الجمعة، 4 مايو 2012

جيش مصر يا صابر ...



يعلقون عليك شماعات اخفاقاتهم،  يتصورون أن قاماتِهم ستطول بالتطاول عليك، يحاولون توريطَك في نزاعاتٍ وخناقاتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ، يداومون على الإيقاع بينك وبين مجلسك العسكري، يلوون ذراعك بالبلطجة، تصوروا أن بطولتهم لا تكون إلا على حسابك، مصر ليست في أجندتهم. يستحيل أن يكونوا أسوياء، عقولاً ونفوسًا، أعمتَهم الأنانيةُ والخبث والمكر وضيق الأفق


حالٌ مصر الآن فضحَ كلَ من ادعى أنه سياسي أو داعية. من بنوا دعايتهم على مهاجمةِ الجيش المصري والتهجمِ عليه وكأنها سلمُ ترشحِهم للرئاسةِ فشلوا في تجميع الحد الأدنى من التوكيلات لدخولهم سباق الرئاسة، أخفق مسلكُهم ولا يزالون بكل البجاحة والتلامة في الشارع، بنفسِ الشعارات واللافتات، لم ولن يفهموا، أنهم خائبون باردون. وهناك من يتعامل مع السياسة بمنطق القُمرتي الذي يخادع ويقامر بكل ما يملك، وعندما يخسر يقلب الترابيزة، ويدعي الشرف تارة والجنون تارة أخرى!! يصدق نفسَه ويجمع  شلته بمنطق يا فيها لاخفيها، يهدد ويتوعد، من يعوقه؟ الجيش، لا بد من إلصاقِ التهمِ كلِها به. كيف يكون رئيسًا من لا يؤتمن؟ 


الخيالُ السئ جمحَ بمدعيي البطولة ومشخصاتييها، افتعلوا الآراء والمواقف، ولو على حساب استمرار مصالح الناس وتواصل الدراسة، إذا أصابَت حادثةُ طريق شخصيةً ما، فلا بد أن تكون بمؤامرة، وما من متآمرٍ إلا الجيش، تدهورٌ في أخلاقهم قبل أن يكونَ في العقولِ. مصر أصبحت سوقَ عكاظ لكل ما هو سئ وقبيح، كلُ واهمٍ  ومرعوشٍ ومهووسٍ  يعرض بضاعتَه الفاسدة من مواقفٍ مفتعلةٍ وآراءٍ تالفةٍ، يتصورَها فرصةَ عمرِه لهَبرةٍ


أما عن التلونِ والتبدلِ فلم يعدْ إلا عنوانًا لما بعد انتخابات مجلس الشعبِ، من فازوا قَلَبوا على الوجه الثاني، الحقيقي، بكل ما فيه من طمعٍ وحب استحواذ وسيطرة وهيمنة وشر، إما أن يؤول لهم كلُ شئٍ أو بئس المصير، إما أن تُجابَ مطالبُهم ولو بالباطلِ أو تأليب الشارعِ، من تحت، بالسنج والمطاوي والمولوتوف والخرطوش. مصلحة مصر، مش مهم؛ وكأن الانتخابات توكيلٌ عامٌ، لكلِ فعلٍِ ولو كان البطلانُ نصيبَه!! منطقٌ انتهازيٌ، كأن الحكمَ في حد ذاتِه هدفٌ، بغضِ النظرِ عن سلامةِ وطنٍ ووحدةِ أراضيه، بغضِ النظر عن اختلافاتٍ في الفكرِ والدين


مصر الحقيقيةُ حزينة، مكتئبة، غاضبة، ولا على بالِ واهمي الرئاسةِ وسالبي السياسةفي أزمنةِ الجفافِ يكثرُ الأشباحُ وأشباه البشرِ، يتصدرون الشاشات والميادين، يعيشون أدوارَ البطولةِ، بالأونطة، يتوهمون التصفيقَ والهتافَ، عظَمة على عظَمة على عظَمة، كلُ تصفيقةٍ مدفوعةُ الثمنِ، مثل كل طوبة وكل سنجة، يتناسون ويتعامون، جنونُ عظَمةٍ


