الجمعة، 29 مايو 2009

سوزان تميم..القُتل بالمجانِ


حكَمت المحكمةُ بإعدام هشام طلعت ومحسن السكري، كونَت قناعَتَها وقررَت، المُدانُ الأولُ بالغُ الثراءِ، من كبارِ الحزبِ الوطني الحاكمِ. في انتظارِ رأي المفتي، بدأت حربٌ معلنةٌ، بدون خجلٍ ولا وجلٍ، تبارَت الفضائياتُ وبعض الأرضياتِ في استجلابِ من يُهاجمون حكمِ المحكمةِ والقاضي، دخلوا المناطقِ المحظورةِ، المسألةُ حياةٌ أو موتٌ. محاكمةُ أهلِ السلطةِ والثراءِ غيرُ مألوفةٍ، ووقوفُهم خلفَ القضبانِ يُثيرُ الشكوكَ في الجديةِ والحيدةِ، لم يصلْ المجتمعُ للقناعةِ بأن القانونَ فوقَ الكلِ، وعلي الجميعِ، المجتمعُ ليسَ مصرَ وحدُها، إنه كلُ من لهم فضائياتٌ علي أرضِها.
الفضائياتُ وقودُها الأموالُ، تُحركُها، تصنعُ قضاياها، شركاتُ المُدانِ الأولِ ترعي منها من ترعي بإعلاناتٍ سخيةٍ، من الطبيعي أن تفتحَ وقتَ استوديوهاتِها واسعاً للمحامين والأهلِ، للنقدِ والتهجمِ علي المحكمةِ، انهمرَت الفتاوي للتأثيرِ علي جهازِ المفتي. مذيعو الفضائياتِ، ظاهرةٌ في عالمٍ إعلامي محدودِ النظرةِ والفكرِ، يتصورون في أنفسِهم الألمعيةَ والثقافةَ التي يفتقدُها الجميعُ، يطرحون قضاياً وهميةً، ما يهمُهم الظهورُ، وجلبُ المالِ الذي به تُجدَدُ عقودُهم السخيةُ. مئاتُ القضايا مرَت دون هذا الضجيجِ، أكثرُ تعقيداً وغموضاً، من حظِ أطرافِها أنهم من أهلِ المجهولِ، لا يُسمعُ عنهم إلا بعدِ تنفيذِ الأحكامِ.
أبوابُ بريدِ القراءِ في مجملِها تقفُ مع العدالةِ، يُسيئُها ما يُصيبُ المحكمةِ، لكنها في قليلِها تفضحُ ما بداخلِ المجتمعِ من تفرقةٍ وتمييزٍ وطبقيةٍ. بعضُ القراءِ، من تلقاءِ أنفسهِم أو بدونِه، تعاطفوا مع المدانين، هم من خيرةِ الشبابِ، أخطأوا لكن لو مُنِحوا فرصةً أخري فسيكونوا مواطنين مختلفين، صالحين، أعطوهما وحدَهما حقَ تغييرِ مسارِ حياتِهم. المجني عليها لم تصلْ للدرجةِ التي تجعلُ من الإعدامِ عقابُ قتلِها، آراءٌ حُمِلَت بفتاوىٍ، من عهودٍ ومجتمعاتٍ لا قيمةَ فيها للروحِ البشريةِ.
المالُ يُحاكَمُ في هذه القضيةِ، وكذلك السلطةُ، في مجتمعاتٍ قبليةٍ يختلفُ العقابُ باختلافِ الجاني. الناسُ غيرُ مصدقةٍ أن هذه القضيةَ ستنتهي كغيرِها، بحكمِ المحكمةِ وحدِه؛ معهم الحقُ، من سبقَ وحكمَت محكمةٌ باعدامِه لقتلِ شابتين في مدينةِ السادسِ من أكتوبر يصرخُ بأنه خروفُ الأغنياءِ، هكذا لقَمَه محاموه، يلعبون علي وترِ الطبقيةِ ولو علي حسابِ ضحيتين بريئتين غُدِرَ بهما. محاكمتان فضحتا مرَضَ مجتمعاتٍ، محاكمةُ فقيرٍ غادرٍ، ومحاكمةِ غنيٍ فاجرٍ، القضيتان في منتهي الوضوحِ، حلَهما تقدمُ العلمِ والتكنولوجيا.
العدالةُ لا تعرفُ مراكزاً ولا صفاتاً، في الجاني والمجني عليه، القصاصُ حقٌ للمجتمعِ كلِه، وإلا لكان القتلُ مباحاً مغفوراً، بالمزاجِ، بالمجانِ،،

