الجمعة، 9 ديسمبر 2011

وبعد انتخاباتِ الجامعاتِ …


أُجريت الانتخاباتُ في الجامعاتِ، ما بين كراسي إدارية ومُجَمَع انتخابي، تَمَت التربيطاتُ وعَرِِفَ كلُ من رشَح َنفسه أين سيكون. ككلِ انتخاباتٍ هناك وعودٌٌ واجبةُ السدادِ، ممن لا يملكُ، ولو كان هناك من يستحقُُ. انتخاباتٌ بالصورةِ التي تَمَت جعلت من رشحوا أنفسهم من أساتذة الجامعات ينحنون كثيراً ويبتسمون ويصافحون ويخاطبون ويرسلون رسائل محمول ورسائل إلكترونية إضافةً إلي المنشورات الورقية. لماذا؟ من المؤكدِ أن هناك دافعاً، شخصياً كان أو رغبةً من تيارٍ في السيطرةِ، في الحالين ليس هكذا تكونُ الجامعاتُ.

إذا كان المَغنمُ شخصياً، طمعاً في كرسي وسلطانٍ وشهرةٍ، فكما تكون ترقيةُ أعضاء هيئة التدريس مشروطةً بدورات بعينِها، من الضروري أن تُحَدَدَ دوراتٌ لكل من يؤتمنُ علي كرسيٍ جامعي. فمع الانتخابات ستكون الأولوية لتحقيقِ الوعود الانتخابية التي من المؤكدِ، في ظل الفوضى والانفلات وخُفوتِ احترام الأكبر علماً أو سناً، أن تكونَ متعارضةً مع قواعدٍ جامعيةٍ مستقرةٍ وأيضاً متنافرةٍ مع مصالح الأقسامِ العلميةِ والكلياتِ وبالتالي الجامعاتِ. من الطبيعي أيضاً مع عشقِ الكرسي أن يتصورَ من أُجلِسَ أنه "رئيس دكاترة"، أى أكثرُ منهم فهماً وأصوبُ رأياً، وهو ما لا يتفقُ مع واقعٍ يبتعدُ فيه من يحترمُ نفسَه عن أية انتخاباتٍ تبتذِله، ومع وجودِ أساتذةٍ حقيقيين خلقاً وعلماً. من غير المقبولِ أن يفطَ من أُجلِسَ كعفريتِ علبةٍ أو يُقاطعُ أو يعلو صوتُه، من الضروري أن يفهمَ أنه جاء لتسيير عملِ القسمِ أو الكليةِ أو الجامعةِ، لا أن يكونَ أمراً ناهياً، ولا مفكراً فيلسوفاً بدون أماراتٍ ولا وجه حق. التثقيفُ قبل الكرسي والتربيطات، وليس بالانتخاباتِ سينصلحُ حالُ الجامعاتِ والبلدِ ولا بالتعيين الفاجرِ كما سبَقَ.

أما إذا كان المغنمُ لجماعةٍ تبَغي السيطرةَ على الجامعاتِ، فما هو بما يتفقُ وحريةُ أساتذةِ الجامعاتِ ووجوبُ إبقاءِ الجامعاتِ معاهدِ علمٍ وبحثٍ بمنأى عن الصراعاتِ السياسيةِ والدينيةِ والطائفيةِ. يستحيلُ أن تكونَ العدالةُ بين الطلابِ وأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ في ظلِ تمييزٍ سياسي وديني وطائفى، يستحيلُ التعليمُ الحرُ في إطارِ المنعِ والكبتِ والتوجيه. وإذا كانت الجامعات قد تراجَعَت بسبب العداء لأساتذةِ الجامعاتِ بحيث أصبحَ إفقارُهم هدفاً في حد ذاتِه، فإنه من المستحيلِ أيضاً أن ترتقي وقد استُبعِدَ من أساتذتِها وطلابِها من لن يُسَيروا أو يُقادوا لأية أهدافٍ غيرِ علميةٍ ولاختلافِهم مع أيةِ توجهاتٍ تُفرضُ عليهم. إدخالُ الجامعاتِ في الصراعاتِ، أياً كان تصنيفُها، تشتيتٌ لها وتجنيبٌ لما يمكن أن تؤديه من أمانةِ التعليمِ والبحثِ وإيجادِ الحلولِ وكشفِ الحقائقِ.