جيش مصر العظيم، يجدونك عقبةً أخيرة في طريق مخططاتهم لسرقة مصر والاستيلاء عليها، لذلك يتكالبون عليك، صبرت وتحملت كل صنوف العبث والنكران والجحود، شعب مصر معك، لا تَهُن ولا تَحزَن،،

Twitter: @albahary

الجمعة، 27 أبريل 2012

الإنترنت والفن والإعلام .. على نفس الوجه

طالَبت لجنةُ النقل في مجلس الشعب بمنع المواقعِ الإباحيةِ عن الإنترنت، تحقيقاً للفضيلةِ وحمايةً للشبابِ، هكذا قالوا في حزب النورِأمرُ لا يجوز أن يمر مرور الكرامأولاً، لن تُقبل المزايداتُ على أخلاقياتِ بشريةٍ في صورتِها السويةِ، من المؤكدِ أنه يستحيل أن يرضى مواطنٌ بسوء السلوكِ من تحرشٍ وبلطجةٍ وقطعٍ للطريقِ العامِ، مروراً بالدخولِ على المواقعِ الإباحيةِ.   أما من الناحيةٍ الفنيةِ، وهي الأيسر، فإنه من الممكنِ منعَ أي موقعٍ  على الإنترنت، لكن لفترةٍ محدودةٍ، فمن اليسير جداً أن تُغيرَ المواقعُ الإلكترونيةُ عناوينها وأن يكونَ لها أكثرُ من موقعٍ بديلٍ، وهو ما يجعلُ عبءُ متابعتِها مُكلفاً، إضافةً إلى مهارةِ جيلٍ صنعَ ثورةً من علي الإنترنت في التغلُبِ على كلِ المعوقاتِ وكل محاولاتِ التحاذُقِ عليه

وإذا كان المنعُ، وهو أسهلَ ما في الحدوتةِ ممكناً لوقتٍ قصيرٍ، فإن مبدأَ المنعِ في حد ذاتِه هو المصيبةُ، لأنه سيبدأ بالمواقعِ الإباحيةِ سُلماً وطريقاً ملفوفاً للتعدي على المواقعِ السياسيةِ والفكريةِ المخالفةِ، وأيضاًعلى الفنون والأدابِ وغيرها وغيرها. هل قام المصريون بثورةٍ على من افترضوا فيهم الخنوعَ والقصورَ والغباء ليظهرَ غيرُهم تحت عباءةٍ أخرى؟! الإنترنت شارعٌ طويلٌ ممتدٌ بلا نهايةٍ، دكاكينُه على الصفين، فيها الجيدُ والردئ، ولكلِ  الاختيارُ، حسب تربيتِه وضميرِه. التربيةُ هي المهمة الأصعب والأولى بالاهتمامِ بدلاً من تسطيحِ الأمورِ واختزالِها في شعاراتٍ تُظهرُ أنوفاً مُجملةً وحواجباً منتوفةً

الإنترنت فيه سمٌ قاتلٌ، لكن ماذا عن المخدرات والسجائر والكولة؟ هل نجحَ المنعُ في القضاءِ على المخدراتِ؟ هل قَلَلَت من التدخين الصورُ المقززةُ على علَبِ السجائرِ؟ أين البحثُ الحقيقي عن مشاكلِ الاقتصادِ والديون والأمنِ والإسكان والطعامِ والصناعةِ والزراعةِ والنقل؟! مصر لن تكون كوريا الشمالية ولا أفغانستان ولا إيران، ولا هي دولةً خليجيةً في الطباعِ والفكرِ، وما شاهدَه أعضاءُ لجنةِ النقلِ بمجلسِ الشعبِ حال مكوثِهم خارج مصر، ليس لها.