الثلاثاء، 26 مايو 2009

الهندسةُ الأدبيةُ .. ومحنةُ التعليمِ الحكومي والاستثماري


اجتمعَ مجلسُ الجامعاتِ الخاصةِ برئاسةِ الوزيرِ المسئولِ عن التعليمِ العالي والبحثِ العلمي، تمخضَ الاجتماعُ عن السماحِ لطلابِ الثانويةِ العامةِ من شعبةِ العلمي المتأدبِ بالالتحاقِ بكليات الهندسةِ علي أن يستكملوا ما ينقصُهم من موادِ الرياضياتِ والفيزياءِ خلال العام الجامعي الأول. لماذا؟ لأن نسبةَ "الإشغالِ" لم تتعدْ السبعين في المائة!! هكذا بمنتهي البساطةِ، يكون التغاضي عن أساسياتٍ من أجلِ حفنةِ أموالٍ لابدَ من جمعِها، المشروعُ الاستثماري يجبُ أن يستوفي "إشغالاً" وكأنه فندقٌ أو سوبرماركت، لا تعليمَ ولا غيرَه.
هذه الصورةُ يُكملُها قرارُ الكويت بمنع طلبتِها من الدراسةِ في جامعاتٍ خاصةٍ ترفعُ شعاراتِ الأيزو والجودةِ وغيره وغيره، لكنها واقعاً مجردُ أنديةٍ للترفيه عن الطلبةِ وتفصيلِ المناهجِ علي مقاسِهم ومزاجِهم، وفي النهايةِ بعد أن تنتهي أعوامُ الترفيه تُقام لهم حفلاتُ تَخَرُجٍ، صاخبةٌ راقصةٌ، يحصلون في ختامِها علي شهاداتٍ مُذَهبةٍ ملونةٍ، لا تساوي أكثر من أجرِ من خطَها وتكلفةِ الورقِ. فضيحةٌ، تعامي المسئولون عن التعليمِ العالي و"الجودةِ" عنها، تصوروا أن زفةَ الجودةِ والإعلاناتِ ستعمي الأبصارَ وتزعلُلُها، تغافلوا عن مافيا الجامعات والمعاهدِ والأكاديمياتِ الخاصةِ، لم يُراقبوا ولم يحاسبوا، رضخوا حتي ترتفعُ نسبةُ "الإشعالِ".
آثارُ التعليمِ الاستثماري انتقلَت إلي الجامعاتِ الحكوميةِ، في ظلِ قياداتٍ تولَت مسئوليةِ الكلياتِ بلا كفاءةٍ إداريةٍ ولا فكريةٍ، انتشرَ ما أُطلِقَ عليه التعليمُ المميزُ، بكلِ ما في التعليمِ الاستثماري من مثالبٍ وخطايا، لا أخلاقَ ولا احترامَ للمؤسسةِ التعليميةِ ولأساتذةِ الجامعاتِ، موادٌ مُخففةٌ منزوعةُ الفائدةِ، سهلةُ الهضمِ، قشريةٌ تافهةٌ، الامتحاناتُ تُعادُ وتُعادُ حتي ينجحُ الطلبةُ الباشواتُ، أعمالُ السنةِ تستحوذُ علي النسبةِ الأكبرِ من المجموعِ، لا بدَ من ضمانِ النجاحِ، الفرافيرُ مزاجُهم عالٍ. التعليمُ المميزُ في الكلياتِ لا يُعرفُ موقعُه من الجودةِ، لا يُعرضُ علي مجالسِ الكلياتِ والأقسامِ، يُحركُه العمداءُ من وراءِ أبوابٍ مُغلقةٍ.
وإذا كانت الهندسةُ الأدبيةُ تؤكدُ علي تخريبِ التعليمِ الهندسي، فإن غيابَ الحقيقةِ أدي إلي انتشارِ معلومةٍ لو صحَت فإن مهنة الهندسةِ ستتعرضُ لضررٍ كبيرٍ، فالمخططاتُ تُشعشِعُ فجاةً من بعضِ الأدمغةِ، بمنأي عن جموعِ العاملين في التعليم الهندسي ودون استشارتِهم، طبعاً فأهلِ الخلطةِ السريةِ في وزارةِ التعليمِ العالي و"الجودةِ" هم الأعلمُ والأكثرُ فهماً وعلماً، شأنُهم شأن من أُدخِلوا في اللجانِ العلميةِ للترقياتِ دون مبرراتٍ ومؤهلاتٍ مميزةٍ. أحدثُ التفتقاتُ سرَت بسرعةِ البرقِ في أوساطِ كلياتِ الهندسةِ، الدراسةُ ستكون لأربعِ سنواتٍ لا خمساً!! لماذا؟ حتي تُتاحُ للطلابِ فرصةُ التخصصِ من خلالِ دبلومةِ دراساتِ متخصصةٍ بعد التخرجِ، لا يصحُ بدونِها ممارسةُ المهنةِ. المثلُ عندَ أهلِ التفردِ والأفكارِ في أوروبا وأمريكا، كالعادةِ علينا أن نقلدَ حتي لو افتقدَ الطلابُ عندنا التعليمَ الثانوي الحقيقي، الذي يُعدُهم للجامعاتِ، الذي لا يحشي عقولَهم بغُثاءٍ فوقَ غُثاءٍ. المرحلةُ الإعداديةُ في كلياتِ الهندسةِ تستكملُ ما نقصَ في المرحلةِ الثانويةِ وتجهزُ الطالبَ بنهجٍ مختلِفٍ. في ظلِ غيابِ الحقيقةِ أتمني أن يكون ما تسرَبَ علي غيرِ صوابٍ، كفانا تقليداً أعمي، كفانا انغلاقاً علي أفكارٍ تدبرُ في جنحِ الليلِ.
خرجَت جامعاتُنا من قائمةِ الخمسمائة جامعةِ الأهمِ، بأي أمارةٍ ندخلُها؟ ولو رتبوا أيضاً الخمسة آلاف. هل يتحولُ القردُ دون جواناً إذا ارتدي بدلةً سموكنج وصيديري؟ إذا نجحَ فسنفلحُ في الجودةِ وفي كلِ ما ينبثقُ وينبلجُ من تجلياتٍ وتنحنحاتٍ وإلهاماتٍ،،