قد يكونُ التفكيرُ مرفوضاً كما كان، وكما قد يكونُ، ألهذا تُساقُ الجامعات؟ الانتخاباتُ ابتذلَت أساتذةَ الجامعاتِ، وأذا فُرِضَت فلا بدَ من أن يوضع كلُ من أجلِسَ على كرسي في مكانه، لا يتخطاه ولا يتصورُ أنه أكبر منه أو ممن في كليتِه وجامعتِه. أيضاً على كلِ جماعةٍ، تريدُ إخضاعَ الجامعاتِ وأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بها والطلابِ، أن تبتعدَ إن كانَت هي أمينةٌ وصادقةٌ ومخلصةٌ، وراغبةٌ بحقٍ في تقدمِ هذا البلدِ، لا إفقارِه وكسرِ عينِه، بفعلِ التعصبِ واحتكارِ الصوابِ، والهزيمةِ التي لن تكونَ إلا مؤكدةً،،

Twitter: @albahary

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الخوفُ من الحكمِ باسم الدين .. ليس وهماً ولا مبالغةً


لم تنشعلْ البلاد مثلما هى الآن، الحديثُ الرئيسي لا يخرج عن ما هو المصير عندما يستولي أى تيار إسلامي علي الحكمِ، مصير البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومصير حرياتِ البشرِ واحترامِ اختلافِهم وتعددياتهم. ما يلفتُ النظرَ أن ردَ المتشيعين للحكمِ الديني سواء في الصحفِ أو الفضائياتِ أو علي الشبكة العالميةِ للمعلوماتِ لا يخرجُ عن تسفيه المعارضين أو القلقين، وسبهم بحجة أن الشعبَ اختارَ وأنهم علي ضلالٍ وغيرةٍ من أهلِ الإسلامِ، وأن ما يثيرونه لا يخرجُ عن العمالةِ والسَفسَطةِ، وهو ردُ فعلٍ جدُ مخيفٌ ومؤكدٌ على نمطٍ رافضٍ لمن يخالفُه، أليس هو من ينطقُ بما يأمرُ به الله؛ وهنا تكمنُ الخطورةُ كلُها، على هذا الوطنِ، الذي باتَ في محنةٍ تهددُ وجودَه ووحدةِ أراضيه في زمنٍ لا رحمةَ فيه.

ما نشرَته تقاريرُ مراقبةِ الانتخاباتِ تؤكدُ على نزاهةِ فرزِ الأصواتِ وعلى تواجدِ الناخبين بأعدادٍ طالما قاطعَت الانتخابات، وتحديداً المثقفين منهم. لكن هناك فئةٌ امتهنت التصويت، التصويت بمقابل، وهي تعتبرُ الانتخاباتِ موسمَها، لم يقلْ عددُها، ومع تدفقِ الأموالِ الخليجيةِ تحديداً علي الساحةِ الانتخابيةِ المصريةِ ظهرَ تصويتٌها المكثفُ لصالحِ التياراتِ الدينيةِ، بعد أن كان موزعاً بينها وبين الحزب الوطني. إضافةً إلى استخدامِ الشعاراتِ الدينيةِ السهلةِ سابقةِ التجهيزِ، مثل التصويت يضمنُُ الجنةَ إذا كان لصالحِ من يرون أنهم الإسلامِ، أو أنه حرامٌ إذا كان لصالحِ غيرِهم أياً كان تصنيفُهم. ماذا يفعلُ المرشحُ القبطي المتهم بأنه صليبي أو المسلم المنادي بالحرياتِ المدنيةِ المتهم بالكفرِ؟ وضعٌ غيرُ متكافء، يجعلُ المرشحَ المخالفَ في حالةِ دفاعٍ عن النفسِ مُشَتَتٍ مُنصرفٌ عن برنامجه الانتخابي، حالفاً بالله أن الليبرالبةِ ليست كفراً وأن مصر في خاطرِه ودمِه.