ثم ماذا؟ حَكَمت محكمةٌ على الفنان عادل إمام بالحبس على ما سبقَ أن قدَمَه من أعمالٍ فنيةٍ، بأثر رجعي. وتناثرَت المقالاتُ الصحفيةُ وعبر الإنترنت عن مشروعات القوانين التي تُعَدُ وتُسَبَك للمنع والتقييد والتكبيلِ والتكميمِ، على الفنانين والصحفيين والُمعدين والمخرجين وغيرهم وغيرهم!! هل ستظهر قوانين تُمنعُ وتجرمُ الفضائيات وأجهزة الاستقبال والهوائيات؟!


هل الأجدى أن تُمنعَ دراسةَ الحاسباتِ أصلاً وكذلك إدخالِ أجهزتِها بالَمرة حتى تعمُ الفضيلةُ،؟! أم في المنع عن دخولِ مواقعٍ إلكترونيةٍ بعينِها كفاية؟! هل فكرَ أعضاءُ لجنةِ النقلِ في كيف يكون دخول الجيل الرابعِ من خدمات الإنترنت إلى مصر؟ هل تمنعُ دراسة الإعلام والفنون؟! لقد عَلَمَ الإنترنت العالم الانفتاح، وغزَت الأقمار الصناعية والاتصالات كل الحُجُب، ألا يفهمون ما يتخطى ما لُقِنوا؟ هل الانترنت والإعلام يكونون حلالاً، في بعض الأحيان، لتمرير فقط ما يُراد؟

على كلِ عقلٍ الاختيارُ والتمييزُ بحريةٍ، بلا وصاية ولا مزايدة، لا مكانَ في عالمِ اليومِ لمن يمنعَ ويسمحَ حسب كيفه ومزاجه ومصلحته. الإنترنت والفن والإعلام على نفس الوجه من العملة، الحريةُ ليس لها إلا وجهٌ وحيدٌ، بلا تأويلٍ أو تلاعبٍ،،


Twitter:@albahary

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

انبطح.. ينبطح .. منبطحون


تُفرز هذه الأيام نوعيةً غريبةً من البشرِ القادرين على التحولِ في أقل من فيمتو ثانية، ولو على حساب الأخلاقيات والسلوكيات، وما يؤكدُ ذلك ما نشهدُ من تطاولاتٍ لا استثناءَ فيها لسنٍ أو علمٍ، تلاعبٌ بالقانونِ من أجل أعلى كراسي الدولةِ، تهديدٌ بالقضاء على الأخضر واليابسِ إذا لم تكنْ الانتخاباتُ إلا مجردَ شكلٍ للاستحواز ِوالهيمنةِ. والعجبُ العجاب تبارى وزراءٍ وغيرهم من المسؤولين في الرضوخِ ولو على حسابِ الحقيقةِ والواجبِ، وكأن الانبطاحَ لزومُ المنصب، قبل ٢٥ يناير وبعده.

وما أرى في حدوتةِ الجودةِ والاعتمادِ التي طُرحَت بغير حسنِ نيةٍ منذ قرابة الأربع سنوات إلا استمرارًا لمسلسلِ الخداعِ رغم استنكارِ عقولِ الأمةِ من أعضاء هيئاتِ التدريسِ، لكن لكلِ مهمةٍ ناسُها، وللقائمين على الجودةِ بالفعلِ مواصفاتٌ ليس من السهلِ توفرُها في النفوسِ الَحيِية. الجودةُ كمفهوم لا يمكن الاعتراضُ عليها أو رفضُها، لكن ما لازمَ طرحَها من اتجاهٍ سادَ في الدولةِ لشغلِ الشعبِ بمختلفِ فئاتِه الدينيةِ والاجتماعيةِ والوظيفيةِ عن الالتفاتِ لما يُدبرُ سياسياً،  صَبغَها بنفورٍ شديدٍ من أعضاءِ هيئة التدريسِ، خاصة مع تردي أحوالِهم الماديةِ وإبعادِهم عن مناقشةِ متاعبِهم ومشكلاتِهم المزمنةِ واغفالِ آرائهم حتى المتخصصِ منها.

وفي ظلِ تدهورٍ مستمرٍ في الحالِ العامِ واسنادِ مناصبٍ لمن تعوزُهم الكفاءةُ، استخدِمَت الجودةُ سلماً لتصعيدِ البعضِ وتَزَيا بها آخرون حتى تصعدَ بهم، فازدادَت تنفيراً وكان لها من عداء أعضاءِ هيئات التدريسِ النصيبُ الأوفرُ ففشلَت فشلاً مونديالياً. 