الجمعة، 15 مايو 2009

شاهدت في السينما


المراقبون Watchmen
فيلم مستوحى من رواية مرسومة نشرتها DC Comics عن شخصيات تتمتع بقوى غير عادية وتكرس نفسها عبر أجيال متوالية لحماية البشرية والعالم من الدمار.
نجح مخرج الفيلم زاك سنايدر (مخرج فيلم 300 ) فى نقل الرواية للشاشة لكن مستخدمآ تكنيك مختلف عن فيلمه السابق واختار جو الغموض والقتامة بإستخدام إضاءة خافتة وتغليب اللون الأزرق على الصورة فى معظم اللقطات.
الفيلم ممتع إلا أن قصته لن تساعد فى تحقيق النجاح الرائع الذى حققه فيلم 300 .
درجة الفيلم: 6,5 من عشرة

الطريق الوعر Revolutionary Road
دراما إجتماعية تدور أحداثها فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى حول القلق الذى قد ينتاب البعض ويدفعه إلى محاولة تغيير إسلوب حياته.
الفيلم يجمع بين كيت وينسلت وليوناردو دي كابريو للمرة الثانية منذ Titanic وهو من النوعية التى تدفع الممثلين ليتباروا فى الأداء الجيد.
نجح المخرج سام منديز (مخرج فيلم American Beauty وزوج كيت) فى نقل حالة القلق عند أبطال الفيلم وتصوير الأجواء السائدة فى تلك الحقبة بإستخدام فعال للموسيقى والأغانى.
الفيلم مؤثر ومقلق.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