وإذا كان القانون يجعلُ تَعَيُبَ الإرادةِ مبطلاً للتصرفاتِ، فكيف تمكنُ رؤيةُ التأثيرِ علي إرادةِ الناخبين بالمالِ والجنةِ والنارِ والحلالِ والحرامِ في أمورٍ سياسيةٍ صرفةٍ؟ كيف يمكنُ تقبلُ تكفيرَ المنافسين والمخالفين ومازالت الانتخابات في أولِها وماآلَ الحكمُ إليهم بعد؟ المؤشراتُ من تصرفاتِ من يرون أنهم الإسلامُ مهما كان تصنيفهم كرَست في النفوسِ قلقاً وخوفاً مشروعين، فالاسلامُ صُوِرَ بفعلِ رافعي شعاراتِه وكأنه وسيلةُ عقابٍ وتخليصُ حق ووقفُ حال؛ وكأنه سبيلُ من خذله زمانه للانتقامِ، ليس إلا، مرشحاً كان أو ناخباً، حاكماً أو محكوماً. رافعو الشعارات الإسلاميةِ يرفضون الحياةَ الحديثةَ وينتقون منها بالقطارةِ لكنهم يتكدسون على الإنترنت، بمنطقِ الغايةِ تبررُ الوسيلةَ، لماذا؟ للدخولِ على المواقعِ الإلكترونيةِ وسبِ مخالفيهم، حتى لو كان خوفُهم مشروعاً.

تصريحاتُ النشوةِ الانتخابيةِ رفعها من بانَ فوزُهم في المرحلةِ الأولى، لم ينجْ منها كتابٌ ولا أدباءٌ، سياسيون وصحفيون وأصحابُ رأيٍ، دولُ كبرى وصغرى، بعيدة وجارة، سبابٌ وتسفيهٌ، وكأن البلادَ على شفا حربٍ، منطقٌ محاربةِ طواحين الهواءِ، جرٌ للبلادِ لمشاكلِ لن تقوى عليها، داخلياً أو خارجياً. مصر ضعيفةُ المناعةِ، مع الأسفِ، ليست في وضعٍ يضعُها في مواجهاتٍ يستحيلُ أن تكسبَها، لا بالنشوةِ ولا بالصراخِ ولا بالتسخين ولا باسترجاع الماضي الذي ولى بلا عودةٍ. الطرحُ مع ذلك لم يتغيرْ منذ مئات السنين، هل تسيرُ مصر للأمام أم إلى دواماتٍ مُغرقةٍ؟

عملَ الشبابُ الثورةَ وأكلَها بالهناءِ من التياراتِ الدينيةِ من لا يعترفون بإنترنت ولا حداثةٍ. ربنا يستر، مستقبلُ مصر لا هزلَ فيه ولا تهاونَ ولا خجلَ من طرحِ الأمورِ بمنتهى الصراحةِ،،


نُشِرَت بجريدة الأهالي يوم الأربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١


Twitter: @albahary


الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

جرافيتى: أسلوب حياة / تاريخ / تجربة - Graffiti: Style / History / Experience


نظم مؤخراً معهد جوتة بالإسكندرية مشروعآ لرسم بعض الأعمال الفنية فى شكل رسومات على الجدران والتى تعرف بفن الجرافيتى.


شارك فى المشروع عدد من الفنانين على رأسهم الفنان ماكليم ( Ma'Claim ) من ألمانيا والفنانة آية طارق من الإسكندرية، قاموا بتنفيذ هذه الأعمال على السور الخلفى لملعب مدرسة ليسيه الحرية بالشاطبى.






مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الماضى والحاضر والمستقبل

هذا هو العنوان الذى اختاره الفنان السكندرى ساركيس طوسونيان لأحدث معارضه والذى تم إفتتاحه مساء السبت الموافق 12/11/2011 بأتيلييه الإسكندرية.


ضم المعرض 45 قطعة نحت من البرونز المفرغ (Hollow Bronze Sculptures) قام الفنان بإبداعها فى الفترة من عام 2003 (تاريخ أول أعماله من البرونز المفرغ) حتى اليوم. تراوح إرتفاعها من 30 سم حتى 135 سم وكلها, ما عدا واحدة (نموذج مصغر للنصب التذكارى لأصالة العلاقات المصرية الأرمنية الذى قام بتصميمه وتنفيذه وتم وضعه فى حديقة الحرية بالقاهرة عام 2007), من النوع التشخيصى (Figural Sculpture) الذى يعتمد على جسد الإنسان أو وجهه ويجمع سطحها بين البرونز المطفى اللون الذى يميل إلى السواد أو الإخضرار الداكن (حسب الكيماويات المستخدمة) والبرونز اللامع الذى يميل للون الذهبى.