الجودةُ مفهومٌ متكاملٌ يضمُ كلَ عناصرِ العمليةِ التعليميةِ دون أغفالٍ لأيٍ منها، سواء من باب الاستسهالِ، أو السهو، أو الممالأةِ وهو أسوأها. وقد كان ولايزالُ رفضُ أعضاء هيئاتِ التدريسِ للجودةِ متُمَحوراً حول سؤالٍ رئيسى، بأمارة إيه؟! الجودةُ هي تقديمُ خدمةٍ تعليميةٍ متميزةٍ تحققُ النفعَ العام للمجتمعِ، لكنها اِختُزِلَت الآن بتسطيحٍ مُخلٍ في كيف يشتكي الطالب، وكيف يطالبُ بإحالةِ أعضاء هيئةِ التدريسِ لمجالسِ تأديبِ، وكيف تكون الانترنت وسيلةَ سَبٍ ونشرِ أكاذيبٍ!! وكأن مبدأَ شغلِ أعضاءِ هيئاتِ التدريس قبل 25 يناير اِستُعيضَ عنه بعد 25 يناير بكيف يكونُ نفاقُ الطلابِ وإسكاتهم، على حسابِ العمليةِ التربويةِ والتعليميةِ.

العمليةُ التعليميةُ في حدوتةِ الجودةِ بصورتِها الحاليةِ أفرَدَت صفحاتٍ ولجانٍاً لوضعِ ألياتِ الشكوى، شكوى الطلاب!! لكن، أين رضاء أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ؟! أين المعاملُ والمكتباتُ والمدرجاتُ؟! أين دورِ المياه، بدون مؤاخذة؟! أين النظافة؟! وأين المياه والكهرباء في أحيانٍ كثيرةٍ؟!

 مع كلِ الاشمئناط فإن مبدأَ نفاقِ الشوارع والحارات المزدحمة هو لافتةُ هذه المرحلةِ، الصوابُ ليس الهدفَ، ولا الحقَ؛ لا غرابةَ في أن يُرفعَ شعارُ "تأديب وتهذيبَ وإصلاحَ  أعضاءِ هيئات التدريسِ"، ولا غرابةَ أن من القياداتِ الحاليةِ من لا يستحى من مراضاةِ الطلابِ على حسابِ الأدبِ والاحترامِ.

الجودةُ المعطوبةُ والانبطاحيةُ تلك لن يكون وراءها إلا التخريبُ الممنهجُ للمجتمعِ، يستحيلُ أن ينصلحَ مجتمعٌ وجامعاتُه يُعاملُ فيها أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ كمُدانون ومُذنبون ومُتَهمون، بلا خطأ ولا أمارةٍٍ، وكأن قدرَهم أن يُعاديهم نظامٌ سقَطَ وأن يتاجرُ على حسابِهم نظامٌ لم يأت بعد. ما نرى من انفلاتٍ وخلطٍ للأوراقِ نتيجةٌ حتميةٌ لتعليمٍ بائسٍ ومسؤولين تصوروا أن انبطاحَهم أضمنُ طرقِ البقاءِ، على الخرابات طبعاً،،

Twitter: @albahary

الجمعة، 30 مارس 2012

قادمٌ من تونس الخضراء ...




قضيت أربعة أيام في حمامات المدينة التي تَبعُدُ بساعةِ زمنٍ عن تونس العاصمة، مُشاركاً في أحد المؤتمرات العالمية التي نُظمت بكل المهارة والحفاوة وكرم الضيافة، وهو ليس بمستغربٍ عن ثقافةِ شعوب البحر المتوسط.  ولما كان في السفر من الفوائدِ الشئُ الكثيرُ فإنه من الضروري أن أشارك فيها من يهتم، لعل وعسى.