الضغط الخارق Push

فيلم آخر عن أشخاص ذوى قدرات خاصة غير عادية لكنها مصطنعة عن طريق عقاقير ومحاولة بعض الجهات إستغلال هذه القدرات لصالحها (الفكرة ما زالت رائجة).
بداية الفيلم مبشرة لكن قوة الدفع لا تدوم طويلآ والإهتمام يقل تدريجيآ.
داكوتا فاننج (14 عامآ) أداؤها ممتع وبعض الحيل الخاصة جيدة.
رغم أن غالبية شخصيات الفيلم قدراتها غير عادية إلا أن الفيلم جاء عاديآ.
درجة الفيلم : 5,5 من عشرة

الغزاة Outlander
أو وحش الفضاء يزور بلاد الفايكنج خلال العصر الحديدى.
كوكتيل من أفلام الخيال العيمى, وحوش الفضاء والفايكنج. ولتبسيط الأمور على الجميع جعل المؤلفان (أحدهما مخرج الفيلم) الكائن القادم من الفضاء الخارجى والمسئول عن وصول الوحش لكوكب الأرض على شكل إنسان!
رغم كل ما سبق الفيلم مشوق ومقبول والفضل فى ذلك يعود للمخرج والممثلين.
يشارك فى الفيلم الممثل الإنجليزى القدير جون هيرت الذى شارك أيضآ فى أحد أشهر أفلام وحوش الفضاء Alien (صدفة؟).
درجة الفيلم : 6 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون



السبت، 2 مايو 2009

أنفلونزا الخنازير..


انطلَقت أنفلونزا الخنازير من المكسيك، لم يتحددْ سَبَبُ نسبتِها إلي الخنازير، اِتسعَت حتي الآن علي مدي ست عشرة دولة، تؤخذُ بجدٍ واجبٍ في مطاراتِ العالم وموانئه، بتوفير العلاج، بمنعِ الخروجِ من المنازلِ في المكسيك، بعدم تبادل القبلاتِ والأحضانِ بين البشرِ، لا مع الخنازيرِ. مصر تفوقَت علي العالمِ، قطعَت أشواطاً أبعد، قررَت التخلصَ من الخنازير. لست مع الخنازيرِ، ولا من أنصارِ اللحومِ علي إطلاقِها، لكن ما توقفتُ عنده، ثوريةُ القرارِ، سرعتُه، علي غيرِ المعتادِ.
الأمورُ في مصر تُحلُ، إن كان للحلِ مكانٌ، بمنتهي البطء، فلما هذا الحسمُ وتلك السرعةِ؟ لماذا لم تُستشرْ الهيئاتُ الدوليةُ المتخصصةُ، ولو من بابِ استيفاءِ معلوماتٍ؟ كيف اتفقَ مجلسُ الشعبِ علي ندرةِ ما يَتفقُ عليه؟ هل مالأت الأغلبيةُ نوابَ الإخوانِ؟ الخنازيرُ بالنسبةِ للأخوان حيواناتٌ محرمةٌ، ولو كانت لمللٍ أخري، الأغلبيةُ فقدَت منطقَ الردِ، هل تظهرُ أمام الشعبِ بمظهرِ المدافعِ عن حيواناتٍ محرمةٍ؟ لا تستطيعُ خاصةً وأن أنفلونزا الخنازير ذاتَها لم يكن قد عُرِف سببُها ولا كيفيةُ انتشارِها.
الآن وقد أصدرَت الهيئاتُ الصحيةُ العالميةُ تقاريراً مؤكدةً عن كيفيةِ انتشارِ أنفلونزا الخنازير، نَفَت أن تكون الخنازيرُ مسببةً لها، لا بدَ أن تجدَ الحكومةُ وأغلبيتُها في مجلس الشعبِ عذراً، الخنازيرُ في مقالبِ القمامةِ، لا بدَ من التخلصِ منها ومن القمامةِ، كلام جميل، لماذا تأخرَ إذن إن كان الحسمُ موجودٌ سريعٌ. الخنازيرُ بقرفِها كشفَت كيف يُتخذُ القرارُ، كيف تُغيَبُ الدراساتُ الصحيحةُ، كيف تُغلَبُ الحساباتُ النفعيةُ، كيف تُخلَطُ الأمورُ؟ فشلَت الحكومةُ وأغلبيتُها كالعادةِ، وتأكدَ منطقُ الأخوانِ في رفضِ ما لا يروقُهم ولو كان لغيرِهم.
الخنازيرُ حيواناتٌ قذرةٌ، وكذلك البطُ والعديدِ من الطيورِ والحيواناتِ التي تُربي مع الخنازيرِ في نفسِ مقالبِ القمامةِ، هل يشملُها أيضاً قرارُ الإزالةِ؟ وماذا عن مزارعِ الأسماكِ التي تُلقي فيها المُخلفاتُ؟ أليس من الواجبِ أيضاً مراقبتُها إن لم يكن التخلصُ منها؟ أمورُنا لا تؤخذُ بجديةٍ ولا بتجردٍ، من الطبيعي أن تفتقدَ المصداقيةُ، داخلياً وخارجياً، والبركةُ في الخنازيرِ.
لكن ماذا بعد التفردِ بذبحِ الخنازيرِ؟ هل تتوفرُ أدويةُ علاجِ أنفلونزا الخنازير؟ بني أدم هو الذي ينشرُها وليس الخنازير، ذهبَت الخنازيرُ وبقَت الأنفلونزا،،