أما عن سبب تسمية المعرض بهذا العنوان يقول الفنان سركيس أن أعماله تعبر عن الحاضر بالحالة التى تصورها أو المضمون الذى تقدمه فى حين أن الجزء المطفى اللون يمثل الماضى والجزء اللامع يمثل المستقبل (منتهى التفاؤل), وعن سبب إختياره للبرونز كخامة لتماثيله يقول أن المشقة فى إستخدامه جعلته يقبل عليه كنوع من التحدى إلى جانب ميزة تلميعه أو إطفاؤه.

أعماله غير واضحة المعالم أو التفاصيل فهو يستخدم فى معظم أعماله سباكة الرمل        (Sand Casting)   التى لا تظهر التفاصيل جيدآ وأحيانآ سباكة الشمع (Wax Casting) التى تعطى تفاصيل أدق كما فى حالة ثلاثية إنفتاح/حرية/قيود التى شارك بها فى بينالى الإسكندرية عام 2007.

تأثير الحضارة الفرعونية والإغريقية/الرومانية واضح فى أعماله إلى جانب تأثره بطبيعة مدينة الإسكندرية الى يظهر فى شكل تموجات على سطح التماثيل تمثل أمواج البحر.

المرأة لها النصيب الأكبر فى المعروضات والوجوه التى نحتها كلها من وحى خياله وأطلق عليها الأسماء التى رأى أنها تناسبها مثل سلينا (صورة غلاف نشرة المعرض) وكاميلا وزارا وبرلا وساندرا وغيرها. هناك أيضآ تيمات وصفات رئيسية فى معظم أعماله مثل قيود الحياة, الحرية, الرغبة, صفاء الروح والميل إلى السكون إلى جانب شموخ الحضارات القديمة.

معرض متميز رائع لفنان كبير مبدع ذو حس عالى مرهف أعماله تمس وجدان المتفرج وتتواصل معه وتعبر عن الكثير رغم سكونها.


الفنان سركيس طوسونيان مصرى من أصل أرمنى من مواليد الإسكندرية عام 1953 وخريج كلية الفنون الجميلة - قسم نحت – بالإسكندرية عام 1979.

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

   

الخميس، 17 نوفمبر 2011

الاختيارُ الآمنُ …


تبدأ انتخابات مجلس الشعبُ يوم ٢٨ نوفمبر القادم، وبعدها بفترةٍ لا يُعلمُ تحديداً موعدُها ستكون انتخاباتُ رئاسةِ الجمهورية. امتلأ الشارعُ بلافتاتٍ علي كلِ لون، وانهمرَت علي الفضائياتِ التصريحاتُ والوجوهِ، تفاوتَت لغةُ الخطابِ ما بين التهديدِ من مستقبلٍ داكنٍ لو فازَ الإسلاميون بالحكمِ، وما بين تحريمٍ التصويتِ للعلمانيين والليبراليين. لغةُ السياسةِ لا يفهمُها الكلُ، لغةُ الدين أسهل، ما أيسر مهمة من ينادون بالدولةِ الدينيةِ تحت أي مُسمى، وما أتعس من ينادون بغيرِ لسان الدين، عليهم الابتكارُ والتجديدُ والتنويرُ، مهمةٌ تكاد تكون شديدةُ البُعدِ.

الانتخاباتُ في مصر تنفردُ بما يثيرُ العجبُ كلُه، ليس علي مستوي مجلس الشعب أو الرئاسة، لكن علي كلِ مستوي، في الجامعات والنقابات والأندية. الترشحُ للانتخاباتِ أصبحَ في حدِ ذاتِه هدفاً، حُلماً أدخلَ مضمارَها من يمكن اعتبارُهم مغامرين، بلا كثيرٍ من ترددٍ ولا تجنٍ، فلا هم بالقبولِ الشخصي والكاريزما، ولا بالاتزانِ العصبي والنفسي، ولا بالخلفيةِ والثقافةِ التي تذكيهم، ما فيهم إلا جَرأةٌ وقدرةٌ علي الحلمِ بكرسي والتصريحُ عَلناً بحلمِهم .