مشاركةُ الجامعات المصرية في المؤتمرات العالمية المعترف بها أمرٌ بالغُ الأهمية، فهو يساعد على التعريف بمصر العلم إضافة إلى إطلاع المصريين على أخر المستجدات العلمية، وما يبعثُ على السرورِ حصول بحث من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا على جائزة أفضل بحث. التآكيد على المؤتمرات العلمية المعترف بها أمرٌ لا بدَ من الوقوف عنده بعد أن انتشر بين العاملين في الجامعات المصرية النشر في مؤتمراتٍ ومجلات لا تدققُ فيما تنشر، طالما أن المعلوم تم سداده، وهو ما يسئ إلى سمعة المناخ العلمي في مصر خاصة وأن العديد منها له من الزبائن المصريين نصيبٌ كبيرٌ، استكمالاً لمسيرتهم في التحاذق ودهان الهوا. من الأساسي ألا تدعم جامعاتنا المُقتِرة أصلاً نفقات نشرِ أبحاثٍ فشنك، في مجلات ومؤتمرات تدخل تحت طائفة العشوائيات. 


أما الشعب التونسي فهو راقٍ مثقفٌ مضيافٌ ذواق، إجراءات الحصول على التأشيرة سهلة بلا تعال، الإجراءات في مطار قرطاج سلسة وسريعة، طبعاً التونسيون مُستثنون من الوقوف في طوابير المطار وهو ما يجب أن نتعلمه في مصر. 


يجبُ ألا ننسى، رغمًا عن من يريدون للكل أن ينسى، أن الفنَ المصري صاحبُ فضلٍ عظيمٍ في نشرِ اللهجةٍ المصريةِ وهو ما يجعلُ المصري لا يشعرُ بالغربةِ أينما حَلَ، كما أنه يُوَحِد الشعوبَ العربيةَ على فنانيه وإبداعاتِهم  وهو حتى الآن الحدُ الأدنى الوحيدُ والممكنُ، فقد ملآت الأجواء أغاني أم كلثوم ووردة ونجاة الصغيرة، وهذا الفنُ الجميل يسمو على دعاوى التحريم ووأدِ حريةِ الفكرِ والتعبيرِ تحت مسمياتٍ ما وراءها إلا العزلةُ والعذابُ.  وإذا كان الفنُ المصري قد لمَ الشملَ فقد مَزقَه المنتسبون كذباً ومرضاً للرياضةِ سواء كانوا في الإعلامِ أو في الإداراتِ أو في المدرجاتِ، فرَقوا بين مصر والعرب، وبين المصريين في القاهرة والمصريين في بورسعيد وغيرها. 


لقد حسَمَ حزبُ النهضة الإسلامي نزاعَ الدستور بكل الواقعية والتعقل، لم يستحوذ ولم يحتكر؛ هل يتعلمُ منه الإخوان، أم تأخذهم العزةُ بالإثم؟ التجمعاتُ الفئوية بأشكالها وتصنيفاتها أيضًا موجودة وإن كانت بدرجةٍ أكثر هدوءًا مما نعاني منه في مصر. 


في الدولِ العربيةِ كثيرٌ من الخيرِ، في البشرِ والطبيعةِ، من الخسارةِ أن تتخلفَ في زمنٍ قاسٍ لا يرحمُ، من المؤلم أن تُظهرَ الرياضةُ أسوء ما في الثقافةِ والطباع العربيةِ، لكن أليس من الضروري أن نسأل من يتحملُ المسؤوليةَ؟ إذا واصلنا خداعنا لأنفسِنا فاللومُ على المؤامراتِ والحقدِ على حضارتنا وتاريخنا،،


Twitter: @albahary 

الأصل والرؤية The Original & the Vision


نظم مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية مؤخرآ معرضآ مشتركآ لفنان النحت هانى السيد وفنان التصوير الفوتوغرافى عبد الله داوستاشى.