الأربعاء، 22 أبريل 2009

شاهدت في السينما


المليونير المتشرد Slumdog Millionaire
أحسن فيلم فى عام 2008 مكتسح الجوائز (الكرة الذهبية, البافتا, الأوسكار) وحاصل على ثمانى جوائز أوسكار من أصل عشرة ترشيحات فى تسعة فروع.
الفيلم تدور أحداثه فى مدينة ممباى الهندية (بومباى سابقآ) حول فتى يشارك فى برنامج المسابقات "من يربح المليون" وكيفية نجاحه فى الإجابة على الأسئلة رغم كونه أميآ من حى فقير(هل كان أميآ بالفعل؟)
الفيلم وجبة سينمائية شهية تم إعدادها بأدوات إنجليزية وبنكهة هندية.
التقنية عالية جدآ خاصة التصوير والمونتاج والإخراج. أما السيناريو (رغم وجود بعض التحفظ عليه) بديع وبناؤه متميز خاصة فى تفسيره لكل إجابة يعطيها البطل عن طريق الفلاشباك.
أما التأثير الهندى فهو واضح فى روح القصة (المؤلف هندى) والموسيقى والنهاية.
الكلام يطول دائمآ عند التميز.
درجة الفيلم : 8 من عشرة

حياة رائعة
The curious case of Benjamin Button
فيلم فانتازيا متميز خاصة فى فروع تصميم المناظر, الماكياج والمؤثرات البصرية التى أحرز فيها الأوسكار وهو مأخوذ من قصة للمؤلف الكبير F. Scott Fitzgerald.
الفيلم تحليل لمشوار الحياة سواء كان فى الإتجاه الطبيعى أو العكسى (كما هو الحال بالنسبة لبطل الفيلم) بكل ما يحمل من تجارب ودروس, أفراح ومآسى.
الإيقاع هادئ وهناك بعض الإطالة مما يجعل المشاهد يفقد تركيزه أحيانآ ولكنه لا يبعد عن الفيلم وتكون فرصة للتأمل.
كان من الأفضل إنهاء الفيلم عند هجر البطل لأسرته بعد بيع ممتلكاته وترك النهاية لخيال المشاهد بدلآ من تصوير نهايته بشكل غير مقنع (يعود لجسم طفل؟!).
فيلم رائع موضوعه غريب وتأثيره عميق.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