فيما جري من انتخاباتٍ في الجامعاتِ، علي سبيل المثال، ابتعدَ كثيرون عن الترشُحِ، عزفوا عن الانتخاباتِ وما فيها من تنازلاتٍ وفواتير انتخابية واجبة السداد، لم يجدْ أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ إلا الاختيارِ بين أقلِ البدائلِ ضرراً، اختاروا من يقيهم المخاطرةَ بالمجهولِ. في النقاباتِ المهنيةِ غابَت الأغلبيةُ كالعادةِ وفازت القوائمُ الإخوانيةُ بشعاراتِها الجاهزةِ، أما في أنديةٍ كالشمسِ فقد قفز علي السطحِ مجهولون، بفعلِ إجراء الانتخاباتِ في يوم عمل وبأثرِ الرغبةِ في نسيانِ ماضٍ به من المشاكلِ الكثير، اختارَت الأقليةُ التي حضرَت وستتحملُ الأغلبيةُ هذا الاختيارَ.

مجلسُ الشعبُ لا يحتملُ اختيارًا بأقليةٍ، ولا اختيارًا بعاطفةٍ، لا يمكنُ أن يكونَ مُغامرون مُنتخبون أصحابَ قرارٍ في مصير وكيان وطنٍ جريحٍ يئنُ، قليلِ المواردِ، كثيرِ السكانِ، عانى كثيراً وتلاشَت قدرتُه علي تحملِ المزيدِ، وطنٌ انعدَمَت مناعتُه ضد الفتنِ، وما عادَ بقادرٍ على الصمودِ. لكن كيف يختارُ من جاعَ وقَلَت ثقافتُه؟ إجابةٌ سهلةٌ، صوتُه لمن يعطيه قبل الانتخاباتِ ويعدُه بما بعدِها. ما هي نسبةُ من يصوتون ببطونِهم؟ كيف سيؤثرُ صوتُهم على مستقبلِ مصر؟ الإجابةُ مقلقةٌ إن لم تكنْ مُخيفةٌ.

من يختارون مرشحيهم بعقولِهم أقلُ، أياً كانت نسبتُهم، من المهمُ ألا تتفتتُ أصواتُهم، ألا تتحولُ إلى المرشحِ المؤكدةُ خسارتُه، التجمعُ لمرشحٍ أوفرُ فرصةٍ أضمنُ، أكثرُ أمنٍ. التصويتُ في أجواءِ التخوينِ التي عبأت المناخَ العامَ ليس إلا لمن يحافظون على أمنِ هذا البلدِ، من لا يُعرضونه للخطرِ، أحزاباً وأفراداً، ليست للمغامرين، إنه الاختيارُ الآمنُ، ما من بديلٍ سواه،،

نُشِرَت بجريدة الأهالي يوم الأربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١١

Twitter: @albahary


الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

شاهدت في السينما



فيلم أكشن فى إطار خيال علمى تدور أحداثه فى المستقبل القريب حول ملاكم سابق فاشل ومفلس يشارك فى مباريات ملاكمة للروبوت يضطر للعناية لفترة بإبنه الذى لا يعرفه والذى يساعده فى عمله بفضل خبرته بألعاب الفيديو.
الفيلم توافرت فيه كل العناصر الأساسية للفيلم التجارى الناجح بدءآ من مخرجه شون ليفى الذى عرف طريق النجاح خاصة بعد جزءي "Night at the Museum" ومرورآ بإستخدام أحدث التقنيات فى المؤثرات الخاصة وأحدث ما توصل إليه العلم من إختراعات مثل الروبوت وأجهزة التحكم وإنتهاءآ بقصة إنسانية لعلاقة أب مع إبنه ومحاولة تحقيق النجاح.
أداء رائع للممثل الطفل داكوتا جويو الذى لديه سجل حافل بالأعمال رغم صغر سنه ومشهد مذهل لصراع بين روبوت وثور.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