جاء فى النشرة المصاحبة للمعرض تحت عنوان "نحت ملهم للصورة" ما يلى : "ثالث لقاء إبداعى بين عبد الله داوستاشى وهانى السيد حيث تشكل عدسة الأول لقطات جمالية من منحوتات الثانى حيث تلهم منحوتات هانى السيد التى شكلها بالحديد بلونها الأسود الصادم عدسة عبد الله داوستاشى وتوزيعات الإضاءة والظلال والخلفيات الملونة تكوينات فنية موازية للمنحوتات ومحققة وحدة بين الفنون وعمل جمالى يمكنه مستقبلآ تجاوز قاعات العرض التقليدية لأفاق جديدة باهرة."


استخدم الفنان هانى السيد أجزاء ميكانيكية لتكوين أعماله الجميلة داكنة اللون والتى تعبر عن رؤيته الخاصة وتمثل نتاج خياله مقدمآ أشكالآ قد يتعرف عليها المشاهد ويتخيلها بدوره.


فى حين جاءت صور الفنان عبد الله داوستاشى على خلفية من الألوان الجميلة مركزة على أجزاء من الأعمال رأى فيها شكلآ جماليآ أو غريبآ وساهمت فى لفت نظر المتفرج لما قد يكون فاته أثناء المشاهدة.

معرض متميز وتعاون مثمر يضيف بعدآ جديدآ فى عرض ومشاهدة الأعمال الفنية.

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

شاهدت في السينما



فيلم تشويقى حول رجل بوليس سابق يهرب من الحبس ويهدد بالإنتحار من أعلى مبنى فى محاولة لإثبات براءته من التهمة التى قادت إلى حبسه.
السيناريو يسير هو أيضآ على الحافة مثل الشخصية الرئيسية إلا أنه يصل بالفيلم فى النهاية إلى بر الأمان مقدمآ فيلمآ تجاريآ جيدآ بفضل جهود مخرجه أسجر ليث الشاب الدنمركى الذى يقدم أول أفلامه فى الولايات المتحدة وجهود الممثلين.


درجة الفيلم : 6,5 من عشرة


فيلم أكشن حول شخصية الدراج الشبح (مارفل كوميكس) الذى يلجأ إليه راهب فى محاولة لمنع إنتقال روح الشيطان إلى جسد طفل.
الفيلم هو الجزء الثانى من "الدراج الشبح" (2007) لنفس الممثل نيكولاس كيج ولكن بطاقم فنى جديد وأحداث تدور هذه المرة فى أوروبا.
الفيلم رغم ضعف وتكرار قصته مبهر بفضل ثنائى الإخراج الملم بأحدث التقنيات والخدع وينجح إلى حد كبير فى نقل روح الكوميكس إلى الشاشة الكبيرة.




درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
 فيلم أكشن حول الشخصية الخيالية شرلوك هولمز فى إحدى مغامراته لمنع غريمه البروفيسور موريارتى من السيطرة على العالم.
الفيلم هو الجزء الثانى من الفيلم الإنجليزى "شرلوك هولمز" (2009) بنفس طاقم العمل ما عدا كتابة السيناريو حيث حرص كاتبا هذا الفيلم (زوج وزوجته) على تحويل شرلوك هولمز من رمز للذكاء وحل الألغاز إلى بطل قومى سوبر على غرار العميل السرى جيمس بوند ودفعه للقيام بأعمال غريبة مثل الإختفاء أو التنكر فى زى إمرأة بحثآ عن القبول والنجاح لدى الجماهير على حساب قيمة الشخصية.
الفيلم ما زال ممتعآ ومسليآ لجودة باقى عناصره وقد نرى جزءآ ثالثآ قريبآ.


درجة الفيلم : 6,5 من عشرة



فيلم أسطورى حول الفلاح تيسيوس الذى دربه زيوس وصراعه مع الملك الشرير هايبريون الذى يسعى للسيطرة على بلاد اليونان وإطلاق سراح العمالقة بواسطة قوس مسحور.
الفيلم من إنتاج نفس المجموعة التى قدمت من قبل فيلم ‪"300"‬ إلا أن القصة هنا ليست بنفس القوة لكن المتعة موجودة والخدع جيدة.
الممثل الشهير ميكى رورك يجد فى الملك الشرير دورآ يناسبه تمامآ فى حين يجد هنرى كافيل فى دور تيسيوس فرصة للظهور قبل دوره كسوبرمان فى فيلمه القادم.
إخراج جيد من الهندى المقيم فى الولايات المتحدة تارسم سينج.