جران تورينو Gran Torino
فيلم إجتماعى نقدى يغلب فيه الجانب الفلسفى والبعد الإنسانى أنتجه وأخرجه ومثله النجم العجوز كلينت ايستوود (78 عامآ). يحتوى الفيلم على بعض التيمات التى تتكرر فى معظم أفلامه مثل مواجهة الأشرار, الوقوف إلى جانب الضعفاء والموت.
سيناريو الفيلم متميز وذكى ولا يؤخذ عليه سوى تقديمه للبطل وكأنه يكتشف للتو الواقع من حوله بينما من المفترض أنه يسكن فى نفس الحى منذ فترة ليست قصيرة.
لا يزال كلينت ايستوود يتمتع بجاذبية خاصة رغم سنه المتقدم والفيلم جدير بالمشاهدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

إختطاف Taken
فيلم مثير عن عميل مخابرات أمريكي متقاعد (لكنه ما زال فى كامل لياقته) أمامه أربعة أيام ليجد إبنته التي إختطفت بواسطة عصابة منظمة لدى وصولها باريس وذلك حتى لا يفقدها نهائيا.
الفيلم يتميز بإيقاع سريع ودرجة تشويق عالية وهو نتاج فريق عمل الفرنسى لوك بسون الذى قدم لنا من قبل سلسلة أفلام Transporter, Taxi ومخرج الفيلم الفرنسى بيير موريل كان مصورا لعديد من هذه الأفلام.
الممثل ليام نيسون مقنع فى دور العميل والفيلم مثل بطله يتفوق على كثير من منافسيه.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

المختطف 3 Transporter 3
جزء جديد من سلسلة أفلام الناقل (Transporter) بنفس الممثل جايسون ستاتهام ومجموعة ممثلين من جنسيات مختلفة (تماشيا مع العولمة) ومخرج جديد فرنسى.
الفيلم مسلى وفيه الكثير من المطاردات والمعارك والخدع المعتادة فى مثل هذه الأفلام . والبطل كالعادة ينجح فى توصيل "حمولته" للأمان إلا أن الفيلم هذه المرة ينجح بالكاد فى تحقيق هدفه.
درجة الفيلم : 5,5 من عشرة

أسطورة التنين
In the name of the king
A dungeon siege tale


فيلم تاريخى أسطورى مأخوذ من لعبة فيديو ويشارك فيه جايسون ستاتهام (بطل أفلام Transporter) ورون بيرلمان (بطل أفلام Hellboy) والشهير بيرت رينولدز فى دور الملك.
أخرج الفيلم المخرج الألمانى اووى بول (Blood Rayne) ونجح فى نقل جو الأسطورة والسحر والصراع بين الخير والشر إلى الشاشة.
هذه النوعية من الأفلام غالبا ما تروق للمشاهد خاصة إذا كانت جيدة الصنع مثل فيلمنا هذا.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة




فيلم خيال علمى تم إنتاجه من قبل فى عام 1951 عن كائن من الفضاء جاء إلى كوكب الأرض لينقذه من الدمار على يد الإنسان الساكن عليه.
الموضوع يصلح لكل زمان ويتماشى مع الإهتمام المتزايد حاليآ حول البيئة ولكنه مقدم بروح وشكل أفلام الخمسينات .
المؤثرات البصرية ملفتة للنظر وأداء الممثلين جيد خاصة كيانو ريفز بوجهه الغير معبر والطفل جايدن سميث (إبن ويل سميث).
الفيلم إنذار جديد عن خطر ليس جديدآ.

درجة الفيلم : 7 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الاثنين، 20 أبريل 2009

اُنصر نصر الله ...


