الاثنين، 7 يوليو 2008

الفقرُ قلةُ قيمةِ.. للدولِ كما هو للبشرِ


لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته، رأيتُ ذا الغني مهيباً وذا الفقرِ مهيضاً، قالها سلفُنا منذ ما يزيدُ علي الألفِ عامٍ، خبرةُ الأيامِ. شخصٌ ضخمٌ مترهلٌ، رثُ الثيابِ، جائعٌ، ثقيلُ الحركةِ، من الطبيعي أن ينعدمُ تأثيرهُ وإنتاجُه الفكري والجسدي، لا ابتكارَ عنده، ما هو بقادرٍ علي التأثيرِ ولا علي مجاراةِ من حوله، الأصحاءُ، القادرون علي العطاءِ. أنها سنةُ الحياةِ، البقاءُ للأصلحِ، القابلُ للتأقلمِ، للتعلمِ، للعيشِ في جماعةٍ، للأخذِ والعطاءِ، لا الأخذِ فقط ومدِ اليدِ.
الدولُ مثلُ البشرِ، إنها تتكونُ منهم، يكونُ تأثيرُها بقدرِ ما تقدم للإنسانيةِ من علمٍ وصناعةٍ وزراعةٍ واقتصادٍ وأدبٍ وفنٍ؛ تأثيرٌ لا يأتي إلا بالكدِ والعملِ، بانتهاجِ مبادئ الديمقراطيةِ الحقيقيةِ، باحترامِ حقوقِِ الإنسانِ والمواطنةِ، بتقبلِ الرأي الآخرِ. يستحيلُ أن يكون للديكتاتوريةِ والاستبدادِ والقهرِ مكانٌ في عالمِ اليومِ، لا تقومُ دولةٌ عليهم، الشعوبُ المكبلةُ المُهمشةُ لا تنتجُ، لا تبتكرُ، لا تتجاوبُ؛ إنها تلاوعُ، تخادعُ، تغشُ، مثل حكامِها، علاقةٌ تبادليةٌ أساسُها عدمُ الاحترامِ.
عالمُ اليومِ به من الدولِ الخفيةِ ما يفضحُ نظمَها الحاكمةَ ومعارضيها وشعوبَها علي قدرٍ سواءٍ، إعلامٌ عالي الصوتِ، عديمُ الرؤيةِ، مناصبٌ للمنافقين، أموالٌ مبعثرةٌ علي المظاهرِ، معارضةٌ ما وراءَ حلولِها غيرُ محاربةِ طواحينِ الهواءِ والعويلِ والاندثارِ، الجوهرُ شديدُ البؤسِ. دولٌ تقدمُ من إخفاقِها وقلةِ حيلتِها العظاتِ لمن اعتبرَ ويعتبرُ، لكل من يتحاشى مآلَها.
طفيلياتُ العالمِ، تسحبُه للوراءِ، لو أُتيحت لها الفرصةُ، كم من الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ فيها، لن أسميها، معروفةٌ بالاسمِ، مهما توهمَ حكامُها الحكمةَ والعقلَ، مهما تحدثوا باسمِ شعوبٍ تتبرأ منهم، مهما صرخَ وادعي معارضوهم. لا يسودُ جائعٌ، ولا بردانٌ، ولا جاهلٌ، يستحيلُ أن يكون له من الاعتبارِ ذرةٌ، فرداً كان أو دولةً، الغُصةُ شديدةُ المرارةِ،،

ليست هناك تعليقات: