف، كشكان أحدهما احتلَ صينية في الطريق المؤدي إلى البنك والأخر في شارع البنك، هو كده. أيضًا عند تقاطع امتداد شارع أبي داود الظاهري مع الشارع الطاقة بمدينة نصر، كشك  أقيم واستقر، كيف؟ الله أعلم، فوضى مرورية أمامه، ودوشةٌ طول الليل من تجمعات "العواطلية"، حتى أرض السكان خلف الكشك يُزرعُ فيها جرجير، منتهى البجاحة، لكن العيب على من ترَكَهم على البحري. 

مع الأكشاكِ، منادو السيارات الذين يحتلون الشوارعَ ويتوزعون بطولِها مع أقاربِهم وصبيانِهم، وكذلك باعة الفاكهة على عربات نصف نقل وحمير وبغال؛ مرة أخرى شارعُ الطاقة بطولِه موجودٌ شاهدٌ، وكذلك شارعُ أبي داود الظاهري وشارع أحمد فخري. تحولَت ملكيةُ المدن إلى البلطجية، بوضع اليد، تحت سمع وبصر الأحياء، وسيبك من تصريحات رؤسائها عن إزالة المخالفات، كله فرقعة بق، ذهبَ أوانُها. المقاهي في كلِ المكان هي مراكزُ قيادةٍ، لكلِ أنواعِ المخالفاتِ، واللي عاجبه. 

أزهى عصور التناكة، هل هناك تعبيرٌ آخر؟ لأ ،،


Twitter: @albahary