دبرَ حسن نصر الله لمصر، التفويضُ الإلهي الممنوحُ له أعطاهُ حقَ الفعلِ بدونِ صدٍ وردٍ، أفعالُه لا حدودَ لها، طالما لم يجدْ من يصدُه، حددَ لنفسِه مجالاً جوياً في لبنان، تُسقَط الطائراتُ التي تتعداه، طائراتُ الجيشِ اللبناني طبعاً، الحربُ قرارُه المنفردُ وكذلك وضعُ أجهزةِ تنصتٍ في مطارِ بيروت، مروراً باِخراسُ المعارضين ونسفِ محطاتِ إعلامِهم، هو الكلُ في الكلِ. انتصرَ علي اسرائيل في لبنان، أُجلي من الجنوبِ واختفي عن الأنظارِ، معني جديد للانتصارِ. حواريوه يفخمونه ويمجدونه ويقدسونه، كل من يعارضُهم عميلٌ مأجورٌ مرتزقُ، هكذا تكون حرية الرأي واحترامُ النقدِ.
من فرطِ غرقِه في ذاتِه، استباحَ أراضيٍ ليست له، لم يعملْ من لبنان أثناء ضربِ غزة فليكن من مصر، ملطشةٌ هي، لا تحمي أرضَها من واضعي اليدِ، افتقدَ نظامُها التأييدَ الشعبي، لما لا يقامرُ فيها، سيهبُ المصريون طوابيراً خلفَه، هكذا غرِقَ في تخيلاتِه. لما انكشَفَ مستورُه تمحكَ في نصرةِ الفلسطينيين، حللَ كل تجاوزاتِه، حلالٌ له حرامٌ علي غيرِه، ليس للدولةِ المصرية عليه سلطانٌ. نموذجٌ لفكرٍ ينسبُ نفسَه للدين حتي يُخرِسُ كلِ فعلٍ وقولٍ، حتي تكونُ له العصمةُ من كل خطأٍ، بنفسِ المنطقِ يدافعُ عنه كلُ من يجعلُ الدينَ ستارَه، محاميه يتهمُ السلطاتِ المصريةِ بتعذيبِ الموقوفين، يروجُ أكاذيباً مع قلةِ علمِه بالتفاصيلِ، ما يهمُه أن نصر الله لا يُخطئ وأن مصر التي يحملُ جنسيتها مستباحةٌ.
فكرُ نصر الله ومن يتشيعون له، سنةٌ كانوا أم شيعةٌ، لا يعترفُ بسلطانِ دولةٍ ولا بحدودٍ، المهمُ أن تكونَ لهم الكلمةُ، أن يتسعوا ويتوسعوا لو لم يجدوا من يلمُهم، سكونُهم مؤقتٌ، متحينٌ، متربصٌ، خَبِرُهم عالمٌ يفهمُ ويحللُ، لكنهم لا يستوعبون، يتصورون أن حقَ الحركةِ لهم، وحدِهم. نموذجٌ جاهلي للتعاملِ مع عالمٍ جديدٍ، أكاذيبٌ تُروَجُ، تاريخٌ يُفبرَكُ، هزائمٌ تُحلي وتُعادُ تسميتُها، طالما وُجِدَ المخدوعون الناقمون الساخطون الرافضون، ما أكثرُهم في منطقتِنا، وطبعاً في مصر. ليس بمستغربٍ أن يصرخَ إعلامُ نصر الله ومن يزعقون معه، بارعون هم في السبابِ والاتهاماتِ والتزييفِ، لا مكانَ للحقيقةِ، تمثيلٌ في تمثيلٍ، الكاميراتُ مغريةٌ، ما أحلي الظهورَ كوطنيين مناضلين أحرار، ولو كانوا عبيداً، للتخلفِ والجهلِ والكذبِ.
الأزمنةُ تُعرفُ من وجوهٍ تُمثُلُها وتَدُلُ عليها، خاصةً عندما لا يخرجُ عنوانُها عن الانكساراتِ والاندحاراتِ؛ محامي نصر الله ينتصرُ له، سبوبةٌ وأسلوبٌ، بدأ منذ الجاهليةِ واستمرَ، اُنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، نصر الله أخوك، ولو مؤقتاً،،

الجمعة، 10 أبريل 2009

تعرفوا الهايف من إيه؟!