فيلم مغامرات تاريخى حول قيام الفرسان الثلاثة مع الوافد الجديد دارتانيان بإفشال خطة الكاردينال ريشليو للتخلص من ملك فرنسا لويس الثالث عشر والإستيلاء على الحكم.
الفيلم إنتاج أوروبى مشترك مبنى على قصة المؤلف الفرنسى الشهير ألكسندر دوما الأب مع بعض التطوير لإفساح المجال لإستخدام التقنيات الحديثة وتقديم المتعة و الترفيه ومنافسة الفيلم الأمريكى كما رأيناه من قبل مع أفلام مثل       "Clash of the Titans" "Sherlock Holmes" وكعادة مثل هذه الأفلام معظم العاملين به من الإنجليز وعلى رأسهم المخرج بول أندرسون الذى إستخدم خبرته السابقة مع أفلام الأكشن والزومبيز لتجديد دماء فيلم تاريخى سبق تقديمه عديد من المرات.
نهاية الفيلم توحى بإحتمال مغامرات جديدة للفرسان الثلاثة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


فيلم أكشن فى إطار من الخيال العلمى تدور أحداثه فى الغرب الأمريكى خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر حيث يتعاون أهالى إحدى المدن مع عصابة من الخارجين على القانون والهنود الحمر فى القضاء على كائنات من الفضاء الخارجى أتوا إلى كوكب الأرض بحثآ عن الذهب.
فكرة الفيلم مبنية على شخصيات من كتاب كوميكس بنفس العنوان وحيث أن البحث عن الذهب كان السبب وراء الترحال من الشرق إلى الغرب الأمريكى فلما لا يأتوا أيضآ من الفضاء الخارجى!
الفيلم يحمل بعض الرسائل التى تصلح لكل زمان ومكان ويقدمها فى شكل جديد لم نره من قبل ومن خلال مجموعة من الممثلين الجيدين.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة


فيلم أكشن حول قاتل محترف يعود من إعتزاله لإنقاذ صديقه ومعلمه المخطوف وتنفيذ المهمة بدلآ منه.
الفيلم تدور أحداثه عام 1980 ومقتبس من رواية بعنوان "رجال الريشة" ويطرح بعدآ سياسيآ يمس منطقة الشرق الأوسط.
يمتاز الفيلم بتفوق جميع عناصره الفنية لا سيما المونتاج فالتصوير ثم الإخراج رغم كونه أول عمل لمخرجه.
العنف زائد بعض الشئ إلا أن الموضوع يفسح المجال له كما يغلب على الفيلم طابع غير أمريكى خاصة أن معظم العاملين فيه غير أمريكان مما قد يفسر عدم نجاحه الكبير فى الولايات المتحدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


فيلم فانتازيا تدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية حول إختراع مصل يعطى صاحبه قوى خارقة يتم حقنه لشاب أمريكى متحمس لكن ضعيف البنية ليقود المعركة ضد الأشرار وعلى رأسهم ضابط نازى تناول نفس المصل.
الفيلم يقدم شخصية جديدة من كتب مارفل كوميكس تم إبتكارها أثناء الحرب العالمية الثانية لحث الولايات المتحدة إلى الدخول فى الحرب.
نجح مخرج الفيلم  جو جونستون (Jumanji, Hidalgo) فى نقل روح الكوميكس وشكله للشاشة لكن القصة لم تكن على المستوى الذى يحقق النجاح المرجو أو الإهتمام الكافى.
هناك نية لجمع معظم شخصيات مارفل كوميكس فى عمل قادم يعرف بإسم "المنتقمون" (The Avengers).
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

القذافي .. مفيش غير كده


قُتِلَ القذافي في صباح يوم الخميس ٢٠ أكتوبر، تَعَدَدَت روايات المَشهدِ الآخيرِ، لكن النهايةَ واحدةٌ، يستحيلُ أن تكونَ بصورةٍ أخرى، أقلَ عنفاً أو أكثرَ احتراماً. كلُ المشاهدِ بدءًا من السابعِ عشرة من فبراير اختُزِلَت في مشهدِ الختامِ، بكلِ دراميتِه ومأساويتِه. صفحةٌ من تاريخِ ليبيا طُويت، حَوَت الكثيرَ، وصفحةٌ جديدةٌ على وشك أن تُفتحَ، لا يُعلَمُ كيف ستكونُ ولا إلى ما سَتُفضي. المنطقةُ العربيةُ تمرُ بمرحلةٍ شديدةُ الغموضِ، لم يدرْ بعقلٍ أنها ستزيلُ أنظمةً باطشةً بهذه السرعةِ والإصرارِ. ما يهمُني الآن هو حتميةُ النهايةِ، وانعدامُ البدائلِ، المشاهدُ الكثيرةُ والأحداثُ المتشابكةُ لم تؤدْ إلا إلى خاتمةٍ وحيدةٍ لا مفرَ منها، موتٌ ودمارٌ.