درجة الفيلم : 7 من عشرة
     
فيلم خيال علمى حول مجموعة من المواطنين الأمريكان فى زيارة لموسكو يواجهوا غزو كائنات من الفضاء الخارجى تبحث عن الطاقة.
محاولة من الروس لمنافسة الفيلم الأمريكى لكنها لا تحمل الجديد بإستثناء بعض الخدع البصرية وبعض المناظر والديكورات الملفتة (تخصص المخرج سابقآ).
لحسن الحظ لا يدوم الفيلم أكثر من الساعة إلا قليلآ ربما حرصآ على الطاقة!

درجة الفيلم : 6 من عشرة
  


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الثلاثاء، 20 مارس 2012

على كف عفريت ...


يخرُج المصري من بيتِه والقلقُ رفيقُه، في نزولِه السلالِم، في خروجِه إلى الشارعِ، داخل سيارتِه أو في وسيلة نقلِ عامةِ، يقضي وقتَه وفكرُه مشتتٌ، يعودُ إلى منزلِه وفراشِه وما في عقلِه وعينيه إلا النومُ الممزوجُ  بالقلقِ. المصري قلقٌه غالبٌ من خطرٍ  كامنٍ قد ينقضُ عليه، أو على من يحبُ، قليلُ الحيلةِ، أعزلَ؛ هكذا أصبحَ  وصار، المصريون. الخطرُ الكامنُ ليس مجهولاً، إنه معروفٌ يمرحُ بلا خوفٍ ولا رهبةٍ، بلطجةٌ تهددُ النفسَ أو المالَ، اعتصاماتٌ تمنعُ أي مصري عن عملِه وحاجاتِه، حقوقُه ضائعةٌ في وقتٍ عَزَ فيه الدفاعُ عنها، لا شرطةَ ولا قانونَ، رجعَ زمنُ الفتوات، من يأخذون القانون بأيديهم ويقيمون عدلَهم الظالمَ الفاجرَ

أصبحَ القلقُ مناخًا ونفَسًا، تساوى فيه العامةُ والدولةُ بمؤسساتِها التي فقدَت كيانَها وهيلمانَها وسيطرتَها ورؤيتَها، العفاريتُ تهددُ الجميعَ بلا تمييزٍ، الكلُ يُحضِرُها بالاعتصامات، بالانفلاتِ الأخلاقي، بالعشوائيات، بالتعدي على هيبةِ الدولةِ وأرضِها وأشخاصِها، باندحارِ الشرطةِ، بالانتهازيةِ السياسيةِ في مجلس الشعبِ وخارجِه، بالجشعِ الإعلامي الذي لا يفهمُ إلا لغةَ المال؛ أنانيةٌ طَغَت على حسابِ مستقبلِ دولةٍ أنشأت التاريخَ. كيف تسيرُ دولةٌ  وتستمرُ وكلُ من فيها مشغولٌ بهمٍ ثقيلٍ، بكيف ستكون دقيقتُه القادمةُ؟ هل سيجدُ فيها نفسَه؟ هل سيجدَ قوتَه؟ الكلُ على نفسِ السؤالِ والمرارةِ.  

حالُ مصر الآن لا يبشرُ، لا يبعثُ على الأملِ، مصر الدولةِ تُخطفُ سياسياً، ومصر المواطن تنهَبُ، الحالُ ساءَ بعد أملٍ لم يطُلْ زمانُه.  هل تقوى مصر على ثورةٍ جديدةٍ؟ هل مازالت فيها الطاقةُ؟ من المؤكدِ أن حالٍ كهذا لا يُبقي على دولةٍ، من المؤكدِ أن الحوارَ لم يعدْ عاقلاً ولا مُتسامحًا ولا مُنفتحًا.

هل تستمرُ دولةٌ وكلُ من فيها وما بها على كفِ عفريت؟ 

Twitter: @albahary