أوباما انحني لملك السعودية أثناء قمة العشرين التي عُقِدَت في الثاني من ابريل بلندن، الصحفُ الخليجية والفضائيات التي تعمل بفلوسها في مصر وغيرها شَغَلت اسطوانات الطبل والزمر والنفاق والابتذال؛ أوباما انحني أمام الكرامة السعودية العربية الإسلامية، حُلَت مشاكلُ العربِ المستعصيةُ، سيستيعدون حقوقَهم، لا بدَ من اعتذارِ الولايات الأمريكية عن خطاياها، عن غزو العراق، لا بدَ من حلِ مشكلةِ فلسطين، براءةٌ لبشير السودان من أنياب أوكامبو، ومفيش مانع من حل مشاكل االخبز وانقطاع المياه وجبروت الكفيل وفُجره.
انحناءةٌ بالغ فيها أوباما، لم تكن تعني له شيئاً، لن تُغير سياستَه ولو أرادَ؛ تفاهةُ المنافقِ، في الإعلام وغيرِه، تُعيِشُه في أسرِ مفرداتٍ اعتادَها دون أن يعنيها، المهمُ عنده لقمةُ عيشه، عيشُ السرايا والبغاشة والبقلاوة والهريسة بالمكسرات. العربُ هم العربُ ولو تغيرَ الزمنُ وفاتَهم وجري، يعبدون من ينافقُهم، لا يُحللون ويبحثون ويُدققون، كل ما يعنيهم مِلءُ بطونِهم وعيونِهم، القشرياتُ تَخدعُهم وتزغللُ عقولَهم النايمانة النعسانة؛ لم يثبُتْ أن انحناءةَ أوباما تعني موقفاً أمريكياً سياسياً، أفرَدَ لها إعلامُ النفاقِ والتهييجِ والإثارةِ والفتاوي مساحاتٍ وتأويلاتٍ وتعليقاتٍ، سهراتٌ من زرعِ الأوهامِ ونسجِ القصصِ عن غيرةِ من تجاوزوا الانحناءةَ، من يتنكرون للانجازاتِ، من لا يُوفون ولاةَ الأمرِ العربِ حقوقَهم، ولو كانوا طغاةً جبابرةً ظلمةً.
يستحيلُ توقعُ تغييرٍ في تركيبةِ الفكرِ في منطقتِنا، فكرٌ نمطيٌ متكررٌ، ولو عَبْرَ مئات السنين، الخلفاءُ أجزلوا لمن أشعرَ فيهم، حتي يومِنا هذا، تغيرَت مسمياتُ أهلِ السلطةِ ولم يتغيرْ ما قيلَ فيهم، ألم يُحبُ علي لطفي رئيس وزراء مصر السابق الرئيس "الويكا" لمجلسِ الشعبِ حب الفرخةِ للديكِ؟! ألم ينشكحُ رئيس مجلس الشعب؟! الفكرُ العربي يُجيدُ الرفضَ والسفسطةَ، يرفضُ الجديدَ المختلفَ، يتصارعُ لمباراةٍ في كرةِ القدمِ، لمشاجرةٍ بين مسلمٍ وغيرِه، ولو بغيرِ حقٍ، فكرٌ قَبليٌ جامدٌ، لا تُلَينُه شهاداتٌ علميةٌ مهما علَت، هي للزينةِ لا للتطبيقِ أو اعتيادِ النقاشِ والحوارِ.
أوباما انحني لملك السعودية، هل انحنت أمريكا أو غيرها؟ مستحيلٌ، حتي فلوس البترول أوشكت علي خسارةِ قيمتِها، إن لم يكنْ قريباً فمن المؤكدِ في المستقبلِ، بدائلُ البترول بدأ استخدامُها، سيقايِِضُ اصحابُ البترول العرب ما تحت أراضيهم مقابل المياه، من تركيا واسرائيل، لا بديلَ، لا مفرَ. اقتصادٌ عربي لا يقوم علي صناعاتٍ أو ابتكاراتٍ محليةٍ، فقطُ بيعٌ وشراءٌ، بيعُ بترول في مقابلِ كل شئ، خائبون حتي في التجارةِ، منتجٌ وحيدٌ تقوم عليه حياتُهم.

مساك الله بالخير يا شعبان عبد الرحيم، أحببت عمرو موسي بعفويةٍ، أما أهلِ الهيافةِ والتفاهةِ، فمرتزقةٌ حتي أعماقِهم، يؤولون بغرضٍ، سيستمرون طالما استمرَت العطايا،،