ما يبعثُ على الخوفِ من الغدِ هو عدمُ العملِ من أجلِ تأمينِه، بالفُرقةِ والتناحرِ والأنانيةِ. الحالُ في مصر الآن لا يخرجُ عن محاولةِ الحصولِ على كلِ شئ وأى شئ، على حسابِ الآخرين، بالصوتِ العالي والعافيةِ والعنفِ والبلطجةِ، وكأن القانونَ غيرُ موجودٍ، لم يُكتبْ ولم يُدَرَسْ أو يُدْرَسْ.

مصر الآن في حالةٍ من الفوضى الشاملةِ، تساوى فيها المتعلمُ والجاهلُ، والغني والفقيرِ، اِنعَدَمَت أُسسُ الاحترامِ، بين الأكبرِ والأصغرِ، في المنزلِ والشارعِ والمدرسةِ والجامعةِ، وفي مجالِ العملِ. الإعلامُ يُقدمُ الأمثلةَ علي الانتهازيةَ والجَشعَ، بلا وجلٍ ولا وازعٍ من خوفٍ على بلدٍ في حالٍ شديدِ الهشاشةِ. اللاعبون في السياسةِ كُلُهم من الهواةِ، يتصارعون على بلدٍ وكأنهم فيه بلا شركاءٍ، لا يُراعون اختلافاً في الفكرِ والعقيدةِ والجنسِ، ما يستحوذُ عليهم إلا كيف تكونُ سيطرتُهم، ولو بالمخالفةِ لمنطقِ العصرِ وأوامرِ العالمِ الآن ونواهيه. الشعاراتُ التي صبغَت حقبةَ مضَت يستحيلُ تكرارُها في زمنٍ لا يعترفُ إلا بالأقوى، علماً واقتصاداً، وأيضاً مجتمعياً؛ الصراخُ واستجداءُ الشعوبِ وتسخيرُِها ما عادوا علي مدارِ التاريخِ، قديمُه وحديثْه، إلا بالخرابِ والتقسيمِ ولن يعودوا بغيرِِهما.

منتهى الأنانيةِ وضعفِ الرؤيةِ. تراجعَ التصنيفُ الائتماني لمصر من أثرِ الاعتصاماتِ وقطعِ الطرقِ وتعطيلِ العملِ، وكأن المقيمين فيها في غيبوبةٍ، يريدون المرتبِ آخر الشهرِ ولو لم يجتهدوا سوى في إيقافِ مؤسساتِهم ومصانعِهم. الوحدةُ بين مسلمي مصر ومسيحييها تمرُ بأزمةٍ طاحنةٍ تُهددُ كيانَ الدولةَ، وما تنقطعُ ممارساتُ متطرفيهم في اشعالِ مزيدٍ من النيران منعاً للاقترابِ والتقبلِ المتبادلِ. محاولاتٌ مستميتةٌ للإيقاعِ بين الجيشِ والشعبِ، إساءاتٌ للجيشِ وكأنها بطولةٌ في حدِ ذاتِها. اِنعدَمَ الأمانُ في الطرقِ، تساوى في ذلك النهارُ والليلُ.


من يُشعلُ النيرانَ؟ من لا يريدُ بمصر خيراً؟ هل من إجابة؟ التفاؤلُ بعد الخامسِ والعشرين من يناير غامَ، أخفته غيومٌ قاتمةٌ من القلقِ والخوفِ من الغدِ، المُقدماتُ تؤدى دائماً إلي نهاياتٍ مُتناسبةٍ معها، إنه العلمُ والتاريخُ والسياسةُ والاقتصادُ، لا فهلوةَ ولا فتاكةَ، ولا مفاجآت. هل يستفيقُ كلُ من علي أرضِ مصر؟ هل يقدمُ المثقفون والمتعلمون القدوةَ؟ هل يَقون مصر الفرقةَ والانقسامَ والتدخلات الخارجيةَ؟

نريدُ لمصر مستقبلاً سعيداً متعددُ الخياراتِ، لكلِ مواطنيها؛ لا نريدُها نهايةً حتميةً ومفيش غير كده،،


Twitter: @albahary